إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم - الصفحة 3 - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات



الـنور الإسلامي العــام [القرآن الكريم] [اناشيد اسلاميه صوتيه ومرئيه] [السيره النبويه] [اناشيد اطفال] [ثقافة إسلامية]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
كُتبَ بتاريخ : [ 08-24-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 21 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



اظفر بذات الدين الله سبحانه وتعالى خلق أزواج البشر من أنفسهم ، له ميزة أكبر من ميزة خلق الأزواج من سائر المخلوقات، فما معنى: " من أنفسكم "
قال بعض العلماء : " من أنفسكم " يعني : من جنسكم وليس من جنس آخر، كأن يكون الذكر بشرا والأثى جنا أو ملكا أو حيوانا، وهذا ما لا يمكن، لأنه لا يكون بينهما توافق وتجانس، إذن لا بد أن يكون الذي تتصل به ويتصل بك من جنسك، بينكما تمام الموافقة في أصل التكوين وفي الطباع، وفي أشياء أخرى لا تعد ولا تحصى، فالوفاق بين جنسين مختلفين لا يكون كما لا يكون بين جنسين متماثلين.
وقال البعض : " من أنفسكم " إشارة إلى ما يقوله بعض الرواة من أن حواء خلقت من ضلع آدم ، وأخذا من قوله تبارك وتعالى: " هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها " الأعراف 189 0
ونحن نعلم يقينا أن أبانا آدم عليه السلام، الذي هو الأصل للبشر خلق من تراب ومن طين ومن حماء مسنون، ومن صلصال كالفخار، بحسب الأطوار التي يمر عليها التراب إذا عجن بالماء كما هو معروف ، فالأصل الأول هو التراب ثم إذا عجن بالماء صار طينا، وإذا ترك الطين مدة صار حمأ مسنونا ذا رائحة نتنة، والناس إنما يتركون الطين مدة حتى يتماسك ويصير صالحا للبناء، ولصناعة معينة، وبعد ذلك صورت منه صورة إنسان فكان كالفخار، ثم خلقت حواء، هل من بقية طين آدم ؟ وهذا ما لم يقل به قائل، ولم يرد به أثر0
وإنما قالوا : خلقت حواء من ضلع آدم، بل قالوا: من ضلعه الصغير الأيسر، واشتهر هذا وتواتر عند المحدثين والمفسرين، ولكن لا تعتقدون هذا أمرا يقينيا، إن هي إلا رواية لا تصدق ولا تكذب، لأننا لا نجد في القرآن الكريم دليلا على هذا ولا على نقيضه، وإن قالوا: إن هذا مذكور في التوراة، ليس أمامنا إلا السنة، فهل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في هذا ؟ 0
قالوا : إنه صح عنه قوله : " خلقت المرأة من ضلع أعوج ، إن أردت أن تقومها انكسرت" على خلاف في الروايات، ونص الحديث عند البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ، واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا " 0
وجعل البعض هذا دليلا فصدقوا ما ورد في التوراة ، من أن حواء خلقت من آدم 0 بينما البعض : قيل لا يدل الحديث على كون حواء خلقت من آدم ، وإنما هذا الحديث خرج مخرج التعليل ، أي إن للمرأة طباعا غير طباع الرجل ، ولها ضرب من الضعف الخلقي ، فهي لا تصب كما يصبر الرجل، ولا تتحمل كما يتحمل الرجل ، وهي سريعة التأثر والانفعال .
وهذا الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم ، فشبهها بالضلع ، والضلع معوج ، ولا يمكن أن يقوم ، وهو معوج باعتبار الهيئة، وإلا فتلك هي استقامته، لأنه لا يؤدي وظيفته في الجسم إلا بذلك الاعوجاج .
فحذار أن نعتقد اعتقادا يرسخ في أذهاننا، أن حواء خلقت من جزء اقتطع من آدم، وإنما هذا قول قيل، وروي فيما روي فيما روي، ولنسلم الأمر لله سبحانه وتعالى، وقد نبهنا الله تبارك وتعالى بقوله : " ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض، ولا خلق أنفسهم " الكهف 51
لم أشهدهم ولم أحضرهم يوم خلقت السماوات والأرض، ولا ساعة خلقهم، لم يشهد ذلك الملائكة ولا الجن ولا الإنس، وإذن هم لا يعلمون شيئا من حقيقة التكوين، وكل ما يقال هو رجم بالغيب، إلا أن يكون دليلا قطعيا، ولا وجود له في هذه القضية0
ولذلك كان الميل إلى تفسير : " من أنفسكم " بمعنى من جنسكم أحسن وأصوب، وله شاهد من قوله تعالى : " لقد جاءكم رسول من أنفسكم " التوبة 128 ، هذا امتنان من الله تعالى، بأن جعل الرسول صلى الله عليه وسلم من أنفسنا، ولكن هل يدل قوله : " من أنفسكم " على أنه اقتطع أزواجنا من أجسامنا ؟ 0 كلا، وإنما معنى النفسية: هو من جنسكم.
في النبي زكريا : " وأصلحنا له زوجه " الأنبياء 90 يعني : زوجته ويقول للنبي آدم : " يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة " البقرة 35 ، لم يقل : أنت وزوجتك، والأفصح في استعمال العرب لكلمة " زوج " بدون تأنيث0
" لتسكنوا إليها " : فسر بعض المفسرين هذا المعنى تفسيرا بسيطا، فقالوا : بمعنى لتميلوا إليها0 حقا في السكون ميل، بدليل قوله : " إليها" ولكن أصل السكون في اللغة العربية، هو الاستقرار
والطمأنينة الذي هو ضد الحركة، فتقول: سكن هذا الشيء إذا ثبت وصار لا يتزلزل ولا يتحرك ولا يتذبذب، وتقول : اشترى فلان دارا ليسكنها، أي ليستقر فيها، يفارق معنى سكن أبدا، وهذا ما نلاحظه0
ولكل كلمة في العربية معنى لا يكاد يفارقها مهما تصرفت، إذ قد تختلف المواد والصيغ منها إلى اسم الفاعل، واسم المفعول والمصدر وغيرها وقد تستعمل في معاني قد تبدو بعيدة عن الأصل، ولكن عند التحقيق نجد المعنى الأصلي ملازما لها، وعلى هذا يجب أن نفهم قوله تعالى : "لتسكنوا إليها "0
ولمن يقرأ بإمعان فليتذوق حلاوة كلمة: " لتسكنوا " ومقامها السامي في الآية وفي الحياة الزوجية، وتمكنها في هذه المقام، حتى لا توجد كلمة تسد مسدها أبدا.
وللحديث بقية إن شاء الله .


ناصر بن محمد الزيدي

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 08-26-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 22 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



اظفر بذات الدين 2-2 اعداد : ناصر بن محمد الزيدي
خلق الأزواج من كل شيء من مخلوقات الله تعالى آية من آيات الله ، ولكن الله تعالى خص الكلام هنا على خلق الأزواج من الأنفس البشرية ، والخطاب لبني آدم.
فلا يكفينا قول من قال: إنه بمعنى: لتميلوا إليها، لا، لايكفينا هذا، وليس المراد الميل فقط، وإنما يريد سكن النفس والطمأنينة والاستقرار وهذا ما يشعر به الزوجان إذا رزق كل واحد منهما زوجا صالحا في صاحبه،فهو قد يدخل البيت مضطربا قلقا بسبب أعماله وهمومه الخارجية ، حتى إذا أوى إلى بيته يجد امرأة صالحة، فيطمئن ويزل كل ما به من قلق، واضطراب نفسي أو فكري، بكلامها وحسن عشرتها، والقيام بشؤون بيتها وغير ذلك0
قال الله تبارك وتعألى : " إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم " سورة التغابن 14. نعم: يمكن أن تحمله على كسب الحرام ، أما عادة النساء في السلف الصالح، فكانت الواحدة منهن تقف كل يوم مودعة زوجها قبل ذهابه إلى عمله وتقول له: يا فلان، اتقي الله بنا فنحن بك، نصبر على الجوع، ولا نصبر على الحرام، ما هذه الأخلاق العظيمة0
إذن : للسكون معنى خاص متميز، وهذا الذي مهد له بقوله: " ومن آياته"، ومن سمع هذا يستعد لفهم هذه الآية الكبرى فهما واسعا،: " لتسكنوا إليها " أي لتستريحوا وتطمئنوا وتميلوا وتستقروا، وهذا هو المطلب الحقيقي، إنها السكينة والطمأنينة، هذه الذي عليه صلاح البيوت والأسر، فإذا كانت هناك زوجة يسكن إليها الزوج ويطمئن، وزوج تسكن إليه الزوجة وتطمئن فهذان اللذان ينشئان أولادا وذرية صالحة، يرثون عن آبائهم هذه السكينة وهذا الاستقرار0
أما إذا كان هناك نزاع وخصام بين الزوجين فإن الأولاد يتأثرون بهذا ، ويرثون هذه الطباع، وتستمر معهم طوال أعمارهم0 بهذا نفهم الفهم الحقيقي لكلمة: " لتسكنوا إليها " ، ولو كان غير القرآن الكريم لقلنا: خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتميلوا إليها، والميل قد يكون غير زواج ، لأنه ليس مترتبا على عقد النكاح ، فالإنسان يميل لغير زوجه، وقد يميل قبل العقد، وإنما الذي امتن الله به هو شيء فوق الميل الطبيعي، فبين الميل والسكينة بعد المشرقين، وبعد ما بين السماء والأرض.
قوله تعالى: " وجعل بينكم مودة ورحمة" ، ومن العجيب أننا لو فسرنا قوله: " لتسكنوا إليها " بالميل والحب لكان قوله تعالى: " وجعل بينكم مودة ورحمة " شبه تكرار وأهل البلاغة يقولون : " التأسيس أولى من التأكيد " والتأسيس هو زيادة معنى جديد، وهذا خير من أن تكون الكلمة الثانية مؤكدة للكلمة الأولى0
المودة ظاهريا: هي الحب، ولتكن ما قلناه في السكون نقوله كذلك في المودة، ولنتذوق حلاوة الكلمة واستعمالها، فلا نرى أن الود مرادف للحب والمودة مرادفة للمحبة في العربية، وإلا فلماذا لم يقل هنا: وجعل بينكم محبة ورحمة ؟

وأرى أن الرادف في العربية، قد يكون في أسماء الذوات، كالسيف
مثلا، فتقول: هذا سيف، وهذا حسام، بينهما تمام الترادف، وإنمال جاء الترادف من اختلاف لهجات العرب واستعمال بعضها للفظ دون آخر، وأما في أسماء المعاني فالترادف المطلق غير ممكن، ولا بد أن يكون هناك فرق بين المترادفات إلا أن الفرق قد يبدو قويا واضحا، وقد يكون دقيق خفيا0
ولنتذوق كلمة الحب وكلمة الود، فهل نجدهما مترادفتين تماما ؟ ، لا أظن ذلك ، فها نحن نستعمل كلمة " يود " بمعنى يريد فنقول : يريد فلان أن يسقط ، فهل هو يحب ، ويقول أحدنا : وددت لو أفعل كذا ، أو أود أن أفعل كذا ، لا نستعمل كلمة أحب في هذه المعاني 0
والود بمعنى الحب يلاحظ فيه معنى القصد الحقيقي، وكأنه كسب، بينما الحب شيء يوضع في القلب من غير قصد، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن عدل بين زوجاته العدل الظاهري في المأكل والمشرب والمسكن والمبيت : " اللهم هذا قسمي فيما أملك ولا تملني فيما تملك ولا أملك"، وذلك لأن الحب القلبي أو الميل القلبي ليسا من أفعال الإرادة وكسب الإنسان، ولقد كان له عليه الصلاة والسلام ميل إلى بعض زوجاته خاصة عائشة وبعدها زينب بنت جحش رضي الله عنهن جميعا 0
ثم إن الله تعالى لم يكتف بالمودة حتى عطف عليها الرحمة ، وهذا من إعجاز كلام الله تبارك وتعالى ، فالله تعالى خالق الأنفس وخالق الأزواج يعلم ما خلق ومن خلق ، كما قال الله تبارك وتعالى : " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " الملك 14 ، فماذا يعلم بخصوص الأزواج 0
يعلم ما يحدث بين الأزواج من الأشياء التي قد تؤدي إلى النشوز والشقاق والفرقة ، وأشياء تنقص من الود والحب ، والبيوت لا تبنى دائما على الحب، أخطأ من ظن هذا، ولقد ضل شباب العالم اليوم لما قالوا : إن كل شيء يبنى على الحب فعبدوه، وتجاوزوا كل طور في تقديسه، على الرحمة في القلب تحمل صاحبها أن لنا أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، تثبت أن البيوت لا تبنى أبدا على الحب فقط ، وإنما على الحب والمودة وعلى الرحمة، فما هي الرحمة؟ الرحمة رقبة في القلب تحمل صاحبها على الشفقة والعطف والإحسان إلى الغير والاحتمال والصبر .
وللحديث بقية نواصله إن شاء الله .
0 فهل الكلمتان متشابهتان، بحيث لو وضعنا إحداهما مكان الأخرى؟ كلا : وإذن لاستعمال كلمة المودة معنى غير المحبة ، وليس بلينهما نترادف وتوافق 0

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 08-27-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 23 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



الدين النصيحة أخي الكريم : لا زال الحديث متواصلا حول النصيحة، فعن تميم بن أوس الداري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(الدين النصيحة)، قلنا لمن؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين
وعامتهم) رواه مسلم0
إن النصيحة كلمة يعبر بها عن إرادة الخير للمنصوح، وهي واجبة على المسلمين لأنها عماد الدين وقوامه، وهي أن تكون خالصة لله تبارك وتعالى، وذلك بصحة الإيمان به، وإخلاص العبادة له لا شريك له، قال الله تبارك وتعالى : " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي، أنما إلهكم إله واحد، فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) الكهف 110
فكل عمل مهما كبر أو صغر، لم يقصد به وجه الله، فالله غني عن، الشركاء، ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض، ولا حين خلقهم في أحسن تقويم، وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة، وسخر لهم ما في السماوات والأرض، وفضلهم على كثير ممن خلق.
أبعد هذه كله يؤكل خيره ويعبد غيره، ليس هذا من الإنصاف في شيء ، ولولا هوى النفس الأمارة بالسوء، ونزغا ت الشيطان، الذي أخبرنا الله عن حال الشيطان مع الإنسان الأول أبينا آدم عليه السلام، قال الله تبارك وتعالى: " يا آدم: إن هذا عدوٌ لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى " طه 117 0وقال أيضا : " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا، إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) وقال تعالى : " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة " البينة 5 0
فمن عرف الله وآمن بأنه خالق ورازق، منه المبدأ وإليه الرجعى لا بد أن يفرده بالعبادة، ويطلب منه العون والتوفيق، في أن تكون أعماله كلها خالصة مخلصة لوجهه الكريم سبحانه وتعالى0
وتكون لكتاب الله تعالى، وذلك بالتصديق به بأنه منزل من عند الله وحده على الرسول محمد بن عبد الله، بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام قال الله تبارك وتعالى: " وإنه لتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلبك لتكون من المنذرين، بلسان عربي مبين " سورة الشعراء 192:195 0
ولا بد من آمن بأن القرآن، الذي أنزله الله رحمة للعالمين وهداية وشفاء للمهتدين، ومنهجا ومعجزة إلى يوم الدين، ومعجزة وحجة للرسول الأمين محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وأن يحل حلاله، ويحرم حرامه، وأن يقف عند حدوده، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، قال الله تبارك وتعالى: " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، وأولئك هم المفلحون " سورة آل عمران 104
معرفة الله هي السعادة
فمعرفة الله خير ما يتسلح به المؤمن في هذه الدنيا، فهي حصن من نزغات الشيطان، وأهواء النفس الأمارة بالسوء، قال الله تبارك وتعالى:
" إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولايحض على طعام المسكين فليس له اليوم هاهنا حميم " الحاقة33 /350
أي يجب أن نعرف عظمة الله، إن لم نعرف عظمة الله فلا بد من أن نخترق حدوده، ولا بد من أن نتجاوز أوامره، أما أذا عرفنا عظمة الله عز وجل وعبدناه حق العبادة حصلنا على الخير العظيم0، ونلنا رضاء رب العالمين0
فالقضية كلها تتلخص، في أهمية أن نعرف من هو الله، كي نطيعه، ونقبل عليه، ونرجو ما عنده، ونخاف وعيده، ونرجو وعده ورجاء ما عنده، لا بد من أن نقبل عليه بجميع ملكاتنا، وهي موهبة منه سبحانه وتعالى، وأن نسعى إليه بالعمل الصالح، ولن نستسلم لقضائه ولن نرضى بحكمه، إلا إذا عرفناه حق المعرفة، فإذا عرفناه حق المعرفة رضينا بقضائه، وصبرنا على بلائه، ورأينا حكمة ما بعد ها حكمة، ورأينا علما ورحمة ولطفا وعطفا وعدلا.
فكلما عرفناه استسلمنا له، وأقبلنا عليه، وخضعنا له واتمرنا بأمره وانتهينا بنواهيه، وأقبلنا على عبادته، وخدمنا عباده، فنحن يجب أن نعرف الله، أما أن يقال فقط، الله خالق الكون، فهذه معرفة بسيطة، لا تقدم ولا تؤخر، وهذه المعرفة لا تحجزنا عن محارم الله، هذه المعرفة في مجموعها كذلك لا تحملنا على طاعة الله0
فأن نقول: الله خالق الكون، ومتصرف في جميع خلقه، ولنا انحرافات عديدة، وتجاوزات كثيرة، ومع ذلك لنا طموحات دنيوية عديدة ومديدة، فهذه مغالطات صريحة، أما إذا عرفنا من هو الله؟ 0
وهذا هو الهدف من هذا البحث، وأن نزداد معرفة بالله يوما بعد يوم لأنه كلما ازدادت هذه المعرفة كلما ازداد الخشوع والطاعة والخوف والإقبال، والاستسلام والرضا، والانصياع والفداء والنصيحة والاخلاص، أي: إن حجم عملنا بحجم معرفتنا، وحجم سعادتنا بحجم أعمالنا، أي أن الدين كله يمكن أن يلخص بثلاث كلمات: (معرفة، طاعة، سعادة) على قدر معرفتنا نطيع الله عز وجل، وعلى قدر طاعتنا نسعد به0
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه فقال:(اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما أحب) متفق عليه 0

وللحديث بقية إن شاء الله.

ناصر بن محمد الزيدي


توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 08-27-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 24 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً




الدين النصيحة 2-2
تحريم الربا تحريما أبديا، لايستدرك على حكم الله في الربا، وما حرمه الله إلا لما فيه من المضرة، للفرد والمجتمع، قال الله تبارك وتعالى: " يا أيها الذين آمنوا لاتأكلوا الربا أضعافا مضاعفة، واتقوا الله لعلكم تفلحون " سورة آل عمران 130 0
الربا وأثره السلبي :
قال الله تبارك وتعالى: " يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم " البقرة 276 0 يمحق الله الربا، هذه الآية الكريمة، وهذه العقيد الإيمانية، فالمرابي يقول لك العكس: أيعقل أن أجمد المال دون أن أضعه في مصرف، لأتقاضى عليه فائدة مجزية أعيش بها؟، وهذا يتعارض مع الحديث النبوي الشريف:" كل لحم نبت من سحت النار أولى به" وليس سحتا أعظم من المال الذي مصدره الربا0
أيها العاقل أنت بوصفك مؤمنا وتعلم أن الله عز وجل يمحق الربا، وهذا المعرض الكافر يطرح نظرية أخرى، وهي أن الإنسان لا بد من أن يستثمر ماله، والأيام تدور والوقائع تتجدد، فإذا بهذا المرابي يذهب ماله كله، لأن الله يمحق الربا، فمن الذي هيمن في هذا الموضوع ؟ 0الله وحده هو بيده مقاليد الأمور0
محق الربا ماله، والأيام أكدت هذه الحقيقة، أفأنت المهمين أم الله الواحد القهار، وأنت تعتقد أن الإنسان، إذا غض بصره عن محارم الله، أورثه الله نورا في قلبه ولذلك ذكر الله تعالى آية النور، عقيب آيات غض البصر، وكان شاه بن شجاع الكرماني، لا تخطئ له فراسة، وكان يقول: من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات لم تخطئ فراسته 0
وانعكس الأمر لآكل الربا على حياته الزوجية، يقول لك آخر: لا، هذه العين يجب أن تستمتع ، فهذا الجمال لمن خلق؟ ألم يخلق لنا، فلا بد من إطلاق البصر، وأن تملأ العين من هذه المناظر الحسنة الجميلة0
وتقول له: لا، ورأيك خطأ هذا أمر إلهي، وهذه آية قرآنية، وتدورالأيام فإذا بهذا الذي يمضي نهاره كله في الطرقات، يملأ عينيه من الحرام قد أصيب بمرض ارتخاء الجفون، من الذي هيمن في هذا الموضوع ؟ المسرف على نفسه أم من له الخلق والأمر0
من مكائد اليهود في المدينة :
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى بني النضير يستعينهم في دية العامر بين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري، فلما خلا بعضهم ببعض قالوا: لن تجدوا محمدا أقرب منه الآن فمن رجل يظهر على هذا البيت فيطرح عليه صخرة فيريحنا منه؟
فقال عمرو بن جحاش بن كعب: أنا فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر فانصرف عنهم، فأنزل الله تعالى فيه وفيما أراد هو وقومه: " يا أيها الذين آمنوا أذكروا نعمة الله عليكم، أذا هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم، فكف أيديهم عنكم، واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون" المائدة 11 0
من الذي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتحول عن هذا المكان، الله عز وجل، هم اتفقوا في غرفة محكمة الإغلاق قال ابن إسحاق: ثم خلا بعضهم ببعض، فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد إلى جنب الجدار لبيوتهم افقوا على ذلك والله عز وجل أخبره، لأنه عليم بما يقولون وما يدبرون0
عمير بن وهب القرشي يريد قتل الرسول :
يحكى أن عمير بن وهب القرشي كان شيطانا من شياطين الأنس، وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويلقون منه عناء أذاهم بمكة، وكان ابن عمير بن وهب أسيرا من أسارى أهل بدر قال: فذكروا أصحاب القليب بمصابهم، فقال صفوان ابن أمية: والله ما في العيش خير بعدهم0 قال: عمير بن وهب: والله لولا دين علي ليس عندي قضاؤه، وعيالي أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقله، فإن لي فيهم ابني عندهم أسير في أيديهم0
قال صفوان بن أمية " فاغتنمها فرصة ": علي دينك أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أسويهم ما بقوا، لا نسعهم بعجز عنهم، قال عمير : أكتم عني شأني وشأنك قال: أفعل0
ثم أمر عمير بسيفه فشحذ بالسم، ثم انطلق إلى المدينة المنورة، فبينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة في نفر من المسلمين، يتذاكرون يوم بدر وما أكرمهم الله به، وما أراهم من عدوهم إذ نظر إلى عمير بن وهب قد أناخ بباب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم متوشح السيف فقال عمر: هذا الكلب والله عمير بن وهب ما جاء إلا لشر ، هذا الذي حرض بيننا وحرزنا للقوم يوم بدر، ثم دخل عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال :
يا رسول الله، هذا عمير بن وهب، قد جاء متوشحا بالسيف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأدخله، فأقبل عمر أخذ بحمالة السيف في عنقه فلببه بها، وقال عمر لرجال من الأنصار ممن كان معه: ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلسوا عنده، واحذروا هذا الكلب عليه فإنه غير مأمون، ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم به عمر آخذا بحمالة سيفه0
وللحديث بقية إن شاء الله

ناصر بن محمد الزيدي

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 08-28-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 25 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



عمير بن وهب القرشي يريد قتل الرسول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسله يا عمر أدن يا عمير، فدنا، فقال عمير: أنعموا صباحا، وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، السلام تحية أهل الجنة، فقال عمير:
أما والله يا محمد إن كنت لحديث عهد بها، قال رسول الله: فما جاء بك يا عمير؟ قال: جئت لهذا ألأسير الذي في أيديكم، فقال الرسول: فما بال السيف في عنقك؟0
قال عمير: قبحها الله من سيوف، فهل أغنت عنا شيئا؟0 قال: أصدقني ما الذي جئت له؟0 قال: إلا لهذا، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: بلى قعدت انت وصفوان بن أمية في الحجر فذاكرتما أصحاب القليب من قريش فقلت: لولا دين علي وعيالي لخرجت حتى أقتل محمدا فتحمل صفوان لك دينك وعيالك على أن تقتلني، والله حائل بينك وبين ذلك.
قال عمير: أشهد أنك رسول الله قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خير السماء وما ينزل عليك من الوحي، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان بن أمية، فو الله إني لأعلم ما أنبأك به إلا الله، فالحمد لله الذي هداني للإسلام، وساقني هذا المساق، ثم شهد الحق0
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقهوا أخاكم في دينه، وأقرئوه القرآن، وأطلقوا له أسيره، ثم قال يا رسول الله: إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله، شديد الأذى لمن كان على دين الله، وإني أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله، وإلى الإسلام لعل الله أن يهديهم، ولا أذيهم كما كنت أؤذي أصحابك في دينهم، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم0
فلحق بمكة وكان صفوان بن أميه حين خرج عمير بن وهب، قال لقريش: أبشروا بوقعة تنسيكم وقعة بدر، وكان صفوان يسأل عن عمير بن وهب الركبان حتى قدم ركب راكب فأخبره بإسلامه فحلف صفوان أن لا يكلمه أبدا ولا ينفعه بنفع أبدا، فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو إلى الإسلام ويؤذي من خالفه أذى شديدا فأسلم على يديه ناس كثير 0
إن الله مع المتقين:
لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بغار ثور، وهو في طريق الهجرة إلى المدينة، وسيدنا أبو بكر الصديق إلى جانبه، قال: يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى موطئ قدمه لرآنا ، فقال ر سول الله صلى الله عليه وسلم قول الواثق بمعية الله لهما: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالهما ؟0
لقد حفظ الله الدعوة الإسلامية العظيمة كما روي بخيوط العنكبوت، وهذا من عظمة قدرة الله عز وجل، وأنه يحفظ أعظم شيء بأ تفه سبب ، وأحيانا يهلك إنسانا بأتفه سبب، ويحفظه بأتفه سبب، ليظهر لكمال قدرته سبحانه وتعالى0
في غزوة الأحزاب، لقد اجتمعت الجزيرة العربية، على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واليهود خانوا عهده معه، وانكشف ظهره، وبقي للإسلام ساعات للقضاء عليه، أي بقي الإسلام قضية زمن، إلى أن قال أحدهم : أيعدنا صاحبكم أن تفتح علينا بلاد قيصر وكسرى، وأحدنا لا يامن أن يذهب ليقضي حاجته، أرسل الله عز وجل ريحا عاتية، فأطفأت نارهم وقلبت قدورهم وقلعت خيامهم، وكفى الله المؤمنين القتال، والريح جند من جنود الله، وما يعلم جنود ربك إلا هو0

وللحديث بقية ( إن شاء الله )

ناصر محمد الزيدي

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 08-31-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 26 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



غرور الإنسان قبل سنوات قليلة، دولة متقدمة ممن يقول أهلها: من أشد منا قوة
صنعوا مركبة فضائية، ومن المقرر أن تبقى في الفضاء سنة تقريبا، وهي تحمل سبعة رواد فضاء مع امرأة 0
والخطة أن تحمل هذه المرأة في الفضاء من أحد الرواد، وأن تبقى في الفضاء تسعة أشهر، وأن تلد في الفضاء، وكان معهم طبيب مولد في المركبة، ليكون أول مولود يولد في الفضاء0
فلقد تجاوز الإنسان حده، بغروره وتكبره، وظن وما ظنه إلا ظن السوء، فوقع ما لم يصوره الإنسان، وظن أنه قادر أن يعمل ما يشاء0
والخطة أن تحمل هذه المرأة في الفضاء من أحد الرواد، وأن تبقى في الفضاء تسعة أشهر، وأن تلد في الفضاء، وكان معهم طبيب مولد في المركبة، ليكون أول مولود يولد في الفضاء 0
وسموا هذه المركبة: ( تشلنجر) أي المتحدي، بعد سبعين ثانية من اطلاقها فقط، أصبحت كرة من اللهب، لقد قاموا بالعد التنازلي، وضبطوا الأجهزة ، فحصوا الأجهزة جهازا، جهازا، فأين تخطيطهم، وأين دراساتهم، وأين غرورهم وتحديهم، إن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، بيده مقاليد كل شيء، وهو على ما يشاء قدير.
وقد يقع منخفض جوي يمنع الرؤية، بيده كل شيء ورياح عاتية تعطل حركة الآليات الضخمة، بيده قلوب عباده يصرفها كما يشاء، يلقي فيها الخوف لأعدائه أو يلقي فيها الأمن والأمان لأوليائه0
في عام : ( 1912 م ) ، بنت الدول المتقدمة، باخرة من أضخم البواخر في العالم، تتكون من طابقين، بحيث إنها لا يمكن أن تصاب بعطب أو عطل، وجهزت بأحسن التجهيزات، وبنيت بلا زواق نجاة :( ظنا منهم ) أنها قادرة على التحدي، وطبعت نشرة تعرف بهذه الباخرة 0لتعريف الناس بالباخرة الجبارة الفاخرة ، وكتب في هذه النشرة : إن القدر لا يستطيع إغراقها مهما كانت الظروف ، وتعبر من أفخر وأضخم وأعظم البواخر في العالم0
وفيها من الأثاث والثريات، ومن الفضيات ما لا سبيل إلى وصفه وحصره ، وفيها من المطاعم والقاعات والصالات، ومن الممرات والغرف والمسابح ، الشيء الكثير، وبغير مبالغة فهي مدينة عائمة0
وفي أول رحلة من رحلاتها ركب فيها أغنى أثرياء أوربا، ويقال إن حلي النساء تقدر بمئات الملايين ، وبينما هي وبمن فيها تتقدم بهم إلى المصير المحتوم0
وكان ركابها مزهوين فرحين ، مغرورين سامدين، إذا بالباخرة في عرض البحر، تلتطم بجبل ثلجي فانشقت نصفين، وأرسلت إشارات تنبعث من الباخرة المسماة: (التيتانيك) أي التحدي، وظن الناس الذين وصلتهم الاشارات، إنما هي إشارات تعبير عن الاحتفالات بمناسبة التدشين الرسمي للباخرة، الفاخرة العظيمة العملاقة، وما علموا أن تلك الاشارات، هي إشارات الوداع للباخرة وركاب الباخر، وما في الباخرة ومن في الباخرة، وقال أحد القساوسة في حينها ووقتها: هذا درس السماء إلى الأرض وسكان الأرض 0

الغنى غنى النفس
يحكى أن رجلا كان مغرورا بماله، تنقلب موازينه بسبب غروره، خطب ابنته رجل مهندس موسط الحال والمال ، أما والد البنت فقد كانت له تجارة رائجة، ويربح أموالا كثيرة من تجارته ، أما الذي خطب ابنته كان ذا دين وأخلاق ، فرفضه والد البنت ولم يرض أن يكون زوجا لابنته لفقره ، وكان رفضه بتكبر واستعلاء ، وبغطرسة وتجبر0
وكانت تجارة الرجل الرائجة تخضع لقانون ، ولما كانت قوانين البشر قاصرة ولا تستقر على حال ، صدر الأمر بإلغاء ذلك القانون ، وأوقف العمل به ، وبما أن تجارة الرجل الغني تخضع لذلك القانون ، توقفت تجارته ، وفجأة أصبح الرجل الغني تحت طائلة المطالب والديون وتراجعت تجارته شيئا فشيئا ، إلى أن اصبح بحاجة إلى مصروف يومه 0
ثم بلغ به الأمر إلى أن طلب من بعض معارفه أن يقنع الشاب المهندس ويتقدم لطبة ابنته مرة ثانية، وبكل تذلل، فتقدم الشاب المهندس فطب ابنة التاجر الغني المفتقر ، فتزوجها ، ووفقه الله عز وجل في عمله ، ثم وصل بالتاجر الغني المتغطرس، المفتقر المتمسكن، أن يعمل موظفا مع صهره المهندس ، سبحانه من رفع المهندس المؤمن التقي، وأذل التاجر الغني المتغطرس.
الظلم ظلمات
يحكى أن رجلا غني توفي ، وترك أموالا كثيرة وأولادا ، والكبير من أولاده كان قويا مستبدا ، والآخرون كانوا ضعافا ، واستطاع الكبير بطريقة أو أخرى أن يستحوذ على معظم الثروة ، التي تركها أبوهم وأن يخص إخوته الصغار بشيء قليل ، لا يسمن ولا يغني من جوع 0
ولكن الله ليس غافلا عما يعمل الظالمون ، هو يقدرالأشياء ويصلح الأمور ويقصم الجبابرة ، فما زال أحد إخوته الصغار يوفقه الله عز وجل ، ويفتح له باب الرزق ، حتى صار أغنى الإخوة ، والأخ الكبير الذي اخذ اكثر الثروة ، يتردى ويضعف ويسفل ، وتلجئه الظروف عندما سد الله في وجهه منافذ الخير 0
فأخذ يبيع ما استحوذ عليه من الثروة ، فباع الكبير للصغير ، وانقلبت الموازين ، فباع الكبير كل ما اغتصبه من أبيه ، ثم اضطر أن يعمل مع أخيه الصغير وبأجر يومي ، فلله الأمر من قبل ومن بعد 0


وللحديث بقية ( إن شاء الله )

ناصر محمد الزيدي

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لأبي , أقوم , القرآن , يهدي , هذا , هي , هو


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الموسوعه من السؤال والجواب ف الثقافه الاسلاميه cdabra الـنور الإسلامي العــام 0 02-24-2011 07:53 AM
سؤال أهل الذكر 17 من ربيع الثاني 1425هـ ،6/6/2004م-- الموضوع : القرآن الكريم والصيف جنون حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-19-2011 05:14 PM
تفسير سورة الفاتحة (القرطبي) الامير المجهول علوم القرآن الكريم 0 12-31-2010 08:29 PM
كيف نصل لنعمة تدبر القرآن الكريم وحفظه ؟؟؟؟ بلسم الحياة الـنور الإسلامي العــام 1 10-25-2010 07:27 PM
القواعد الذهبية لحفظ القرآن الكريم الامير المجهول الـنور الإسلامي العــام 4 03-24-2010 07:57 AM


الساعة الآن 02:17 AM.