حقيقة قفزة فيليكس... جلسة نقاشية في جامعة السلطان قابوس

حقيقة قفزة فيليكس... جلسة نقاشية في جامعة السلطان قابوس

عودة إلى فيلكس..

في مبادرة طيبة من قسم الفيزياء بكلية العلوم بجامعة السلطان قابوس، تم عقد جلسة نقاشية مع الدكتور عصام اللواتي حول قفزة فيلكس وعلاقتها بقوانين نيوتن، عقب تلك النقاشات المحتدمة التي ضمتها المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وبرامج الدردشة حول مصداقية القفزة وأهميتها والقوانين التي كسرتها..

قبل أن نبدأ الحديث عن القفزة قام الدكتور عصام بتوضيح نقطة ما، وهي أن سرعة الصوت في طبقة الستراتوسفير أقل من سرعة الصوت في طبقة التروبوسفير، وبالتالي فإن إمكانية كسر سرعة الصوت في تلك الطبقة ممكنة بالنظر إلى كثافة الهواء القليلة..
والنقطة الأخرى هي أن سرعة فيلكس لم تزد عن 1173 كيلومتر/الساعة رغم الإشاعات التي خرجت معلنةً أنه وصل إلى 1340 كيلومتر/ الساعة والتي لا أساس لها من الصحة..

حسب ما أعلنت القنوات الإعلامية أن فيلكس وصل إلى سرعة 1.2 ماخ أي 1.2 مضروبة في سرعة الصوت، وهذا الكلام صحيح، ولكن سرعة الصوت هي المختلفة، فهو قد وصل إلى 1.2 ماخ ولكن قياساً إلى سرعة الصوت في طبقة الستراتوسفير والتي لا تزيد عن 980 كيلومتر/الساعة، وبالتالي فإن سرعة 1173 كم/ س تعني أنه كسر حاجز الصوت، ولكنه حاجز الصوت هناك في الأعلى وليس في طبقة التروبوسفير والتي تبلغ سرعة الصوت فيها 1224 كم/س..

فيلكس أثبت أن قانون نيوتن صحيح وثابت في جميع الطبقات ولم يكسر أياً من قوانين نيوتن بتاتاً، بل أن جميع دكاترة القسم اتفقوا على أن القفزة لم تأتِ بشيء جديد من الناحية الفيزيائية وأنها كانت مفيدة للدراسات الطبية والأحيائية من حيث تأثير تلك السرعة على جسم الإنسان ومدى قدرة الجسم البشري على مقاومة مثل تلك الظروف..

نأتي إلى النقطة الثالثة وهي نقطة الجاذبية في الأعلى، في الفيزياء يتم قياس الجاذبية إبتداءً من مركز الأرض والذي يبعد حوالي 6400 كيلومتر من القشرة، وبالتالي فإن إرتفاع 40 كيلومتراً لن يؤثر في مقدار الجاذبية إلا بنسبة لا تتعدى 5% وهي نسبة يمكن إهمالها، مع الأخذ في الاعتبار أن كثافة الهواء هناك قليلة..
مع العلم أنه لولا الاحتكاك مع الهواء لأنهى فيلكس القفزة في دقيقة ونصف فقط، ولكنه مع الاحتكاك قضى حوالي 4 دقائق في قفزة حرة قبل أن يقوم بفتح مظلته..

لماذا فتح فيلكس المظلة مبكراً ولم ينتظر حتى يكسر الرقم القياسي الرابع؟
تضاربت الآراء هنا فالبعض يقول أن عملية الدوران التي تعرض لها وضعته في موقف لم يتحمل معه السرعة العالية التي يسير بها، والتفسير الآخر هو أنه انتقل بين طبقتين مختلفتي الكثافة من الهواء، الأمر الذي تسبب في تكون طبقة من الضباب على زجاج الخوذة مما جعله يقدر ارتفاعه بدون الاجهزة..

لماذا اكتفى فيلكس بارتفاع 39 كيلومتر ولم يرتفع أكثر؟
في الواقع أن طبقة الأوزون تقع في المتوسط على ارتفاع 40 كيلومتر تقريباً، وهي الطبقة التي تحمي الأرض من الأشعاعات الشمسية، وبالتالي لو أن فيلكس وصل إلى ذلك الارتفاع وتعدى طبقة الأوزون فإن الإشعاعات ستخترق جسمه وتتسبب في غليان الدم (مثل ما يحدث في الميكرويف) وستفقد التجربة هدفها..

وأخيراً، في أحد صفوف الفيزياء الاسبوع الماضي قام الطلبة بتطبيق قانون فيزيائي (أحد قوانين نيوتن) على قفزة فيلكس وأتت النتائج مطابقة تماماً لنتائج القفزة (حصلوا على نتيجة أن سرعة الجسم المرمي من أعلى ستبلغ 323 متر/ثانية، بينما سرعة فيلكس وصلت 325.8 متر/ ثانية والفارق بسيط لا يعتبر بالنظر إلى أن نسبة الجاذبية المستخدمة هي 9.8 وليس العدد الحقيقي وأن كثافة الهواء ربما تختلف بنسبة بسيطة عن الأرقام المستخدمة)..

إذاً فيلكس اخترق حاجز الصوت بالفعل، ولكنه حاجز الصوت في طبقة الستراتوسفير، بينما لم يصل إلى السرعة الكافية لاختراق حاجز الصوت في طبقة التروبوسفير وبالتالي فإن قوانين نيوتن لا تزال سارية، مع العلم أن الهدف من القفزة كان كسر ارقام قياسية وليس كسر قوانين فيزيائية..

---

prdrm rt.m tdgd;s>>> [gsm krhadm td [hlum hgsg'hk rhf,s olsm [hlum prdrm td tdgd;s ,rhsdm rhf,s

الموضوع الأصلي: حقيقة قفزة فيليكس... جلسة نقاشية في جامعة السلطان قابوس || الكاتب: عابر الفيافي || المصدر: منتديات نور الاستقامة

سبحان الله وبحمد...سبحان الله العظيم