قصص وعبر : سُوء وحسن الخاتمة - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات



نور القصص والروايات [قصص عربيه] [قصص واقعيه] [قصص خياليه] [قصص غراميه] [قصص للعبره] [قصص حقيقيه]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
265  قصص وعبر : سُوء وحسن الخاتمة
كُتبَ بتاريخ: [ 02-03-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية جنون
 
::مـشـرفـة::
::نـور الـصـحـة والعناية::


جنون غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : مكان ما
عدد المشاركات : 1,947
عدد النقاط : 154
قوة التقييم : جنون له تميز مدهش وملحوظ جنون له تميز مدهش وملحوظ


قصص وعبر : سُوء وحسن الخاتمة




وصف الموت


روى البخاري في صحيحه: أن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بين يديه علبة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول: (لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات) ثم نصب يديه فجعل يقول: (إلى الرفيق الأعلى) حتى قبض.

ودخل النبي صلى الله عليه وسلم على مريض فقال: (إني لأعلم ما يلقى، ما فيه عرق إلا وهو يألم بالموت على حدته).

لما نزل الموت بعمرو بن العاص رضي الله عنه قال له ابنه: يا أبتي وقد كنت تقول: إنني لأعجب من رجل نزل به الموت ومعه عقله ولسانه كيف لا يصفه؟ فقال: يا بني: الموت أعظم من أن يوصف، لكن سأصف لك منه شيئاً، والله لكأن على كتفي جبال رضوى وتهامة، وكأني أتنفس من سم إبرة، ولكأن في جوفي شوكة عوسج، ولكأن السماء أطبقت على الأرض وأنا بينهما.

قال كعب رضي الله عنه عن الموت: هو كغصن كثير الشوك أُدخل في جوف رجل، فأخذت كل شوكة بعرق ثم جذبه رجل شديد الجذب، فأخذ ما أخذ وأبقى ما أبقى.

قال علي رضي الله عنه: والذي نفس محمد بيده لألف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش.

قال شديد بن أوس: الموت أشد من نشر بالمناشير وقرض بالمقاريض وغلي في القدور.

لما مات إبراهيم عليه السلام قال الله عز وجل: (كيف وجدت الموت؟)، قال الخليل: كسفود جعل في صوف رطب ثم جذب، فقال الله عز وجل: (أما إنا قد هوّنا عليك).

وعن موسى عليه السلام أنه لما صارت روحه إلى الله عز وجل قال له الله: (يا موسى: كيف وجدت الموت؟) قال: (وجدت نفسي كشاة حية بيد القصاب تسلخ).

هادي مبارك بريشان/ تريم
رفيدة نصر الدين محمد/ أسيوط
رجب عوض دبيان/ شبوة


هكذا إذن!!! .. بعد كل هذا العذاب.. تصعد الروح! .. وفي لحظة واحدة يُطوى الكتاب! .. وفي لحظة واحدة ينطق جميع الحاضرين: (يرحمه الله)! .. وفي لحظة واحدة يجد المرء نفسه في عالم آخر! .. بين المفاجأة والذهول! .. بين الحقيقة.. والخيال! .. وليس ثمة إلا طريق واحد مظلم – كأشد ما تكون الظلمة- يسير فيه المرء بعينين مغمضتين! .. لا يؤنس وحشته إلا عمل قد قضى عمره له فهو يمشي الآن بجواره .. إلى الله ..


سوء الخاتمة

وعبر سُوء وحسن الخاتمة

وحيل بينهم
قيل لأحدهم وهو يحتضر: قل: لا إله إلا الله، فقال: هيهات حيل بيني وبينها، وصدق الله حين يقول: (وحيل بينهم وبين ما يشتهون كم فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب).

فات الأوان
وقيل لآخر: قل لا إله إلا الله. فقال: ما ينفعني ما تقول ولم أدع معصية إلا ارتكبتها ثم مات ولم يقلها.

سوء الظن
ذكر ابن الجوزي أنه يعرف رجلاً اشتد به الألم وزادت عليه المصائب، فافتتن، فكان يقول وهو في مرض الموت: لقد قلّبني – يعني ربه – في أنواع من البلاء، فلو أعطاني الفردوس لما وفى بما يجري عليّ، وإيش في هذا الابتلاء؟ هكذا يقول والعياذ بالله يخاطب ربه قائلاً: ما الفائدة من هذا الابتلاء يا رب؟!

في سبيل التراب
لما نزل بأحدهم الموت واشتد عليه الكرب اجتمع حوله أبناؤه يودّعونه ويقولون له: قل: لا إله إلا الله، فأخذ يشهق ويصيح، فأعادوها عليه، فصاح بهم وقال: الدار الفلانية أصلحوا فيها كذا، والبستان الفلاني ازرعوا فيه كذا، والدكان الفلاني اقبضوا منه كذا، ثم لم يزل يردد ذلك حتى مات.

لفي سكرتهم يعمهون
احتضر رجل ممن كان يجالس شرب الخمور، فلما حضره نزع روحه أقبل عليه رجل ممن حوله وقال: قل: لا إله إلا الله، فتغير وجهه وتلبد لونه وثقل لسانه، فردد عليه صاحبه: يا فلان قل: لا إله إلا الله، فالتفت إليه وصاح: لا.. اشرب أنت ثم اسقني، ثم ما زال يرددها حتى فاضت روحه.

ولات حين مناص
كان أحدهم صاحب معاصٍ وتفريط، فلم يلبث أن نزل به الموت ففزع من حوله إليه وانطرحوا بين يديه وأخذوا يذكّرونه بالله ويلقّنونه الشهادة، وهو يدافع عبراته، فلما بدأت روحه تُنزع صاح بأعلى صوته وقال: أقول: لا إله إلا الله ولا تنفعني، لا إله إلا الله وما أعلم أني صليت لله صلاة، ثم مات.

هو كافر بها
قال عبد العزيز بن أبي داوود: حضرت رجلا عند الموت يلقّن لا إله إلا الله، فقال في آخر ما قال: هو كافر بما تقول. ومات على ذلك، قال: وكان مدمن خمر.

كش .. صن
احتضر رجل ممن كانوا يلعبون الشطرنج، فقيل له: قل لا إله إلا الله فقال: شاهك في اللعب.

دن دن
رجل عرف بحبه للأغاني وترديدها، فلما حضرته الوفاة قيل له: قل لا إله إلا الله، فجعل يهذي بالغناء ويقول: دن دن دندن ... حتى قضى، ولم ينطق بالتوحيد.

خالد حسن علي- الضالع
محمد علي غالب- رداع
خالد بن عبد الرحمن الشايع
أحمد مقبل عبده- بني ساوى
بلال أنور المساوى- إب
هادي مبارك بريشان- حضرموت


هلاك وحرق
إحدى الأمهات وهي عجوز كان لها ولد يسافر إلى إحدى بلاد العهر، فينفتحون على معصية الله، وقد نَصحَتْه مراراً فما قبل النصح، وفي آخر مرة وعظتْه فلم يزدجر وسافر إلى هناك. واستأجر مع صاحبه في فندق، والتقيا ببعض الشباب من هنا، فأنسا بهم وقررا السكن معهم في فتدق واحد ليجتمعوا على الزمر واللهو والزنا والخمر.
فقال هذا الشاب: لا مانع إلا أني لن أذهب معكم الليلة فقد واعدت مومسا وخمري عندي .. ولكن في الغد آتيكم.
انطلق زميله الذي كان معه، وفي الغد جاء بعد أن أفاق من سكره ليأتي به ويدله على المكان.. ولما قرب من الفندق وإذا به محاط بأعوان الشرطة.
يسأل: ما الذي حدث؟ أهناك لصوص أو عصابات؟
قالوا: لا ، إن الفندق قد احترق بكامله، فوقف شعر رأسه متأملاً: أين صاحبي، جئنا لنمرح
قالوا له: ألك معرفة هنا؟
قال: نعم .. نعم .. أخذوا يَجْرِدُون وإذا بصاحبه يأخذه كالفحم محترقاً ويسأل، فقالوا: قد مات ومعه امرأة في نفس الليلة.


عبد القادر دهمان- صنعاء

مصارع العشاق
عشق رجل شخصاً اسمه أسلم، فاشتد به وتمكن حبه من قلبه حتى وقع ولزم الفراش بسببه، وتمنع ذلك الشاب عليه واشتد نفوره منه، فلم تزل الوسائط يمشون بينهما حتى وعده أن يعوده، فأخبره الساعي بذلك ففرح واشتد سروره وانجلى غمه وجعل ينتظر الميعاد الذي وعده به أسلم، فبينما هو كذلك إذ جاءه الساعي إليه وكلمه فقال: إنه وصل معي إلى بعض الطريق ورجع وكلمته، فقال: إنه لا يدخل مداخل الريب ولا يعرض نفسه لمواقع التهم، فلما سمع البائس ذلك سقط في يده وعاد أشد مما كان به وبدت عليه علامات الموت فجعل يقول في تلك الحالة:

(أسلم) يا راحة العليل
........... ويا شفاء المدنف النحيل
رضاك أشهى إلى فؤادي
........... من رحمة الخالق الجليل


فقلت له: اتق الله، قال: قد كان، فقمت عنه فما جاوزت باب بيته حتى سمعت صيحة الموت.

خالد محمد عضلات- إب
رجب دبيان- شبوة
عبد القادر دهمان- صنعاء


لمن؟؟
أحدهم كان يعمل في سيارته على خط تعز صنعاء، وفي إحدى المرات وقع له حادث أليم نقل على إثره إلى المستشفى وكان في النزع الأخير، كان الأطباء يلقّنونه الشهادة ولكنه كان يردد: باقي نفر.. باقي نفر.
وليد أبو حسن- تعز

ميتة تتكسر عظامها
ذكر أحد الدعاة أنه اتصلت به إحدى العائلات طالبة منه دفن أمهم التي توفيت، فحكى عن نفسه قائلاً ( .. ذهبت إلى المقبرة وانتظرت عند مكان غسل الموتى وإذا بي أرى أربع نساء محجبات يخرجن مسرعات من مكان الغسل ولم أسأل عن سبب خروجهن لكونه أمراً لا يعنيني.. بعد فتر وجيزة خرجت المرأة التي تغسل الأموات وطلبت من الرجال مساعدتها في غسل الميتة لعدم وجود نساء يساعدنها، فقلت لها: إن هذا لا يجوز لكوننا رجالاً ولا يحل لنا الإطلاع على عورات النساء، فعللت طلبها بضخامة جثة الميتة وثقلها! .. فلم نقبل حجتها، لتعود وتكمل الغسل والتكفين، ثم نادتنا لحمل الجثة فدخلت ومعي بضعة رجال لحملها فلم نستطع! .. فنادينا بقية الرجال (11 رجلا) وحملنا الجثة، وبعد الصلاة حملناها إلى المقبرة ولما وصلنا إلى فتحة القبر وكعادة أهل مصر فإن قبورهم مثل الغرف، ينزلون من الفتحة العلوية بسلم إلى قاع الغرفة ثم يضعون موتاهم دون دفن أو إهالة للتراب، فتحنا الباب العلوي وأنزلنا الجثة من على أكتافنا وإذا بها تنزلق وتسقط منا داخل الغرفة دون أن نتمكن من إدراكها، حتى أنني سمعت قعقعة عظامها وهي تتكسر أثناء سقوطها، فنظرت من الفتحة وإذا بالكفن ينفتح قليلاً فيظهر شيء من جسد المرأة! .. فقفزت مسرعاً إليها وسترتها ثم سحبتها بصعوبة بالغة إلى اتجاه القبلة، وفتحت شيئاً من الكفن تجاه الوجه وإذا بي أرى منظراً عجيباً! .. رأيت عينيها جاحظتين ووجهها قد اسود، ففزعت لهول المنظر وخرجت مسرعاً للأعلى لا ألوي على شيء، وبعد وصولي إلى الشقة اتصلت بي إحدى بنات المتوفاة واستحلفتني أن أخبرها بما جرى لوالدتها أثناء إدخالها القبر فأردت أن أهرب من الإجابة ولكنها كانت تصر عليّ لأخبرها، فأخبرتها فإذا بها تقول لي: يا شيخ عندما رأيتنا نخرج من مكان الغسل مسرعات فإن ذلك كان بسبب ما رأيناه من اسوداد الوجه! .. يا شيخ إن سبب ذلك أن والدتنا ما صلّت لله ركعة، وأنها ماتت متبرجة!.
خولة عبد الله الحمد- بقيق

وما أدراك ما سقر؟!
وقع حادث لشاب بأحد الطرق فلما جاء ضابط الشرطة ومن معه توفي زملاء الشاب وبقي ذلك الشاب، وجّه الضابط الشاب إلى القبلة وقال له: قل: لا إله إلا الله، فصرخ الشاب وقال: سقر.. سقر، والعياذ بالله.
رجب عوض دبيان- شبوة

شحاذة عند الموت
وقال ابن القيم أيضاً: أخبرني من حضر عند وفاة أحد الشحاذين فجعلوا يقولون له: قل: لا إله إلا الله: فجعل يقول: فلس لله.. فلس لله، حتى ختم بهذه الخاتمة.
عائشة عوض بن حصين- الشحر
مقامة الخاتمة

حدثنا علي سلطان فقال: عندما طالعت (مساء)، وعلمت الأنباء، عن موضوع الغلاف، فإذا به مؤثر وشفاف، كنت حينها مشغولاً بين سائل ومسؤول، لأني هجرت جميع الأعمال، وقطعت كل الأشغال، وانهمكت وفكرت، وفي موضوع الغلاف تدبرت..
ركبت السيارة، وعند الإشارة، جاء سائق ما ارتدع، وللإشارة قد قطع، وفي هول وسوء عاقبة فعلته وقع، جاءت الشرطة لتنظر الورطة، فإذا بالسائق في السكرات والعسكري يتأكد هل مات؟..
لقنه الشهادتين لكن لسانه من الميتين، نظروا فإذا بالسيارة، تنبعث منها أصوات جرارة.. دققوا الإنصات فإذا هي أغنيات.. عادوا إلى السائق قبل فوات الأوان لكنه قد مات، وخانه لسانه في تلك اللحظات..
تذكر حينها علي سلطان.. ما جاء في (مساء) من عنوان.. أيقن حينها الموت إذا حان فإما شهادة ينطق بها اللسان يصير بعدها إلى روضة في الجنان، وإما خزي وهوان هنا في الدنيا عند الممات، وفي الآخرة لا ثبات إلا للمؤمنين.. ويضل الله الظالمين.


علي جوادي سلطان- الحديدة

خاتمتك أنت

مشاركتي مختلفة.. لن أحكي لك حكاية ولن أقص عليك رواية، لن أبصرك على قصة أحد الأموات وما بها من العبرة والموعظات، بل سأحكي لك قصة مختلفة، سأحكي لك قصتك أنت! نعم أنت، تمسك مجلة (مساء) بكلتا يديك وأخص العدد الذي بين يديك الآن، العدد (39)، تقرأ قصص الأموات وما حل بهم من حسن الخاتمة أو شؤمها، تقرأ بصوت مرتفع لتُسمع من حولك أو تحاول تخزينها في ذاكرتك لتحكيها لأصدقائك فيما بعد، ولكن هل فكرت يوماً أنك ستكون فيما بعد قصة تُحكى للناس من بعدك، إما ليقتدوا بك أو ليتعظوا مما جرى لك، وستصبح قصة تكتب ليقرأها من بعدك، قد تقرؤها أمك أو أبوك أو أختك أو صديقك أو أقرباؤك أو إخوة لك في الدين كما قرأت قصصاً لهم في وقت مضى.
دع المجلة جانباً، أغمض عينيك وفكر معي قليلاً: كيف ستكون قصتي؟ قصة تبعث على السرور والبهجة على من يقرؤها؟ أم تبعث الألم والتقزز فيمن يقرؤها؟ هل ستُروى لتحفيز الناس أم لتحذيرهم؟ هل سيغبطني الناس أم أنا في موضع لا أحسد عليه؟ عندما تُقرأ قصتي ستتساقط قطرات من دموع، تُرى؛ أستكون دموع فرح أم دموع حزن على حالي؟.
أخي: قبل أن توزع قصتك بدون استئذان منك بادر بتأليفها على صفحة جديدة، صفحة طهارة ونقاء، واكتبها بقلم الإيمان، وسطر كلماتها بالأعمال الصالحة لتضمن خاتمة حكاية سعيدة.


خولة عبد الله الحمد- بقيق

أسباب سوء الخاتمة

من أعظم الأسباب: فساد الاعتقاد، فإن من فسدت عقيدته ظهر عليه أثر ذلك عند أحوج ما يكون إلى العون والتثبيت من الله تعالى:
ومنها: الإقبال على الدنيا والتعلق بها.
ومنها: العدول عن الاستقامة والإعراض عن الخير والهدى.
ومنها: الإصرار على المعاصي وإلفها، فإن الإنسان إذا ألف شيئا مدة حياته وأحبه وتعلق به، يهوى ذكره إليه عند الموت، ويردده حال الاحتضار في كثير من الأحيان.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: إن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت، مع خذلان الشيطان له، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان، فيقع في سوء الخاتمة، قال تعالى: (وكان الشيطان للإنسان خذولا) الفرقان: 29
وسوء الخاتمة – أعاذنا الله منه – لا يقع فيه من صلح ظاهره وباطنه مع الله، وصدق في أقواله وأعماله، فإن هذا لم يسمع به، وإنما يقع سوء الخاتمة لمن فسد باطنه عقدا، وظاهره عملا، ولمن له جرأة على الكبائر، وإقدام على الجرائم، فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة) أ .هـ


خالد بن عبد الرحمن الشايع
خالد حسن السورقي- تعز

لحم يتفتت
تروي إحدى اللواتي كن يغسلن الموتى هذه القصة فتقول: في أحد الأيام اتصلت بي عائلة تطلب مني تغسيل ميتة لديهم، فكنت أول من دخل، فقام أهل البيت بإغلاق الغرفة بالمفتاح وبقيت وحدي في الغرفة، وعندما بدأت أغسل جسمها إذ بلحمها يتفتت في يدي كأنه قطن، ولا أدري شيئاً عن الميتة، فشككت في الأمر وظننت أن هذه المرأة مقتولة، فطرقت باب الغرفة فلم يفتح أحد، وانتابني خوف شديد فأخذت أستعيذ بالله وأقرأ الأدعية حتى هدأت نفسي، ثم استعنت بالله وبدأت بتغسيلها، فلما كشفت عن وجه المرأة فإذا هو شديد السواد كأنما هو قطعة فحم، وشعرت بالخوف مرة أخرى، لكني تشجعت وأكملت غسلها احتساباً للأجر، وطرقت الباب ليفتحوا فلم يصدقوا وأكدت لهم أني انتهيت من التغسيل، فتحوا الباب وخرجت مسرعة وبقيت 3 أيام لا أهنأ بنوم ولا أكف عن البكاء، فاتصلت بأحد العلماء وذكرت له ما رأيت فقال لي: أما السواد فيدل على أنها لم تك تصلي، وأما تفتت اللحم فيدل على أنها كانت تتبرج ولا تتحجب. وبعد العزاء ذهبت إلى أهلها لأتأكد من الأمر وسألتهم: لم أغلقتم الباب؟ فقالوا: جاءتنا 3 مغسلات قبلك فرفضن تغسيلها لما رأين وجهها، فلم يكن بد من إغلاق الباب عليك لتغسيلها، ثم سألتهم عن حال المرأة فقالوا: لم تكن تصلي ولم تكن تتحجب.

شذا المعالي- المذنب

مد أحدهم .. ولا نصيفه!
كاتب مشهور عرف بجرح السنة والاستهزاء بالصحابة يُعرف بأبي ريَّة ، كان يهزأ بأبي هريرة رضي الله عنه وينتقصه ويرد أحاديثه! .. زاره أحد العلماء لحظة وفاته، يقول هذا العالم: أتيته في بلده فأحببت أن أزوره لأرى بعض الشيء عنه، فشاء الله أن توافق زيارتي سكرات الموت، فدخلت على رجل والعياذ بالله قد تغير لونه وكلح، وقد اتسعت حدقتا عينيه جداً وهو يقول: آه .. أبو هريرة.. آه .. أبو هريرة .. يتأوه حتى مات.
عبد القادر دهمان- صنعاء

بيع وشراء
قال ابن القيم: أخبرني بعض التجار عن قرابة له أنه احتضر وهو عنده، وجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله وهو يقول: هذه القطعة رخيصة، وهذا مشتر جيد، هذه كذا، حتى قضى ولم ينطق التوحيد.

عائشة عوض بن حصين- الشحر
هادي مبارك بريشان- حضر موت



ثقيل كالجبل
جيء برجل في الخمسين من عمره إلى الإسعاف وهو في حالة احتضار وكان ولده يلقنه الشهادة، والأب لا يجيب، حاول الابن أن يلقن والده الشهادة ولكن الأب لا يجيب، وبعد عدة محاولات قال الأب: يا ولدي أنا أعرف الكلمة التي تقولها، لكنني أحس أنها أثقل من الجبال على لساني، ثم مات الأب.

ابتسام فالح الصيفي- المدينة المنورة
ياسر الفداوي- الحسينية


فمات نصرانياً
كان بمصر رجل ملتزم لا يفارق المسجد للأذان والصلاة، وعليه بهاء العبادة، فصعد بوماً المنارة على عادته للأذان، وكان تحت المنارة دار لنصراني ذمي، فاطلع فيها المؤذن فرأى ابنة صاحب الدار، فافتتن بها وترك الأذان ونزل إليها ودخل الدار، فقالت له: ما شأنك وماذا تريد؟ فقال: أريدك أنت، قالت: لماذا؟ قال: لقد سلبت لبي وأخذت بمجامع قلبي، قالت: لا سبيل إلى هذا، قال لها: أتزوجك، قالت: أنت مسلم وأنا نصرانية، وأبي لا يزوجني منك، قال لها: إذاً أتنصر، قالت: إن فعلت تزوجتك، فتنصر ليتزوجها، ثم أقام معها ذلك اليوم في الدار، فلما كان أثناء ذلك اليوم صعد إلى سطح الدار فسقط منه فمات، وهو لم يقربها ولم يلمسها، فخسر دنياه وآخرته.

خالد حسن علي- الضالع
أم أيمن عضلات- إب
أحمد بامهيدي- غيل باوزير
أم صالح– السعودية
سعيد بن قفلة- الشحر


موت ملحد
كان لأحد الصالحين أخ منحرف يعتقد بالعقائد الكفرية الخبيثة، فكان أخوه يناصحه لعل الله أن يهديه، فمرض ذلك المنحرف مرضاً شديداً، ولزم الفراش، فكان أخوه يأتيه ويتحدث إليه عسى الله أن يختم له خاتمة حسنة، وفي أحد الأيام قال ذلك المريض لأخيه: أحضر لي المصحف، فقال أخوه: قمت فرحاً مسروراً، قال: فأتيتُ له بالمصحف، فلما رآه قال: هذا المصحف، قلت: نعم، فقال عن نفسه: إنه كافر بهذا المصحف، ثم مات من لحظته والعياذ بالله.

رفيدة نصر الدين محمد- أسيوط
رجب عوض دبيان- شبوة


إلى الخمارة
كان أحدهم فاسقاً مفتوناً بشرب الخمر ولا يكاد يفارقها، فلما مرض ونزل به الموت وخارت قواه سأله رجل ممن حوله: هل بقي في جسمك من قوة؟ هل تستطيع المشي؟ فقال نعم.. لو شئت مشيت من هنا إلى الخمارة! .. فقال صاحبه: أعوذ بالله، أفلا قلت: أمشي إلى المسجد؟ فبكى وقال: غلب عليّ ذلك، لكل امرئ من دهره ما تعودا .. وما وجدت عادتي بالمشي إلى المساجد.

خالد حسن السورقي- تعز
طارق أحمد فقيه- الحديدة



وكان الشيطان رابعنا
حدث أحد الشبان قائلاً: كنا ثلاثة من الأصدقاء يجمع بيننا الطيش والعبث.. كلا بل أربعة.. فقد كان الشيطان رابعنا، كنا نضيع أوقاتنا في المعاكسات والخلوات المحرمة، هكذا كانت أيامنا وليالينا إلى أن جاء اليوم الذي لا أنساه! ذهبنا كالعادة إلى أحد الأماكن المشبوهة، وبعد اكتمال الجلسة ومتطلباتها تبين أننا نسينا العشاء، ذهب أحدنا لشرائه بسيارته، كانت الساعة السادسة عندما انطلق، ومرت الساعات دون أن يعود، وفي العاشرة شعرت بالقلق عليه فانطلقت بسيارتي أبحث عنه، وفي الطريق شاهدت ناراً على جانب الطريق، وعندما وصلت فوجئت بأنها سيارة صديقي تشتعل وهي مقلوبة، وذهلت عندما وجدت نصف جسده وقد تفحم، لكنه لا يزال على قيد الحياة فنقلته إلى الأرض، وبعدها فتح عينيه وأخذ يقول: النار.. النار.. حملته إلى سيارتي وأسرعت به إلى المستشفى، لكنه قال بصوت باكٍ: لا فائدة، لن أصل، وفوجئت به يصرخ: ماذا أقول له.. ماذا أقول له؟ سألته: من هو؟ قال بصوت كأنه قادم من بئر عميق: الله، ولفظ آخر أنفاسه.

اختيار: رحمة حميد الحدالي- تعز

أين الطريق؟
ذكر ابن القيم الجوزية في كتابه (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) قصة لأحد الأشخاص عن سوء خاتمته في آخر لحظات من حياته حينما نزل به الموت قيل له: قل لا إله إلا الله، فجعل يقول: أين الطريق إلى حمام منجاب؟ قال: وهذا الكلام له قصة، وذلك أن رجلاً كان واقفاً بإزاء داره، وكان بابها يشبه باب هذا الحمام، فمرت به جارية لها منظر، فقالت: أين الطريق إلى حمام منجاب؟ فقال: هذا حمام منجاب، فدخلت ودخل وراءها، فلما رأت نفسها في داره وعلمت أنه خدعها أظهرت له البشر والفرح باجتماعها معه وقالت خدعة منها له وتخيلاً لتتخلص مما أوقعها فيه وخوفاً من فعل الفاحشة: يصلح أن يكون معنا ما يطيب به عيشنا وتقر به عيوننا، فقال لها: الساعة آتيك بكل ما تريدين وتشتهين، وخرج وتركها في الدار ولم يغلقها، فأخذ ما يصلح ورجع، فوجدها قد خرجت وذهبت، ولم تخنه في شيء، فهام الرجل وأكثر الذكر لها وجعل يمشي في الطريق والأزقة ويقول:
يا رب قائلة يوماً وقد تعبت
........... أين الطريق إلى حمام منجاب؟
ولم يزل كذلك حتى كان هذا البيت آخر كلامه من الدنيا.


زينب خالد عضلات- إب
أم صالح- السعودية
عبد الله العواضي- إب
أحمد جعفر الحبشي


في المرقص
قال الراوي: حدثني أحدهم قال: كنت مسافرا في دراسة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكان شأني شأن كثير من الشباب الذين يقضون الليل في الملهى والرقص، وذات يوم كنا آيبين من لهونا وعبثنا وتقدم بعضنا إلى الإسكان، أما واحد منا فقد استبطأناه وقلنا: لعله يأتي بعد سويعة، ولم نزل ننتظره لكنه لم يأت، فنزلنا نبحث عنه يمينا وشمالا، ثم قلنا أخيرا: لابد أنه في مواقف السيارات تحت البناء فدخلنا الموقف فوجدنا محرك السيارة لا يزال مشتغلا إلا أن صاحبنا ساكن لا يتحرك، والموسيقى ما زالت ترن منذ آخر الليل حتى اللحظة التي فتحنا فيها باب السيارة، فتحنا الباب، ونادينا: يا أخانا، يا صاحبنا، فإذا به قد انقطع عن الدنيا منذ اللحظة التي وقفت فيها سيارته في ذلك الموقف، وكانت هذه النهاية المحزنة لذلك الشاب قد أشعلت في قلوب الكثير من أولئك الشباب يقظة وتوبة وإنابة إلى الله – تعالى - ، فعادوا إلى الله تائبين وما شربوا بعدها وما فجروا بل استكانوا وأنابوا بفضل الله ثم بتدبرهم لحال صاحبهم الذي مات على معصية الله، وكانت نهايته موعظة لمن يريد الاتعاظ ، وأما المفرط المضيع فهو بمعزل عن ذلك.

محمد علي غالب- رداع

تمني الموت
في بلد ينتسب إلى الإسلام ضابط برتبة عالية يتولى تعذيب المؤمنين، مر على شيخ هرم وقد انتهى من صلاته، فقال له ساخراً: ادع الله لي يا شيخ.
فقال الشيخ المعذب: أسأل الله العظيم أن يأتي عليك اليوم الذي تتمنى فيه الموت فلا تجده.
وتمضي الأيام والشهور ويخرج الشيخ من الحبس مثاباً عزيزاً.
ويبتلي الله معذبه بالسرطان يأكل جسده أكلاً حتى كان يقول لمن حوله: اقتلوني حتى أنجو من هذا الألم والعذاب.. ويبقى الألم معه حتى يموت.


عبد القادر دهمان- صنعاء

ووزر من عمل بها!
يقول راوي القصة: لي صديق حميم في مكانة الأخ، انتقل لرحمة الله قبل بضعة أسابيع، في حادث سير، تغمده الله بواسع رحمته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان .. هذا الصديق لديه مجموعة بريدية إباحية ... ولديه موقع إباحي يحتوي على صور جنسية .. المصيبة أننا لا نعرف الرمز السري لتلك المواقع .... نريد إتلافها .. ولم نستطع .. يا جماعة الخير كان هذا الرجل محمولاً على النعش ... ومجموعته تستقبل صوراً جنسية .. حسبنا الله ونعم الوكيل!!
والدته رأت في المنام صبية يمرون على قبره ويتبولون فوقه .. المسكينة لا تدري عن خفايا الأمور!! والله إن هؤلاء الصبية الذين يتبولون على قبره هم الذين يرسلون الآن تلك الصور لمجموعته!!
خاطبنا الشركة المستضيفة للموقع وكان ردهم أنهم لا يستطيعون عمل شيء!!
يا جماعة الرجل مات .. وآثاره تدمي قلوبنا .. وإلى متى سيبقى هذا الحال!! تلك المجموعة الخبيثة والموقع القذر أساءت إليه وهذا من زيغ شياطين الجن والإنس حسبي الله عليهم .. حسبي الله على من أغواه في إنشاء تلك المواقع!!
نرجو نشر هذه الرسالة ليتدارك الأحياء وضعهم قبل فوات الأوان


محمد علي غالب- رداع

ما لا ترونه!
يحكي الدكتور خالد الجبير فيقول: ( .. أثناء مناوبتي ذات ليلة، استدعيت لمباشرة أحد المرضى، فلما عاينت الحالة وجدت أن نبض القلب ضعيف ويحتاج إلى إنعاش، فبدأت بالتدليك وتنشيط عضلة القلب لأتفاجأ بالمريض وهو يخاطبني: ما فيه داع يا دكتور فأنا ميّت لا محالة! .. فطمأنته وقلت له: أنت بخير وستعيش بإذن الله، فقال: يا دكتور لا تتعب حالك أنا ميت .. ميت .. أنا أشوف شيء ما تشوفه! .. المريض ينظر إلى السقف ويقول: لا تتعبون أنفسكم أنا ميت ميت أنا أشوف شيء ما تشوفونه! .. أنا أشوف ملائكة العذاب! .. لحظات وكانت النهاية).

ياسر الفداوي- الحسينية

أنا بياع
سافر أحد المشائخ ذات مرة من مدينة إلى أخرى واتفق مع سائق الحافلة على أن يدفع له إيجاره كراكب وكذلك إيجار مسجل السيارة مقابل عدم فتح أي شريط أغانٍ، فوافق السائق على ذلك.
وفي الطريق أمر أحد الركاب السائق بفتح شريط الأغاني فرد السائق على الركاب بالمعذرة وقال: إن هذا الشيخ قد دفع إيجار المسجل بحيث لا أفتح أي شريط أغاني. صاح الركاب جميعهم وقالوا للسائق: ندفع لك إيجار هذا الرجل مع إيجار المسجل ونزيدك أكثر مما دفع وتفتح لنا الأغاني، فوافق السائق فما كان من الشيخ إلا أن أخذ فلوسه ونزل وركب سيارة أخرى.
وعندما وصل إلى المدينة الأخرى وجد حادثاً مروعاً فنزل هو والركاب ينظرون إلى الحادث فوجد أن السيارة التي كان قد نزل منها قد صارت ركاماً ومات سائقها وعدد من الركاب، ولكن المسجل ما زال يدندن على أغنية تقول: يا من يُبايعني بقلبي أنا بياع.


جبر محمد عويدان- إب

حسن الخاتمة

وعبر سُوء وحسن الخاتمة

العروس
الليلة موعد زفافها.. كل الترتيبات قد اتخذت والكل مهتم بها.. أمها وأخواتها وجميع أقاربها.. بعد العصر ستأتي (الكوافيره) لتقوم بتزيينها.. الوقت يمضي، لقد تأخرت الكوافيرة.. وها هي الآن تأتي ومعها كامل عدتها لتبدأ عملها بهمة ونشاط والوقت يمضي سريعا (بسرعة قبل أن يدركنا المغرب)!
وتمضي اللحظات وفجأة.. ينطلق صوتٌ مدّوٍ .. إنه صوت الحق.. اذان المغرب.. العروس تقول: بسرعة فوقت المغرب قصير. الكوافيرة تقول: نحتاج لبعض الوقت اصبري فلم يبق إلا القليل. ويمضي الوقت ويكاد وقت المغرب أن ينتهي والعروس تصر على الصلاة.. الجميع يحاول أن يثنيها عن عزمها ويقولون: إنك إذا توضأت فستهدمين كل ما عملناه في ساعات.. ولكنها تصر على موقفها وتأتيها الفتاوى بأنواعها فتارة اجمعي المغرب مع العشاء وتارة تيمّمي ولكنها تعقد العزم وتتوكل على الله فما عند الله خير وأبقى.. وتقوم بشموخ المسلم لتتوضأ.. ضاربة بعرض الحائط نصائح أهلها وتبدأ الوضوء (بسم الله).. حيث أفسد وضوؤها ما عملته الكوافيرة وتفرش سجادتها لتبدأ الصلاة (الله أكبر) نعم الله أكبر من كل شيء.. نعم الله أكبر مهما كلف الأمر وها هي في التشهد الأخير من صلاتها وهذه ليلة لقائها مع عريسها ها قد أنهت صلاتها وما إن سلمت على يسارها حتى أسلمت روحها إلى بارئها ورحلت طائعة لربها عاصية لشيطانها أسأل الله أن تكون زفت إلى جنانها.


محمد علي غالب- رداع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن حسن الخاتمة غاية عمل لها العاملون، وتنافس فيها المتنافسون وسعى نحوها الصالحون، من فاز بها فهو أسعد السعداء، ومن حُجبت عنه فهو أشقى الأشقياء.
عائشة الجويد - صنعاء


مع الشافعي رحمه الله
يروى عن المزني أنه قال: دخلت على الشافعي في علته التي مات فيها فقلت له: كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت من الدنيا راحلاً وللإخوان مفارقاً ولكأس المنية شارباً ولسوء عملي ملاقياً، وعلم الله وارداً، فلا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها أم إلى النار فأعزيها، ثم بكى وأنشأ يقول:
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي
........... جعلت الرجا مني لعفوك سلماً
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
........... بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
........... تجود وتعفو منّة وتكرما
فلولاك لم ينج من إبليس عابد
........... وكيف وقد أغوى صفيك آدما


شذا المعالي- المذنب


بشائر
نبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بشائر تدل على حسن الخاتمة إذا كانت وفاة العبد مع واحدة منها كان ذلك فالاً طيباً وبشارة حسنة، منها:
* نطقه بكلمة التوحيد عند الموت، وهي: لا إله إلا الله.
* أن يموت شهيداً من أجل إعلاء كلمة لا إله إلا الله.
* أن يموت غازياً في سبيل الله.
* أن يكون آخر عمله طاعة الله عز وجل.
* الموت في سبيل الدفاع عن الخمس التي حفظتها الشريعة، وهي: الدين والنفس والمال والعرض والعقل.
* أن يموت صابراً محتسباً بسبب أحد الأمراض الوبائية.
* موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها.
* الموت بالغرق والحرق والهدم.
* الموت ليلة الجمعة.


خالد حسن علي- الضالع

مع الأوائل
- كان حبيب العجمي يبكي ويقول: من ختم له بلا إله إلا الله دخل الجنة، ثم يبكي ويقول: ومن لي بأن يختم لي بلا إله إلا الله.
- قال سفيان الثوري: رأيت رجلاً متعلقاً بأستار الكعبة وهو يقول: اللهم سلم سلم، فقلت له، يا أخي ما قضيتك؟ قال: كنا أربعة إخوة مسلمين فتوفي منا ثلاثة، كل واحد يفتن عند موته، ولم يبق إلا أنا، فما أدري بما يختم لي.


فاطمة سعيد المغربي/ صنعاء
صالح علي العواجي/ تريم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الباحث عن الحقيقة
قبل ثلاثين عاماً استقرت كتيبة عسكرية بريطانية تابعة للأمم المتحدة في إحدى مناطق شرق آسيا، وذات يوم وقع كتاب يتحدث عن الإسلام في يد أحد جنود هذه الكتيبة، فقرأه وأعجب بالإسلام وتاقت نفسه للتعرف عليه، مكث هذا الشوق أكثر من 15 عاماً وهي المدة التي قضاها في تلك المناطق، وبعد عودته إلى وطنه تفاجأ بحال المسلمين الذين يتسيحون في وطنه وكيف يعاقرون الخمر ويرتكبون الفواحش دون رادع من خلق أو وازع من دين! .. مما أزهده في الإسلام والمسلمين! .. يقول راوي القصة: ( .. وكنت مسافراً إلى بريطانيا، وقد حجزت مقعدي للعودة، فلما ذهبنا إلى المطار كانت قد فاتتنا الطائرة، فرجعنا إلى الفندق مهمومين مغمومين وبمجرد وصولنا قال لنا مسؤول الاستقبال: إن ناساً قد اتصلوا من المستشفى ويريدون أي شخص مسلم! .. يقول: فلما كلمنا مسؤول المستشفى قال: الآن تأتون؛ عندنا شخص يريد أن يسلم، فجئنا إلى رجل عمره خمس وأربعون سنة على فراش الموت، فقلنا: ما بك؟ فذكر أن له أكثر من عشرين سنة في حروب فيتنام فقرأ عن الإسلام وأحبه، ولما نظر إلى حال المسلمين قال: لن أسلم
قال: والبارحة رأيت إنساناً على صفة النبي صلى الله عليه وسلم – لأنه قرأ عنه – فقال لي في النوم: شغلك النظر إلى الناس على أن تنجو بنفسك وتتبع ديني. فاستيقظ من النوم وهو يقول: أريد أن أسلم أريد أن أسلم. فشاء الله أن تتأخر طائرة هؤلاء فلقنوه الشهادة وعلموه مبادئ الإسلام وتوضأ وما مضت ساعات حتى فاضت روحه إلى الله، فغسَّلناه وكفنَّاه وصلينا عليه ودفنَّاه.


عبد القادر دهمان- اليمن- صنعاء

على فراش الموت
لما احتضر العبد الصالح إبراهيم بن هاني دعا ابنه إسحاق، وكان إبراهيم صائماً ذلك اليوم فقال: هل غربت الشمس يا بني؟ قال: لا، ولكن أفطر يا أبي فإنه قد رُخص لك في الإفطار في المرض، وأنت الآن في التطوع، فقال إبراهيم: أمهل، فلما غربت الشمس تناول جرعة من الماء ثم ضحك وتبسم وقرأ: (لمثل هذا فليعمل العاملون) ثم مات

نادية سعيد مبارك- غيل باوزير


أجاب نداء الله
عامر بن عبد الله رجل من الصالحين، كان مؤذناً في أحد المساجد، وكان منزله قريباً من المسجد الذي كان يؤذن فيه، فمرض ذات يوم مرضاً أقعده عن الصلاة أياماً، فجاء إليه أصحابه لزيارته فسمع المؤذن يؤذن فقال لأصحابه: خذوني إلى المسجد، فقالوا: لقد أعذرك الله، فقال: سبحان الله، أسمع النداء ولا أجيبه؟ فحملوه إلى المسجد فلما سجد كانت السجدة الأخيرة له ووقع فمات.

سعيد بن قفلة- الشحر
نجيب أحمد السامعي- إب


يموت على ما شبّ عليه
عندما كان شاباً كان قلبه معلقاً بكتاب الله، وقد أكمل حفظه لكنه لما كبر ورق عظمه وأصبح شيخاً كبيراً فقد الذاكرة ونسي كل ما حوله، حتى أسماء أبنائه وبقي على هذه الحالة عشرين سنة، لكن العجيب في هذا الرجل أنه كان يقرأ القرآن كله ولا يخطئ في آية أو كلمة، وفي يوم من الأيام وفي وقت السحر قام الرجل وهو ينادي ابنه الأكبر باسمه، فرح الابن لأن أباه قد عادت إليه ذاكرته وقال له: نعم يا أبتي؟ قال له أبوه: هل ترى ما أرى؟
قال الابن: وماذا ترى؟ قال: أرى رجلين عليهما ثياب بيض، وعمائم بيض، فقال الابن: فإني لا أرى شيئاً، فقال الأب: يا بني، فإني أودعك وأودع أهلك وأودع الدنيا، ثم رفع سبابته وشخص ببصره إلى السماء وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، ثم فاضت روحه.


سعيد بن قفلة- الشحر
نجيب أحمد السامعي- إب


فنعم عقبى الدار
عن محمد بن عبد الواحد وكان من الصالحين قال: ركبنا البحر فأصابتنا أهواله فألقتنا إلى جزيرة من جزائره، فخرجنا إليها فإذا رجل يعبد صنماً من دون الله فقلت له: من تعبد؟ فقال: هذا وأومأ بيده إلى الصنم، فقلنا له: ما هذا إله، هذا لا شيء، عندنا في المركب من يعمل مثله وخيراً منه، قال: وأنتم من تعبدون؟ قلنا: نعبد الله الملك الذي في السماء عرشه، وفي الأرض مشيئته، وفي البحر قدرته، وفي الموتى قضاؤه، وفي الأجنة في بطون أمهاتنا ينفذ حكمه، قال: وما علمكم بهذا الذي تقولون؟ قلنا: بعث إلينا رسولاً كريماً فأخبرنا بذلك، قال: وما فعل ذلك الرسول؟ قلنا: أدى الرسالة وأدى الأمانة ثم قبضه الله إليه، قال: فهل عندكم من علامة؟ قلنا له: ترك كتاب الملك، قال: فاقرؤوني كتاب هذا الملك، فأتيناه بالمصحف فقرأنا عليه منه فبكى، وقال ينبغي لصاحب هذا الكتاب ألا يعصى، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله – صاحب هذا الكتاب – وأشهد أن محمداً رسول الله – الذي جاء به -، فعلمناه شرائع الإسلام وسوراً من القرآن وحملناه معنا في المركب، فلما صلينا العشاء ذهبنا لننام فقال: يا قوم هذا الإله الذي دللتموني عليه أينام إذا جاء الليل؟ قلنا له: هو عظيم شأنه لا ينام، فقال: بئس العبيد أنتم إذ تنامون ومولاكم لا ينام، فأقبل على عبادته يصلي الليل والنهار، فجمعنا له دراهم وأعطيناه إياها فقال: ما هذا؟ قلنا تنفقها وتستعين بها على عبادة ربك، فقال: أنا كنت في جزيرة أعبد صنماً فلم يضيعني وأنا لا أعرفه ولا أعبده فكيف يضيعني اليوم وأنا أعرفه وأعبده؟.
فلما كان بعد أيام جاءته سكرات الموت فرأيت في المنام روضة خضراء فيها قبة وفي القبة سرير عليه جارية لم ير أحسن منها وهي تقول: سألتك بالله إلا ما عجلت به إلي فقد اشتد شوقي إليه، فاستيقظت مرعوباً فإذا هو ميت فغسلناه وكفناه وواريناه التراب، فلما كنت في النوم رأيت تلك الروضة وهو إلى جوار تلك الجارية وهو يكرر هذه الآية: (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).


شذا المعالي- المذنب

الموعد الجنة
إحدى الصالحات داهمها الموت على أحد الطرق السريعة في ظلام الليل، لم يرها أحد إلا الله، تمسكت بطريق نجاتها وحجابها، حتى أرادوا إنقاذها فأبت وقالت: ماذا أقول له لو سألني عن حجابي؟ ماذا أقول له لو سألني عن ديني وحيائي، كيف كشفتموه؟؟ إياكم أن تمسوا جسداً حرمه ربي إلا على من أحله الله، فغابت تلك المرأة عن الوعي حتى وصلت المستشفى ومن أنقذها قائم على رأسها، فأخبر زوجها بالخبر فجاء للقائها فوجدها مسجّاة على السرير وهو ينادي ويقول: أين الشريفة، أين الصالحة، أين العفيفة، أين القائمة؟ فنظرت إليه النظرة الأخيرة وقالت: إني أرى أناساً معهم ثياب بيضاء جاؤوا بها لي، فالموعد الجنة، وفاضت روحها إلى الله.

أوسان محمد سالم- المكلا

كما يتمنى
لما نزل الموت بالعابد الزاهد عبد الله بن إدريس اشتد عليه الكرب، فلما أخذ يشهق بكت ابنته فقال لها: يا ابنتي لا تبكي عليّ فقد ختمت في هذا البيت أربعة آلاف ختمة كلها لأجل هذا المصرع.

نسيم أحمد سعد- سيؤون
خالد حسن علي- الضالع
نجيب أحمد السامعي- إب


راضية مرضية
تصف والدتي وفاة جدها فتقول: كان جدي إنساناً صبوراً يحب الخير حافظاً للقرآن، سليم القلب، الجميع يحبه، وكانت هي وإخوانها دائماً ما يخدمونه لأنه كان مريضاً، تقول: كنت عنده يوماً من الأيام أنظف غرفته وكنت صائمة فناداني وقال: نفطر سوياً بإذن الله عند المغرب، فقالت: أكمل التنظيف ثم أجهز الفطور، وقبل انتهائها من التنظيف سمعته يتمتم بكلام لم أميّزه ولكن بعد فترة بدأ صوته يظهر واضحاً فسمعته يقرأ: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) وفجأة انقطع صوته، ففزعت وأتيت بقربه فوجدته قد مات.

أم وداد- جدة

بيت الكريم
عن عبد العزيز بن أبي داوود قال: دخل قوم حجاج إلى مكة ومعهم امرأة تقول: أين بيت ربي؟ فجعلوا يقولون لها: الساعة ترينه، فلما وصلوا إلى الحرم قالوا لها: هذا بيت ربك، أما ترينه؟ فخرجت تشتد وتركض وهي تقول: بيت ربي.. بيت ربي، فلما لامست الكعبة وضعت جبهتها عليها وألصقت وجهها وفمها فيها، فما رُفعت من ذلك الموضع إلا وهي ميتة.

عبد العزيز عبد الله بلسود- تريم

داعية بعد الموت
في جمهورية راوندا الإفريقية شاء الله أن يولد مسلم جديد، كان حياً قبل ذلك، لكن بجسده فقط لأنه كان نصرانياً، أما روحه فلم تعرف الحياة إلا بعد أن أعلن إسلامه وذاق طعم الإيمان، ويعلم أهله بالخبر فيثورون عليه ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها، ولا عجب في ذلك فقد امتلأت قلوبهم بالحقد وهم يسمعون في المدرسة أن العربي (المسلم) مرادف للشيطان، وفي المدرسة تلقنهم الكنيسة أن العرب قوم متوحشون يحرقون القرى ويقتلون الأبرياء ويسرقون النساء ويتركون الأرض وراءهم خراباً.
ويصل الخبر إلى شقيق هذا المسلم الجديد فيستشيط غضباً وينفجر وهو يرى أخاه يصلي واضعاً جبهته في الأرض لله تعالى، وتؤتي تلك التعاليم الفاسدة ثمارها الخبيثة في صورة ثورة عارمة تنتهي بقتل النصراني الحاقد لأخيه المسلم وهو ساجد، ولكن هل انتهت القصة؟ لا، لقد قبضت الشرطة على القاتل بينما بقيت جثة المسلم ثلاثة أيام في تلك الأجواء الحارة ولم تتغير، لتكون دليلاً محسوساً وشاهداً صامتاً على عظمة هذا الدين وطهارته، ويأتي عشرات النصارى ليروا جنازة المسلم الّتي تنتظر الإذن بالدفن من طبيب الشرطة، ويعلن العشرات منهم الإسلام بسبب هذه الخاتمة وهذا المشهد، ويستحق هذا المسلم الجديد لقب (داعية بعد الموت).


عائشة محمد علي- غيل باوزير

المسلم الجديد
دخل شاب أمريكي من أصل إسباني أحد مساجد نيويورك بعد صلاة الفجر وقال لهم: أريد أن أدخل في الإسلام، قالوا: من أنت؟ قال: دلوني ولا تسألوني، فاغتسل ونطق بالشهادة وعلموه الصلاة فصلى بخشوع نادر تعجب منه رواد المسجد جميعاً، وفي اليوم الثالث خلا به أحد الإخوة وقال له: يا أخي بالله عليك ما حكايتك؟ فقال: نشأت نصرانياً وقد تعلق قلبي بالمسيح عليه السلام ولكنني نظرت في أحوال الناس فرأيت الناس قد انصرفوا عن أخلاق المسيح تماماً، فبحثت عن الأديان وقرأت عنها، فشرح الله صدري للإسلام، وقبل الليلة التي دخلت عليكم نمت فيها بعد تفكير عميق وتأمل في البحث عن الحق، فجاءني المسيح عليه السلام في الرؤيا وأنا نائم وأشار إليّ بسبابته هكذا يوجهني وقال: كن محمّدياً، يقول: فخرجت أبحث عن مسجد فأرشدني الله إلى هذا المسجد فدخلت عليكم.
بعد هذا الحديث القصير أذّن المؤذن لصلاة العشاء ودخل هذا الشاب في الصلاة مع المصلين، وسجد في الركعة الأولى وقام الإمام بعدها ولم يقم أخونا بل ظل ساجداً لله، فحرّكه من بجواره فسقط ، ووجدوه قد مات.


رشا سالم غانم- المكلا

الله أرحم وأغفر
كان رجل من العصاة يغشى حدود الله في البلد الحرام، وكان رجل من الأخيار يذكره بالله دائماً ويقول له: يا أخي اتق الله، يا أخي خف الله.
وفي يوم من الأيام ذكّره بالله فما التفت إليه .. ورد عليه رداً سيئاً، فما كان من ذلك الرجل الصالح إلا أن استعجل وقال له: إذن لا يغفر الله لمثلك – لشدة ما وجد من سوء الجواب – فلما قال القول انتبه ذلك العاصي وقال: الله لا يغفر لي؟! الله لا يغفر لي؟! سأريك أيغفر الله لي أم لا يغفر؟
وبنقل الثقات يقولون: اعتمر من التنعيم وطاف طوافه فمات بين الركن والمقام.


عبد القادر دهمان – اليمن – صنعاء


الأذان الخالد
رجل عاش أربعين سنة يؤذن للصلاة لا يبتغي إلا وجه الله، وقبل الموت مرض مرضاً شديداً فأقعده في الفراش وأفقده النطق، فعجز عن الذهاب إلى المسجد، فلما اشتد عليه المرض بكى ورأى المحيطون به على وجهه أمارات الضيق وكأنه يخاطب نفسه قائلاً: يا رب أؤذن لك أربعين سنة وأنت تعلم أني ما ابتغيت الأجر إلا منك، وأحرم من الأذان في آخر لحظات حياتي، ثم تتغير ملامح هذا الوجه إلى البشر والسرور ويقسم أبناؤه أنه لما حان وقت الأذان وقف على فراشه واتجه إلى القبلة ورفع الأذان في غرفته، وما إن وصل إلى آخر كلمات الأذان: لا إله إلا الله خر ساقطاً على الفراش، فأسرع إليه بنوه فوجدوه قد مات.

رشا سالم غانم- المكلا


لبيك وسعديك
لمح أحد الشيوخ شابين في العشرين من عمرهما في المطار مسافرين إلى بلد من البلاد العاهرة، استوقف الشيخ الشابين بعد أن ألقى عليهما التحية ووجه إليهما نصيحة مؤثرة وموعظة بليغة، وكان مما قاله لهما: ما ظنكما لو حدث خلل في الطائرة ولقيتما حتفكما وأنتما على هذه النية وقد عزمتما على مبارزة الجبار، فبأي وجه ستقابلان ربكما يوم القيامة؟ وذرفت عينا الشابين ورق قلبهما لموعظة الشيخ، وقاما فوراً بتمزيق تذاكر السفر وقالا: يا شيخ، لقد كذبنا على أهلنا وقلنا لهم: إننا ذاهبان إلى مكة، فكيف الخلاص؟ وماذا نقول لهم؟ وكان مع الشيخ أحد طلابه فقال: اذهبا مع أخيكما هذا وسوف يتولى إصلاح شأنكما.
ومضى الشابان مع صاحبهما وقد عزما على أن يبيتا عنده أسبوعاً كاملاً ثم يعودا إلى أهلهما.
وفي تلك الليلة وفي بيت ذلك الشاب ألقى أحد الدعاة كلمة مؤثرة زادت من حماسهما، وبعدها عزم الشابان على الذهاب إلى مكة لأداء العمرة، وفي الصباح انطلق الثلاثة صوب مكة وفي الطريق كانت النهاية، وفي الطريق كانت الخاتمة، ويا لها من خاتمة حسنة، فقد وقع لهم حادث مروع ذهبوا جميعاً ضحيته، ولفظوا أنفاسهم وهم يرددون: لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.


عبد الرقيب حسن علي- تعز

يرى الحور
يقول الدكتور خالد الجبير: كنت مناوبا في أحد الأيام وتم استدعائي إلى الإسعاف، فإذا بشاب في السادسة عشرة أو السابعة عشرة من عمره يصارع الموت، الذين أتوا به يقولون انه كان يقرأ القرآن في المسجد ينتظر إقامة صلاة الفجر فلما أقيمت الصلاة رد المصحف إلى مكانه ونهض ليقف في الصف فإذا به يخر مغشيا عليه فأتينا به إلى هنا، تم الكشف عليه فإذا به مصاب بجلطة كبيرة في القلب، كنا نحاول إسعافه، وحالته خطيرة جدا، أوقفت طبيب الإسعاف عنده وذهبت لأحضر بعض الأشياء،عدت بعد دقائق فرأيت الشاب ممسكا بيد طبيب الإسعاف والطبيب واضع أذنه عند فم الشاب والشاب يهمس في أذن الطبيب، لحظات وأطلق الشاب يد الطبيب ثم أخذ يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأخذ يكررها حتى فارقت روحه الحياة، أخذ طبيب الإسعاف بالبكاء وتعجبنا من بكائه، إنها ليست أول مرة ترى فيها متوفى أو محتضرا فلم يجب وعندما هدأ سألناه ماذا كان يقول لك الشاب وما الذي يبكيك قال لما رآك يا دكتور خالد تأمر وتنهى وتذهب وتجيء عرف أنك الطبيب المسؤول عن حالته فناداني وقال لي قل لطبيب القلب هذا لا يتعب نفسه فوالله إني ميت ميت، والله إني لأرى الحور العين وأرى مكاني في الجنة الآن ثم أطلق يدي.

ياسر الفداوي- الحسينية
ابتسام فالح الصيفي- المدينة المنورة
رقية حسن اليونس- حائل


الساجدة
عجوز بلغت الثمانين من عمرها في مدينة الرياض، جلست مع النساء فوجدت أن وقتهن يضيع في المحرَّم وما لا فائدة فيه فاعتزلتهن في بيتها تذكر الله دائماً، ووضعت لها سجادة تقوم من الليل أكثره. في ليلة قام ولدها الوحيد البار بها عندما سمع نداءها؛ يقول: ذهبت إليها، فإذا هي على هيئة السجود تقول: يا بُنيَّ ، لا يتحرك فيَّ الآن سوى لساني .. قال: أأذهب بك إلى المستشفى؟
قالت: لا، أقعدني هنا
قال: والله لأذهبن بك، وكان حريصاً على برها
تجمع الأطباء كل يدلي بدلوه ولا فعل لأحدهم مع قدر الله
قالت لابنها: أسألك بالله أن تردني إلى بيتي وإلى سجادتي، فأخذها ووضَّأها وأعادها إلى سجادتها فأخذت تصلي
قال: وقبل الفجر بوقت غير طويل نادتني تقول: يا بني أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه .. أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله .. ثم لفظت أنفاسها الأخيرة.
فما كان منه إلا أن قام فغسلها وهي ساجدة، وكفنها وهي ساجدة، وحملوها إلى الصلاة ثم إلى القبر وهي ساجدة، ثم وسعوا القبر ودفنوها وهي ساجدة.


عبد القادر دهمان- صنعاء
عبيد صالح عبيد- حضرموت
جمال الغزالي- إب
سعيد بن علي- خشامر
محمد علي غالب- رداع
محمد سعد عبد اله- الإحساء
مريم العصيمي- الأجفر


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموت والحياة

سيد قطب (يرحمه الله)

أختي الحبيبة ... هذه الخواطر مهداة إليك ... إن فكرة الموت لا تزال تخيل لك، فتتصورينه في كل مكان، ووراء كل شيء وتحسبينه قوة طاغية تظل الحياة والأحياء، وترين الحياة بجانبه ضئيلة واجفة مذعورة.
إنني أنظر اللحظة فلا أراه إلا قوة ضئيلة حسيرة بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة، ولا يكاد يصنع شيئا إلا أن يلتقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات! ... مد الحياة الزاخر هو ذا يعج من حولي! ... كل شيء إلى نماء وتدفق وازدهار ... الأمهات يحملن ويضعن .. الناس والحيوان سواء.. الطيور والأسماك والحشرات تدفع بالبيض المتفتح عن أحياء وحياة ... الأرض تتفجر بالنبت المتفتح عن أزهار وثمار ... السماء تتدفق بالمطر، والبحار تعج بالأمواج ... كل شيء ينمو على هذه الأرض ويزداد!.
بين الحين والحين يندفع الموت فينهش نهشة ويمضي، أو يقبع حتى يلتقط بعض الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات! ... والحياة ماضية في طريقها، حية متدفقة فوارة، لا تكاد تحس بالموت أو تراه!...
قد تصرخ مرة من الألم، حين ينهش الموت من جسمها نهشة، ولكن الجرح سرعان ما يندمل، وصرخة الألم سرعان ما تستحيل مراحا... ويندفع الناس والحيوان، والطير والأسماك، الدود والحشرات، العشب والأشجار، تغمر وجه الأرض بالحياة والأحياء! ... والموت قابع هنالك ينهش نهشةً ويمضي ... أو يلتقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات!!.
الشمس تطلع، والشمس تغرب، والأرض من حولها تدور، والحياة تنبثق من هنا ومن هناك ... كل شيء إلى نماء ... نماء في العدد والنوع، نماء في الكم والكيف ... لو كان الموت يصنع شيئا لوقف مد الحياة! ... ولكنه قوة ضئيلة حسيرة، بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة..!.
من قوة الله الحي .. تنبثق الحياة وتنداح!!.

.........
عندما نعيش لذواتنا فحسب، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة، تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود ! ...
أما عندما نعيش لغيرنا، أي عندما نعيش لفكرة، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض!...
إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة، نربحها حقيقة لا وهما، فتصور الحياة على هذا النحو، يضاعف شعورنا بأيامنا وساعاتنا ولحظاتنا... فليست الحياة بعدد السنين، ولكنها بعدد المشاعر، وما يسميه (الواقعيون) في هذه الحالة (وهما)! هو في (الواقع)، (حقيقة) أصح من كل حقائقهم! ... لأن الحياة ليست شيئا آخر غير شعور الإنسان بالحياة. جرد أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي! ومتى أحس الإنسان شعورا مضاعفا بحياته، فقد عاش حياة مضاعفة فعلا..
يبدو لي أن المسألة من البداهة بحيث لا تحتاج إلى جدال! .. إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين، نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية!.


من رسالته لأخته (أفراح الروح)
اختيار: عبد القادر دهمان- اليمن- صنعاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


**
المصدر من مجلة مساء العدد (39) جمادى الأول 1428هـ



تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »


rww ,ufv : sE,x ,psk hgohjlm sE,x ,psk ,ufv


الموضوع الأصلي: قصص وعبر : سُوء وحسن الخاتمة || الكاتب: جنون || المصدر: منتديات نور الاستقامة



توقيع :

رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخاتمة , سُوء , وحسن , وعبر , قصص


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مجموعـة بحوث كااااملة (( مقدمة - الخاتمة - المراجع ))... عابر الفيافي نور البحوث العلمية 9 09-30-2012 03:51 PM
لكل مكروب ومهموم ومحزون [ الفرج بعد الشدة ] قصص وعبر عابر الفيافي نور القصص والروايات 1 12-12-2010 05:54 PM
10 قصص عن الخاتمة عابر الفيافي نور القصص والروايات 0 12-05-2010 07:54 PM


الساعة الآن 11:16 PM.