سؤال أهل الذكر9 من جمادى الأولى 1425هـ ، 27/6/2004م-- الموضوع : عام - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات


العودة   منتديات نور الاستقامة > الــنـــور الإسلامي > نور الفتاوى الإسلامية > حلقات سؤال أهل الذكر

حلقات سؤال أهل الذكر حلقات سؤال أهل الذكر,فتاوى الشيخ أحمد بن حمد الخليلي,فتاوى الشيخ سعيد بن مبروك لقنوبي,حلقات سؤال أهل الذكر كتابية مفرغة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
Post  سؤال أهل الذكر9 من جمادى الأولى 1425هـ ، 27/6/2004م-- الموضوع : عام
كُتبَ بتاريخ: [ 02-19-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية جنون
 
::مـشـرفـة::
::نـور الـصـحـة والعناية::


جنون غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : مكان ما
عدد المشاركات : 1,947
عدد النقاط : 154
قوة التقييم : جنون له تميز مدهش وملحوظ جنون له تميز مدهش وملحوظ


سؤال أهل الذكر9 من جمادىالأولى 1425هـ ، 27/6/2004م

الموضوع : عام


السؤال(1)
عندما أستمع إلى تلاوة القرآن الكريم أجد في نفسي السكينةوالطمأنينة والخشوع ولكني عندما أقرأ القرآن بنفسي لا أشعر بنفس الشعور والإحساسوأتثاؤب كثيراً وتثقل أجفاني بالنوم ، فما أفعل حتى تسكن نفسي وتخشع لتلاوة القرآنالكريم ؟


الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فيقول الله تبارك وتعالى ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍلَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُنَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الحشر:21) ، في هذا القولالشريف من الله سبحانه وتعالى ما يدل على عظم شأن القرآن وأثره وتأثيره في هذهالحياة ، فإن الله تبارك وتعالى لو أنزله على جبل لتصدع الجبل من عظم ما جاء به ،فكيف بهذا الإنسان لولا قساوة قلبه البالغة ، فإن الإنسان هو أشد قسوة من الحجارة(وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَالَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْخَشْيَةِ اللَّهِ)(البقرة: من الآية74) ، الإنسان يُطلب منه عندما يتلو كتاب اللهسبحانه وتعالى أن يقبل عليه بشعور خاص ، أن يقبل عليه بشعور أنه يتلقى عن الله ،لأن ذلك هو كلام الله سبحانه ، فيستحضر في نفسه أن الله تبارك وتعالى يخاطبه بهذاالقرآن ، ولذلك عليه أن يقابل هذا الخطاب بخضوع وتذلل بين يدي الله سبحانه .
ثمإن الإنسان مطالب بأن يتدبر القرآن ولذلك قال الله سبحانه في الآية التي ذكرناها منقبل ( وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) ،أي ليتفكروا ، فإن ضرب هذه الأمثال من أجل التفكر والاتعاظ وإقبال الإنسان بكليتهعلى كتاب الله . ويقول سبحانه وتعالى ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْعَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24) .
على أن الإنسان يؤمر عندما يقبل علىكتاب الله تبارك وتعالى يتلوه أن يستحضر بأنه يعالج به نفسه فإن الله تعالى يقول(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلايَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَاراً) (الاسراء:82) ، فهو شفاء وهو رحمة للمؤمنين .

نعم هو شفاء لأن الله تعالى شفى به الصدور ، ذلك لأن كل ما يتعلق بحياة هذاالإنسان حله في كتاب الله .
فالله تبارك وتعالى جعل هذا الكون وهذا الوجود وهذهالحياة سراً عجيباً ولغزاً مُعمّى . فالإنسان إن لم يستهد بهدي كتاب الله تعالى فإنالحياة أمامه تكون لغزاً لا يفهم أولها وآخرها ، ولا مبدأها ولا مصيرها ، ولا ماذايترتب على وجوده فيها .
وقد جعل الله تعالى في كتابه الكريم حل هذا اللغز ذلكلأن الله سبحانه وتعالى جعل في هذا الكتاب تعريفاً بهذا الإنسان من أين جاء وإلىأين ينتهي وماذا عليه أن يعمل فيما بين مبتدأه ومنتهاه ، فهو حل لغز العقيدة إذعرّفه أولاً بربه ، عرّف القرآن الإنسان بربه سبحانه وتعالى وأنه هو الخالق وأنه هوالرازق ، وبيّن له من خلال مشاهد هذا الكون سر ربوبية الله وألوهيته ، فهو يطوفبهذا الإنسان بين أرجاء الكون على أن الكون كله مسرح لاعتبار هذا الإنسان .
فعندما يتلو الإنسان مثلاً قول الله تبارك وتعالى ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌوَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) (البقرة:163 ) ، ثم يتلو بعدذلك قوله عز وجل ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُالنَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِالأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِالرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآياتٍلِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة: 164) ، عليه أن يعتبر وأن يدرك ماذا يراد منه ،فإنه عُرفّ بأن الإله المعبود إنما هو إله واحد ، ثم أتبع ذلك ما أتبع من بيانحقائق هذا الوجود ، وأن في خلقه السموات والأرض واختلاف الليل والنهار إلى آخر ذلكآيات لقوم يعقلون ، هذه الآيات إنما هي لمن تدبر وتفكر وأمعن ، فإن السموات والأرضيعني الكون كله إنما هو وحدة متكاملة ، كل جزء منه مكمل لبقية الأجزاء ، فلا يمكنأن يصدر ذلك إلا من إله واحد ، إذ لو كان هنالك تعدد في الآلهة لأدى ذلك إلى اختلافحال الكون ، لأن لكل واحد منهم لو تعددوا إرادة مستقلة وفي هذه الحالة كل واحد منهميستقل بمراده فيؤدي ذلك إلى الاختلاف بينهم ، ولكن هذا الانسجام بين أجزاء هذاالكون وهذا التناسق العجيب إنما هو دليل على وحدانية الله سبحانه .
وكذلك ماذكر مما يقع في هذا الكون من اختلاف الليل والنهار بنظام رتيب عجيب ، وما ينزلهالله سبحانه وتعالى من السماء من ماء وما يترتب على ذلك من نبات هذه الأرض بحيث جعلفي ما ينزله من ماء خاصية الإنبات وجعل في هذه الأرض خاصية النبات ، وبهذا النزوليتم التلاقح ما بين الخاصيتين فيؤدي ذلك إلى أن تنبت الأرض ما تنبته ، وما يتبع ذلكمن بيان الفلك التي تجري في البحر وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرضبعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض كلمن ذلك يدعو الإنسان إلى الاعتبار ، فهذا الذي يقرأ كتاب الله إنما يطلب منه أنيعتبر ، ويطلب منه أن يتملاه .

كذلك عندما يأتي إلى نحو قول الله سبحانه ( قُلِالْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌأَمَّا يُشْرِكُونَ) (النمل:59) ، عليه أن يعتبر بأن عليه حقوقاً واجبة وفروضاًلازمة لخالقه سبحانه وتعالى الذي هو الإله الواحد ، وأنه وحده هو الذي يستحقالعبادة ، وكل إله يعبد من دونه ليس له أي شيء من حق هذه العبادة ، وإنما إشراكه معالله تبارك وتعالى إنما هو إنقلاب إلى الضلال وحيرة في هذه الحياة وانطماس لبصيرةالعقل ، ثم ما يتبع ذلك من قوله سبحانه وتعالى ( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِوَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِبَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَخِلالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِحَاجِزاً أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ * أَمَّنْيُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * أَمَّنْ يَهْدِيكُمْفِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَيَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِوَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْصَادِقِينَ) (النمل:60-64) ، كل من ذلك يستدعيه أن يقف عند كل كلمة من هذه الكلمات، وعند كل جملة من هذه الجمل ، وأن يتملى ما فيها ويستذكر ما انطوت عليه حتى يكونموصولاً بربه سبحانه .

كذلك هو أيضاً شفاء من حيث تعريف الإنسان بسنة الله تعالىفي خلقه لأن الله تبارك وتعالى يبين في كتابه سننه في هذا الخلق ، فهو يدعو إلىالاعتبار بمصير القوم الظالمين .

ففي مصير القوم الذين ظلموا أنفسهم وانقلبتعاقبتهم إلى السوء عبرة للمعتبرين وعظة للمتعظين ، فكم من أحد منهم كان يخيل أنهينطح السماء بقرنيه ويطأ الجوزاء بنعليه وإذا به ينقلب إلى مصير فيه عبرة للمعتبرين ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى) (النازعـات:26) ، كما كان لفرعونوقارون وهامان وغيرهم من الأمم التي بادت ، عاد وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة ، كلهؤلاء في مصيرهم عبرة للمعتبرين ، والله تبارك وتعالى يدعو الناس إلى الاعتباربمصير القوم الظالمين في القرآن الكريم ( أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْقَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْوَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِيمِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْقَرْناً آخَرِينَ) (الأنعام:6 ).

فإذاً عندما يقرأ قصص الأمم الماضية عليه أنيعتبر ، وأن يقف وقفة المشاهد لمصيرهم ومنقلبهم وما كانوا عليه .
ثم كذلكبالنسبة إلى العبادات وبالنسبة إلى الأحكام والمعاملات والوصايا المتعلقة بالأخلاقوبغيرها في كل من ذلك ما يدعوه إلى الاعتبار ، وأن يتكيف وفق تعاليم القرآن الكريم .

فإذن لو حاول أن يعد نفسه لتلقي هذا البيان الإلهي على هذا النحو لطار عنه مايجده من الكسل وما يأتيه من التثاؤب عندما يتلو كتاب الله تبارك وتعالى بنفسه .

فعليه الاعتبار أي أن يقرأ القرآن قراءة متدبر معتبر متعظ مدّرك ، وبحول اللهتبارك وتعالى يتغلب على هذه المشكلة .


السؤال(2)
توجدهناك أحاديث كثيرة عن الرسول صلى الله عليه وسلّم تبين فضل تلاوة القرآن الكريم منذلك ما ورد أن الحرف بعشر حسنات ، فهذا الثواب هل هو للتلاوة مجردة أم للتلاوة بشرطالتفكر ؟


الجواب:

لا ريب أن الإنسان لا يطلب منه أن يتلو القرآنلاهياً غافلاً ، هذه التلاوة ليست لها قيمة ، هذه التلاوة ليست فيها روح ، هيبمثابة الجسم المتعفن الذي لا أثر له ولا حراك له بل ربما يضر ولا ينفع ، فهو لاينفع قطعاً ولكن ربما يضر لأن تعفنه يؤدي إلى النتن ، نتن رائحته وإضراره بالناس ،فكذلك شأن العبادة الفاقدة للروح كالصلاة التي تفقد الخشوع وكذلك تلاوة القرآنعندما لا يكون هنالك تدبر وإمعان ، إنما على الإنسان أن يقاوم الوسوسة . لا ريب أنكل أحد تعتريه الوسوسة ، وكل أحد تعتريه الغفلة ، وكل أحد يحاول الشيطان أن يلبسعليه أمره وأن يبعده عن التفكر والإمعان لكن عليه مغالبة ذلك وأن يحرص على أن يعالجنفسه ويداوي أدوائه بهذا القرآن الكريم عندما يتلوه .

السؤال(3)
ما حكم العادة المعروفة عند العمانيينبالحول حول وهي التي تقام عندما يكمل الطفل عامه الأول؟

الجواب:

هذه لا أصل لها في السنة ، ولكن إن كانت مجرد عادة ولمتتخذ عبادة وليس فيها شبه بما يفعله غير المسلمين فلا يمنع من أن يجتمع الناس فرحينمستبشرين من غير أن يتخذوا ذلك سنة ، ومن غير أن يعتبروا ذلك عبادة وقربة ولكن مجردابتهاج ببلوغ ذلك المولود عاماً ، وبغير تكرر لذلك في بقية الأعوام ، لأن تكرر ذلكفي بقية الأعوام إنما يعتبر منباب تقليد الآخرين .


السؤال(4)

ما حكم الأكل والشرب في الحرمين الشريفين؟

الجواب :
يجب علينا أولاً أن نحدد مفهوم الحرمين ، ما المقصودبالحرمين ؟
الحرم ليس هو المسجد فحسب ، إنما الحرم المكي كل ما كان داخلاً فيحدود الأرض التي لا يعضد شجرها ولا يختلى خلاها ولا ينفّر صيدها ولا يسفك فيها دم ،هذه الأرض هي أرض الحرم ، ولها حدود معلومة أقرب حل إلى الحرم التنعيم ، وبالنسبةإلى الجهة الأخرى الحديبية ، كذلك بالنسبة إلى الجهة الأخرى نمرة من جهة عرفاتفنمرة هي واقعة ما بين الحرم ، هذه هي أرض الحرم .
وبالنسبة إلى الحرم النبويالشريف لا يعني الحرم المسجد فقط ، فالمسجد ليس هو وحده الحرم . ( وأنا أحرم ما بينلابتيها ) هكذا قال الرسول صلى الله عليه وسلّم ، معنى أن كل ما كان مابين ذينكالجبلين فهو داخل في الحرم النبوي الشريف ، لا يعني الحرم النبوي المسجد النبوي .

ولو قلنا بمنع الأكل في الحرمين لأدى ذلك إلى أن الناس يمنعون من الأكل إذاكانوا في مكة أو كانوا في المدينة منعاً باتاً ، وهذا خلاف العقل والشرع جميعاً .
وأما إذا كان المقصود بذلك في المسجد فلا مانع من الأكل في المسجدين الشريفينلا سيما الصائم فإنه إن لم يأكل في ذلك المسجد أين يأكل ؟!
إن لم يأكل المعتكففي المسجد الحرام داخل المسجد ، وإن لم يأكل المعتكف في المسجد النبوي الشريف داخلالمسجد أين يأكل ؟!
وإنما يؤمر الناس أن يجنبوا المسجد ما يضر به ، ففضلاتالطعام لا تُبقى في المسجد وإنما يجب إخراجها من المسجد .


السؤال(5)
من خلال تأملي لكتاب الله تعالى لاحظت أنالكفار يكذبون بالبعث أكثر من تكذيبيهم بالخالق سبحانه وتعالى؟

الجواب :
نعم هم يعتقدون وجود الله ولكنهم يشركون معه آلهة أخرى، فلذلك يسلبونه سبحانه وتعالى ما هو خاص به وحده ، ومن هنا يقيم الله تبارك وتعالىعليهم الحجج في كتابه فهو يقول ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِوَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِاللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْأَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُعَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) (الزمر:38) .

أما بالنسبة إلى المعادفهم يتجاهلون آيات الله تبارك وتعالى الكبرى التي تدل على المعاد ، وإنما الفطرةدعتهم إلى الاعتراف بوجود الله ، فالإنسان الذي ينكر وجود الله تعالى إنما يكابرفطرته ويغالب عقله ، إذ كل ما في الكون يدل على وجوده سبحانه ولذلك قال الله سبحانهوتعالى ( أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)(إبراهيم: منالآية10) يعني أن كل ما في هذا الكون من أجزاء السموات والأرض دال عليه سبحانه ،فكل ذرة من ذرات الوجود إنما هي كلمة من كلمات الله ناطقة بتوحيده سبحانه وتعالىوناطقة بتسبيحه ودالة على وجوده ، كما قال الأعرابي عندما سئل بم عرفت ربك ؟ فقال :البعرة تدل على البعير ، وأثر القدم يدل على المسير ، فهيكل علوي بهذه اللطافة ،ومركز سفلي بهذه الكثافة ألا يدلان على الصانع الخبير .

وبالنسبة إلى يومالقيامة فإن الله تبارك وتعالى أقام عليهم الحجج لأنهم لقصور عقولهم استبعدوا أنيبعث الإنسان بعد أن يموت وتتحول خلاياه إلى ذرات ترابية متبعثرة بحيث تتلاشى فيهذه الأرض وتغيب فيها فرأوا من المستبعد أن يجمع الله تبارك وتعالى هذا الشتاتوينفخ في الإنسان هذه الروح مرة أخرى ، ولذلك ضرب الله تبارك وتعالى لهم الأمثالوبيّن لهم آياته الدالة على أن ذلك ليس عسيراً وليس شاقاً بل هو هين في حقه سبحانهوتعالى ، وكل شيء هين في حقه ، وإنما هذا أهون من نشأة الكون ، فقد قال سبحانهوتعالى ( أَوَلَمْ يَرَ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَخَصِيمٌ مُبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِيالْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍوَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِنَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَالْخَلاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُكُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِتُرْجَعُونَ) (يّـس:77-83) . الله تعالى هنا ضرب هنا مثلاً لهؤلاء الذين يكابرون فيحقيقة البعث ويمارون فيه ، ضرب لهم مثلاً إذ بيّن أن هذا الإنسان هو خلق من نطفة ،ما هي هذه النطفة ؟ هي جزء حقير ، بلغ في حقارته أنه ينظر بالمجهر ولا يكاد يبصر ،ومع ذلك توجد فيه جميع خصائص البشرية العامة التي يشترك فيها البشر ، وتوجد أيضاًفي هذه الخلية جميع الخصائص البشرية الأسرية الخاصة ، أي الخصائص الأسرية التيتتوارث من أسرة إلى أسرة ، هذه موجودة فيها ، ولذلك يكون الشبه حتى إلى جدود بعيدينبسبب هذه الخصائص المتوارثة التي تنطوي عليها تلك الخلية .

ثم مع ذلك طور اللهتبارك وتعالى هذا الإنسان أطوارا حتى أخرجه إنساناً بهذا القدر ، جعل هذه الخليةتخرج منها ملايين الملايين من الخلايا ، وهي متنوعة ومع ذلك نفخ فيه من روحه ، ومعذلك جعل الله تبارك وتعالى له السمع والبصر والمشاعر والحواس والعلم والقدرة إلىآخره من هذه الأمور العجيبة .
كل من ذلك دليل على أن الله تبارك وتعالى ليسبعزيز عليه أن يعيد هذا الإنسان مرة أخرى كما خلقه أول مرة .

وبيّن سبحانه معذلك أن الذي يحي العظام وهي رميم هو الذي أنشأها أول مرة بهذه الحالة ، وأنه هوالذي خلق السماوات والأرض ، فمن خلق السماوات والأرض لا يعجزه أبداً أن يعيد خلقالإنسان كما كان أول مرة لأن السماوات والأرض لم تكن موجودة من قبل وقد أخرجها منعدم ، كل هذا الكون أخرجه الله تبارك وتعالى من عدم ، ولئن كان أخرج هذا الكونالمترامي الأطراف من عدم فكيف بالإنسان الذي وجد وتكون وصار سميعاً بصيراً ألا يقدرالله تبارك وتعالى الذي أوجد هذا الكون من عدم على إعادته مرة أخرى ، بل ذلك أهونوالكل في حق الله هين ، والله تعالى أعلم .

السؤال(6)
بدا الحث على تعدد الزوجات بصورة كبيرة ،والحكمة من ذلك القضاء على العنوسة وستر كلا الجنسين من زلة الشيطان وخبثه وغيرهامن الأسباب .
لكن الرجل الآن أصبح غير قادر على تحمل مسؤولية عائلة واحدة ، فكيفإن قصّر في حق من تزوجها ليسترها ويستر نفسه ، فهو الآن بحاجة مادية إلى وقوف زوجتهإلى جانبه لتخرج للعمل ليتقاسما الحياة من أجل أن تنشا أسرة صالحة .
وهو بحاجةإلى تربية أولاده وبحاجة إلى وقت للعبادة ، فأين هو الوقت ليقسم نفسه في مالهوأولاده وعبادته لربه ، وزواجه من أخرى تحتاج إليه ليقف إلى جانبها في كل شيء ، هذاما شهدته عيني في أبي الذي أخذ من حكمة تعدد الزوجات ما هو طيب ونافع له وحده ،تزوج بامرأة أخرى واستهان بحق أمي عليه ، أمي التي ذاقت مرارات الحياة حلوها ومرها، اليوم لا تذوق يوماً حلوا معه . لقد حطم كل ما بناه من أجل أولاده بهروبه إلىأخرى ، فإن دخل البيت أو خرج فهو كالمذنب الذي يعترف بذنبه ، فلا تحية ولا سلام ولاضحكة ولا ابتسام ، كرّه نفسه في أعين أولاده وتركهم للشيطان ينهش لحمهم ، زرع فيقلوبهم كل ما استهواه الشيطان ، حاولنا نصحه ولفت انتباهه لتقصيره في حق أولاده لكنكان يلوم أمي في كل شيء ، فماذا تقول سماحة الشيخ ؟؟


الجواب :
لاريب أن حكمة الله تبارك وتعالى بالغة ، وعلينا أن نسلم لما قضاه الله سبحانه ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراًأَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَوَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (الأحزاب:36) ، فالإنسان مطالب أن يوقنأن الخيرة هي التي اختارها الله ، وأن الله تعالى لم يشرع لعباده شرعاً إلا وفيهخيرهم وسلامتهم .

وقضية عنوس الفتيات ، وهذه كلمة عنوس وليس عنوسة كما هي شائعة، علينا أن نصحح الأخطاء وأن نعود إلى اللغة العربية ، هي عنوس وليست عنوسة لأنهامصدر عنس وفعل اللازم مصدره فعول
وفعل اللازم مثل قعدا



له فعول باطرادكغدا


ما لم يكن مستوجباً فعالا



أو فعلاناً فادر أو فعالا



مثل خرج خروجاًودخل دخولاً وذهل ذهولاً إلى آخره ، فهذه عنوس الفتيات وليست عنوسة .

وعلى أيحال عنوس الفتيات أمر يؤرق الناس اليوم .
أنا ذهبت إلى بلد عربي شقيق سكانهتقريباً لا يتجاوز أربعين مليون ، ولكن الفتيات العانسات به وصل إلى عشرة ملايينوهذا رقم خطير جداً ، واضطروا إلى تأليف كتب من أجل أن يسلّوا العانسات .

وعلىأي حال لو كان هنالك تحمل للمسؤولية وتعديد للزوجات مع الاضطلاع بالواجب وتحملالمسؤولية بجدارة لامتص هذا العدد الهائل الذي أصبح شبحاً مخيفاً وخطراً رهيباًيقلق الناس في أعراضهم وفي دينهم وفي دنياهم.
فالقضية قضية في منتهى الخطورة ،وهناك إحدى الدول التي تمنع تعدد الزوجات أخبرني أحد العلماء فيها بأنه بنفسهأخبرته امرأته أن إحدى الفتيات تقول وصل بها الحال إلى أنها لا يستفزها أن تشاهدرجلاً بل حتى عندما تشاهد لوحاً أو خشبة تتصورها رجلاً وتثور عاطفتها وغريزتها بسببذلك ، من كثرة إلحاح الفطرة عليها لأن تستجيب لها بالطريقة السليمة ولكن أنى لهاذلك .
فالقضية هي في منتهى الخطورة . ومع هذا نحن نقول بأنه يجب على أي رجليتزوج امرأة ثانية أن يحرص على بر المرأة الأولى ، وأن يتسع لها صدره ، وأن يحنوعليها ويرعاها ، ويكون شديد الحرص على أن لا تتأذى بشيء أبدا ، هذا مما يجب وقد كانالرسول صلى الله عليه وسلّم يفعل ذلك ، بل بلغ الأمر بالرسول صلى الله عليه وسلّمإلى أن يرعى المرأة التي ماتت ولم يعد مسئولاً عنها لأنها انتقلت إلى ربها سبحانهوتعالى ، كان يرعى السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها رعاية بالغة حتى أنه كانتستفزه المشاعر بمجرد ما يرى أحداً من خاصتها وقرابتها ففي يوم من الأيام دخلتأختها في بيته وسمع صوتها وهي تسمى هالة فقال النبي صلى الله عليه وسلّم : اللهمهالة . فغارت من هذا السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها وقالت له : يا رسول الله ماتذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين أبدلك الله خيراً منها . فغضب من ذلكفقال : والله ما أبدلني الله خيرا منها ، والله ما أنت بخير منها ، لقد صدقتني إذكذبني الناس ، وآمنت بي إذ كفر بي الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقنيالله منها الولد دون غيرها من الناس ، فجزاها الله عني خير جزاء ، اللهم اجز عنيخديجة بنت خويلد .

وهكذا كان صلى الله عليه وسلّم ، كان شديد الرعاية لجميعنسائه في حياتهن وبعد مماتهن ، وكان يتحمل ما يحصل منهن من غضب ومن انفعال بحكمطبيعة النساء ، كان يتحمل كل ذلك كما تذكر أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنهاقالت : ما رأيت صانع طعام مثل صفية ، صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلّم طعاماًفأرسلت به خادماً فأخذني أفكن - أي أخذتها رعشة من شدة الغيرة التي أصابتها بسبب أنذلك الطعام جاء إلى بيتها من بيت السيدة صفية رضي الله تعالى عنها - فقالت : فأخذتحصاة وضربت الإناء الذي فيه الطعام فانكفأ الطعام وانكسر الإناء فأخذ النبي صلىالله عليه وسلّم يجمع الطعام ويقول غضبت أمكم غضبت أمكم . إلى هذا الحال كانت سعةصدره صلى الله عليه وسلّم ، وعلى أي حال هي بنفسها هي لامت نفسها بعد ذلك وتراجعتورجعت إلى صوابها وجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وقالت له : يا رسول الله ماجزاء ما صنعت ؟ . قال لها : طعام مثل طعام وإناء مثل إناء . أي أن تبدلي الإناءبإناء آخر وأن تبدلي الطعام بطعام آخر .

ومن يتزوج اثنتين أو أكثر عليه أن يتحملأي شيء من هذا ، قد كان أحد أئمتنا رحمه الله تعالى متزوجاً من امرأتين إحداهماابنة عمه ، وفي يوم من الأيام جاء ضيف إليه فطلب من المرأة الثانية أن تصنع لهطعاماً ، فلما صنعت طعاماً للضيف حمل الإمام الطعام في يده فلقيته ابنة عمه وضربتيده وارتمى الطبق في مكان وانكب الطعام في الأرض ، فما كان منه إلا أن أرسل خادماًليشتري طعاماً للضيف من السوق بدلاً من ذلك الطعام . ما غضب عليها وما عنفها وماحصل منه شيء .

هكذا من كان يعدد الزوجات عليه أن يتحلى بهذه الأخلاق ، وأن يصبرعلى مثل هذه الأشياء .

فنحن ندعو إلى التعدد لا رغبة في إهانة النساء ، ولكنرغبة في أن توفى حقوقهن ، رغبة في أن يمتص هذا العدد الهائل من العوانس اللاتييقلقن الحياة ، بحيث أصبحن في هذه الحياة شبحاً مخيفاً وخطراً رهيبا .

فالمفروضعلى الكل أن يدرك ذلك ، على الرجال أن يدركوا ذلك ، وعلى النساء أن يدركن ذلك .

ونحن ندعو أبا هذه المرأة السائلة أن يتقي الله تعالى في المرأة الأولى ، وأنيتقي الله في أولاده ، وأن يتسع صدره ما دام تزوج امرأتين ، أن يتسع صدره لكل واحدةمن المرأتين ، وأن يقوم بحقهما جميعاً .

وعلى أي واحد يقدم على ذلك أن يرعى حقالله تعالى في نسائه سواء الحق البدني أو الحق المالي أو الحق الاجتماعي أو غير ذلكمن الحقوق التي لا بد من مراعاتها ، ولا بد من الوفاء بها مع تربية الأولاد جميعاًتربية سليمة والإنصاف بينهم حتى يكونوا جميعاً متساويين في بره وفي القيام بالواجبتجاهه .

السؤال(7)
ما حكم المباعدة بين الولادات؟

الجواب :
هذه يصار إليها مع الضرورة ، لا مع عدم الضرورة . الأولاد نعمة من الله ، والكثرة الكاثرة نعمة على الأمم ، الله تعالى يحكي عن شعيبقوله لقومه ( وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ)(الأعراف: منالآية86) ، فالكثرة إنما هي نعمة ، وإنما كما قلت أكثر مرة وهذا ما أكرره بأن الأمةهي بحاجة إلى عنصرين اثنين ، الأمة هي بحاجة إلى تخطيط سليم وإلى تنفيذ أمين ،عندما يوجد هذان العنصرانفي حياة الأمة فإن كل شيء يهون ، ونحن عندنا شواهد منواقع الأمم الأخرى من غير أمة الإسلام ، كما ذكرت في إحدى الحلقات التي كانت هنا ،ذكرت كيف هو وضع اليابان ، تلك هي المساحة المحدودة وذلك هو الشعب الكثير الذي فيها، وقد رزأت بما رزأت به في الحرب العالمية الثانية ، ومع ذلك بلادها ليست فيهاموارد ، ومع هذا كله البلاد أيضاً معرضة للزلازل ، والطبيعة فيها طبيعة شديدة هيبلاد ذات جبال وعرة وهي مجرد جزر ، ولكن مع ذلك كله بسبب وجود هذين العنصرين ، وجودالتخطيط السليم والتنفيذ الأمين ، أصبحت اليابان الآن اقتصادها عشرة أضعاف اقتصادالأمة الإسلامية بأسرها التي هي تعد الآن مليار وثلث مليار . ولا يوجد ياباني واحديخرج من بلده ليكتسب العيش أو ليعمل خارج بلده ، إنما هذا يرجع إلى التخطيط السليموالتنفيذ الأمين ، ويرجع إلى بناء العقل البشري .

كما أنني ذكرت أيضاً كيف وضعتايوان التي مساحتها لا تعدو ستة وثلاثين ألف كيلو متر مربع ، يعني أقل من تسعمساحة سلطنة عمان ، وسكانها اثنان وعشرين مليونا ، ومع ذلك فإنهم بنوا عقل المواطنفأصبح اقتصادهم الآن أكثر من ثلاثمائة مليار أي الدخل السنوي ، ومع ذلك الاحتياطيالذي هو الخارج مئتان وعشرون مليار والصادرات ثلاثمائة مليار ، فهذا كله مما يدلعلى أن الأمة المسلمة هي بحاجة إلى التخطيط السليم والتنفيذ الأمين ، عندما يوجدهذان العنصران تهون المشكلة بمشيئة الله تعالى .


السؤال(8)
ما حكم تقبيل رأس الوالدين ؟

الجواب :
معقصد الاحترام والتعظيم فذلك خير .


السؤال(9)
هل الشخصالمعوق مكلف بالواجبات الدينية علماً بأن البعض منهم إعاقتهم ذهنية أو متعددةوالبعض منهم أيضاً عنده حركية وبعضهم صم وبكم وهناك إعاقات معقدة؟

الجواب:
بالنسبة إلى فاقد العقل فقد سقط التكليف عنه ، وبالنسبةإلى من لم يفقد العقل فإن ما يعوقه عن القيام بالواجب إنما يسقط ذلك الواجب الذي لايستطيعه ويبقى ما يستطيعه ، فعندما يكون عائق يمنعه من القيام في الصلاة فإنه يعذرعن القيام ويصلي قاعداً ، وإذا كان لا يستطيع القعود يصلي مضطجعاً وهكذا ، أماعندما يكون أصم وأعمى في نفس الوقت ففي هذه الحالة إن كان يمكن أن تتوصل إليهالمعلومة فذلك لا ريب عليه أن يقوم بالواجب ، وإن كان لا يستطيع استيعاب شيء فحكمهحكم من فقد العقل .


السؤال(10)
كيف تزكى ثمار النخيل مع العلم أن أصنافالنخيل تختلف في مواعيد نضجها ونوعيتها ؟

الجواب :

ثمرة سنة واحدةيحمل بعضها على بعض سواء ما تقدم منها وما تأخر ، فإذا بلغت النصاب فإنها في هذهالحالة لا بد من زكاتها ، وإذا لم تبلغ النصاب فلا زكاة فيها.

ثمرة السنةالواحدة ، ولو كان بينها تفاوت ، بل ولو كان بينها أيضاً تفاوت في الأمكنة بحيثيكون مال في بلد ومال في بلد آخر ، أي تكون مزرعة من النخل في بلد ومزرعة أخرى فيبلد آخر بعيد عنه فإن المزرعتين إن كانتا لمالك واحد فثمار كل منهما محمول على ثمارالمزرعة الأخرى ، وهذا يعني أنه يعتبر مقدار بلوغ النصاب .

أما الزكاة فزكاة كلشيء بقدره ، قد يكون هنالك تفاوت في الجودة ، بعضها أجود من بعضها ، هذه نخلة أجودمن تلك وتلك أقل جودة من هذه ، فيحمل بعضها على بعضها ، ولكن إما أن تُخرج الوسط مابين هذه وتلك ، وإما أن يُخرج من كل شيء بقدره ، إما أن يتوسط في الإخراج بحيث يخرجالوسطى ما بين الكل ، وإما أن يراعي إخراج زكاة كل واحدة منها بقدرها ، فيعطي منزكاة هذه ومن زكاة تلك ، هذا لا بد من رعايته . وإن أخرج الأجود فذلك خير وأبلغ فيالبر ، فإن البر أن يسارع الإنسان إلى إخراج الأفضل الذي هو أحب إلى نفسه وهكذا .


السؤال(11)
وما حكم ما يجنى رطباً قبل موسم الحصاد؟


الجواب :

أما إذا كان يجنى رطباً ويباع فلا ريب أن ذلك أيضاًمما يدخل ، أما إذا كان يأكله صاحبه بنفسه أي يستهلكه أكلاً فرخص في ذلك من قبل ،إذا كان يستهلكه أكلاً بنفسه بقدر حاجته .


السؤال(12)
كميقدر النصاب بالكيلو ؟

الجواب :

النصاب هو خمسة أوسق ، والوسق هوستون صاعاً ، والصاع هو خمسة أرطال وثلث بالرطل البغدادي ، والرطلان من الأرطالالبغدادية السابقة بالنسبة إلى الكيلو فيما أحسب فالكيلو أكثر من رطلين بقليل ، فلابد من التقدير ، وقد يختلف أيضاً ما بين تمر وتمر وما بين حبوب وحبوب أخرى ، هنالكتفاوت .

يقول المحقق الخليلي رحمة الله عليه :
من شاء تعريف الصواع وضبطه



بالقرش وزناً باعتبار فاش


سبعون قرشاً بعدهن ثلاثة



منها ومثقال بحبالماش



أي بحب الماش الصاع ثلاثة وسبعون قرشاً ومثقال

والفرض زده من قروش تسعة .....

فالفرض هو اثنان وثمانون قرشاً ومثقالان ، أي تمر الفرض وتمر البلعق .


السؤال(13)
ما حكم قص شعر المرأة وصبغه؟

الجواب :
تؤمر المرأة أن توفر شعرها وأن لا تقصه اللهم إلابمقدار ما تتحلل عند الإحرام ، إن كانت تأخذ منه بذلك المقدار فلا حرج عليها أي تقصأطرافه فقط ، أما أكثر من ذلك فلا .

والصبغ من السواد إلى اللون الآخر هيممنوعة من ذلك لأن هذه فطرة المرأة السليمة أن تحب أن يكون شعرها أسود ، أما الشعرالأبيض فلها أن تخضبه لا سيما إن كانت ذات زوج ومن أجل توددها إلى زوجها .

تمت الحلقة بعون الله تعالى وتوفيقه

schg Hig hg`;v9 lk [lh]n hgH,gn 1425iJ K 27L6L2004l-- hgl,q,u : uhl H lil lk hgH,gn hgl,q,u hg`;v9 [lh]n schg uhl





توقيع :

رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
1425هـ , أ , مهم , من , الأولى , الموضوع , الذكر9 , جمادى , سؤال , عام , ،


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فتاوى الصلاة للشيخ سعيد بن مبروك القنوبي عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 30 08-26-2013 02:24 PM
كتاب : الفتاوى كتاب الصلاة ج1 لسماحة الشيخ أحمد الخليلي عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 8 10-26-2011 09:29 PM
سؤال أهل الذكر 24 من ربيع الثاني 1425هـ ، 13/6/2004م-- الموضوع : عام جنون حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-19-2011 05:15 PM
سؤال أهل الذكر 17 من ربيع الثاني 1425هـ ،6/6/2004م-- الموضوع : القرآن الكريم والصيف جنون حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-19-2011 05:14 PM
سؤال أهل الذكر 21 من صفر 1425هـ ، 11/4/2004م-- الموضوع : عام عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-19-2011 05:07 PM


الساعة الآن 03:48 AM.