سؤال أهل الذكر 27 من شوال 1424هـ، 21/12/2003م-- الموضوع : عام - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   الاتصالات والمجموعات   التقويم   مشاركات اليوم   البحث
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات


العودة   منتديات نور الاستقامة > الــنـــور الإسلامي > نور الفتاوى الإسلامية > حلقات سؤال أهل الذكر

حلقات سؤال أهل الذكر حلقات سؤال أهل الذكر,فتاوى الشيخ أحمد بن حمد الخليلي,فتاوى الشيخ سعيد بن مبروك لقنوبي,حلقات سؤال أهل الذكر كتابية مفرغة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
S (2)  سؤال أهل الذكر 27 من شوال 1424هـ، 21/12/2003م-- الموضوع : عام
كُتبَ بتاريخ: [ 02-19-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز


سؤال أهل الذكر 27 من شوال1424هـ، 21/12/2003م

الموضوع : عام


السؤال (1)
ما معنى المبادئ في الإسلام ؟

الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدناونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

فإن كلمة المبادئ إنما هياصطلاح جديد لم يكن معهوداً من قبل في ما كتبه الكاتبون عن الإسلام من سلف هذهالأمة ومن الخلف الذي تقدم ، وإنما هي كلمة معاصرة ، ولعل هذه الكلمة دخلت من خلالممارسات المصطلحات التي عند الأمم الأخرى وترجمت ترجمة دقيقة فيما يبدو ، وهي منبدأ يبدأ والظاهر أنهم يعنون بذلك أن هذه منطلقات الإنسان في حياته ، ومن المعلومأن المسلم ينطلق من عقيدته ، وعقيدة الإسلام تقوم على ستة أركان ، وهي الإيمانبالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره من الله .

والإيمان بهذه الأمور ليس أمراً نظرياً بحيث يعيش في عالم المثال ولاينتقل إلى عالم التطبيق والواقع ، وإنما هو إيمان راسخ في النفس ممتلك لمشاعرها ،موجه لأحاسيسها ، قائد لحركاتها ، مصرف لأركان صاحبها وأعضائه . ومعنى هذا أن هذاالإيمان يجب أن يتجلى ويتجسد .

ذلك بأن الإيمان بالله إنما هو إيمان بالمبدئالعظيم الذي خلق هذا الوجود وصرفه ، والذي هو مالك لكل شيء ، ومصرف لكل أحد ، كل مافي الكون ملك له ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلا آتِيالرَّحْمَنِ عَبْداً * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً * وَكُلُّهُمْ آتِيهِيَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً) (مريم:93-95) ، منه المبدأ وإليه المعاد ، كل شيءإنما صدر عنه ، فهو خالق كل شيء ، وكل شيء منقلبه إليه ، وهو الذي منّ على الإنسانبنعمه ، وأسبغ عليه واسع كرمه ، هو الذي أخرج هذا الإنسان من العدم إلى الوجود ،وأفاض عليه هذه النعم التي لا يمكن أن تدخل تحت عد أو تصل إلى حد لأنها نعم لا يمكنللبشر جميعاً أن يحيطوا بها ، وهو سبحانه وتعالى الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا(وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ)(الرعد: من الآية8) ، ( يَعْلَمُ خَائِنَةَالأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) (غافر:19) .


وقد شرع سبحانه وتعالىما شرع لعباده إذ استخلف الإنسان في هذه الأرض ليكون في هذا الكون سيداً كريما ،وليكون بين يدي ربه سبحانه وتعالى عبداً مطيعاً منقاداً لأمره ، مذعنا لحكمه ، فلهتبارك وتعالى الطاعة المطلقة ، يجب أن يطاع ( إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَأَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ)(يوسف: من الآية40) ، فكل شيء خاضع له بالطبع ،ومعنى ذلك أيضاً أن يكون كل إنسان خاضع له بالشرع ، فالكون كله يسبح بحمده ، ويسجدخاضعاً لجلاله كما يدل على ذلك قوله تبارك وتعالى ( سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِيالسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْض)(الحشر: من الآية1) ، وقوله ( تُسَبِّحُ لَهُالسَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلايُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ )(الاسراء: منالآية44) ، وقوله ( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِيالأرْض)(الجمعة: من الآية1)، ويقول سبحانه وتعالى أيضاً ( أَلَمْ تَرَ أَنَّاللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ وَالشَّمْسُوَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُاب)(الحج: من الآية18) ، والإنسان إن استجاب لداعي الحق وانقاد لأمره تبارك وتعالى وأذعن لحكمه كانمنسجماً مع نظام هذا الكون وإلا كان شاذاً وناشزاً ، وهكذا إما أن يكون هذا الإنسانمصطدماً مع نواميس هذا الوجود عندما يخرج عن طاعة الله ويتمرد على أمره ، وإما أنيكون منسجماً مع نواميس الوجود عندما يكون منقاداً لحكمه ومذعناً لطاعته .

والإيمان بملائكته يعني الإيمان بعالم الغيب ، هذا الإيمان يجب أن يتجسدأيضاً في مراقبة الإنسان لربه سبحانه وتعالى ذلك لأن هؤلاء الملائكة على ما آتهمالله تبارك وتعالى من قدرات ، وما منحهم من ملكات ، وما أودع فيهم من طاقات ، ومعكونهم من العظم بحيث إن ملكاً من الملائكة يسد ما بين السماء والأرض كما في حديثالنبي صلى الله عليه وسلّم عندما ذكر جبريل قال : لم أره في صورته التي خلقه اللهعليها إلا في مرتين رأيته منهبطاً من السماء ساداً عظم خلقه ما بين السماء والأرض ،ومع ذلك هم كما قال سبحانه ( يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ) (الانبياء:20) ، هم يخشون الله تبارك وتعالى ( يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْفَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (النحل:50) ، ينقادون لحكمه ويذعنونلطاعته ، ولهم وظائف متعددة ، من بين هذه الوظائف مراقبة هذا الإنسان في كل ما يصدرعنه ، الله تعالى يقول ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌعَتِيدٌ) (قّ:18) ، ويقول ( كَلا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّعَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) (الانفطار:9-12) . فالإيمان بهم يقتضي أن يكون الإنسان مراقباً لربه منقاداً لحكمهمذعناً لطاعته .

والإيمان برسل الله تبارك وتعالى يعني الإيمان بصفوة خلقه ،الذين اصطفاهم لحمل رسالته إلى عباده ، وجعلهم وعاءً لنوره ، وجعلهم مهبطاً لوحيه ،هؤلاء الرسل الإيمان بهم يقتضي ترسم خطواتهم ، واتباع سيرهم ، فالإنسان مطالب بأنيسير على هداهم ، وأن لا يحيد عن مسلكهم .

فالإيمان برسل الله وتعالى يعنيأن يكون الإنسان أولاً معجباً بهؤلاء المرسلين لأن الله تبارك وتعالى كرّمهموفضّلهم ورفع من شأنهم فهم أولى أن يمتلكوا النفس البشرية بالإعجاب ، ثم من ناحيةأخرى هم أولى بأن يُتبعوا ويُقتدى بهم ويُهتدى بهديهم .

والإيمان بكتب اللهتبارك وتعالى يعني الإيمان بنظام الحق سبحانه وتعالى الذي شرعه لعباده ، فقد أنزلهفي كتبه وتجسد فيما أوحاه الله تبارك وتعالى إلى العباد ، هذا الإيمان يقتضي اتباعهذه الكتب ، وعدم الخروج عن هداها ، وهذا ما يدل عليه قوله سبحانه وتعالى عندما قال(أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ)(البقرة: منالآية85) تأنيباً لبني إسرائيل الذين أخذوا بما حلى لهم من التوراة وأعرضوا عما لميَحْلُ لهم ، وكذلك يقول سبحانه ( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَاذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لايَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْخَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (السجدة:15-16) .


والإيمان باليوم الآخر الإيمان بالمنقلب بحيث يلقى كل أحد جزاءه ، وينقلبإلى مصيره ، وهذا الإيمان يقتضي أن يكون الإنسان عاملاً لذلك اليوم ، حاسباً لهحسابه ، مستعداً للقاء ربه سبحانه وتعالى فيه ، عارفاً أنه سينقلب إلى حساب يتناولجميع أعماله دقيقها وجليلها كما أخبر سبحانه وتعالى عن ذلك عندما قال ( يَوْمَئِذٍتُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) (الحاقة:18) ، فيومئذ يعرضون على ربهملا تخفى من أحد خافية قط مما فعل ومما قدم وأخر ، وهذا يعني الاستعداد لذلك اليومبالحرص على طاعة الله وتجنب معصيته .

والإيمان بقضائه وقدره يعني التسليم لهسبحانه وتعالى ، بحيث لا يكون الإنسان ساخطاً على ما يأتي به القدر ، لأن ذلك منعند الله سبحانه ، وكيف يسخط الإنسان على ما جاء من عند الله ( وَعَسَى أَنْتَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَشَرٌّ لَكُمْ)(البقرة: من الآية216) .


السؤال (2)

الثوابت والمبادئ الإسلامية هل تخضع لظروف الزمان والمكان، أم هي ثابتة لا يجوز للمسلم أن يتخلى عنها ؟

الجواب :

أولاًقبل كل شيء عقيدة المسلم يجب أن لا تتزعزع بأي شيء كان ، فعقيدته راسخة ، والعقيدةالمتزعزعة ليس عقيدة مقبولة ، ولا تعتبر عقيدة إسلامية ، إنما العقيدة الإسلاميةعقيدة ثابتة لا تزعزعها العواصف ولا تهدها الأعاصير ولا يؤثر عليها شيء أبدا .

الله تبارك وتعالى بيّن أن المسلم يجب أن يكون راسخ الإيمان ، فهو تباركوتعالى يقول وهو أصدق القائلين ( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِإِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالأِيمَانِ)(النحل: من الآية106) يعنيالذين يتوعدهم الله هم الذين بدلوا إيمانهم كفرا ، ولكن من أكره وقلبه مطمئنبالإيمان بحيث لم تتزعزع عقيدته وإنما صرف الشر عنه بتلفظه بما يتنافى مع هذهالعقيدة في حالة الضغط الشديد عليه عندما يكون يخشى من عدو بطشه فإنه يدرأ عن نفسههذا البطش بما يقوله بلسانه مع طمأنينة قلبه بالإيمان ، ( وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَبِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ)(النحل: من الآية106) يعنيمن شرح صدره بالكفر فإنه مغضوب عليه من قبل الله تبارك وتعالى .

والمبادئهذه لا تتغير ، والإنسان أيضاً من ناحية التطبيق والعمل لأن هذه المبادئ يجب أنتعيش في عالم الواقع ، تعيش في عالم الواقع بحيث تتجسد في تصرفات الإنسان وأعماله ،والأحاديث الكثيرة بجانب الآيات القرآنية تدل على ذلك ، نحن نرى أن الله سبحانهوتعالى يصف الإيمان بأوصاف فمما قاله في وصف الإيمان من خلال وصف المؤمنين(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْوَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْيَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْيُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَرَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (الأنفال:2-4) ، ويقول سبحانه وتعالى(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِفَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَىأَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْلأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْيُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (المؤمنون:11) ، ونجد أن الله تعالى أيضاً يقول ( إِنَّمَاالْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواوَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُالصَّادِقُونَ) (الحجرات:15) .


والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : الإيمانبضع وستون شعبة أعلاها كلمة لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى من الطريق ،والحياء شعبة من الإيمان . فنحن نرى كيف مثّل النبي صلى الله عليه وسلّم للعقيدةوللعمل وللأخلاق ، تمثيله للعقيدة بذكر كلمة لا إله إلا الله فإنها تجسد العقيدةوتجسد أيضاً طيبات القول ، وتمثيله للعمل بقوله وأدناها إماطة الأذى من الطريق وهذامن أهون الأعمال التي يقوم بها المؤمن ، وتمثيله للأخلاق من خلال قوله والحياء شعبةمن الإيمان .


وكذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلّم : ثلاث من كن فيه وجدحلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبهإلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار .


ويقولعليه أفضل الصلاة والسلام : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناسأجمعين . ويقول : والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده .


ومن المعلوم أن المحب يسارع في هوى محبوبه ، ومن شأن المحب أن يحرص علىاتباع محبوبه وترسم خطواته والاقتداء به وإيثار رضاه على هوى نفسه هذا هو شأن المحب، فمن أحب الله تعالى ورسوله كان ذلك داعياً له إلى طاعتهما ، وكان ذلك داعياً إلىيقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلّم من غير أن يفرط في شيء من أمر دينه .


ونجد أيضاً في حديث : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان مما ذكره الرسولصلى الله عليه وسلّم التواد ما بين المؤمنين ( وأن يحب أحدكم غيره لا يحبه إلا لله ) ، وكذلك نجد أيضاً أنه ذكر أن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ،وذلك بأن يكره معصية الله لأن المعصية هي بريد الكفر هذا من ناحية ، ثم إن الكفرهنا يتناول كفر النعمة أيضا ، وكفر النعمة هو الإصرار على معصية الله تبارك وتعالىأياً كانت ، فإن هذا الإصرار هو داخل في كفر النعمة والعياذ بالله ، فمن شأن المؤمنأن يحرص على طاعة الله وتجنب معصيته ، وأن لا يفرط في أمر الله كيف ما كانت الظروفوكيف ما كانت الأحوال .


السؤال (3)
في بعض البلدان وخاصة غير المسلمة قد يتعرض المسلم لضغوطمعينة ويطلب منه أن يتخلى عن بعض مبادئه مقابل أن يتحصل على شيء مادي أو خدماتمعينة ، فهل يعد هذا من الإكراه ؟

الجواب :

لا ، لا ، هذا لا عبرةبه لأن من شأن المسلم أن يوطن نفسه لجميع الشدائد ولجميع التحديات ، الله تباركوتعالى يقول ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لايُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّاللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (العنكبوت:2-3) ، فلابد للمؤمن أن يمر بمراحل صعبة وعرة ، وهذه مر بها الرسول صلى الله عليه وسلّم ، ومربها النبيون ، ومر بها الصالحون من أوائل هذه الأمة ، الكل كانوا تمر بهم مراحلصعبة ، ولكن مع ذلك وطنوا أنفسهم للشدائد ، هذا مما يدل على أن المؤمن يحرص علىمبادئه ويتمسك بها ، ويكون قابضاً على دينه ولو كان قبضه على دينه صعباً عليه كقبضهعلى الجمر .



السؤال (4)
ما هو الإكراه الذي يُسمح معهالمسلم أنيتخلى عن شيء من مبادئه ؟

الجواب :
هو إن كان يخشىالقتل أو نحوه فإنما يباح له أن يتكلم بالكلام الذي يرضي خصمه أما الأفعال فأولاًمن العلماء من يقول لا تقية في الأفعال ، ومنهم من يبيح التقية في الأفعال فيما لميضر بالغير ولا يؤدي إلى هدم الأخلاق ، فليس لامرأة مثلاً أن ترضى إذا أكرهت علىالزنا بها أن تمكن الزاني من أن يزني بها، كذلك إذا أجبر أحد أن يقتل أحداً ليس لهأن يقتله بحال من الأحوال ، أما أخذ مال الغير إن أجبر على ذلك وإلا كان معرضاًللقتل ونحوه في هذه الحالة أبيح له أن يأخذ من مال الغير أو أن يتلف مال الغير علىأن يضمنه من ماله ، أن ينوي الضمان ويؤدي إليه هذا الضمان .



السؤال (5)
ما نصيحتكم للمسلمين الذين يتعرضون لشيء من الإكراه للتخليعن مبادئهم سواء كانوا رجالاً أو نساء ، وما هي الطريقة المثلى التي يتعاملون بهامع هذه الظروف ؟


الجواب :
المسلم كما قلت هو شديد التمسك بالإسلام، لا يفرط في إسلامه مهما كانت الظروف ومهما كانت الصعوبات ومهما كانت التحديات ،والابتلاء من سنة الله تبارك وتعالى في خلقه ، والمؤمنون في سالف العصور مروا بظروفصعبة ، ونحن نجد في كتاب الله تبارك وتعالى ما يدل على أن رسل الله تبارك وتعالىالذين هم أرسخ الناس قدماً في الإيمان وأقواهم عزيمة شارفوا اليأس من هول ما لحقهمفالله تعالى يقول ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالاً نُوحِيإِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَيَنْظُرُواكَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌلِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ * حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُوَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُوَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ * لَقَدْ كَانَ فِيقَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْتَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةًلِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (يوسف:109-111) ، هؤلاء رسل الله مع رسوخ إيمانهم وقوةعزيمتهم وشدة شكيمتهم يصل بهم الأمر إلى أن يشارفوا اليأس لهول ما يلقون وعندئذتتداركهم رحمة الله ويحيط بهم لطفه سبحانه وتعالى ويتنزل عليهم منه ما يؤدي إلىانتصارهم على عدوهم ، وهكذا المؤمنون في كل وقت عندما تشتد بهم الشدائد وتضيق بهمالحلقات ويجدون من أعدائهم ما يجدون من التحديات فإن ذلك يبشر بالخير ، يبشر بأنيكون المنقلب إلى خير وإلى سعادة , وإلى نصر وإلى تأييد من قبل الله سبحانه وتعالى .
السؤال(6)
في بعض الأحيان قد تثور خلافات وخصومات بين شخصين مؤمنينوتتعدى هذه الخصومة الأسابيع والأشهر بل والسنوات دون أن تجد لها حلا أو يتراضياويتفقا على شيء ، فما الواجب عليهما ؟

الجواب :
النبي صلى اللهعليه وسلّم يقول : لا يحل لامرئ مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث . هجران المسلم لأخيهفوق ثلاثة أيام لا يصلح به . إنما يتسامح في مدة ثلاثة أيام لأجل طبيعة النفسالبشرية ، لأن طبيعة النفس البشرية ضعيفة ، ومن شأن الإنسان أن تؤثر عليه العواطفالرعناء ، وأن يخضع لهيجان مشاعر الغضب أحياناً لسبب أو لآخر ، ولكن مع ذلك يرجعالمؤمن إلى ما يقتضيه إيمانه ويحاسب نفسه ويلوم نفسه ( وخيرهما من يبدأ بالسلام)،أفضل المسلمَين المتقاطعَين من يبدأ صاحبه بالسلام ويبدأه بالتحية .


السؤال (7)
هل تتعرض العبادات كالصلاة والزكاة لشيء من الخلل بسببالخصومة ؟


الجواب :
لا ريب . ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَالْمُتَّقِينَ)(المائدة: من الآية27) ، الله تعالى يتقبل من المتقين وهذا ممايتنافى مع التقوى .


السؤال(8)
امرأة مريضة في رمضان ولاتستطيع القضاء ، فهل يقضي عنها أولادها ؟


الجواب :
لا ، العاجز عنالقضاء يعدل عن الصيام إلى الإطعام إن كان عاجزاً عن الصيام لكبر أو لمرض لا يرجىبرؤه ، يعدل عن الصيام إلى الإطعام بحيث يطعم عن كل يوم مسكيناً عملاً بما دل عليهقول الله تعالى ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُمِسْكِينٍ)(البقرة: من الآية184) .


السؤال(9)
امرأة كانتنفساء في رمضان وبعد طهرها أصيبت بمرض استمر ثمان سنوات ولم تقض ذلك الصيام الذيعليها إنما أطعمت في نفس تلك الفترة مسكيناً عن كل يوم ، فهل ذلك يجزيها عن القضاء؟


الجواب :
إن كانت هي عاجزة عن القضاء نعم . أما إن كانت قادرةفإنها تقضي .



السؤال(10)
امرأة تريد أن تذهب للحج من غيرمحرم وإنما تذهب مع جماعة من النساء ولكن سابقاً ذهبت مرتين ، فهل يصح لها؟

الجواب :
نحن لا نُرغّب المرأة في أن تذهب في غير حجة الفريضةمع غير ذي محرم ، وإن كنا لا نشدّد لأن أمهات المؤمنين سافرن مع أمير المؤمنين عمربن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين في تلك الرفقة الطيبة الصالحة إلى حجة غير حجةالفريضة ، إلا أن الظروف تختلف ، والأحوال تتبدل ، والناس ليسوا كما كانوا من قبل ،مع هذا نقول بأنها إن ذهبت في رفقة أمينة فيها قوم أمناء موثوق بهم لا حرج عليها ،ولكن لا نحبذ ذلك .


السؤال(11)
امرأة أرادت أن تذهب للحجولكنها أجريت لها عملية في يدها ، ويدها ليست سليمة ، وأولادها يطلبون منها أن تبقىوأن لا تذهب هذا العام ، فهل تطيعهم ؟


الجواب :
إن كانت ترى مشقةعليها فلتتأخر إلى العام القابل إن شاء الله ، والله يقبل منها .


السؤال(12)
امرأة في آخر رمضان في حياتها أصيبت بمرض ولم تصم شهررمضان وتركت بنتاً وولداً فمن منهما يقضي عنها الصيام ؟

الجواب :
أيهما قضى فذلك خير ، والحديث جاء : من مات وعليه صيام صام عنه وليه . فأيهماقضى ، وإن أرادا فليقتسما الشهر الكريم بحسب ميراث كل واحد منهما ويصوم هذا مع فطرهذا .


السؤال(13)
نويت أنا وزوجتي الذهاب في رمضان إلى العمرة إلا أنهوبسبب كون زوجتي قد مضى على حملها شهران ونصف عارضتُ ذلك ، وكذلك أهلي عارضوا ذلكلكون أن الجنين في حالة غير مستقرة وعرضة الإجهاض ولشدة إلحاحها ولمعرفتي بصلاحنيتها ولكونها العمرة الأولى لها نزلت عند رغبتها ، وبعد مرور خمسة أيام علىمغادرتنا حصل نزيف بسيط لزوجتي ، ولما ذهبت على المستشفى أخبرت من قبل الطبيبة أنحالة الجنين طيبة رغم كون النزيف واقع من الرحم فطلبت من زوجتي عدم إجهاد نفسها معالاستمرار في تناول الدواء واستمر النزيف أربعة أيام وظهرت علامات الإجهاد ثم أجهضت،
والسؤال :
هل يعتبر ما فعلته المرأة من الظلم بمكان لكوننا أيضاً وأنا معهارمينا أنفسنا في التهلكة مما أدى إلى الإجهاض ؟

الجواب :
لا ،ليست هذه تهلكة ، ولم تقصد هي الإخلال بالمحافظة على الصحة ، ولا أجد ما يقتضي أنهامسئولة عن فعلها هذا ما لم تتبين من أول الأمر أن حركتها تؤدي إلى إجهاض جنينها .



السؤال ( 14)
هل على المولود دية؟

الجواب :

الأصل بهذا التصرف لا يبين لي وجوب دية عليها .


السؤال (15)
وهل عليها طواف وداع وهي في حالة النزيفقبل الإسقاط ؟

الجواب :
أما إذا كانت تطيق ذلك فلتفعل ، وإن لمتطق ففي ذلك خلاف ، قيل عليها أن تفتدي وقيل لا .


السؤال(16)
الجنين سقط بعد شهرين ونصف فهل يعتبر النزيف الذي جاء بعدذلك من النفاس ؟


الجواب :
نعم ، نفاس ولكن يختلف حكمه باختلاف ماخرج منها ، فإن كانت وضعت علقة واستمر بها الدم فنفاسها لمدة سبعة أيام ، وإن كانتمضغة فنفاسها لمدة أربعة عشر يوماً ، وإن كانت مضغة مخلقة فنفاسها لمدة واحد وعشرينيوماً ، وإن كان كامل الخلقة فالمدة كلها وهي أربعون يوماً .


السؤال(17)
في صلاة الوتر البعض يصليها منفصلة شفعاً ووترا ، والبعضيصليها متصلة ثلاثة ركعات ، فأيهما أصح ؟


الجواب :
كلا الأمرينجائز وقد روي كل منهما عن النبي صلى الله عليه وسلّم ، ونحن نميل إلى الفصل ، ولكنمع ذلك لا نرى أيضاً للوصل خطأ ، نميل إلى الفصل مع قولنا أن الوصل ليس خطأ لأنهمروي عن النبي صلى الله عليه وسلّم فالأخذ بهذا وبذاك جائز .


السؤال
ما هي طريقة الفصل ؟


الجواب :
يصلي ركعتينشفعاً والثالثة هي الوتر .


السؤال
وهل ينوي من البدايةأن يصلي شفعاً ووترا ؟


الجواب :
نعم .



السؤال
وإذا سلّم من الشفع يوجه مرة أخرى ، أم يكتفي بالتوجيه الأول؟


الجواب :
يجوز له أن يقتصر على التوجيه الأول وأن يعيد التوجيه .


السؤال (18)
هل يصح التيمم بالثلج؟

الجواب :
وجد القول بأن الثلج يكون بمثابة التراب الذي يتيمم به، ولكن هذا بعيد ، الثلج أقرب إلى طبيعة الماء منه إلى طبيعة التراب لأنه في الأصلماء ، فلماذا يعدل به عن حكم الماء إلى حكم التراب .



السؤال(19)
إذا لم يجد الإنسان ما يسخن به الثلج حتى يذوب ويتوضأ؟

الجواب :
يمكن أن يأخذ ولو مما يتصاعد من بخاره .


السؤال(20)
من الناس فيما مضى أوقفوا عدداً من الأغنام لتذبح في اليومالتاسع وتقام وليمة غداء كصدقة وبعد أن علموا استحباب الصيام في يوم عرفة ، وجدواحرجاً في هذا الأمر ، هل يدعون الناس إلى الوليمة في اليوم التاسع أم يؤجلونها إلىيوم العاشر ؟

الجواب :
طيب ، لماذا لا تكون الوليمة عشاءاً فيمساء ذلك اليوم ، ويحضر من يحضر سواءاً كان مفطراً أو صائماً .

السؤال (21)
ما هو الفكر الإحداثي والفكر الإرجائي ، وما أثرهما علىالعقيدة ؟

الجواب :
أما الفكر الإحداثي فلم أسمع عنه ، ولعله يعنيالفكر الحداثي ، إن كان يعني الفكر الحداثي فهذا فكر دخيل على الإسلام ، ولا يمتإلى الإسلام بصلة ، وقد ألّف كثير من العلماء فيه وانتقدوه وفندوه وبينوا عوارهوكشفوا مخازيه .

وأما الإرجاء فالإرجاء عقيدة يهودية ، الله تبارك وتعالىنسب إليهم عقيدة الإرجاء ، يقول الله تبارك وتعالى ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْخَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَسَيُغْفَرُ لَنَا)(الأعراف: من الآية169) ، وذلك أنهم يقدمون على ارتكاب محارم اللهسبحانه وتعالى ومع ذلك هم تسول لهم أنفسهم أنه تبارك وتعالى يغفر لهم ويرحمهم ،وكذلك خيل إليهم أن عذابهم إلى أمد محدود إلى أمد موقوت ، وأنهم بعد ذلك يُخرجون مندار العذاب ويُنعمون كما ينعم المؤمنون المتقون ، وهذا ما دل عليه قوله سبحانهوتعالى فيما نقله عن اليهود يقول عز وجل ( وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إلاأَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَاللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ * بَلَى مَنْكَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:80-81) . وهو سبحانه وتعالى يبين أن هذه العقيدةلزت بهم إلى الفساد ، ودفعت بهم إلى ارتكاب الحرم ، وأوقعتهم في المعاطب ، فاللهتعالى يقول ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِيُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌمِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَاالنَّارُ إِلا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوايَفْتَرُونَ * فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْكُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) (آل عمران:23-25) .


وقدحذر الله تعالى هذه الأمة من التعلق بهذه الأماني والتشبث بهذه الآمال فقد قالتعالى ( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْسُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً ) (النساء:123) ، وقال ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْفَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ * وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْفِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (النمل:89-90) ،ويقول سبحانه ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَبِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلا مَا كَانُوايَعْمَلُونَ) (القصص:84) ، وقال تعالى ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُأَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لايُظْلَمُونَ) (الأنعام:160) .

حذر الله سبحانه وتعالى من التعلق بهذهالأماني الفارغة ، وبين أن كل أحد مجزي بعمله الذي عمله ، فهو يجزى بالإحسان إحساناويجزى بالسيئة مثلها .

والأمة وقعت فيما وقع فيه من قبلها تصديقاً لقولالنبي صلى الله عليه وسلّم : لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتىأنهم لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه . وقعت الأمة في هذا الأمر نفسه ، فنحن نجد من الأمةيقول بأن الله تعالى إذا وعد وفى وإذا توعد عفا ، أين ذلك من قوله سبحانه ( لاتَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُالْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ) (قّ:28-29) وقوله تعالى ( لاتَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ )(يونس: من الآية64) ، وقوله ( إِنَّ اللَّهَ لايُخْلِفُ الْمِيعَادَ)(آل عمران: من الآية9) .


السؤال (22)
ما حكم لبس المرأة للسروال من غير أن تستره بعباءة وتخرجبه ؟

الجواب :
في هذه الحالة هذا لباس مفصل للجسد ، اللباس يجب أنلا يشف وأن لا يصف .

السؤال(23)
عامل يصلي بملابس فيهازيوت مكائن فهل تلك الزيوت نجسة ؟

الجواب :
الأصل فيها الطهارةحتى تتبين نجاستها .


السؤال (24)
الدفن في وقت الزواليوم الجمعة ؟

الجواب :
في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه في صحيحمسلم : في ثلاثة أوقات كنا نهى أن نصلي فيها وأن ندفن فيها موتانا عندما تطلع الشمسحتى تستكمل طلوعها ، وعندما تغرب حتى تستكمل غروبها ، وعند زوال الشمس عندما تستويالشمس في كبد السماء أي قبل الزوال وذلك في الحر الشديد .
في هذه الأوقات لايدفن فيها الميت سواء في يوم الجمعة أو في غيرها من الأيام ، أما بالنسبة إذا كانبعد الزوال وقد زالت الشمس فلا حرج ، وإن كان ذلك لأجل تلبية داعي الجمعة ، فوجودالميت الذي يخشى عليه أن يؤثر عليه البقاء إن لم يسارع في دفنه وجود هذا الميتعذرلمن كان معنياً به ، فيجوز لهم أن يسرعوا في تجهيزه قبل أن يصلوا الجمعة ،وليستدركوا الجمعة إن فاتتهم .


السؤال(25)
امرأة تعانيمن الضغط والسكري وأرادت أن توقف الحمل بواسطة اللولب ، فهل يصح لها ذلك؟

الجواب :
عليها أن تستشير الأطباء في ذلك إن كان ذلك لا يضر بها، لأن الضرر مرفوع ، والإنسان ليس له أن يُقدم على ما يضره ، ولتقارن بين مضرةالحمل وبين مضرة اللولب .


السؤال(26)
ما حكم بالكي فينهار رمضان ؟

الجواب :
إذا كان هذا الكي لأجل علاج فإنه لا ينقضالصوم ، لا يؤثر على الصيام إذ ليس هو إدخال لشيء في الجوف .


السؤال (27)
عندما يتحلل الحاج أو المعتمر يحلق بالماكينة التي لاتذهب الشعر بأكمله ولكن يبقى شيء منه في الرأس فهل هذا يعد حلقاً أم تقصيرا؟


الجواب :
هذه منزلة بين المنزلتين ، ولعله أقرب إلى الحلق إنكان لا يبقى من الشعر إلا اليسير لأنه حتى الموس لا يأتي على جميع الشعر.

تمت الحلقة بعون الله تعالى وتوفيقه .

schg Hig hg`;v 27 lk a,hg 1424iJK 21L12L2003l-- hgl,q,u : uhl 27 H lil lk hgl,q,u hg`;v schg





توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
1424هـ، , 27 , أ , مهم , من , الموضوع , الذكر , سؤال , عام


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سؤال أهل الذكر 26 رمضان 1424هـ، 21/11/2003م==الموضوع : عام عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-19-2011 04:50 PM
سؤال أهل الذكر 6من محرم1424هـ ،9/3/2003م- الموضوع : الخشوع في الصلاة عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-18-2011 12:55 AM
سؤال أهل الذكر 30 من شعبان 1423هـ ، 6/11/2002 م,,الموضوع : الصيام وفضله وأحكامه عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-18-2011 12:10 AM
سؤال أهل الذكر الموضوع : السحر عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-17-2011 11:32 PM
سؤال أهل الذكر ...... الموضوع : السحر عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 2 12-05-2010 06:36 PM


الساعة الآن 02:58 PM.