واقع التراث الإباضي - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   الاتصالات والمجموعات   التقويم   مشاركات اليوم   البحث
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات



المكتبة الإسلامية الشاملة [كتب] [فلاشات] [الدفاع عن الحق] [مقالات] [منشورات]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
265  واقع التراث الإباضي
كُتبَ بتاريخ: [ 01-19-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز


واقع التراث الإباضي
مقتبس من رسالة الدكتوراة
للدكتور عمرو خليفة النامي
عرف الفكر الإباضي بأئمته وعلمائه الذين حاولوا أن يبنوا قواعد دولته ، وجاهدوا في إرساء أصوله الفكرية ، فألفوا في مسائلة الفقهية والكلامية ، وكتبوا في مسيرته الحضارية والتاريخية ، ولكنهم كشأن أي حركة دينية ذات طابع سياسي واجهوا المطاردة والملاحقة من خصومهم منذ ظهور هذا الفكر على الساحة السياسية .

وكان هذا الواقع المؤسف من أقوى الأسباب التي جعلت أصحاب هذا الفكر مضطرين إلى إخفاء مؤلفاتهم خشية أن يطلع عليها خصومهم فيصادروها ، بل فعلوا ذلك في بعض المراحل من تاريخهم مخافة أن يتعرضوا هم أنفسهم للتعذيب والاضطهاد . وبسبب هذا الموقف المتعسف وبسبب الخوف على تلك المعارف أن تضيع ، لجأ العلماء الأوائل إلى إيصال معارفهم تلك ، عن طريق المشافهة والتلقين بعيدا عن أعين الناس، كما فعل أحد رواد هذا الفكر وهو أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة .

وكان هذا الواقع المؤلم مصاحبا للمذهب ، وتراثه في المشرق والمغرب ، منذ نشأته في منتصف القرن الثاني الهجري إلى حين قيام أول دولة قوية للإباضية وهي الدولة الرستمية ، أو بعبارة أدق نستخدم فيها مصطلحا طالما استخدمة أصحاب هذا الفكر ، من مرحلة الكتمان إلى مرحلة الظهور . ففي ظل الدولة الرستمية التي وفرت الحماية لحرية الفكر والتعبير لمذهبها الذي اعتنقته ولغيرها من المذاهب والطوائف الأخرى ، وبفضل العدالة الإسلامية التي انتهجتها الدولة الرستمية كطريقة حكم، ازدهر التأليف ، وكثرت حلق المذاكرة ، وشاعت أسواق الجدال والمناظرة ، وأنتجت هذه السياسة الرشيدة مكتبة المعصومة التي أشاد بتراثها المؤرخون ، ولكنها والأسف ملء الجوانح ، احترقت أثناء هجوم عبيد الله الشيعي على تاهرت ، وكانت شاهدة لأئمة الدولة الرستمية بالنزاهة والعدل ، بقدر ما ستبقى شاهدة على أعدائهم الفاطميين على التعصب المقيت ، ومعاداة أنوار العلم والمعرفة .

وشهد الفكر الإباضي مرحلة أخرى من الاضطهاد والظلم ، وعاد أصحابه مرة أخرى إلى مرحلة الكتمان ، متسترين بالشعاب والمسالك الصحراوية ، لائذين بعقيدتهم إلى واد غير ذي زرع ، وكان ذلك حالهم إلى حين استقرارهم بوادي ميزاب في بداية القرن الخامس الهجري .

وأحب أن أوكد على أن هذه المرحلة رغم قساوتها السياسية ، فإنها لم تعرف نضوبا فكريا ، إذ أن المصادر الخاصة بدراسة سير العلماء والمشايخ والأئمة تدل على أن الإباضية كانوا مثل غيرهم من المذاهب الأخرى أصحاب عناية بالتأليف ، والتحقيق والتدوين ، ولا سيما في الشريعة والتاريخ . فالذي يرجع إلى سير الشماخي ، أو جواهر البرادي ، أو ملحق السير لأبي اليقظان يتأكد من هذا التراث المعرفي الواسع ، فمن خلال عناوين هذه المؤلفات يدرك أن الإباضية ألفوا في مختلف العلوم الإنسانية ، وأنهم كتبوا في شتى ضروب المعرفة ، ولعل بعض البيبلوغرافيات الحديثة مثل تلك التي قام بإعدادهما لفتسكي ، أو شاخت أو غيرهما من الأوروبيين تساعد على تصور نصيب الإباضية ومكانتهم في هذا المجال . على أنه لو قام احد بإحصاء جميع الكتب التي ألفها أصحاب هذا الفكر ونسبتها المئوية إلى عددهم ، ثم فعل مثل ذلك في بقية المذاهب ، ثم قارن بين نسب الجميع ، لوجد نسبتهم من أعلى النسب إن لم تكن أعلاها ، على أن الكثير منها ضاع للملاحقة السياسية التي لم تتوقف في أي زمان عن مطاردتهم ومضايقتهم بشتى الأساليب والصور ، حتى بلغت في مداها أحيانا حرق الكتب والمكتبات ، وفي أحيان كثيرة تكون أصابع الفقهاء المتعصبين وراء أجهزة السلطة ....وإلى الآن لا تزال أكثر كتب هذا الفكر وأهمها مجهولة حتى عند أصحابها أنفسهم .

ولكن الذي يؤسف له حقا هو أن هذا التراث ضاع أكثره إذ جنت عليه الظروف الخارجية ، من حروب وملاحقات ، وأودى ببعضه الآخر الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي لم تساعد أهل العلم على الاستقرار النفسي لمتابعة المسيرة ، بل إنهم زهدوا في نشر هذا التراث وطبعه .

أحسب أنه من أسبق علماء الإباضية في العصر الحديث بنشر هذا التراث وإخراجه للناس ، ما قام به الشيخ سليمان الباروني والمطبعة البارونية بمصر ، وما طبعه الشيخ أطفيش من نفائس وذخائر . هذه المجهودات أخرجت من حيز النسيان تراثا قيما ما زال بعضه إلى يومنا هذا في طبعه الحجرية مثل : قناطر الخيرات ، والنيل وشفاء العليل ، وفاء الضمانة ، والدليل لأهل العقول ، والأزهار الرياضية ، وغيرها . كان ذلك قبل الحرب العالمية الأولى .

وجاء بعد المطبعة البارونية المرحلة القيمة التي قطعها الشيخ أبو إسحق أطفيش ، الذي كان نفيه من قبل الاستعمار الفرنسي إلى القاهرة خيرا وبركة ، حيث أخرج هو الآخر ذخائر نفيسة من مؤلفات قطب الأئمة ، بطبعه أحسن وإخراج أجود ، وإليه يعود الفضل في إخراج الأجزاء الأخيرة من شرح النيل ، والذهب الخالص ، وشامل الأصل والفرع ، والوضع وغيرهما من المصادر والمراجع الهامة في الفقه والتاريخ . وما نزال حتى اليوم نتدارس بعض هذه الطبعات التي تعود إلى الثلاثينيات والأربعينيات .

وما من شك في أن التعاون الإسلامي بين أبي إسحق إبراهيم أطفيش وبين صديقه الداعية الكبير محب الدين الخطيب ، صاحب المطبعة السلفية ، قد ساعد على إخراج الكثير من هذه الكنوز إخراجا جيدا ، وكان لمجلة المنهاج التي كانت تطبع بهذه المطبعة دور الداعية الذي كان همه الأول وهاجسه الوحيد إيقاظ المسلمين إلى واقعهم المرير تحت وطأة الاحتلال الغربي ، وما يتهددهم من غزو فكري ، وما يستخدم من وسائل إعلامية حاقدة على رأسها الإرساليات التنصيرية هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإنها كانت – أي المنهاج – تعرف بالفكر الإسلامي وتراثه وحضارته وتصحح المفاهيم التي علقت بأذهان المسلمين من رواسب عصور التخلف والانحطاط . وبما أن أبا إسحق إباضي فإنه لم يأل جهدا في التعريف بهذا المذهب وتراثه الحضاري .

وفي أوائل الستينيات برز إلى عالم الفكر الإسلامي كاتبان إباضيان ، أحدهما هو الشيخ علي بن يحيى معمر الليبي النفوسي ، وثانيهما هو الشيخ محمد علي دبوز الجزائري الميزابي . وإذا اتجه محمد علي دبوز إلى تاريخ المغرب الإسلامي ، ثم إلى الحركة الإصلاحية يصحح ما فيها من مواقف ومعلومات خاطئة ، في وقفات طويلة ، فإن الشيخ علي يحيى معمر اتجه إلى تاريخ الإباضية قديما وحديثا ، فأصدر سلسلته الرائعة القيمة الإباضية في موكب التاريخ ، وهي تشتمل على حلقات ، كانت الحلقة الأولى عن النشأة التاريخية للإباضية ، فالحلقة الثانية والثالثة عن الإباضية في ليبيا ، فالرابعة عن الإباضية في تونس ، ثم الخامسة عن الإباضية في الجزائر .

ولقد كشف بمنهجه الدعوي ، وذكائه الوقاد ، وورعه الشديد ، وحبه العارم لأمته الإسلامية عن كنوز عرفت القارئ المسلم بشخصيات وزعماء وعلماء لم يكن يعرف عنهم شيء من قبل .

ولكن الكتاب الذي يصب في قناة التوحيد بين المسلمين ، وجمع كلمتهم هو كتبه الرائد في منهجه وفحواه الإباضية بين الفرق الإسلامية ، وقد هداه فكره النير ، وذهنه الإسلامي الثاقب إلى وضع نظرية يعلي عليها المسلمون المعاصرون بناء وحدتهم ، وعبد طريقا يسلكونه إلى جمع كلمتهم ولم شملهم ، وقد لخص هذه النظرية في المبادئ الثلاثة : المعرفة ، التعارف ، الاعتراف .

والشيخ علي يحيى معمر بمؤلفاته القيمة تلك يعد من أهم الدعاة الإسلاميين الداعين إلى وحدة المسلمين في هذه العقود الأخيرة .

وأحسب أن أغلب الكتابات التي أخذت تنتشر هنا وهناك عربية أو أجنبية في محاولة منها لإنصاف الإباضية تتخذ كتب الشيخ علي يحيى معمر من مصادرها الأساسية .


أما في المشرق فقد برز الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان ، فتحمل مسؤولية الدعوة إلى التقارب ونبذ الخلاف ، وقد وهبه الله صفات أهلته لذلك عن جدارة واستحقاق ، فهو علام راسخ القدم في الشريعة الإسلامية ، حباه الله ذاكرة فياضة ، تسعفه بالأدلة من القرآن والسنة ، إلى تواضع جم يحببه من النفوس ، ويقربه منها ، وهو في سبيل هذه الرسالة ما فتئ مشاركا في المؤتمرات الإسلامية يدعو إلى الله على المنابر ، وإذا سمع أو رأى باطلا أو تهجما إنبرى إلى الرد غير هياب ولا وجل .. يجادل بالتي هي أحسن ، ويحاور بالعقل والمنطق والأدلة العقلية والنقلية . وعسى أن يجتهد الناشرون في نشر كتاباته القيمة ، ومؤلفاته الهامة فإنها من أهم وسائل التقريب بين المذاهب الإسلامية ، وقد وضحت آثار جهوده تلك في منطقة الخليج والمشرق العربي بما سيدخره الله له في صالح الأعمال إن شاء الله


,hru hgjvhe hgYfhqd hgYfhqd


الموضوع الأصلي: واقع التراث الإباضي || الكاتب: عابر الفيافي || المصدر: منتديات نور الاستقامة



توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التراث , الإباضي , واقع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يوتيوب نور الإستقامة الإباضي عابر الفيافي الصوتيات والمرئيات الإسلامية 13 08-14-2013 10:11 AM
الجانب الفكري في المذهب الإباضي عابر الفيافي المكتبة الإسلامية الشاملة 0 01-19-2011 10:54 AM
البديل الإباضي وفن الممكن الامير المجهول المكتبة الإسلامية الشاملة 5 01-12-2011 11:25 PM
من هم الاباضية -مدخل لفهم حقيقة الإباضية والمذهب الاباضي عابر الفيافي المكتبة الإسلامية الشاملة 4 11-14-2010 07:28 PM
قصيدة بالفصحى تحكي واقع الحال المر للأمة العربية أسير الأندلس نور همس القوافي 0 10-10-2010 02:33 PM


الساعة الآن 06:40 AM.