منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - ديوان الإمام إبراهيم بن قيس الحضرمي (أمير السيف و القلم )
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 05-20-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 7 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



لما دعتني للعلا هماتي

لما دعتني للعلا هماتي= لبيتها مستلئماً لا ماتي
مسترسلاً في القول لا أخشى الردى = أدعو إِلى الاسلام والطاعات

من بعد ما أحكمت ما أحكمته= من حكمة في محكم الآيات

لكن دعاء كان في قرن نشا = في أقبح الأزمان والأوقات

كم صحت من صوت ولما يسمعوا= هيها لحي صاح في الأموات

لا نعمت عين ترى دين الهدى = مستهضماً تروي من النومات

قد أصبح الاسلام مدحوراً وهم = في غفلة ساهون في اللذات

ألهتم الدنيا فلم يحزنهم = ما قد جرى في الدين من عورات

صارت بيوت اللّه من بعد الهدى = والذكر للصهباء والقينات

والحج أضحي طامساً ميقاته= بعد ازدحام الناس بالميقات

ثم الذي للحق أضحى فأضحا = سبي العذارى الخرد الغضات

كم طفلة حسنا غذتها نعمة = في أشرف الآباء والأمات

لا تعرف السرا من الضرا ولا= ما تحدث الأيام من عاهات

ترخي على الخدين لاستحيائها = ستراً من الخالات والعمات

أمست ودمع العين منها مسبل = تمشي حذا الركبان في المومات

روعانة استارها مهتوكة = بعد الحيا والحجب في الخانات

هذا الذي لو صحت من أسبابه= يال النساء أقبلن في صرات

كانت بنو قحطان لا تغضي على= ضيم ولا تكبو على الغارات

فاستخلفت من بعدهم خلفاً رضوا = من دهرهم بالرغم والزلات

لم تبق إِلا أمة مغبونة = تسعى لكسب الشاء والحبات

لا يقدح التأنيب فيهم لا ولا = هم ينقذون العيب والقالات

أن يمدحوا اعتلوا وإن هم يذمموا ان = سلوا وذا من أكبر الآفات

من منهمُ طالبت نصراً قال لي = كم لي وكم لابني وكم لامراتي

حتى إِذا ما قلت أبشر بالعطا = وانهض وشمر قال قبلا هات

لم يدر أن الناس لما ينقموا= من سيرتي شيئاً سوى اخباتي

كم من حليف قد حوى مأموله = نحوي وولى ناقضاً بيعاتي

للّه من قوم دناة ما لمن= قاساهم جزؤ من الراحات

لا زلت أدعوهم وهم من ذلهم = يستصعبون السهل من حاجاتي

حتى أبحت الكل منهم صاغراً = من حد ردمان إلى بيعات

مدحي لهم قد كان جهلاً أنني = من مدحهم قد بحت بالتوبات

قد تعلم الأيام أني لم أزل = جلداً على ما نلت من كابات

يا دهر ما أبقيت سهماً لم تصب = قلبي به من أسهم الروعات

أنت الذي عاديت كل مهذب= وصفوت للسفهاء والآفات

فاحكم بصدق هل تراخت همتي = عند البلا أو كعت عن حملاتي

أو هل بدت مني شكايا أو درى = ذو فطنة في الناس ما غاياتي

أم أنت يا دهر المنايا شاهد = أن اقتحام الهول من عاداتي

كم مرصد وعر مخوف صممت = نفسي به لم تخش هماتي

لكنني أدّيت صبراً لم يقل = عن شدة هشَّت لها عزماتي

إني لأهل البر والتقوى شفا = لكن سمام للغوي العاتي

من ذا الذي في الناس يدعى عاتياً = لم ترتعد لحياه من هيباتي

فليزدد الحساد غيظاً أنني = ما حالة لم تخش من حالاتي

أسعى لوجه اللّه لا أسعى كمن = يسعى لكسب خشية الفاقات

أرغمت في شرخ الصبا نفسي له = ارغام عبد مخلص النيات

يا أيها النفس التي قد أخلصت= للّه ترجو الفوز بالجنات

لا ترفعي طرفاً إِلى دار الفنا = فالموت آت والقضايا تات

واستعملي التشمير في كسب العلا = إن الثوى في الخدر للغادات

من لم يشمر طرتي أذياله = للّه لم يسبق إلى الخيرات

من لم يفارق لذة الدنيا فما = من لذة يرجو من القينات

والجنة الزهراء دار خلتها= ما لم تحط وصفاً بها أبياتي

عين بها تهتزُّ في مشياتها = مثل الغصون البرّع الذروات

ما أحسن العينا إِذا ما أشرقت = من رفرف خضر على الروضات

ما أحسنا لعينا إِذا العينا مشت= في زمرة الولدان والجارات

تلك الشفا إِن عانقت أو لائمت= أو ناطقت عن أحسن الأصوات

تلك التي شوقي إليها تارة = يخبو ويصبو تارة تارات

أرجو لقاها بعد أن ألقى النبي = خير البرايا سيد السادات

صلى عليه اللّه ربي ما جرى= تقديره للرزق والأقوات

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس