منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - تفسير سورة الزمر
عرض مشاركة واحدة
افتراضي  تفسير سورة الزمر
كُتبَ بتاريخ: [ 01-05-2019 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
 
موقوف
رضا البطاوى غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 7169
تاريخ التسجيل : Sep 2014
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 985
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : رضا البطاوى على طريق التميز


"إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل "المعنى إنا أوحينا لك الوحى للخلق بالعدل فمن أطاع فلمنفعته ومن خالف فإنما يعاقبها وما أنت لهم بحافظ،يبين الله لنبيه (ص)أنه أنزل عليه الكتاب للناس بالحق والمراد أنه أوحى له القرآن وبيانه وهو تفسيره للخلق بالعدل فمن اهتدى فلنفسه والمراد فمن أسلم أى عمل صالحا فلمنفعتهم يمهدون أى يعملون ومن ضل فإنما يضل عليها أى ومن كفر فإنما يعاقب نفسه مصداق لقوله بسورة الروم"من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون"ويبين له أنه ليس عليهم بوكيل أى حفيظ أى حامى لهم مصداق لقوله بسورة الأنعام"وما أنا عليكم بحفيظ "والخطاب للنبى(ص).
"الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون "المعنى الرب يأخذ النفوس عند وفاتها والتى لم تتوفى فى رقادها فيمنع التى أنهى عليها الموت ويبعث الأخرى إلى موعد محدد إن فى ذلك لبراهين لقوم يفهمون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله يتوفى الأنفس حين موتها والمراد أن الرب يأخذ النفوس وهى ما يسمونها الأرواح وقت انتقالها من الدنيا لعالم الغيب وأما التى لم تمت أى لم تتوفى فهى فى منامها أى رقادها أى نعاسها فيمسك التى قضى عليها الموت والمراد فيمنع التى حكم عليها بالوفاة من العودة للدنيا ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى والمراد ويبعث النائمة إلى الدنيا حتى موعد محدد هو موعد وفاتها وهذا يعنى أن النائم نفسه ليست فيه وإنما الله ممسكها فى مكان ما حتى وقت الصحو وفى ذلك وهو الإمساك والإرسال آيات أى براهين على قدرة الله لقوم يتفكرون أى لناس يعقلون مصداق لقوله بسورة الروم"لقوم يعقلون".
"أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا له ملك السموات والأرض ثم إليه ترجعون"المعنى هل عبدوا من سوى الرب أنصار قل حتى لو كانوا لا يحكمون بحكم ولا يفهمون قل لله النصر كله له حكم السموات والأرض ثم إلى جزاء الله تعودون ،يسأل الله أم اتخذوا من دون الله شفعاء أى هل عبدوا من سوى الله آلهة مصداق لقوله بسورة الأنبياء"أم اتخذوا من دونه آلهة "والمراد أنصار ينصرونهم وهذه عبادة الكفار لغير الله ويطلب الله من رسوله (ص)أن يسأل الكفار :أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون والمراد حتى لو كان الشفعاء لا يحكمون بحكم فى شىء ولا يعلمون بعبادتكم وهذا يعنى أن الآلهة المزعومة لا تتحكم فى شىء لأنها لم تخلق شىء وهى ميتة أو فى عالم الغيب فهى لا تعقل أى لا تعلم بعبادة الكفار لها ويطلب منه أن يقول لهم قل لله الشفاعة جميعا أى "القوة لله جميعا"كما قال بسورة البقرة والمراد لله الحكم أى الملك كله له ملك أى حكم السموات والأرض ثم إليه ترجعون أى "وإليه تحشرون"كما قال بسورة الملك والمراد وإلى جزاء الله تعودون فى الآخرة والخطاب للنبى(ص)ومنه للناس وما قبله له وما بعده له .
"وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون "المعنى وإذا أطيع الرب وحده نفرت نفوس الذين لا يصدقون بالقيامة وإذا أطيع الذين من سواه إذا هم يفرحون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله إذا ذكر وحده والمراد إذا أطيع حكمه وحده أى إذا دعى الله وحده كان موقف الكفار هو أن قلوبهم اشمأزت أى نفوسهم حزنت أى اغتمت أى كفرت به وهم الذين لا يؤمنون بالآخرة والمراد وهم الذين لا يصدقون بالقيامة وأما إذا ذكر الذين من دونه والمراد إذا اتبع حكم الذين من سواه أى إذا أشرك به وهم الآلهة المزعومة إذا هم يستبشرون أى إذا هم يفرحون بذلك أى يؤمنون مصداق لقوله بسورة غافر"ذلكم بأنه إذا دعى الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا".
"قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون "المعنى قل اللهم خالق السموات والأرض عارف الخفى والمعلن أنت تقضى بين خلقك فيما كانوا به يكفرون ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول اللهم أى يا الله فاطر السموات والأرض أى "خالق كل شىء "كما قال بسورة الرعد أى خالق السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أى عارف الخفى والظاهر فى الكون أنت تحكم بين عبادك أى أنت تقضى أى تفصل بين خلقك مصداق لقوله بسورة السجدة"إن ربك يفصل بينهم "وقوله بسورة يونس"إن ربك يقضى بينهم"فيما كانوا فيه يختلفون أى فى الذى كانوا به يكذبون وهو حكم الله والخطاب للنبى(ص).
"ولو أن للذين ظلموا ما فى الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون "المعنى ولو أن للذين كفروا الذى فى الأرض كله وقدره معه ما أنقذوا به من ألم العقاب يوم البعث وظهر لهم ما لم يكونوا يظنون أى ظهر لهم عقوبات ما عملوا أى نزل بهم الذى كانوا به يكذبون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين ظلموا أى كفروا بحكم الله لو أن لهم ما أى الذى فى الأرض جميعه ومثله معه أى وقدر الأرض معه لافتدوا به من سوء العذاب والمراد ما أنقذوا به من شر العقاب يوم القيامة وهو يوم البعث والمراد أن الله لا يقبله منهم مصداق لقوله بسورة المائدة "إن الذين كفروا لو أن لهم ما فى الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم "وهذا لأن الله منع الفدية فقال فى سورة الحديد"فاليوم لا يؤخذ منكم فدية"ويبين له أنه بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون والمراد أنه ظهر لهم من عند الرب الذى لم يكونوا يتوقعون أى ينتظرون وهو العقاب وفسر هذا بأنهم بدا لهم سيئات ما كسبوا والمراد ظهر لهم عقوبات ما صنعوا فى الدنيا من خطايا وفسر هذا بأنه حاق بهم ما كانوا به يستهزءون والمراد أصابهم الذى كانوا به يكذبون والخطاب للنبى(ص)
"فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هى فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون "المعنى فإذا أصاب الكافر أذى نادانا ثم إذا أعطيناه نفع منا قال إنما أعطيته بسبب معرفتى إنما هى بلاء ولكن معظم الناس لا يؤمنون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الإنسان وهو الكافر إذا مسه ضر والمراد إذا أصابه أذى دعا الله والمراد نادى الله منيبا إليه ليزيل عنه الأذى مصداق لقوله بسورة الروم"إذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه "ثم إذا خولناه نعمة منا والمراد ثم إذا أذقناه أى أعطيناه رحمة أى نفع من عندنا مصداق لقوله بسورة الروم"ثم إذا أذقناه رحمة "كان رد فعله هو قوله إنما أوتيته على علم والمراد إنما أعطيته بسبب معرفتى وهذا يعنى أنه حصل على الرزق بسبب معرفته بأساليب الحصول عليه وليس بقدرة الله ويبين الله لنا أن ذلك وهو النعمة أى العطاء فتنة أى اختبار أى امتحان للفرد ولكن أكثر الناس لا يعلمون والمراد ولكن أغلب الناس لا يشكرون مصداق لقوله بسورة يونس"ولكن أكثرهم لا يشكرون " والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين "المعنى قد تحدث بها الذين سبقوهم فما أفادهم ما كانوا يعملون فمسهم عقوبات الذى عملوا والذين كفروا من هؤلاء سيمسهم عقوبات الذى عملوا وما هم بغالبين ،يبين الله لنبيه (ص)أن نفس القولة وهى إنما أوتيته على علم قد قالها الذين من قبلهم والمراد قد تحدث بها الذين سبقوهم فى الحياة وماتوا فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون والمراد ما أفادهم الذى كانوا يمتعون أى يعملون مصداق لقوله بسورة الشعراء"ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون"وهذا يعنى أن عملهم خاسر ويبين له أنهم أصابهم سيئات ما كسبوا والمراد نزل بهم عقوبات الذى عملوا فى الدنيا من كفر ويبين له أن الذين ظلموا أى كفروا بحكم الله من هؤلاء وهم الناس فى عصره سيصيبهم سيئات ما كسبوا والمراد سينزل بهم عقوبات الذى عملوا مصداق لقوله بسورة النحل"فأصابهم سيئات ما عملوا "مثل السابقين وفسر هذا بأنهم ما هم بمعجزين أى غالبين لأمر الله والمراد ليسوا بمنتصرين مصداق لقوله بسورة الذاريات"وما كانوا منتصرين "والخطاب للنبى(ص).
"أو لم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن فى ذلك لآيات لقوم يؤمنون "المعنى هل لم يعرفوا أن الرب يكثر العطاء لمن يريد ويقلل له إن فى ذلك لبراهين لناس يصدقون ،يسأل الله أو لم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر والمراد ألم يعرفوا أن الرب يزيد النفع لمن يريد وينقص له ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار يعرفون أن الله قد يزيد الرزق أو يقلله للفرد الواحد حسبما يريد ويبين أن ذلك وهو البسط والتقدير آيات أى براهين لقوم يؤمنون أى "لقوم يعقلون"كما قال بسورة الروم والمراد لناس يصدقون بحكم الله والخطاب وما بعده للنبى (ص)ومنه للعباد.
"قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم "المعنى قل يا خلقى الذين أفرطوا على ذواتهم لا تيأسوا من نفع الرب إن الرب يمحو الخطايا كلها إنه هو العفو النافع ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول :يا عبادى أى يا خلقى الذين أسرفوا على أنفسهم والمراد الذين أضروا ذواتهم بعمل الذنوب لا تقنطوا من رحمة الله والمراد "لا تيأسوا من روح الله "كما قال بسورة يوسف وهذا يعنى ألا يظنوا أن كثرة ذنوبهم تمنع عنهم جنة الله والسبب أن الله يغفر الذنوب جميعا والمراد أن الرب يترك العقاب على الخطايا كلها ما دام المسلم قد تاب منها فى دنياه وقبل موعد موته وهو الغفور الرحيم أى العفو النافع والمراد المختص التائبين برحمته .
"وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون "المعنى وتوبوا إلى إلهكم أى اتبعوا حكمه من قبل أن يجيئكم العقاب ثم لا تنقذون أى أطيعوا أفضل ما أوحى لكم من إلهكم من قبل أن ينزل العقاب بكم فجأة وأنتم لا تعلمون،يطلب الله من المسرفين أن ينيبوا إلى ربهم والمراد أن يعودوا لطاعة حكم خالقهم وفسر هذا بأن يسلموا له أى يطيعوا حكم الله وفسر هذا بأن يتبعوا أحسن ما أنزل إليهم من ربهم والمراد أن يطيعوا أفضل ما أوحى لهم من خالقهم من قبل أن يأتيهم العذاب بغتة والمراد من قبل أن يصيبهم العقاب من الله فجأة وهم لا يشعرون أى لا يعلمون بوقت إصابة العقاب لهم وفسر هذا بأنهم لا ينصرون أى لا يرحمون والمراد لا ينقذون والخطاب للعباد من النبى(ص) وما بعده وما بعده.
"أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت فى جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هدان لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لى كرة فأكون من المحسنين "المعنى كى لا يقول فرد يا ندمى بسبب ما أسرفت فى عصيان الله وإن كنت لمن المستهزئين أو تقول لو أن الرب علمنى لكنت من المطيعين أو تقول وقت تشاهد العقاب لو أن لى عودة فأصبح من المسلمين ،يبين الله للناس أنه طلب منهم عدم القنوط وهو الإنابة له أى الإسلام أى الإتباع لحكمه والمراد كى لا تقول نفس والمراد حتى لا يتحجج فرد بقوله :يا حسرتى على ما فرطت فى جنب الله والمراد يا ندمى بسبب ما أسرفت فى عصيان حكم الله وكى لا تقول نفس:لو أن الله هدان لكنت من المتقين والمراد لو أن الرب علمنى أى أبلغنى الدين لكنت من المطيعين له وكى لا تقول نفس حين ترى العذاب والمراد وقت تشاهد العقاب :لو أن لى كرة أى عودة للحياة الدنيا لكنت من المحسنين أى المؤمنين وهم المسلمين مصداق لقوله بسورة الشعراء"فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين".
"بلى قد جاءتك آياتى فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين "المعنى حقا قد أتتك أحكامى فكفرت بها أى استعظمت أى كنت من العصاة ،يبين الله لنا أنه يرد على قول الكفار على لسان الملائكة فيقول :بلى قد جاءتك آياتى والمراد قد بلغتك أحكامى فكذبت بها أى كفرت بها أى استكبرت أى تعاليت على طاعة أحكامى أى كنت من الكافرين أى المكذبين لحكمى .
"ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس فى جهنم مثوى للمتكبرين "المعنى ويوم البعث تشاهد الذين افتروا على الرب نفوسهم ذليلة أليس فى النار مقام للكافرين؟يبين الله لنبيه (ص)أن فى يوم القيامة وهو يوم البعث ترى الذين كذبوا على الله والمراد تشاهد الذين قالوا على الرب الذى لم يقله وجوههم مسودة أى نفوسهم ذليلة بسبب معرفتهم بعقابهم ،ويسأل أليس فى جهنم مثوى للمتكبرين أى للكافرين مصداق لقوله بنفس السورة "أليس فى جهنم مثوى للكافرين"والمراد أليس فى النار مأوى للعصاة لحكم الله ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن النار تتسع لأكبر عدد من الكفار والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"وينجى الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون "المعنى وينقذ الرب الذين أطاعوا بنصرهم لا يصيبهم الأذى ولا هم يعذبون ،يبين الله لنبيه (ص)أنه ينجى الله الذين اتقوا بمفازتهم والمراد أنه يرحم الرب الذين أطاعوا بطاعتهم لا يصيبهم العذاب وهو النصب مصداق لقوله بسورة الحجر"لا يمسهم فيها نصب" وفسر هذا بأنهم لا يحزنون والمراد ليسوا يعاقبون فى النار .
"الله خالق كل شىء وهو على كل شىء وكيل له مقاليد السموات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون "المعنى الله مبدع كل مخلوق وهو لكل مخلوق حافظ له ميراث السموات والأرض والذين كذبوا بأحكام الرب أولئك المعذبون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله خالق كل شىء والمراد أن الرب فطر كل مخلوق فى السموات والأرض مصداق لقوله بسورة فاطر"فاطر السموات والأرض"والله على كل شىء وكيل أى والمراد والله لكل مخلوق حافظ أى مبقى مصداق لقوله بسورة هود"إن ربى على كل شىء حفيظ" ولله مقاليد أى حكم أى ميراث أى "ملك السموات والأرض"كما قال بسورة آل عمران والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون والمراد والذين كذبوا بأحكامنا أولئك المعذبون فى الجحيم مصداق لقوله بسورة المائدة"والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم"والخطاب للنبى(ص).
"قل أفغير الله تأمرونى أعبد أيها الجاهلون "المعنى قل أفسوى الرب توصونى أطيع أيها الكافرون ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يسأل أفغير الله تأمرونى أعبد أيها الجاهلون والمراد أفسوى الله توصونى أتبع أيها الكافرون؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أنه لن يعبد أحد سوى الله مهما قالوا عن آلهتهم والخطاب للنبى(ص)ومنه للناس.
"ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين "المعنى ولقد ألقى لك وللذين سبقوك لئن كفرت ليخسرن فعلك ولتصبحن من المعذبين،بل الرب فأطع أى كن من المتبعين لحكمه،يبين الله لنبيه (ص)أن الله أوحى أى قال له فى الوحى كما قال للذين من قبله وهم الرسل (ص)والناس :لئن أشركت ليحبطن عملك والمراد لئن كفرت ليخسرن ثواب فعلك أى لئن عبدت مع الله آلهة أخرى ليزولن أجر صنعك فى الدنيا وفسر هذا بقوله ولتكونن من الخاسرين أى المعذبين أى الهالكين ،ويقول له :بل الله فاعبد والمراد بل حكم الله فأطع وفسره هذا بأن يكون من الشاكرين وهم المطيعين أى المتبعين لحكم الله والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون "المعنى وما عبدوا الرب واجب عبادته والأرض كلها ملكه يوم البعث والسموات مضمومات بقوته ،علا أى ارتفع عما يعبدون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار ما قدروا الله حق قدره والمراد ما أطاعوا حكم الله واجب طاعته حيث أشركوا غيره فى الطاعة والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والمراد والأرض كلها ملكه أى تحت أمره يوم البعث والسموات مطويات بيمينه أى مضغوطات بأمره فبعد سبع طبقات تصبح طبقة واحدة وفى هذا قال تعالى بسورة الإنفطار"والأمر يومئذ لله "سبحانه أى تعالى عما يشركون والمراد أنه علا عن الذى يعبدون وعلوه هو كونه الإله وهم ليسوا بآلهة والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"ونفخ فى الصور فصعق من فى السموات ومن فى الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون "المعنى ونقر فى الناقور فمات من فى السموات والأرض إلا ما أراد الرب ثم نقر فيه ثانية فإذا هم أحياء يبصرون ،يبين الله لنبيه (ص)أن نفخ فى الصور أى نقر فى الناقور مصداق لقوله بسورة المزمل"فإذا نقر فى الناقور"والمراد إذا نفث أى إذا نادى المنادى بالصيحة فصعق أى فمات أى فتوفى كل من فى السموات والأرض إلا من شاء الله والمراد إلا من أراد الله ومنهم حملة العرش والجنة والنار ثم نفخ فيه أخرى والمراد ثم نقر فى الناقور أى إذا نودى بصيحة مرة ثانية فإذا هم قيام ينظرون والمراد فإذا الموتى أحياء يبصرون أى يعلمون ما حدث لهم .
"وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجاىء بالنبيين والشهداء وقضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون "المعنى وأنارت الأرض بأمر خالقها وسلم الكتاب وأتى بالرسل والحضور وحكم بينهم بالعدل وهم لا يبخسون وأعطيت كل نفس جزاء ما كسبت وهو أعرف بما يصنعون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الأرض تشرق بنور ربها والمراد أن الأرض تنار بأمر من خالقها حيث يخلق لها مصدر للنور يعمل على إنارتها وعند ذلك يوضع الكتاب أى يسلم كل مخلوق سجل عمله وجاىء بالنبيين والمراد وأتى بالرسل (ص)والشهداء أى وهم الخلق كلهم وقضى بينهم بالحق والمراد وحكم الله بينهم بالعدل وهم لا يظلمون أى "وهم فيها لا يبخسون"كما قال بسورة هود والمراد لا ينقصون حقا ووفيت كل نفس ما عملت والمراد وأعطى كل فرد أجر ما كسب مصداق لقوله بسورة آل عمران"ووفيت كل نفس ما كسبت"و"وتوفون أجوركم يوم القيامة"فيدخلون الجنة أو النار والله أعلم بما يفعلون والمراد والرب أعرف بما يعملون مصداق لقوله بسورة يوسف"والله عليم بما يعملون ".
"وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين "المعنى وأخذ الذين كذبوا إلى النار وفودا حتى إذا وصلوا عندها فتحت منافذها وقال لهم حراسها ألم يجيئكم مبعوثين منكم يبلغون لكم أحكام خالقكم ويبلغونكم جزاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن صدق حكم العقاب على المكذبين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين كفروا سيقوا إلى جهنم زمرا والمراد أن الذين كذبوا حكم الله أخذوا إلى النار وفودا أى أفواجا حتى إذا جاءوها والمراد حتى إذا وصلوا أسوارها فتحت أبوابها والمراد فرجت الملائكة منافذها ليدخلوهم النار فقال للكفار خزنتها وهم حراسها :ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم والمراد ألم يحضر لكم أنبياء منكم يبلغون لكم أحكام خالقكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا والمراد ويعلمونكم بجزاء يومكم هذا فيجيبوا على السؤال قائلين:بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين والمراد ولكن تحقق حكم العقاب فى الكافرين .
"قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين"المعنى قيل اسكنوا أراضى النار مقيمين فيها فساء مأوى الكافرين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الملائكة تقول للكفار ادخلوا أبواب جهنم والمراد اسكنوا بلاد النار خالدين فيها أى مقيمين فيها دوما فبئس مثوى المتكبرين أى فساء مقام الكفار مصداق لقوله بسورة الفرقان"إنها ساءت مستقرا ومقاما " والخطاب وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين وقالوا الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين "المعنى وأخذ الذين أطاعوا خالقهم إلى الحديقة وفودا حتى إذا وصلوها وفرجت منافذها وقال لهم خدمها خير لكم طهرتم فاسكنوها مقيمين وقالوا الطاعة لله الذى حقق لنا قوله أى ملكنا الأرض ننزل منها حيث نريد فحسن ثواب المطيعين،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين اتقوا ربهم وهم الذين أطاعوا حكم إلههم سيقوا إلى الجنة زمرا والمراد حشروا إلى الحديقة وفودا مصداق لقوله بسورة مريم"يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا"حتى إذا جاءوها أى حتى إذا وصلوا عند أسوارها وفتحت أبوابها أى وفرجت منافذها لدخولهم وقال لهم خزنتها وهم خدمها سلام عليكم والمراد الخير لكم طبتم أى طهرتم من ذنوبكم فادخلوها خالدين والمراد فاسكنوها متمتعين بما فيها وقال المسلمون الحمد لله الذى صدقنا وعده والمراد الطاعة لحكم الله الذى حقق لنا قوله بدخول الجنة وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث نشاء والمراد وملكنا البلاد ننزل منها حيث نرغب فنعم أجر العاملين والمراد وحسنت دار المتقين مصداق لقوله بسورة النحل"ولنعم دار المتقين"وهذا يعنى أن الجنة نعم الثواب .
"وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين "المعنى وتشاهد الملائكة محيطين من حول الكرسى يقومون بطاعة خالقهم وفصل بينهم بالعدل وقيل الطاعة لله إله الكل ،يبين الله لنبيه (ص)أنه يرى الملائكة حافين من حول العرش والمراد أنه يشاهد الملائكة واقفين محيطين بكرسى العرش وهم يسبحون بحمد ربهم والمراد وهم يعملون بأمر إلههم وقضى بينهم بالحق والمراد وحكم بينهم بالقسط وهو العدل حيث أنهم محاسبون كغيرهم من الخلق وقيل الحمد لله رب العالمين والمراد والطاعة لحكم الرب إله الكل والخطاب للنبى(ص)

jtsdv s,vm hg.lv jtsdv


الموضوع الأصلي: تفسير سورة الزمر || الكاتب: رضا البطاوى || المصدر: منتديات نور الاستقامة



رد مع اقتباس