منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - فتاوي وأحكام
الموضوع: فتاوي وأحكام
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 02-22-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



صور من ابتلاء العلماء
بين حمّاد بن سلمة ومحمد بن سليمان

قال ابن سليمان, دخلت على حماد بن سلمة فاذا ليس في البيت الا حصير, وهو جالس وفي يديه مصحف يقرأ فيه وجراب فيه عملة ومطهرة يتوضأ منها, فبينما أنا جالس اذ دق الباب.
فقال حمّاد: يا حبيبة اخرجي فانظري من هذا؟.
فقالت: رسول محمد بن سليمان الى حماد بن سلمة, فأذن له بالدخول
فقال بعد أن سلّم: أما بعد فصبّحك الله بما صبّح به أولياءه وأهل طاعته.
وقعت مسألة فأتينا نسألك عنها, والسلام.
فقال: يا حبيبة, هلم الدواة.
ثم قال لي: اقلب كتابه, واكتب أما بعد:
فأنت صبّحك الله بما صبّح به أولياءه وأهل طاعته, انا أدركنا العلماء وهو لا يأتون لأحد, فان وقعت لك مسألة فأتنا وسل ما بدا لك وان أتيتني فلا تأتني بخيلك ورجلك فلا أنصحك, ولا أنصح الا تقيّا, والسلام.
فبينما أنا جالس اذ دق الباب.
فقال: يا حبيبة فانظري من هذا؟.
قالت: محمد بن سليمان.
قال: قولي له يدخل وحده, فدخل وجلس بين يديه وبدأ.
فقال: ما لي اذا نظرت فيك امتلأت منك رعبا؟.
قال حمّاد: حدثني ثابت البناني قال سمعت أنسا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ان العالم اذا أراد بعلمه وجه الله هابه كل شيء, واذا أراد أن يكنز الكنوز هاب من كل شيء".
فقال: ما تقول ـ رحمك الله ـ في رجل له ابنان وهو على أحدهما أرضى, فأراد أن يجعل له في حياته ثلثي ماله؟.
فقال حماد: لا يفعل ـ رحمك الله ـ فإني سمعت أنسا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" اذا أراد الله أن يعذب عبدا من عباده في حياته وفقه إلى وصيّة جائرة".
فعرض عليه مالا فلم يقبل وخرج.

المصدر
(الاسلام بين العلماء والحكام ص 99).منقول

إعداد:صفية بنت سعيد العيسرية








--------------------------------------------------------------------------------




الإيثار في الإسلام

الإيثار من أعظم الفضائل التي ربى الإسلام أتباعه عليها ففي الايثار حب الخير والعطاء للآخرين، والعطاء صفة من الله عز وجل وعطاؤه لا ينقطع ولا ينتهي سبحانه وتعالى. والايثار هو أن يقدم المسلم حاجة غيره من الناس على حاجته، برغم احتياجه لما يبذله، فالمسلم يجوع ليشبع غيره، ويعطش ليروي غيره بل قد يموت في سبيل حياة الآخرين. فالإيثار يجعل المسلم يشعر بحقيقة ايمانه فيطهر نفسه من الأنانية التي هي حب النفس وتفضيلها على غيرها وهي صفة ذميمة نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم فالمسلم يجب أن يتحلى بصفة الايثار وحب الآخرين، وهو درب الفائزين الذين أثنى الله عز وجل عليهم بقوله: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) صدق الله العظيم. ولا يمكن الوصول إلى الايثار إلا بالقناعة والسخاء والبذل والعطف على الفقراء والمحتاجين والأيتام، فالإيثار خلق رفيع يبعد الإنسان عن الظلم والرذيلة كالغش والبهتان والتلاعب بالأسعار وايذاء الآخرين. ومن أعظم الكرامة أن يؤثر المسلم بخيره لغيره فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه) وقال أيضا (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) فمن خصائص المؤمن أن يؤثر أخاه المؤمن في حظوظ الدنيا على نفسه طلبا لثواب الآخرة. وهناك مواقف خالدة للمسلمين في الايثار وصلوا فيها الدرجة العالية من الايثار فلما مات سيدنا جعفر ابن أبي طالب، ترك ثلاثة أطفال والصحابة ضعفاء فقراء، فقد وقف الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: من يكفل أولاد جعفر؟ يقول الراوي: فخرج ثلاثة من أصحابه يتشاجرون: أنا يا رسول الله بل، أنا يا رسول الله.. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رجلا أتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فشكا إليه الجوع فبعث إلى نسائه، فقالت كل واحد منهن: ما عندنا الا الماء قال الرسول عليه أفضل الصلوات من يضيف هذه الليلة؟) فقال رجل من الانصار: أنا يا رسول الله، وأخذه إلى بيته فأسرع إلى زوجته فقالت: ما عندنا إلا قوت الصبيان، فقال لها: هيئي طعامك ونومي الصبيان وأطفئي السراج ففعلت ووضع الطعام بين يدي الضيف وجعل يمد يده إلى الطعام كأنه يأكل، وما أكل حتى أكل الضيف إيثارا للضيف على نفسه وأهله، فلما أصبح قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد عجب الله صنيعكم الليلة بضيفكم ونزلت الآية (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) صدق الله العظيم . وهذا أبو دجانة في غزوة أحد، السهام تصوب ناحية الرسول صلى الله عليه وسلم من كل ناحيه فيأتي أبو دجانة ويؤثر رسول الله ويحتضنه لينقذه من السهام، يقول أبو بكر رضي الله عنه: نظرت إلى ظهر أبي دجانة فهي كالقنفذ من كثرة السهام، هو مجروح وما زال يؤثر النبي صلوات الله عليه. هذه أفضل صورة تجسدت في خلق الصحابة رضوان الله عليهم، اقتداء بخلق الرسول صلى الله عليه وسلم لقول الله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم).
هذه مواقف خالدة سجلها التاريخ في الايثار فما أجمل هذا الخلق الكريم الذي تخلق به أفراد المجتمع الإسلامي وأصبح شعارا لهم ورمزا لإيمانهم .


أم فارس








--------------------------------------------------------------------------------





الرثاء الحزين

الأرض تبكي والسماء تجيبها ** والناس مشدوهون يدفع بعضهم
نبأ تناقله الهواتف فجأة ** لا تسمعن سوى الصراخ وحسبنا
قريات أعلنت الحداد جميعها** كليات صارت بالبكاء مآتما
عمرية في الحصن تنعى حبيبها ** والياء أقصم ظهرها فقدانه
فيق أفيقي من سباتك أنها ** ذهب الوفا ذهب التآلف والصفا
ذهب الاخا ذهب السخا لا عودة ** يا ويح نفسي كيف صفوي بعده
أم كيف يهنأ لي منام ويقظتي ** جمر الغضا فوق الخدود لهيبها
فقد الأحبة لا يعوضه البكاء ** أفلت نجوم العلم وآسفي لها
ومصادر اللغة الفصيحة قد هوت** علم الفرائض قل لي من يرجى له
أم من يحل عويصها وسهامها ** ذهبت فطاحلها الذين عهدتهم
واحسرتي ماذا أقول وهاذم ** والقلب يذكر خلقه وفعاله
يهناك عبدالله موتك محرما ** قد كنت تنتظر الصلاة لوقتها
إن المنية حالفتك مجردا ** فتسرك اللقيا وربك عالما ملبيا
نلت الشهادة تبعثن ملبيا ** يارب أجز فقيدنا خير الجزاء
والهمنا صبرا في المصائب والبلاء** فالصبر أجدى والعزيمة قوة
فمآتم العلماء نكبة مؤمن ** وفي الاخا تحت الثرى في روضة
فالله يجمع شملنا ومآلنا ** لكم العزاء والصبر أهل مودتي
والكون والآفاق تنعي فقيهها ** ماذا جرى يتبادلون حديثها
يسترجعون إلى الإله عظيمها ** ألما وحزنا في فريد زمانها
والناس تعتصر الأسى بنحيبها ** والويل والحسرات ضمن عويلها
وتنادي عبدالله ليس يجيبها ** وتعثرت حركاتها بضجيجها
لمصيبة كبرى موت عميدها** ذهب التعاطف في جميع ربوعها
ترجى ولا أمل لرتق فتوقها ** أم كيف أسلو بعد فقد حبيبها
أم كيف أصبر والمآقي دموعها ** تجري مدى الأيام رهن عويلها
والصبر من شيم الكرام وطيبها ** أين الخليفة من يدير شئونها
والنحو والإعراب عز وجودها ** أم من يوضح أنصبا شركائها
ومفصلا لدقيقها وجليلها ** للدين والعلم الحنيف رجالها
اللذات يسقيها كؤوس حمامها** والنفس لا تهوى سواه أليفها
ومهللا ومكبرا لإلاهها ** لكن أمر الله حال قضاءها
ببشارة الجنات بين نعيمها ** فسعيد حظك وافرا بخلودها
وملائك الرحمن ثم شهودها ** أنت القدير المرتجى ورحيمها
أنت البصير بنا وأنت حكيمها ** في فقد أهل العلم خير رجالها
وفكاها اللاهون من سفهائها ** من جنة الفردوس مرتع حورها
إن شاءت الأقدار بين رياضها ** والجود والإحسان وهو ختامها

رثاء للشيخ عبدالله بن سالم اللزامي ..بقلم خليفة بن سيف بن سالم العادي




--------------------------------------------------------------------------------





الموتُ آمالٌ وآلامٌ

أم عاصم الدهمانية

هذه الكلمات عبارة عن عبرات جاشت بها نفسي في رحيل جدتي ـ رحمها الله ـ

الموتُ آمالٌ وآلامٌ، ينزعُ الموتٌ من قلوبنا الأفراحَ، وعلى قدرِ نزعهِ يهبنا اليقين في مسيرنا إلى الله ـ جل في علاه ـ. الموتُ آمالٌ وآلامٌ، يوحشُ قلوبَنا برحيلِ أحبتنا لنأنسَ بالله في النجوى والتوبة والدعاءِ الصادقِ. الموتُ آمالٌ وآلامٌ، يجرفُ جماليات الحياةِ فنرى صحراءَ الحقيقةِ؛ لا ليتركنا فيها تائهينَ، بل لنحيلَها ربيع الصالحاتِ.
لماذا قررت هذه المرة رؤية الموتِ لأكتشف رموز حروفه الثلاثة، ميم وواو وتاء؟! ما الذي كان يدفعني بين متضادات الأمور، الموت والحياة وأنا التي عشتُ وأعيشُ رهبة الموت، وعندما أمر على المقبرة أتحاشى النظر في التراب أو اللوحة التي تحمل (مقبرة) لهزة تصيب أوصالي، وأذكر أختا دفنت هنا بعد أن ماتت غرقا شاطرتني يوما أحلامها والآلام؟! هناك ما يدفعني اليوم لأرى الموت عن قرب حيث نبقى في ضبابيات الألوان التي تبهت حتى لا يبقى إلا لون الموت، ما الذي كان يدفعني لأنظره بعينيّ، وليخطَ سطور حقيقته في مقلتيّ دمعا أسكبُ منه العذابَ ليبقى العذب خوفا ورجاءً؟!
(دخْلنْ شوفنْ جدّتكنْ) اندفعت لأقترب من الموت، يسبقني انصهار دمع، وكأنما والدي ـ رحمه الله ـ مات مرتين، مرة برحيله، والأخرى برحيل جدتي (والدته). كشفت إحداهن الغطاء عن وجه جدتي، لم أحتمل سوى نظرة خاطفة، خرجت بعدها عائدة من حيث أتيت أبكي، أود إزاحة حصوات الآلام المتراكمة في فؤادي لأتنفس الأمل، فكيف لا أتنفس إلا دخان الموت الذي نشر رهبته في الأجواء. هناك هاتف في فؤادي يدفعني لأنظر الموت عن قرب، وعدت ثانية أريد التعرف على الموت كبطاقة يقين. تأملت وجهها هذه المرة لفترة أطول، أيغدو الإنسان هكذا؟! جثمانا باردا! ترى أين حرارة الحياة؟! ما هذه الروح التي تنزع كل شيء؟! مذهل هذا الموت الذي أقف على حافة التعرف عليه عن قرب وبمرئيات الصور.
طالبوني المشاركة في الغسل، فرفضت، كيف لي أن أقترب أكثر وأنا التي تنطبع الأحداث في فؤادها أختاما لا تمحى فتغدو في جواز سفري إلى الأوراق والأقلام؟ شيء يدفعني لأقرأ قصة الموت الواقعية. رأيت الحنوط، رأيت القطن، رأيت القماش الأبيض، سابقا كان قلبي معلقا باللون الأبيض، تركت بيني وبين الموت رؤية العين المجردة لأحداث الموت، لماذا يرهبني اليوم هذا اللون؟! أحببته دوما إذ هو لون السحاب، والنقاء، والصفاء، ولون الإحرام، واليوم أوقن أنه لون الوداع، فهل لون الوداع أبيض؟ أم هو إحرام آخر، لرحلة إلى الله، فيها طواف الروح في عالمها الغيبيّ، وسعي الصالحات في الدفاع عن هذا الراحل، تسربله الدعوات دثارا في الوحدة والوحشة لتكون أنسا، ما خيل إلي أن أقترب من الموت كما اقتربت اليوم.
قلت لشقيقتي: توقعت رهبة عنيفة داخلي؛ فإذا الاطمئنان سكن روحي وقلبي، بينما العقل يسجل الأحداث، نظرا، وسمعا، وصمتا.
هذا هو الميت إذا، وهذا ما يفعل به، طبعت على جبين جدتي البارد قبلة عميقة وهمست في فؤادي لها: (أنا مريم)، فهل سمعتني؟
أصابني الأرق، وتوقعت تلك الليلة أن تترك الأحداث آثارا دامية في روحي، وعلى غير ما توقعت تلك الليلة، عدت لأجواء العزاء.
وسألتني شقيقتي: كيف ليلتك؟
ـ أصابني الأرق.
ـ قلت في ذاتي لمريم ليلة وأحداث.
ـ توقعت غير هذا.
ـ ستدركينه فيما بعد.
هل لأننا في زحمة الآلام وتوافد الجموع نبلع مسكنا للآلام، أم لأن عادة الزحام تشتت الأذهان؟ أم لأننا لم نمكث مع أنفسنا لحظات وحدة لندرك الأحداث، مرت أيامي الثلاثة على غير توقعي من زلزال أصاب قلبي في هذا الموت، ولكن في الليلة الثالثة بدأت الصور تتجلى لي صورة صورة بحركة بطيئة، جثمان محمول، الغسل، الكفن، الحنوط، قبلات الوداع، خرافات النساء المزدحمات للفضول أو للموعظة.
(كبْري خمس مرات خالوه)، لا أفقه.. (الله أكبر يُو بُويِِ)، (الله أكبر يُو مَاهْ) فقط التكبير المتتالي على أذن جدتي يوقد كبرياء الله الأعظم يوم يتصاغر كل شيء. في اليوم الرابع سكنني الألم، أشعر بحجارة كبيرة تثقل قلبي، وانزويت لأذرف الدمع وأخط الحرف، ولكن لم يغتسل قلبي من الآلام.
الموت آمالٌ وآلامٌ، يحرق عيوننا بالدمع، وعلى قدر احتراقها يهبها ضياء تمضي به إلى الله، الموت رحمة ونعمة وحكمة، رحمته واسعة، فهل يغدو شق التراب روضة من رياض الجنة؟ ارحمنا يا الله.
الموت قد ينزع من شجرة الحياة غصنا؛ لتنمو في بقايا انكساره ورقة خضراء (رزقت شقيقتي بمولودة). الموت يحمل معوله، يحطم أشجار آمالك وأحلامك والطموح، لا ليموت كل هذا؛ ولكن فقط ليقتل الغرور والتكبر، ليحرق الرياء عندما تحتك صخور اليقين في فؤادك ببعضها؛ لتشتعل في خضراء الزيف؛ فلا ترى إلا جذورها الضعيفة، عليك اقتلاعها من تربة الأحناء. الموت آمالٌ وآلامٌ، يرحل الأحباب لرب أرحم بهم منا، وأكرم بهم منا، وأرأف بهم منا، هم في وديعته. الموت آمالٌ وآلام، فإن ضيعتك الدروب هداك الموت قنديل فكر في نفق التيه لتهتدي إلى طريق اليقين. الموت آمالٌ وآلامٌ، هو محطة تتفقد فيها حقيبة سفرك، ترتب حاجيات المسير، وتستعد للعبور.

وتستمر الحياة.

رد مع اقتباس