منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - فتاوي وأحكام
الموضوع: فتاوي وأحكام
عرض مشاركة واحدة
افتراضي  فتاوي وأحكام
كُتبَ بتاريخ: [ 02-22-2010 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية الامير المجهول
 
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
الامير المجهول غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913
قوة التقييم : الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع


فتاوى وأحكام

السؤال

*يقول سائل من خلال تأملي لكتاب الله تعالى لاحظت أن الكفار يكذبون بالبعث أكثر من تكذيبيهم بالخالق سبحانه وتعالى ؟

الجواب :

**نعم هم يعتقدون وجود الله ولكنهم يشركون معه آلهة أخرى ، فلذلك يسلبونه سبحانه وتعالى ما هو خاص به وحده ، ومن هنا يقيم الله تبارك وتعالى عليهم الحجج في كتابه فهو يقول ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) (الزمر:38) .

أما بالنسبة إلى المعاد فهم يتجاهلون آيات الله تبارك وتعالى الكبرى التي تدل على المعاد ، وإنما الفطرة دعتهم إلى الاعتراف بوجود الله ، فالإنسان الذي ينكر وجود الله تعالى إنما يكابر فطرته ويغالب عقله ، إذ كل ما في الكون يدل على وجوده سبحانه ولذلك قال الله سبحانه وتعالى ( أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)(إبراهيم: من الآية10) يعني أن كل ما في هذا الكون من أجزاء السموات والأرض دال عليه سبحانه ، فكل ذرة من ذرات الوجود إنما هي كلمة من كلمات الله ناطقة بتوحيده سبحانه وتعالى وناطقة بتسبيحه ودالة على وجوده ، كما قال الأعرابي عندما سئل بم عرفت ربك ؟ فقال : البعرة تدل على البعير ، وأثر القدم يدل على المسير ، فهيكل علوي بهذه اللطافة ، ومركز سفلي بهذه الكثافة ألا يدلان على الصانع الخبير .

وبالنسبة إلى يوم القيامة فإن الله تبارك وتعالى أقام عليهم الحجج لأنهم لقصور عقولهم استبعدوا أن يبعث الإنسان بعد أن يموت وتتحول خلاياه إلى ذرات ترابية متبعثرة بحيث تتلاشى في هذه الأرض وتغيب فيها فرأوا من المستبعد أن يجمع الله تبارك وتعالى هذا الشتات وينفخ في الإنسان هذه الروح مرة أخرى ، ولذلك ضرب الله تبارك وتعالى لهم الأمثال وبيّن لهم آياته الدالة على أن ذلك ليس عسيراً وليس شاقاً بل هو هين في حقه سبحانه وتعالى ، وكل شيء هين في حقه ، وإنما هذا أهون من نشأة الكون ، فقد قال سبحانه وتعالى ( أَوَلَمْ يَرَ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (يّـس:77-83) .

الله تعالى هنا ضرب هنا مثلاً لهؤلاء الذين يكابرون في حقيقة البعث ويمارون فيه ، ضرب لهم مثلاً إذ بيّن أن هذا الإنسان هو خلق من نطفة ، ما هي هذه النطفة ؟ هي جزء حقير ، بلغ في حقارته أنه ينظر بالمجهر ولا يكاد يبصر ، ومع ذلك توجد فيه جميع خصائص البشرية العامة التي يشترك فيها البشر ، وتوجد أيضاً في هذه الخلية جميع الخصائص البشرية الأسرية الخاصة ، أي الخصائص الأسرية التي تتوارث من أسرة إلى أسرة ، هذه موجودة فيها ، ولذلك يكون الشبه حتى إلى جدود بعيدين بسبب هذه الخصائص المتوارثة التي تنطوي عليها تلك الخلية .

ثم مع ذلك طور الله تبارك وتعالى هذا الإنسان أطوارا حتى أخرجه إنساناً بهذا القدر ، جعل هذه الخلية تخرج منها ملايين الملايين من الخلايا ، وهي متنوعة ومع ذلك نفخ فيه من روحه ، ومع ذلك جعل الله تبارك وتعالى له السمع والبصر والمشاعر والحواس والعلم والقدرة إلى آخره من هذه الأمور العجيبة .

كل من ذلك دليل على أن الله تبارك وتعالى ليس بعزيز عليه أن يعيد هذا الإنسان مرة أخرى كما خلقه أول مرة .
وبيّن سبحانه مع ذلك أن الذي يحي العظام وهي رميم هو الذي أنشأها أول مرة بهذه الحالة ، وأنه هو الذي خلق السماوات والأرض ، فمن خلق السماوات والأرض لا يعجزه أبداً أن يعيد خلق الإنسان كما كان أول مرة لأن السماوات والأرض لم تكن موجودة من قبل وقد أخرجها من عدم ، كل هذا الكون أخرجه الله تبارك وتعالى من عدم ، ولئن كان أخرج هذا الكون المترامي الأطراف من عدم فكيف بالإنسان الذي وجد وتكون وصار سميعاً بصيراً ألا يقدر الله تبارك وتعالى الذي أوجد هذا الكون من عدم على إعادته مرة أخرى ، بل ذلك أهون والكل في حق الله هين ، والله تعالى أعلم





يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة






--------------------------------------------------------------------------------




الشباب والثقافة الغربية

إبراهيم العربي : غرس القيم الإسلامية العظيمة في عقول الشباب يخرج جيلاً يعتز بدينه وقيمة ليكون عماد هذه الأمة
ـ القراءة والطموح إلى القمة , ثم الحرص على الوقت واغتنامه تأخذ الشباب إلى التقدم

ـ على المعلمين بداخل المدرسة أن يكونوا قدوة لكل الطلاب قدوة في الكلمة وقدوة في الحركة حتى في الملبس وفي كل الأمور

ـ تحفيز الشباب على غرس مفهوم التطلع والرقي نجعل منهم جيلاً يواكب التقدم
ـ على المجتمع أن يربي الشاب على التنشئة الإيمانية منذ الصغر من طاعة لله ورسوله والاعتزاز بالدين وعدم تركهم للغير فيغرس في قلوبهم الوهن وحب الدنيا الزائلة


حاوره أحمد بن سعيد الجرداني

الشباب هم عماد المجتمع , وأمل المستقبل لكل أمة في كل عصر وحين , والركيزة التي يتكأ عليها كل مجتمع ينطلق من أسس قاعدتها متينة، ولكن للأسف الشديد نجد البعض منهم قد قلّد الغرب في أساليب شيطانية متعددة , على الرغم من أن هناك إيجابيات لدى الغرب لم يأخذها هؤلاء الشباب فكيف نتعامل مع هؤلاء الشباب .؟ وحول ما ذكرناه كان لنا هذا اللقاء مع إبراهيم السيد العربي إمام وخطيب بمسجد الجامع سوق مطرح ..


الاهتمام بالقراءة سبيل التعلم

في البداية هناك أمور يقوم بها شباب الأمة من تقليد أعمى دون وعي ولا ثقافة ، إذاً ما النصيحة التي تقدّمها للشباب المسلم حول هذا الموضوع ؟

أولاً أنصح شبابنا أن يهتم بالقراءة الهادفة لأنه بقراءته هذه سيعلم الصحيح من غير الصحيح فيم يثار من آراء حول الإسلام الحنيف , ثانياً نصيحتي للآباء أنه لابد من غرس القيم الإسلامية العظيمة في عقول هؤلاء الشباب , وهنا يأتي الدور الأول على الأسرة المسلمة في تنشئة الأطفال على القيم النبيلة التي غرسها الإسلام في عقولهم وعندما نقول الأسرة , يعني نقصد من وراءها الأب والأم ( الزوج والزوجة ) فعليهما الدور الأكبر كي يُخرّجوا لنا جيلاً من الشباب يعتز بدينه وقيمه , ويتخلق بخلق خير الأنام سيدنا محمد ـ صلى الله عليه ـ وسلم فالتعامل يبدأ من الأسرة . ولا يتركونهم في هذا العصر لأهوائهم أو أصدقاء السوء, أو يتركونهم يأخذون ثقافتهم من غير المسلمين .
ثم يأتي دور المدرسة : فعلى المعلمين بداخل المدرسة أن يكونوا قدوة لكل الطلاب قدوة في الكلمة , وقدوة في الحركة , حتى في الملبس وفي كل الأمور .
فإن التلميذ ينظر إلى معلمه نظرة تقدير واحترام كبيرة جداً, ثم تأتي النصيحة التي أتوجه بها إلى شبابنا وهي : ياشباب المسلمين.
كفاكم فخراً أنكم من أمة الإسلام , وكفاكم فخراً أنكم أمة القرآن , وكفاكم فخراً أن عندكم القرآن الكريم , وسنة خير المرسلين سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لو أخذتم بهما وعملتم بما جاء فيهما لكنتم أوائل الأمم في كل المجالات وفي شتى نواحي الحياة.

الاقتداء بسيد البشر

سؤال : بعض الشباب يُقلدون الشخصية الفلانية في كل ما أوتي من شكليات ونسي أن هذا الشاب (أي المسلم ) نسي أن لديه مقومات إذا استخدمها جعلته في القمة . فما رأيكم في ذلك ؟

أقول لكل شاب مسلم ولكل فتاة مسلمة : خير ما تقتدون به هو سيد البشر محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن الله تعالى قال وهو أصدق القائلين ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) نعم هو ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدوة لنا جميعاً وقدوة لشبابنا. فجميع مراحل حياة سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ , خاصة مرحلة الشباب , ومرحلة الطفولة , فخر لكل شاب مسلم أن يقرأ عن هذه الفترة من حياة رسول الله ويحاول أن يجعلها منهاج حياة له.
ففيها الخير والفلاح , وبها نتقدم جميعا ونصل إلى قمة المجد إن شاء الله تعالى . وعيب على كل شاب مسلم أن يقلّد غيره وخاصة أن الذي يقلده هذا شخص غير مسلم أو حتى لو كان مسلماً فهو غير ملتزم بما أمر الله تعالى , وكذلك الفتاة المسلمة عليها كذلك تتخلق بأخلاق أمهات المؤمنين , وتتخلّق كذلك بالنماذج العظيمة من النساء المسلمات , وفي مقدمتهن ( فاطمة الزهراء بنت الحبيب محمدا صلى الله عليه وسلم. ورضي الله عنها وأرضاها ) وعندما نجد هذا الالتزام قد تحقق في كل شبابنا وفتياتنا , سنصبح في مقدمة كل الأمم , ويباهي بنا رب العالمين ملائكته في السماء فالأمة المسلمة لديها من المقومات الكثير والكثير لتصل به إلى أعلى درجات المجد والرقي .

بُعد شبابنا عن القراءة
سؤال : من المتناقضات أن الغرب يأخذون الثمين , ونحن العرب وخاصة بعض فئات المجتمع المختلفة يأخذون الغث منه , ما وجهة نظركم حيال هذه التناقضات ؟
وجهة نظري في هذا المقام هي : أن السبب الأول في هذا بعد شبابنا عن القراءة المفيدة هذا أولاً . ثم انعدام الطموح عند شبابنا المسلم , وبعد ذلك عدم تقدير قيمة الوقت عند شبابنا , فكم من الأوقات يُضيعها شبابنا حتى والكبار أيضاً بعضهم يتفنن في إضاعة وقته فيما لا يفيد , في حين أنك تجد الشاب غير المسلم وحتى المرأة يحرص غالبيتهم على اغتنام أوقاتهم , حتى في وقت تنزّههم , ورحلاتهم تجد بيد كل منهم كتاباً يقرأ فيه عن معالم البلدة التي جاء يزورها ويتعرّف عليها من خلال قراءته , لكن انظر إلى شبابنا حتى عندما يفكر في رحلة , تجده لا يفكر إلا في الأمور التي تضرّه أكثر مما تنفعه فيحرص على الأماكن التي بها لهو ولعب ومضيعة لوقته, ولا حول ولا قوة إلا بالله ,
فنعم هذه تناقضات غريبة ليتنا ننتبه لها ونوجه شبابنا إلى ما يفيدهم وكما قلت : فهناك ثلاثة أمور ليت شبابنا يتمسك بها ألا وهي ( القراءة , ثم الطموح إلى القمة , ثم الحرص على الوقت واغتنامه , في كل ما يفيد . ففي هذه النقاط الثلاث وغيرها ما يأخذ بيد شبابنا إلى التقدم إن شاء الله تعالى وأعود وأكرر أن أغلى ما يمتلكه الشباب وأذكر الشباب بالأخص هو الوقت والصحة قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( نعمتان مغبون فيهما الكثير من الناس : الصحة , والفراغ ) . فهل هناك أغلى من الوقت لكي نحرص عليه ونغتنمه في تحصيل كل ما يفيدنا ؟ إذا كان هناك من المسلمين والعرب بالأخص من يفرّط في أغلى الأشياء ويتركوها لغيرهم من الغرب .
فأقول ليس كل العرب , وليس كل المسلمين يفعل ذلك , فالحمد لله في العرب , وفي المسلمين علماء أجلاء في شتى العلوم ضربوا لنا أعظم النماذج في الحرص على كل ما هو غال وثمين , فألفّوا لنا كتب العلوم المختلفة , وتركوها للأجيال التالية , فما علينا نحن إلا الكشف عن هذه الكنوز وتوجيه النظر إليها حتى تأخذها الأجيال التالية ويجعلوها حقيقة على أرض الواقع .

عودة الشباب ومعهم المجد
سؤال :كما اسلفنا في السؤال السابق تقدّم الغرب وتخلف العرب لأسباب معينة , ولكن هناك أمل بأن العرب وخاصة فئة الشباب سنرى فيهم ما كان لدى السلف الصالح . هل لكم من وقفة حول هذا الأمل ؟
نعم: هناك أمل كبير كي يعود شباب الأمة المسلمة, يعودون ومعهم المجد ويصعدون بأمتهم إلى القمة , فالمسلمون بخير وفيهم الخير إلى يوم القيامة , والصورة ليست قاتمة , وإذا كان هناك فئة من شباب الإسلام تأخروا عن الركب , فالحمد لله, أن الغالبية من شباب الأمة المسلمة سائرون على الطريق الصحيح , ودليل ذلك ما نراه من حرص الكثير منهم على حفظ كتاب الله تعالى , والحرص أيضاً على التفوق في مجال الدراسة , بكافة أشكالها , فهناك أطباء , وهناك باحثون في مختلف المجالات , وهناك بيوت مسلمة , وفيها أولياء الأمور حريصون على أن يأخذوا بأيدي أبنائهم إلى أعلى مراتب التعليم والتقدم , وهذا كله يبشر بالخير ونسأل الله تعالى أن يوفق الجميع إلى الخير .
ولكن لا مانع من أن نقف وقفة حرص على أمتنا , وعلى شباب أمتنا فإذا رأينا فيهم اعوجاج قوّمناهم , ونصحناهم بالحسنى كما علمنا رب العالمين في قوله تعالى ( ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) وكما قال لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) فلنأخذ بأيدي شبابنا , ونحفّزهم ونغرس فيهم التطلع إلى العلى , والرقي ونبتعد عن أسلوب التنفير, ونجعل مكانه المودة والرحمة فبهذا سنجد الأمل موجود عند كل شاب وفتاة والحمد لله .

البعد عن تراثنا الأصيل
سؤال: ما أسباب تخلف المسلمين في رأيكم, وهل هناك أسباب معينة للرجوع إلى المجد ؟
من ينظر إلى واقع المسلمين في العصر الحاضر يجد أن من أسباب تخلفهم أولاً البعد عن تراثنا الأصيل , فعلماء الإسلام الأوائل برعوا في شتى المجالات, مثل الطب والفلك والرياضيات , وغيرها من العلوم : فمع كل هذا الكم الهائل من العلوم ولكن للأسف تخلى عنها العرب والمسلمون وتركوها لغيرهم , فأخذها الغرب وجعلوها مناهج تعليمية في مدارسهم وجامعاتهم , فتقدّموا في شتى المجالات , وبقينا نحن في المؤخرة
, وأقول هنا ( إن السنن الكونية لا تحابي أحدا مهما كان هذا الشخص ) فلله تعالى في كونه سنناً لا تتغير فالله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملا , فالإسلام يدعو للعلم , فما بالنا نتأخر عن الركب وغيرنا يتقدم , والإسلام يدعو إلى القوة , فما بالنا نضرب أروع الأمثلة في الضعف والمهانة,
وأما عن أهم الأسباب التي يتقدم بها الشباب المسلم أو المسلمون عامة نذكر بعضاً منها (1) الفهم الصحيح للإسلام . ولن يكون هناك فهم للإسلام إلا بالقراءة فأمة الإسلام هي أمة القراءة , وأول ما نزل على سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أول البعثة قول الله تعالى ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) وليس أي شيء نقرأه . كلا إنما لابد أن نختار ما نقرأه وإذا كان شبابنا لايعرف ماذا يقرأ , فليرجع إلى العلماء الكرام ويسأل عن أهم الكتب التي بقراءته لها يكون عنصراً نافعاً لدينه ولوطنه , وأعظم ما نقرأه أولاً :هو كتاب الله تعالى , ثم سنة الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ففيهما كل ما نحتاج إليه قال تعالى ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) والسبب الثاني الذي به نتقدم بعد الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام هو :
أن نعمل بما فهمنا فالعمل أساس للتقدم بين الأمم ,
والأمر الثالث ( أن أدعو غيري للإسلام ) وتكون أول ما تكون لأهلي وعشيرتي كما أمر الله تعالى نبيه ومصطفاه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فقال تعالى ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) ثم أكون داعية إلى الله تعالى بالقول والفعل بمعنى ( أن أطبّق تعاليم الإسلام على نفسي فيراني الناس فيقولون . ما أجمل تعاليم الإسلام التي هذبت من أخلاق أتباعه ).
والسبب الرابع والأخير وهو من أهم أسباب تقدّم المسلمين إن هم التزموا به هو ( الترابط ) أي تتوحد كلمة المسلمين شباباً ورجالاً فيكونوا جميعاً يداً واحدة , ويتعاونوا على البر والتقوى , ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان ) إن التزم المسلمون بهذه الأسباب سيكونون أمة واحدة يحبهم الله تعالى وينصرهم على عدوهم وإن لم يلتزموا بهذا الواجب سيتحقق فيهم قول الله تعالى في سورة الأنفال ( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)
أما إذا تفرقوا واختلفوا فسيتحقق فيهم قول الله تعالى ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )

ظاهرة دخيلة وغريبة
سؤال : هناك بعض الظواهر الدخيلة على المجتمع مثل التسكع في الشوارع بزي الغرب وكذلك اصطحاب الكلاب وغيرها إلى الشواطئ بقصد التحضّر هل لكم من كلمة لذلك ؟
أقول : إن هذه الظاهرة فعلا غريبة علينا نحن المجتمع المسلم ، ولكن على من يقدمون فعل مثل هذه الظاهرة هم قلّة ندعو الله أن يردّهم إلى صوابهم هذا بالنسبة لمن يصطحبون معهم الكلاب وغيرها من الحيوانات.
ووالله ما هذه بمدنية ولا تقدم : إنها تشّبُه بأقوام ليسوا من جلدتنا فليتنا نحرص على أن نكون متبوعين لا تابعين .
أما بالنسبة للشباب المتسكّع في الطرقات فنقول لهم : هب أن هذه الفتاة أو هذه المرأة التي تراها في الشارع ذاهبة لأي عمل , وأنت تضيّق عليها بأفعالك هذه . هب أنها أختك أو أمك أو من قبيلتك, أترضى أن يفعل معها أي شخص هذه الأفعال ؟ طبعاً لن ترضى أبدا , فما لا ترضاه لنفسك لا ترضه لغيرك . فلنتق الله تعالى في كل حركاتنا وسكناتنا ليرضى عنا رب العالمين ..

سؤال أخير : دخلت على المجتمع العربي الإسلامي بعض العادات كالرقص المسمى بالهوب هوب وهي عبارة عن رقصة تشبه رقصة القرد يمشي على اليدين وغيرها من الحركات التي جعلت من شباب مجتمعنا في الحضيض إن صح التعبير بسبب هذه الثقافة المبتورة ؟ كيف نجعل من أبنائنا لا يتأثرون ببعض هذه الثقافات المبتورة؟
أقول: هذه عادات دخيلة علينا فالواجب أن نجعل أبناءنا لا يتأثرون بمثل هذه الثقافات إذا حرصنا على أن ننشئهم تنشئة إيمانية منذ الصغر على طاعة الله ورسوله , والاعتزاز بدينهم , والحرص على أن نكون قدوة أمامهم فنوجههم إلى الطريق السليم , ولا نتركهم لغيرنا فيغرس في قلوبهم الوهن وحب الدنيا الزائلة, لأن الشباب هم عماد المجتمع وهم الأمل في المستقبل القريب فليتنا نعطيهم الاهتمام الأكبر في التربية والمتابعة من مرحلة الصغر حتى يصبحوا رجالاً والله هو الهادي إلى سواء السبيل .

الأمل
في هذا اللقاء الماتع الذي تطوفنا به سوياً نريد منكم كلمة تختمون بها ؟
كلمتي الأخيرة في هذا الموضوع هي عبارة عن أمل, وفي نفس الوقت رجاء , أما الأمل فهو: في الله العلي القدير. ندعو الله أن يتحقق هذا الأمل ألا وهو : أن يعود شبابنا إلى ثقافتهم الإسلامية يستمدون منها كل ما هو مفيد , ولا نلهث وراء ثقافة غربية تهدم أكثر مما تبني , لا مانع من أن نأخذ ما يفيدنا في الدنيا والآخرة طالما أن هذا الأمر يرضي الله ورسوله .
لكن الشيء الذي لا يفيدنا فلنتركه ولا نحزن على فواته منا . أما عن الرجاء فهو نرجو الله أن يوفقنا جميعا إلى العمل الصحيح الذي به نصل إلى مقدمة الأمم والرجاء أيضاً من كل شباب الأمة المسلمة أرجو منهم أن يظهروا في كل ميادين الحياة وفي مختلف المواقع أننا مسلمون ومعتزون بإسلامنا إلى أن تقوم الساعة.

tjh,d ,Hp;hl tjh,n ,Hp;hl


الموضوع الأصلي: فتاوي وأحكام || الكاتب: الامير المجهول || المصدر: منتديات نور الاستقامة




التعديل الأخير تم بواسطة الامير المجهول ; 02-22-2010 الساعة 10:30 PM
رد مع اقتباس