منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - طلب كتاب القرآن قرآن
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 10-01-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 4 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



- عقيدة القول بحياة البرزخ لم تكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم:


إن مما يدل على أن عقيدة وجود حياة في القبر، عقيدة مختلقة مفتراة قيلت بعد عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بل وعهد الصحابة أيضا، هو عدم وجود ذكر لها في عهده صلى الله عليه وسلم ، فالكفار لم يسألوا عنها قط، وإلا لو كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد ذكرها من ضمن الغيبيات لتساءلوا عنها من ضمن ما تساءلوا عنه، ولكنهم لم يسألوا إلا عن يوم البعث والحساب المحدد بفترة ما بعد البعث والخروج من القبور لا في القبور، وما ذلك إلا لأن الله سبحانه لم يتحدث ولا حتى رسوله عن ذلك البتة، يقول سبحانه على لسان الكفار متسائلين: ﴿وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً﴾ مريم66، فسؤالهم عن ما ينتظرونه بعد الموت والانتقال من الحياة الدنيا، وهو الخروج للبعث والحساب، فلو كان معتقَدُ العذاب في القبر موجودا لقالوا متسائلين: أئذا ما مت لسوف أعذَّب في القبر؟!. ولكننا نجد من خلال القول الحق، القرآن الكريم الذي نؤمن به، هو سؤالهم دائما عن يوم الحساب الحق، وليس يوم الحساب المتوهَّم، يقول سبحانه في أسئلتهم عن يوم الحساب يوم البعث: ﴿وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ﴾ السجدة10، فالقرآن في سؤالهم ذلك يقر مسألة ضلالهم في الأرض، وتبعثر أجزاء جسدهم في الأرض، وتحوله إلى تراب هنا وهناك، إذ لا حساب في تلكم المرحلة، مرحلة البرزخ، ولكنه يرد عليهم بالتوكيد على بعثهم للحساب يوم القيامة، كيفما كانت حالة أجسادهم التي قد تكون متحولة حتى إلى حديد أو حجارة: ﴿قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً﴾ الإسراء50، أو خلقا أكبر من ذلك في التحول: ﴿أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً﴾ الإسراء51. فيوم الإعادة كما هو في الآية هو يوم الحساب يوم القيامة، وهو الذي يسألون عن موعده منكرين ومستهزئين، وفي أي مكان من بقاع الأرض كانوا: ﴿.. أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ البقرة148. وكذلك في لفظ آخر لهم يخبرنا الله صلى الله عليه وسلم عنه، وفيه إخبار عن ما سيحدث لهم في القبر بعد موتهم إلى حين موعد بعثهم، وذلك في قوله سبحانه: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ سبأ7، فالشغل الشاغل لهم هو ما أخبرهم عنه الله صلى الله عليه وسلم على لسان رسوله وهو يوم الحساب، يوم خلقهم من جديد، يوم القيامة، وفي القبر سيكونون كما قالوا ممزقي الأجساد والأوصال، ومعروف في أن العذاب يخبرنا الله سبحانه عنه أنه سيكون في الأجساد الحية، ولذلك سوف يبدل الله سبحانه جلود المعذبين كلما نضجت. إن في عدم سؤال الكفار عن ما يحدث في القبر دليلا على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتكلم قط عن مثل ذلكم الأمر، وإنما هو أمر منسوب إليه ظلما وبهتانا والعياذ بالله، فالقبر مرحلة وسط بين حياتين، الدنيا والآخرة، و لا توجد حياة وسطى بينهما، وإلا لأخبرنا الله بها، كما أخبرنا عن الغيبيات الأخرى.

- قدرة الله سبحانه مطلقة، ولكن ليست في أمر نفى الله وقوعه، أو لم يقر حدوثه:
لا يمكن أن ينكر المرء المسلم قدرة الله سبحانه في تعذيب أو إكرام المرء بعد وفاته وقبل بعثه، أي وهو في قبره، أو حتى في بطون السباع والحيتان، فقدرته عظمية سبحانه، ومطلقة غير محدودة، ولكن الله سبحانه لم يخبر بوجود مثل ذلك، وقيامه فعل ذلك، والمرء متعبد بالإيمان بما أخبر به القرآن الكريم، وبما ثبت عن رسول الله سبحانه بما يوافق القرآن، إذ لا يمكن أن يصادم الرسول ما كُلِّف بتبليغه، فكيف يَنسِب إلى الله ما لم يقله، ولم يشر إليه. وأينا في ذلك نطيع ونصدق في حدث يأتي فيه قولان متناقضان، قول الله الحق الذي لا ريب فيه، وقول لا نضمن صحة نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ولا متأكَّدٍ من ثبوته، بل هو أقرب إلى الخطأ لمناقضته صريح الثابت؟! . إن قدرة الله شيء، وأمر وجود حياة بعد الموت وقبل البعث- أي بينهما- شيء آخر. إن ربط الأمرين- القدرة الربانية وجعل حياة بين الدارين لم يذكرها الله لنا نصا بل نفاها- إنما هو كربط قدرة الله على فعل كل شيء، وقدرته على خلق شريك معه- والعياذ بالله-. فالله جلت قدرته قد نفى أن يجعل شريكا له، وتمدح بالتفرد والوحدانية، فهل يسوغ لمؤمن أن يقول أن قدرته تستطيع فعل إيجاد شريك معه- سبحانه جل جلاله وأعظم شأنه-. إضافة إلى أن القدرة الربانية قد ذكرها الله صلى الله عليه وسلم في ذلكم الأمر في سياق قدرته بعث الناس بعد موتهم للحساب، وطيه فترة البرزخ عنهم بحيث لا يشعرون بها البتة، وذلك في قوله: ﴿وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ النحل77، وكذلك في سياق جمعهم من أي مكان من الأرض كانوا فيه، أي دفنوا فيه، وذلك في قوله: ﴿.. أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ البقرة148 ، وسياق قدرته على بعثهم وخلقهم مرة أخرى وذلك للحساب كما خلقهم أول مرة: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ العنكبوت20 ، ولم يذكر بل لم يشِرْ أنه قادر على حسابهم في القبر، إلا لأنه لا حساب فيه ولا عذاب، وإلا فقدرته سبحانه لا يمكن أن يماري فيها عاقل.

- أخبر الله سبحانه عن نماذج ماتت وحجزت روحها إلى حين بعثها:

إن الله سبحانه أخبرنا في كتابه، الذي يؤمن به المؤمنون الصادقون، من أنه أمات أصحاب الكهف ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا، وبين لنا من خلال القصة أنهم لم يشعروا بالفترة الزمنية التي عاشوها بين الفترتين، حياتهم الأولى وحياتهم بعد بعثهم من موتتهم، فقد أخبرنا سبحانه أنهم تساءلوا عن فترة موتتهم وفقدهم للحياة، وذلك في قوله جل شأنه: ﴿وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ .. ﴾ الكهف19، أليس في ذلك دليل يخبرنا الله مؤكدا به على ما يحدث لمن يمته ويتوفاه؟. خاصة وأنه سبحانه يعقب على هذه الحادثة بعد ذكرها بقوله: ﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا .. ﴾ الكهف21 ، وهو نفس ما حدث لصاحب الحمار في سورة البقرة، الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه، فظن تلكم الفترة يوما أو بعض يوم، وذلك كما حكى عنه سبحانه في قوله: ﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ البقرة259. إن هاتين الحادثتين يرينا الله من خلالهما- ونحن المؤمنون بصدق وقوعهما- أن معنى الموت هو بداية حجز روح المرء حتى يبعثه الله سبحانه للبعث، حجزا لا يوجد فيه أي حس. وكذلك نجد أن الله سبحانه لم يخبرنا على لسان من قُتل من بني إسرائيل ومن ثم ضرب بلحم البقرة أو عظمها في سورة البقرة أنه قد حوسب بعد موته مقتولا، فهو بمجرد أن بعث الله فيه الروح لم يخبر إلا عن قاتله، فهو يتذكر آخر ما يتذكره ذلكم الأمر الشنيع، أمر مقتله، وليس عذابا أو نعيما بعد موته. وكذلك الحال مع القوم الذين قال لهم الله موتوا ثم أحياهم، المذكورة قصتهم في سورة البقرة أيضا، إلا إذا اشترط القائلون بثبوت الحياة في البرزخ بالدفن في الأرض!. امرؤ أماته الله بعد ما أحياه الحياة الأولى، وسيحييه الحياة الأخرى في الآخرة. كانت الروح موجودة قبل أن تدخل في الجسد الطيني، فنفخت في الجسد الطيني، فقضى ذلكم الجسد الطيني بالروح أجلا، ثم أرجع الله الروح إليه إلى أجل مسمى عنده، ثم يرجعها سبحانه يوم النفخ في الصور للخروج من الأجداث والقبور للحساب، يوم القيامة، يقول سبحانه: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ﴾ الأنعام2. إن ذلكم الأجل المسمى عنده سبحانه لا يعمله إلا الله سبحانه.



يتبع

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس