منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - طلب كتاب القرآن قرآن
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 10-01-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 6 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



- القرآن يخبرنا أن الساعة قريب موعدها، وليس ذاك إلا بمعنى حجز الروح :

يخبرنا جل شأنه أن أمر الساعة كلمح البصر أو هو أقرب، وأن غير المؤمنين من منكري البعث يرونه بعيدا في حين أنه قريب عند الله، وذلك بقدرته سبحانه على حجز الروح من غير إحساس حتى يوم البعث، فالموتة هي التي تفصل عن الجنة أو الجحيم والعياذ بالله، وحياة الرقدة في البرزخ يجعلها رب العزة كلمح البصر، حتى لكأن المرء يذكر من كان بجانبه حال موته من الدنيا، وقد يسأل عنه لولا رؤيته تغير الأحوال ووجود أهوال في يوم القيامة، وانشغال كل امرئ بنفسه، فهو يوم كما وصفه سبحانه: ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾ الانفطار19، ووصفه سبحانه في قوله: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ إبراهيم48.
إن بالموت ودخول البرزخ يكون المرء قد دخل مرحلة يضم فيها الجسد في الثرى، وتنتقل فيها الروح إلى بارئها، راضية مطمئنة كانت أو غير ذلك، إلى يوم النفخ في الصور يوم القيام للحساب، ولو كان في البرزخ حساب لما كان معنى لآيات الحساب- أستغفر الله-، وإعطاء الله الناس الكتاب، فيوم الحساب يوم تجد ما عملت فيه النفس من خير أو شر، لا قبل ذلك: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ﴾ آل عمران30، إن القائل بثبوت حياة في القبر يقول رادا على الآية، أنه يوجد يوم آخر قد وجدت فيه كل نفس ما عملت، وهو يوم البرزخ والقبر!!، وقد أحضر لها فيه نتاج ما عملت – أستغفر الله-!! في حين أن المقصود في الآية هو اليوم الآخر لا قبله.
إن الله سبحانه كثيرا ما يتوعد منكري البعث، ولذلك فخطابه كثيرا ما يأتي فيهم، رادا عليهم وإنكارهم، وأخبر عنهم أنهم سيفاجؤون بيوم الحساب بغتة، توعدا لهم، وذلك لعدم إيمانهم به، أما المؤمنون فلم يكن الخطاب مباشرا فيهم لإيمانهم به سلفا، كما وصفهم ربهم في قوله: ﴿لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً﴾ النساء162، فذكر سبحانه البرزخ في سياق مخاطبته لمنكري البعث المشركين، ذاكرا فيه حقيقة سرعة مروره وتفاجئهم بالبعث للحساب، وذكر سبحانه سرعة مرور فترة البرزخ في سياق ذكره لهم أيضا، يقول سبحانه: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ﴾ يونس45، وفي آية أخرى: ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا﴾ النازعات46، فرب العزة يقرر حقيقة مفادها أن من مات قامت قيامته.
إن على المرء المسلم أن لا يستبعد يوم القيامة إثر رؤيته للقبور أمامه منذ أزمان الدهور الغابرة، لأن في استبعاده سيجعله يقول بوجود عذاب أو نعيم في القبر حتى يتأثر ويؤثر على الآخرين، إذ ذلك من ضمن الأسباب والدواعي التي دعت القائلين – أي المسلمين منهم، ورضوا بما وجدوه مكتوبا من السابقين - بقول وجود الحياة في القبر، بالرغم من إنكار الله سبحانه ذلك، فعلى المرء المسلم أن لا يستبعد البعث مثلهم، وذلك حتى لا يتحقق فيه ما اتصف به منكروا البعث إذ استبعدوا البعث والجزاء، يقول سبحانه فيهم وقولهم ذلك: ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً﴾ المعارج6، ولذلك فهم يتساءلون كثيرا عن موعد البعث، ويستبعدون تحققه لرؤيتهم قبور آبائهم وأسلافهم أمامهم: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَـذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ يونس48، وقوله سبحانه: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ الأعراف187، وقوله سبحانه: ﴿وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ، أَوَ آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ﴾ الواقعة47، 48 . بل وصل الأمر باستبعادهم ذلك أن طلبوا بعث آبائهم أمامهم: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ الجاثية25.



يتبع

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس