منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - ملخص دروس التفسير لسماحة الشيخ الخليلي
عرض مشاركة واحدة
افتراضي  ملخص دروس التفسير لسماحة الشيخ الخليلي
كُتبَ بتاريخ: [ 09-02-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



ملخص دروس التفسير لسماحة الشيخ الخليلي

تفسير الآية الأخيرة من سورة آل عمران


الإنسان مأمور بالصبر والمصابرة والمرابطة
الفلاح في الآخرة محصور بالمتقين وحدهم

يختتم سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة تفسيره لسورة آل عمران باختتام تفسيره للآية الأخيرة منها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ضمن سلسلة دروسه التي يلقيها بجامع السلطان قابوس بروي.

وقد ذكر سماحته بعد ان أمر الإنسان بالصبر والمصابرة أمر بالمرابطة وهي التي تكون بمحاسبة النفس بحيث يكيف هذه الأعمال جميعا وفق أمر الله مع اخلاصه لله سبحانه وتعالى متجردا من نزعات النفس ورغباتها، وهذا يفعله جميعا لأجل، غاية في هذه الحياة وغاية فيما بعد.
وأضاف: كل احد يهدف إلى أمر انما يصبر، يصبر على الأذى ويصبر على الشدائد ويصبر على ما يتكلفه في ذلك الأمر ماديا ومعنويا حتى يصل إليه، وبعد عمله بهذه الأوامر يفوز بالفلاح.
موضحا ان الفلاح في الآخرة محصور بالمتقين وحدهم فما على العاقل إلا ان يحرص على ان يكون في زمرة المتقين..وإلى التفسير:

والمصابرة انما هي فيما يتعلق بالتعامل مع غيره، فهو مأمور ان يصبر من حيث المعتقدات ومن حيث الفروع.
اما المعتقدات فلأن النظر في الأدلة الدالة على الألوهية والدالة على النبوة والدالة على العدل الإلهي والدالة على المعاد والدالة على هذه الجوانب انما أمر يقتضي الصبر.
فلا بد من ان يعطي الانسان هذا الأمر حقه من البحث حتى يصل إلى الأدلة التي تنزل اليقين في نفسه فهذا امر يستوجب الصبر لأنه نظر في المقدمات ونتائجها، وأما بالنسبة إلى التكاليف الشرعية فجميع التكاليف ايضا تستوجب الصبر، وهي التكاليف الفرعية فإقام الصلاة وايتاء الزكاة والصيام والحج وغير ذلك من العبادات كلها مما يستوجب الصبر حتى تؤدى على النحو الأفضل، وكذلك ترك المنهيات لأن النفس تجاذب الانسان إلى فعل تلكم المنهيات فالصبر الذي يكون منه هو الذي يخلصه منها.
وكذلك عليه ان يصبر عندما يواجه الشدائد على اختلافها، هذا فيما يتعلق به نفسه.

أما بالنسبة إلى التعامل مع الآخرين فإنه يؤمر بالصبر على أذى أهل البيت وعلى أذى الجيران وعلى أذى العشيرة وعلى أذى سائر الناس، وكذلك هو مأمور بأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وذلك يعني ان العلاقة بينه وبين غيره تكون علاقة أمر ونهي وهذا مما يدعو إلى الأذى فلا بد من ان يصبر على ذلك (وامر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك).
كذلك بالنسبة إلى الجهاد، بالنسبة إلى عون الضعفاء ونصرة المظلومين وإغاثة الملهوفين وغير ذلك، كل ذلك مما يستوجب الصبر.

فإذاً من هذه الناحية كان عليه أن يصابر بجانب ذلك الصبر الذي يتعلق بفعله وحده كذلك عليه ان يصابر فيما يتعلق بعلاقته مع غيره.
ثم أمر بالمرابطة، والمرابطة على حسب تفسيره هي المرابطة التي تكون بمحاسبة النفس لأنه لا بد من ان يحاسب هذه النفس بحيث يكيف هذه الأعمال جميعا وفق أمر الله مع اخلاصه لله سبحانه وتعالى متجرد من نزعات النفس ورغباتها، هذا امر يقتضي المصابرة.
وهذا يفعله جميعا لأجل غاية، غاية في هذه الحياة وغاية فيما بعد.
فالغاية هنا هي ان يكون متقيا لله سبحانه وتعالى لذلك اتبع ذلك بقوله(واتقوا الله).
ثم الغاية التي في المعاد وهي الفلاح (لعلكم تفلحون) فالغاية في المعاد انما هي ان يفلح ان يفوز بمراده من نيل رضوان الله سبحانه وتعالى واتقاء سخطه.

وقد اشار الألوسي إلى ما قاله الفخر من غير ان يعزوه إليه وبين بأنه على ما فيها من التمحل الظاهر والتعسف هو ظاهر ايضا، ولكن خير منه ان يقال بأنه أمر بالصبر ان يوطن نفسه على ما يلقاه من العنت في فعل المأمورات وترك المنهيات وشدائد الحياة جميعا ثم بعد ذلك أمر بالمصابرة أي مواجهة العدو بالصبر ثم أمر بعد ذلك بالمرابطة التي تعني بجانب الجهاد ان يكون الانسان متيقظا لعدوه بحيث يكون ساداً لثغور أمته ومجتمعه لئلا يتسلل من خلالها العدو، ثم امر بالتقوى لأنها ملاك كل خير (واتقوا الله لعلكم تفلحون).

هذا ولا ريب ان الصبر كما قلت هو اساس النجاح وهو ملاك امر المسلم بل هو سبب نجاح كل احد في هذه الحياة فإن الصبر وسيلة وسبيل إلى النجاح.
كل احد يهدف إلى أمر انما يصبر، يصبر على الأذى ويصبر على الشدائد ويصبر على ما يتكلفه في ذلك الأمر ماديا ومعنويا حتى يصل إليه.

والمصابرة هي كما قلنا مفاعلة ما بين الجانبين، فالمصابرة ايضا تحتمل الأمرين، تحتمل اما شدة الصبر حتى يكون الانسان كأنما يغالب نفسه في الصبر، واما ان تكون مع الآخر لأن المفاعلة يعبر عنها حتى في فعل الانسان نفسه من اجل المبالغة، فاعل مفاعلة يعبر بها عن فعل النفس لأنه يغالب النفس، فالمصابرة إما ان تكون بمعنى مغالبة النفس بحيث يطوعها مع كراهتها على هذا الصبر.
وإما ان يكون ذلك في مواجهة الخصم، مواجهة الخصم كما قلنا المصابرة ليست بالأمر الهين لأنها مغالبة للخصم حتى يكون هذا الذي يصابر خصمه اشد صبرا منه وإلا فإنه يفقد نتيجة صبره.

أما المرابطة، فالمرابطة كما هو ظاهر دلت الأحايث على امر المسلمين بالرباط ودل القرآن الكريم (ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) فإذا المرابطة ظاهرة وذلك كله انما يجب ان يؤطر في الإطار العام اطار التقوى، (واتقوا الله لعلكم تفلحون).

تقوى الله انما هو اتقاء سخط الله إذ الانسان لا يمكن ان يلبي هذا الطلب وان يمتثل هذا الأمر على ما تدل عليه الكلمة لغة من غير ان يحمل معنى ذلك على مجاز اللفظ، فإن اتقاء الشيء بمعنى تجنبه، اتقيت هذا الشيء بمعنى تجنبته، كوقيته بمعنى جنبته، وقيته هذا الأمر فاتقاه بمعنى جنبته اياه فتجنبه، وتجنب الذات العلية امر مستحيل لا معنى له، وانما المراد تجنب سخط الله وتجنب سخطه انما هو بفعل مأموراته وبترك منهياته ولذلك مدلول هذا اللفظ من حيث الدلالة الشرعية شامل لفعل المأمورات واجتناب المنهيات كما تؤذن بذلك الدلائل الكثيرة في كتاب الله، والله سبحانه وتعالى يقول (أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) وكذلك قوله سبحانه وتعالى في نفس هذه السورة في أوائل آياتها (قل أؤنبكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وازواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد، الذين يقولون ربنا اننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار) هذه هي صفات المتقين فإذا تقوى الله يعني فعل أوامره واجتناب نواهيه فكل من ذلك داخل في مدلول التقوى.

وكما نرى ان الفلاح نيط بالتقوى (واتقوا الله لعلكم تفلحون)، بل ما سبق كله يندرج ضمن التقوى، الصبر والمصابرة والمرابطة كل ذلك من تقوى الله تعالى لأن ذلك انما هو امتثال لأمره سبحانه وتعالى، فعل ذلك امتثال لأمره ولما كان ذلك امتثال لأمره فهو اتقاء له سبحانه وتعالى أي اتقاء لسخطه.


فبهذا يتبين ان هذا كله مما يندرج ضمن التقوى وانما الأمر بالتقوى بعدما سبق من باب الأمر العام بعد الخاص، فالأمر بالتقوى شامل لذلك كله وقد نيط الفلاح بالتقوى فقوله (لعلكم تتقون) أي للتقوى على القول الراجح، كما سبق بيان ان لعل في مثل هذه المقامات تحمل على معنى كي، وسبق الحديث في ذلك، وان طائفة من النحويين والمفسرين قالوا ذلك وان شواهد تدل على هذا فقوله (لعلكم تفلحون) أي لتفلحوا، والفلاح اعم من الفلاح الأخروي لأن الفلاح يشمل النجاح بالمطلوب سواء كان النجاح بالمطلوب من مطالب الدنيا أو بالمطلوب من مطالب الآخرة. فإذا الفلاح بسبب التقوى فلاح اعم، فمن اتقى الله تهيأت له أمور الخير في دنياه وفي عقباه، فالله سبحانه وتعالى قال (واتقوا الله واعلموا ان الله مع المتقين) ومن كان الله تعالى معه تيسرت اموره وبلغ مقاصده، ويقول سبحانه وتعالى (ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) ويقول (ومن يتقي الله يجعل له من أمره يسرى) ويقول (يا أيها الذين آمنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم) فإذا هذا الفلاح فلاح أعم والوصول إلى مكاسب الدنيا والآخرة جميعا انما هو بالفلاح واما في الدار الآخرة فلا ريب ان الفلاح فيها لا يكون إلا للمتقين (ولدار الآخرة خير للذين اتقوا) (قل أؤنبئكم بخير من ذلك للذين اتقوا) (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين) إذا الفلاح في الآخرة انما هو محصور بالمتقين وحدهم فما على العاقل إلا ان يحرص على ان يكون في زمرة المتقين.

lgow ]v,s hgjtsdv gslhpm hgado hgogdgd lld. gslhpm hgjtsdv hgogdgd hgado ]v,s





توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس