منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 08-11-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 10 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



الحكم بما أنزل الله الحكم بما أنزل الله من الأحكام، ولقد كرم الله الإنسان بما أنزل من الآيات البينات، وشرع من الأحكام لتسير الحياة طبيعية على وفق سنة الله في الأرض وفي السماء.
قال الله تعالى ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ) سورة آل عمران23 0 وقوله تعالى ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ، ويقولون للذين آمنوا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ) سورة النساء 51 0وقوله تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) سورة النساء 65 0
ودليل إعراض أهل الكتاب عن حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال تعالى : " وكيف يحكموك وعندهم التوراة فيها حكم الله ، ثم يتولون من بعد ذلك ، وما أولئك بالمؤمنين. إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا ، للذين هادوا والربانيون والأحبار، بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ، فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " سورة المائدة 44 0
الإسلام يحث على التقدم العلمي
ومن هدي القرآن للتي هي أقوم : هديه إلى أن التقدم لا ينافي التمسك بالدين ، فما روجه أعداء الإسلام من الملحدين والمغرضين لضعاف العقول ممن ينتمي إلى الإسلام ، من أن التقدم لا يمكن إلا بالانسلاخ من الدين الإسلامي ، إن هذا الترويج باطل لا أساس له ، والقرآن الكريم يدعو إلى التقدم في جميع ميادين الحياة ، التي لها أهمية في الدنيا أو الدين0ولكن ذلك التقدم في حدود الدين ، والتحلي بآدابه الكريمة ، وتعاليمه السماوية ، قال الله تبارك وتعالى: " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم، وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون" سورة الأنفال 60 0وقال الله تعالى ( ولقد آتينا داود منا فضلا ، يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد ، أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير ) سورة سبأ 10/11 0وهذا لا شك يدل على استعداد لمكافحة العدو ، وكما يدل على أن ذلك الاستعداد لمكافحة العدو في حدود الدين الحنيف ، وداود من أنبياء الله الذين ذكرهم الله في سورة الأنعام في قوله تبارك وتعالى : " ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم ، واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ) سورة الأنعام 87 0
وقد قال الله تبارك وتعالى مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعليهم بعد أن ذكرهم ( أولئك الذين هدى الله فبهد اهم اقتده ) الأنعام 90 0
فدل ذلك على أنا مخاطبون بما تضمنته الآية مما أمر به النبي داود ، فعلينا أن نستعد لكفاح العدو مع التمسك بديننا ، ومن أوضح الأدلة في ذلك قوله تبارك وتعالى ( وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة ، فلتقم طائفة منهم معك ، وليأخذوا أسلحتهم ، فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ، ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك ، وليأخذوا حذرتهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ، ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر، أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم ، إن الله أعد للكافرين عذابا أليما " سورة النساء 102 0
فصلاة الخوف المذكورة في هذه الآية الكريمة : تدل على لزوم الجمع بين مكافحة العدو، وبين القيام بما شرعه الله من دينه ، فأمره تعالى في هذه الآية بإقامة الصلاة في وقت التحام الكفاح المسلح يدل على ذلك دلالة في غاية الوضوح ، وقد قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا وأذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ، وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، وأصبروا إن الله مع الصابرين ) سورة الأنفال 45 /46 0 فأمره في هاتين الآيتين الكريمتين بذكر الله كثيرا عند التحام القتال ، يدل على ذلك أيضا دلالة واضحة ، أن الإنسان مأمور أن يأخذ بالأسباب ، ويكل الأمر بعد ذلك إلى خالق األأسباب0
وليس هناك تعارض بين التقدم العلمي ، وبين التمسك بعرى الدين ، وإنما نشا ذلك التعارض في مخيلة المهزومين من ضعفاء الإيمان ، الذي تأثروا بالملحدين وغيرهم من أعداء الإسلام ، والإسلام بريء من ذلك.
فالكفار خيلوا لضعاف العقول ، أن النسبة بين التقدم والتمسك بالدين والسمت وحسن والأخلاق الكريمة ، تباين مقابلة كتباين النقيضين كالعدم والإثبات أو الضدين كالسواد والبياض ، والحركة والسكون ، أو المتضادين كالأبوة والبنوة ، والأعلى والأسفل 0
وللحديث بقية إن شاء الله .

ناصر بن محمد الزيدي

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس