منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - الدليل والبرهان الجزء الاول
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 01-13-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 5 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



ابتداء الدليل . لأهل العقول . لباغيالسبيل . بنور الدليل لتحقيق مذهب الحق . بالبرهان والصدق.

إن سأل فقال : ما الدليل على أن الحق في يدك دون غيرك وغيركيدعي مثل ما تدعي ؟ فأقول وبالله التوفيق : إن الحق في يدي ومعي اقتبسته من كتابالله – عز وجل – وسنة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والإجماع وآثار الصالحينرضوان الله عليهم أجمعين ومن دليل العقل والحس والقياس والحدس . فإن قال قائل : إنكان ما قلت حقا فقدم مرآتك واظهر برهانك ولابد للبيان من التبيان وللبرهان من سلطان، فأقول والله الموفق للصواب وبه الحول والتوفيق : إن الناس المختلفة ضروب وأفانينوشعوب . فضروب أهل الدهر بأصنافهم وأهل الأوثان بأفنانهم ، والثاني المجوس وأهلالكتابين ، والثالث أغوياء القرآن
.

فأما أهل الدهر وأهل الأوثان ، فأهلالأوثان جهلة وضعفة ، وأهل الدهر والأزمان ضعفه ، فأهل الدهر لهم كالرجال للنسوان ،وبيننا وبينهم خصلتان : وهما الحدث والمحدث ، فمهما أقمنا البرهان عليهما انتقضتجميع مذاهبهم وبطلت حججهم ، ولنا الحد على الحدث في كتاب الله – عز وجل – آيات وإنكانوا لا يقرأون الكتاب ، وفي معنى الآية إثبات الحدث حسا وعقلا وهي قول الله – عزوجل - : ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار – إلىقوله – لآيات لقوم يعقلون ) .

فإن قال قائل : فما وجه الدليل ؟ قلنا : الآية تقتضي الحدوث حسا وعقلا بقوله : ( إن في خلق السمواتوالأرض) وإنما تدرك خلقتهما بالمشاهدة أو بالعقل فقد عقب الله تعالى بذكراختلاف الليل والنهار لأن اختلافهما يدرك بالحس ، فمجيء هذا مرور هذا حسا ، وذكرجريان الفلك لحدوث المنافع ونزول ماء السماء بعد إن لم ينزل لحياة الأرض بعد موتهاوظهور النبات والزهر والورق والثمر بعد أن لم يكن ، وبث فيها من كل دابة أمر ظاهرفي نسل الحيوان معدوم في الموتان ، وتصريف الرياح في الجهات والسحاب المسخر بينالسماء والأرض أحيانا في الأوقات على اختلاف الصفات ، فالحدوث ظاهر بالحس ضرورة فمنأنكره أنكر الضروريات الحسية ، فإذا ثبت الحدوث ثبت المحدث واقتضاه عقلا .

واعلم أن جميع ما خاطب الرب تعالى به المشركين في القرآن – الذين لا يقرونبالقرآن ولا النبوة – من الأمور العقلية ، لأن الأمور العقلية ضرورية فمن أنكرالأمور الضرورة كابر وتجنن ، وفي القرآن تنبيه على ما قلنا قوله – عز وجل – : ( ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود) إلىقوله – ( أفي الله شك فاطر السموات والأرض) . فأثبتالأنبياء عليهم السلام انتفاء الشك في المحدث الفاطر عمن انتفى عنه الشك في الفطوروهو الذي يقتضيه العقل وإليه الإشارة بالآية الأولى في قوله : (والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون) . وحدوث المدينة فيالموضع الذي لم تكن فيه لمن جاز عليه قاعا صفصفا فرجع فوجدها مدينة عجيبة البيانمزينة الحدثان لها شأن من الشأن تحار في صناعتها العينان فدلت على محدثها عقلا ،فمن امتنع من هذا تسفسط ولم يفطن وصار ألنا ولم يبرهن ، وانتقل من الدرجة العلياإلى الدرجة السفلى وخرج من حيز العقلاء إلى حيز الأنعام ، بل هم أضل سبيلا وأجهلجهيلا .

وأما المجوس وأهل الكتابين المذلة في الخافقين : فحسبهم معجزاتالرسول من المشرقين إلى المغربين والدلالة عليهم وإبطال مذاهبهم إثبات النبوءة نبوةمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، والدليل على نبوته تسع آيات معجزات للخليقة أن يأتوابمثلها ، ظاهرة التصديق لمن أتى بها ، فثلاث في ذاته وثلاث في كتابه وثلاث في أمته، أما الثلاث التي في ذاته : فهدي منقول وصدق مقبول وغيب مبذول ، وأما الثلاث التيفي كتابه : فتأليف عجيب وتعريف أخبار القرون الذهوب وتوقيف على أسرار الغيوب ، وأماالثلاث التي في أمته : فرجوع العد والتباين ونزول البركات والخزائن وافتتاح البلادوالمدائن ، ومن وراء ذلك الدلالة على نبوته من علم أهل الكتاب وهي ثلاثة أحدها : أنذكر في التوراة والإنجيل والزبور وكتب أشيعا وغيرها ، والثانية : توقعهم لمبعثه فيالجاهلية في الوقت الذي بعث فيه وموضعه ونصوا على زمانه وحينه فصدقوا وصدقهم بكونذلك ، والثالثة : مرور الفترة والفتر عليه لا يزيد الإسلام إلا قوة ولا الدين إلاظهورا ولا الدنيا إلا توليا قال الله تعالى : ( سنريهم آياتنا فيالآفاق وفي أنفسهم) . الآية ، إلا أن رجوا رسولا يبعث منهم قبل الساعة ،ولعمري إنه لمذهب بعضهم لا تقوم الساعة حتى يرجع موسى ويحيى بعد موته ويرى ما وعدالله في الدنيا قبل الآخرة ، وقال في التوراة : ( لا يطول أمد الكذب ) فإن قيل فماوجه الدليل في هذه التسع آيات المعجزات ؟ قيل له : أما الهدي المنقول فإطباقالمشركين والمسلمين وأعدائه وأوليائه أجمعين أنه لم يكن في زمانه من يدانيه في خصلةمن خصال الخير ولا يساويه ، قد اجتمعت له الخصال كلها من العلم والحلم والسخاءوالكرم والصدق والنجدة واليمن والبركة في السريرة والعلانية ، وقد فاق في كل خصلةوجمعت له كلها ولم تجتمع لأحد في زمانه . وأما الصدق المقبول : فقد جمع الله لهالقلوب والنفوس على الإقرار بالصدق في الجاهلية والإسلام حتى سمي الأمين فيالجاهلية فاعترفوا له بهذا الاسم بعد العداوة والبغضاء والشنآن وبذل الأموال فيالقدح فيه ، وأما الغيب المبذول : فأقله حكايته عن ربه ما وعده من النصر والتمكينوظهوره على جميع الدين فأتم الباري سبحانه جميع ذلك في حياته وأسعفه بعد فوته ، ولايليق بالعليم الحكيم أن يحقق صدق الكاذب عليه ولاسيما بعد موته .

وأماالثلاث التي في كتابه فهي ظاهرة ضرورة قد تحدى بها في حياته فأعجز ، وأسعفه الباريسبحانه بعد موته فأنجز ، هو التأليف الذي أعجز به الخليقة وأظهره عليه بالحقيقة ،الثانية : تعريف أخبار القرون الذهوب : فجاءت على وفق أهلها ولن يقدر أحد أن يحيطعلما بأخبار أقطار البلاد في زمانه فكيف بسائر الدنيا ، ولم يأخذ أحد عليه فيها بعدما ملأ الدنيا أخبارا وأسرارا ولا خبر أعظم من إخباره عن أسرار أهل زمانه ، فأطبقواعلى أصابته وليس من طبع الخليقة أن يسالموه ويطبقوا وقد وقفوا على كذبه وهم يبذلونالأموال على ذلك والنفوس ، وأما الثالثة : يجدد حلاوة في قواء ( 1 ) حبها لا يخلقبكثرة الرد ولا يكل ولا تعد بحوره في استخراج الفوائد منه والعلل ، ولا تخفهالأسماع ولا تنفر منه الطباع .

وأما الثلاث التي في أمته : فرجوع العدوالمباين المناصب الذي يطالبه بالثأر في الأهل والأموال والديار ، فانعكس ذلك كلهوصار حبا وبذلوا النفوس والأموال دونه عنه ذبا ، ابتغاء الوسيلة إليه والفضيلة عنده، اختيارا لا قهرا ولا اضطرارا ، فسبحان مقلب القلوب علام الغيوب . وأما نزولالبركات والخزائن

فظاهر حين جمعت له الدنيا بحذافيرها وجادت ببذورها ودرتبضروعها ، فأينعت ثمارها وأبهجت أشجارها لقوم كانوا بداة جفاة أشبه شيء ببهائمهم ،فرجعوا ذوي أخطار ملوكا ذوي اقتدار لما تملكوا الدنيا من الخافقين إلى الخافقين ،من وراء هذه الخزائن الفتق ، وقد نبه عليها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حينقال : (( ماذا أنزل هذه الليلة من الخزائن الفتق ايقظوا صواحبالحجرات )) يريد نساءه فكان ما قاله حقا ( صلى الله عليه وسلم ) .

وأما فتوحات القرى والمدائن فأمر ظاهر قد تجلى للعيان ، واعلم أن اللهتعالى وهب لمحمد عليه السلام ما لم يهبه لنبي قبله ولا ملك ، وذلك أن بني إسرائيلامتن الله عليهم بان وعدهم افتتاح القدس ومدائن الشام ، واستطالت به بنو إسرائيلعلى جميع الأنبياء والأمم التي قبلهم ، فكان ذلك كذلك ، ولم يصح مع ذلك مدائن الشامكلها ، وأفضل الشام فلسطين هو لأولاد كنعان (2) والدروب للروم ، ألا ترى قول اللهتعالى لداود حين قال له : ( أخرج أولاد كنعان من أرض فلسطين فإنهم لا يطيعون نبيامنهم ولا من غيرهم فهم للأرض كالجدري للوجه ) ففتح الله تعالى لمحمد عليه السلامالشام كله فلسطين ودروبه وجزيرة العرب بأسرها والجزيرة جزيرة بني عمر إلى الجوديإلى ما وراء ذلك ، والعراق والبحرين وعمان واليمن قاطبة والحساء وهجر والمشقر وأرضفارس والماهات وهمدان وحلوان والري وأرمينيه وخرسان ومن وراء ذلك الصين وإلى سمرقندوبخارى والترمذ إلى سد يأجوج و مأجوج ، ومن ناحية السند والهند كرمان ومكرانوسجستان وغزنة والتبت ، ومن المغرب مصر وأفريقية والأندلس وبعد الخمسمائة من الهجرةفتح الله عليه بلاد السودان جوجو وغانة إلى الجزائر الخالدات ، فهو ملك الأرض منفرغانة إلى غانة .



----------------------------------------------------------
( 1 ) لعله جمع قوى وهو العقل : والمراد : أن حلاوةالقرآن يتجدد في العقول ( مراجع ط 2 )
( 2 )
في ط البارونية أولاد جانا . ولعلالصواب ما أثبتناه وهو الواضح من خلال السياق . ( مراجع ط 2 ) .















الدليل على ولاية أبي بكر وعمر وعثمان وعلي..
الدليل على ولاية أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وما حصل في ذلك منالتغيير من عثمان وعلي

·
فصل ( 1 ) *

فإن قال قائل : ماالدليل على أن ولاية أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – صواب وأن ولايته حق عند اللهتعالى ؟ فنقول أما من كتاب الله – عز وجل – فقوله : ( وما محمدإلا رسول) إلى قوله : ( وسيجزي الله الشاكرين) وأبو بكر – رضي الله عنه – إمام الشاكرين ، وقال الله تعالى في المنافقين حين منعهمالجهاد مع نبيه عليه السلام حين تخلفوا عنه في زمن الحديبية : ( قل للمخلفين من الأعراب ستدعون) إلى قوله : ( يعذبكم عذابا أليما) فتوعدهم الله تعالى أن تخلفوا بعد ما كانواخلف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وخليفته من بعده ، والمأموم المطيع الفائزبطاعته لإمامه دليل على أن الإمام محق يدعو إلى الهدى وقول الله سبحانه : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض – إلىقوله – فأولئك هم الفاسقون) فلما استخلف أبو بكر – رضي الله عنه – أنجزالله له وعده فثبت أن أبا بكر مؤمن وقد عمل الصالحات ومكنه الله بعد ذلك دينه الذيارتضى له ، وبدل له الأمن من بعد الخوف فصار إلى العبادة وإدحاض الشرك ، ومن كفربعد ذلك من لم يسلك سبيل أبي بكر وخاف بعد الأمان ، اضطهد في قعر داره والدنيا أمانواستغاث ولم يغث فأولئك هم الفاسقون . ودليل آخر على تصويب ولايته من السنة أن قدمهرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على عماد الدين وهي الصلاة وجعله إمام المتقينوالغير مأموم ومن خالفه ملوم ، كما قال علي بن أبي طالب : ( رضيك رسول الله ( صلىالله عليه وسلم ) لديننا ورضيناك لدنيانا ) .

وقد قال رسول الله عليه السلام : (( اقتدوا بالذين من بعدي)) فلم يكن من بعده إلا أبوبكر وعمر – رضي الله عنهما - .

ومن رأى المسلمين في الإجماع إطباق الصحابةعليه ، ورجوع المنافقين إليه وإطلاق الاسم : أنه خليفة رسول الله ( صلى الله عليهوسلم ) ، وحسبه اسمه عند الله الصديق الأكبر ، وثاني اثنين إذ هما في الغار .

والدليل على ولاية عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – انبناؤها على الأصلالصحيح ، وله شركة مع أبي بكر الصديق في جميع دولته من القرآن والسنة والإجماع نسقابنسق .

والدليل على ولاية عثمان بن عفان ظن فولايته حق لانطباق أهل الشورىعليه ، وعزله وخلعه وقتله حق لانتهاكه الحرم الأربع :-

أولاها : استعمالالخونة الفجرة على الأمانة التي عرضها الله تعالى على السموات والأرض والجبال فأبينأن يحملنها – إلى قوله – جهولا .

والثانية : ضربه الأبشار وهتكه الأستار منالصحابة الأخيار إن أمروه بالمعروف ونهوه عن المنكر كأبي ذر وابن مسعود وعمار بنياسر وابن حنبل ( 2 ) .
والثالثة : تبذيره الأموال وإسرافه فيها ، فمنعهاالأخيار وجاد بها للأشرار ، قال الله تعالى : ( إن المبذرين كانواإخوان الشياطين) .

فحرم العطايا لأهل العطايا فجاد بها على اللعينوأبنائه الملاعين ، وأعطى ابن الطريد مروان بن الحكم خمس أفريقية : ستمائة ألفدينار ، تكاد تقوت نصف مساكين هذه الأمة
.

الرابعة : حين ظهرت خيانتهفاتهموه على دينهم ، فطلبوه أن ينخلع فأبى وامتنع ، فانتهكوا منه الحرم الأربع : حرمة الأمانة ، وجرمة الصحبة ، وحرمة الشهر الحرام ، وحرمة الإسلام حين انخلع منحرمة هذه الحرم ، إذ لا يعيذ الإسلام باغيا ، ولا الإمامة خائنا ، ولا الشهر الحرامفاسقا ، ولا الصحبة مرتدا (3 ) على عقبه .

وأما علي بن أبي طالب ، فإنولايته حق عند الله تعالى ، وكانت على أيدي الصحابة وبقية الشورى ، ثم قاتل طلحةوالزبير وعائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – فقتاله حق عند الله تعالى ، لشقهمالعصا عصا الأمة ، ونكثهم الصفقة ، فسفكوا الدماء ، وأظهروا الفساد ، فحل لعليقتالهم ، وحرم الله عليهم الجنة ، فكانت عاقبتهم إلى النار والبوار ، إلا ما كان منأم المؤمين التائبة ، فمن تاب تاب الله عليه .

وأما معاوية ووزيره عمرو بنالعاص فهما على ضلالة ، لانتحالهما ما ليس لهما بحال ، ومن حارب المهاجرين والأنصارفرقت بينهما الدار وصارا من أهل النار .

وأما علي فقد حكم بأن من حكم فهوكافر ، ثم رجع على عقبيه وقال : ( من لم يرض بالحكومة كافر ) . فقاتل من رضيالحكومة وقتله ، وقاتل من أنكر الحكومة وقتله ، وقتل أربعة آلاف أواب من الصحابة ،واعتذر فقال : ( إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم ) فقد قال الله – عز وجل – فيمن قتلمؤمنا واحدا : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا) إلى قوله : ( عذابا عظيما) فحرمه الله – من سوء بخته – الحرمين ، وعوضهدار الفتنة العراقين ، فسلم أهل الشرك من بأسه ، وتورط في أهل الإسلام بنفسه .


----------------------------------------------------------
(1 ) العنوان من وضع مراجع الطبعة الثانية
( 2 )
شريكبن حنبل صحابي غير أحمد الإمام المتأخر ( مراجع ط 2 ) .
( 3 )
لا يقصد بالارتدادهنا الخروج عن الإسلام وإنما يعني الرجوع عما كان عليه حال الصحابة ( مراجع ط 2 ) .

رد مع اقتباس