منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 08-10-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 7 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



الرقيق وملك اليمين لقد كرم الله الإنسان بما أنزل من الآيات البيات ، لتسير الحياة طبيعية على وفق ما أمر الله به ونهى ، وإلى الطرق المحببة إلى الله ورسوله 0
وقول تباك وتعالى : " والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ، فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون) النحل 71، وقوله تعالى (" ضَرَبَ لَكُم مَّثَلًا مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأنتمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ الروم 28 0
والمراد بملك اليمين في جميع هذه الآيات ونحوها ، ملك الرقيق بالرق ، ومن الآيات الدالة على ملك الرقيق قوله تعالى ( ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ، ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون ، الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون " النحل 75 ، 0
وسبب الملك بالرق: هو الكفر ومحاربة الله ورسوله ، فإذا أقدرالله المسلمين المجاهدين الباذلين مهجهم وأموالهم ، وجميع قواهم ، وما أعطاهم الله لتكون كلمة الله هي العليا على الكفار ، جعلهم ملكا لهم بالسبي إلا إذا اختار الإمام المن أو الفداء ، لما في ذلك من المصلحة على المسلمين 0
وهذا الحكم من أعدل الأحكام وأوضحها وأظهرها حكمة ، وذلك أن الله جل جلاله خلق الخلق ليعبدوه ويوحدوه ، ويمتثلوا أوامره ويجتنبوا نواهيه ، قال الله تبارك وتعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون0 ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون " الذاريات 56/57 0
وأسبغ الله عليهم نعمه ظاهرة وباطنة ، كما قال الله تبارك وتعالى ( ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض ، وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ، ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ، ولا هدى ولا كتاب منير ) سورة لقمان 20، فواجب شكر المنعم على ما امتن به على عباده من النعم ، تفضلا منه وتكرما ، ولذلك قال : " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ) إبراهيم 34 ، وفي الآية الأخرى ، قال الله تبارك وتعالى : " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم " النحل 18 0وجعل لهم السمع والأبصار والأفئدة ليشكروه ، كما قال الله تعالى : " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) النحل 78 0
فتمرد الكفار على ربهم ، وطغوا وبغوا وعتوا عتوا كبيرا ، وأعلنوا الحرب على أنبائه ورسله لئلا تكون كلمته هي العليا ، واستعملوا جميع المواهب التي أنعم الله بها عليهم في محاربته وارتكاب ما يسخطه ومعاداته ومعاداة أوليائه القائمين بأمره ، وهذا أكبر جريمة يتصورها الإنسان.
فعاقبهم الحكم العدل اللطيف الخبير جل جلاله ، عقوبة شديدة تناسب جريمتهم ، فسلبهم التصرف ، ووضعهم من مقام الإنسانية إلى مقام أسفل سافلين من مقام الحيوانات ، فأجاز بيعهم وشراءهم ، وغير ذلك من التصرفات المالية ، مع أنه لم يسلبهم حقوق الإنسانية سلبا كليا ، بل أوجب على مالكيهم الرفق بهم والإحسان إليهم .ولو أن حكومة من الحكومات التي تنكر الملك بالرق ، وتشنع في ذلك على الدين الإسلامي ، قام عليها رجل من رعاياها ، وكانت تغدق عليه بالنعم ، وتسدي إليه جميع أنواع الإحسان ، ودبر عليها ثورة شديدة يريد بها إسقاط حكمها ، وعدم نفوذ كلمتها ، والحيلولة بينها وبين ما تريده ، من تنفيذ أنظمتها ، التي يظهر لها أنها لا تريد بذلك إلا إصلاح المجتمع 0
فإذا قدرت عليه بعد مقاومة شديدة ، فما تفعل به أتكرمه أم أنها تقتله شر قتلة ؟ ، ولا شك أن ذلك القتل يسلبه جميع تصرفاته وجميع منافعه، فهو أشد سلبا لتصرفات الإنسان، ومنافعه من الرق بمراحل.
والكافر إذا قام ببذل كل ما في وسعه ، ليحول دون إقامة نظام الله الذي اختاره وشرعه ، ليسير عليه خلقه ، فينشر بسببه في الأرض الأمن والطمأنينة ، والرخاء والعدالة والمساواة ، في الحقوق والواجبات لا فرق بين غني وفقير ، لا بين ضعيف وقوي ، ولا بين حاكم ومحكوم ، ولا بين عرب وأعجمي ، الناس سواسي في شرع الله ، ولتنتظم به الحياة على أكمل الوجوه وأعدلها وأسماها 0
وللحديث بقية إن شاء الله .

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس