منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 08-10-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



توحيد الله (الحلقة الثانية) لا نزال نواصل الحديث عن معنى قوله تبارك وتعالى: " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا " سورة الإسراء 9 0
فيشمل ذلك جميع العقائد والأوامر والنواهي، وما يتبع ذلك من الجزاء، ثوابا وعقابا، قال الله تعالى: " قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا" سورة الإسراء 84
الثالث: توحيد الله سبحانه وتعالى في أسمائه وصفاته، وهذا النوع من التوحيد، ينبني على تنزيه الله عن مشابهة المخلوقين في صفاتهم، كما قال الله: " فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " الشورى 11 0
والإيمان بما وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله- صلى الله عليه وسلم- على الوجه اللائق بكماله وجلاله، وقطع الطمع عن إدراك كيفية الاتصاف فذلك محال، قال الله تبارك وتعالى: " يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما " سورة طه 110 0
ويكثر في القرآن العظيم الاستدلال على الكفار باعترافهم، بربوبيته سبحانه وتعالى، على وجوب توحيده في عبادته، ولذلك يخاطبهم في توحيد الربوبية بأسلوب الاستفهام التقريري، ليكون أقوى برهان فاحتج بها عليهم وبخهم، فاعترافهم بالربوبية يلزمهم إفراده بالعبادة فهو المعبود بحق، وغيره المعبود بباطل.
ومن أمثلة ذلك قوله تبارك وتعالى: " قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار، ومن يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي، ومن يدبر الأمر، فسيقولون الله، فقل أفلا تتقون، فذلكم الله ربكم الحق، فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون " يونس 31 :32 0
وقال تعالى: " قل لمن الأرض ومن فيها، إن كنتم تعلمون، سيقولون لله، قل أفلا تذكرون " سورة المؤمنون 85 0 وذلك اعراف منهم ولكن لما اعترفوا ألا يجدر بهم العمل بناء على اعترافهم، وقوله تعالى: " قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، سيقولون لله قل أفلا تتقون " المؤمنون 86 / 87 ، وقال : " قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ويجار عليه إن كنتم تعلمون، سيقولون لله، قل : فأنى تسحرون " المؤمنون 89 0
وقوله سبحانه وتعالى: " قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور، أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم، قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار " سورة الرعد 16، فهم يعترفون بالحق الذي لا مرية فيه ولا يتبعونه، فبذلك تقوم الحجة عليهم.
وفي هذا المجال أفاض القرآن الكريم، بكثير من الآيات البينات فوضح الحق ، ومن ذلك قوله تعالى : " ولئن سألتهم : من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ؟ ليقولون الله ، فأنى يؤ فكون " العنكبوت 61 ، وقوله : "ولئن سالتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ، ليقولون الله 0 قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون " العنكبوت 63 0
وقوله تعالى : أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ، أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُون " سورة النمل 62/ 63 0
والآيات في هذا الباب كثير جدا ، وحسبنا أننا ذكرنا قطرة من بحر ، وهي كافية لمن أراد الخير لنفسه في الدنيا والآخرة ، ولمن كان له قلب أو ألق السمع وهو شهيد.
إن علماء لما بحثوا أحوال النفس ، وجدوا أن في الإنسان دافعا قويا جدا ، لا يقل عن دافع الطعام والشراب ، ولا يقل عن دافع الجنس ، وهو دافع ما يسمى بالشعور بالأهمية ، أو تحيق الذات أو تأكيد الذات ، ويمكن أن ندرجه تحت عنوان العزة ، فكل مخلوق لو توافر له الطعام والشراب ولو توافرت له الزوجة ، تبقى لديه جوانب أخرى ، يريد أن يحققها.
فهو يشعر أنه لا بد أن يكون مهما، ولا بد أن يعتز ولو بجسمه ولو بماله ، ولو بنسبه ولو بخبرته ولو بحرفته ، ولو بقدرته على الأذى ولو بجبروته ، وهناك دافع فطري يدفع الإنسان إلى الاعتزاز بالنفس وأن يؤكد ذاته ، وهو يريد أن يشعر الآخرين بأنه إنسان خطير ، وبأنه متفوق أو بأنه عزيز 0
إن الإنسان مهما كان ذكيا، ومهما كان عبقريا، ومهما كان ألمعيا ، إن لم يستعن بنور الله ، فهو في أعمى لا يرى الحقيقة ، لذلك تجد بعض الناس وهم في أعلى درجات الذكاء ، يرتكبون حماقات لا توصف، وبعض العلماء يرى ، أن الله تعالى سمى نفسه نورا لأنه منه النور، قال تعالى : " الله نور السماوات والأرض ، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة ، الزجاجة كأنها كوكب دري ، يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية ، يكاد زيتها يضيء ولولم تمسسه نار نورعلى " سورة النور من 35 0
وللحديث بقية ( إن شاء الله)

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس