منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - حديـــث الصيـــام
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 08-27-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 6 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



صلة المسلم بربه أخي المسلم : صلة المسلم بربه تتحقق بأن يكون عابداً له لا يشرك به شيئاً، محباً له يرجو رحمته ويخاف عذابه، ذاكراً له في السراء والضراء، واقفاً بباب رحمته، قارئاً للقرآن، عاملاً بأحكامه، صائماً عن الدنايا لا يقرب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، حاجاً لبيته الحرام إذا استطاع إلى ذلك سبيلا، مجاهداً بماله ونفسه متحملاً الصعاب والمشاق في سبيل الله، مزكياً متصدقاً في ماله حق معلوم للسائل والمحروم، فكيف يتحقق للإنسان ذلك ؟
حين يؤمن المسلم بربه فلابد من وجود صلة تربطه بخالقه فكانت الصلاة هي الوسيلة المثلى التي فرضها الإسلام لتكون الصلة بين العبد وخالقه، فالإنسان من خلال الصلاة يلتقي بربه خمس مرات في اليوم والليلة وله أن يزيد من النوافل التي تقربه من ربه ماشاء بالليل أو النهار، فهو بالصلاة يجدد العهد مع ربه ويشعر برقابته عليه، وقد جعل القرآن الصلاة صفة من صفات المؤمنين، قال تعالى: "قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون" وقال أيضاً: "والذين هم على صلواتهم يحافظون" وفرض على المسلم أن يأمر أهله بها "وأمر أهلك بالصلاة" وبين أن الصلاة التي تؤدى على وجهها الصحيح تصل بصاحبها إلى كريم الخلق وطهارة النفس "وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" ولذلك قال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له، فالصلاة إذن وسيلة من وسائل التربية الإسلامية يكتسب منها المسلم ثبات العقيدة وبالتالي فإن مقياس صدق إيمانه هو محافظته على صلواته وأدائها في أوقاتها وبذلك يجعل الإنسان من الصلاة معراجاً يرتقى به إلى آفاق الكمال ويتطهر بها من الأرجاس والأدناس ويتقرب بها من رب العباد، وقد كان إذا همه أمر فزع إلى الصلاة بل إنه كثيراً ما خاطب بلال رضى الله عنه بقوله "أرحنا بها يا بلال".
وصلة المسلم بربه تقوم على الحب والرجاء والخشية، يقول تعالى: "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون" فإذا كانت طبيعة الإنسان قد جبلت على مقابلة الإحسان بمثله فكيف لا تمتلئ قلوب المؤمنين بحب الله وهو الذي لا تحصى نعمه ولا تنفد عطاياه ؟ "خلقكم فأحسن صوركم"، "ورزقكم من الطيبات"، و"وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة"، "وهديناه النجدين" ، "ورزقكم في السماء وما توعدون" آلاء ونعم لا يستطيع الإنسان حصرها، ومن هنا تنشأ بين المسلم وربه صلة من الحب لا تنقطع، تسيطر على فؤاده فلا تترك مكاناً في قلبه لسواه، ومن منطلق هذا الحب وتلك الصلة يقوم توكل المسلم على ربه "وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا" إن التوكل على الله هو النتيجة الطبيعية للإيمان والحب والثقة في الله وهي كلها صفات من صفات المؤمنين، والتوكل له فوائد جمة فهو يمنح القلب الطمأنينة والثبات ومواجهة الأحداث بعزيمة وصبر، كما أنه يقوى الإرادة ويدفع للكفاح ويعصم من الجزع، ومع الحب والتوكل تتولد خشية المسلم من ربه مخافة عقابه لذلك فهو يحرص على عدم الوقوع في المعصية أو انتهاك حرمات الله، يقول تعالى: "ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب" ويقول "ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد" ويقول: "ذلك لمن خشى ربه".

ولحديثنا بقية ...
شحاته زايد


توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس