منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - كلمات نورانية رائعة جدا
عرض مشاركة واحدة
افتراضي  كلمات نورانية رائعة جدا
كُتبَ بتاريخ: [ 05-29-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز


كلمات نورانية رائعة جدا

للشيخ أحمد بن حمد الخليلي
هذه كلمات نورانية صدرت من هذا الشيخ الجليل عندما سئل هذا السؤال . اقرءوا الجواب بتمعن :

السؤال :

ما هي القيمة الروحية والتربوية التي يتحصل عليها المسلم من الاعتكاف ؟

الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فإنه من المعلوم أن الله تبارك وتعالى خلق هذا الإنسان متكوناً من روح وجسم ، ولكل واحد من هذين الأمرين تطلعاته وضروراته وحاجاته ، والروح دائماً تتطلع إلى المحيط الواسع وتستشرف الغيب ،
ولذلك خص الله تبارك وتعالى الذين يؤمنون بالغيب بما خصهم به إذ جعلهم من المهتدين ، فإن الإيمان بالغيب نقطة الافتراق بين فريقين وفريق ينحبس بين مضيق المادة ولا يخرج عنها ، فلا ينظر إلى شيء إلا بمقياسه المادي ، ولا يتطلع إلى ما وراء المادة ،
وهذا الفريق في حقيقة الأمر عمي عن الحقيقة ، فإن وراء المشاهدات الحسية عوالم واسعة الآفاق ، ووراء ذلك كله من هو بكل شيء محيط ، وعلى كل شيء قدير وبكل شيء خبير ، وبكل شيء بصير ، الذي يصرف هذه الكائنات كما يشاء سبحانه ، وهو الذي كان قبل خلق الزمان والمكان ، وهو الآن على ما عليه كان ، لا يُسأل عنه بأين ، ولا ينظر إليه بعين ، إنما هو تبارك وتعالى كما كان من قبل .

فالإنسان الذي يؤمن بالغيب يخرج من هذا المضيق ، وينطلق مع الذين خرجوا من هذا المضيق إلى آفاق واسعة في العوالم الأخرى التي تحيط بهذا العالم المادي الذي يعيش فيه الإنسان ، ويتجاوز ذلك إلى أن يكون مع خالق هذا الوجود كله ، مع الذي هو بكل شيء بصير وعلى كل قدير ،
فالإنسان بحاجة إلى هذه الصلة ، الصلة التي تربط روحه بالعوالم الأخرى والتي هي أيضاً في نفس الوقت تصله بمن هو محيط بكل عالم وهو الله تبارك وتعالى ، ولأجل ذلك شُرعت العبادات ، فكل عبادة من هذه العبادات لها أثرها الكبير في تنوير البصيرة وترويض النفس وفتح الآفاق الواسعة لهذه النفس حتى تخرج من هذا المضيق الذي تعيش فيه .

فالإنسان بمجرد ما يقف بين يدي ربه تبارك وتعالى ماثلاً راكعاً ساجداً قائلاً الله أكبر يستشعر عظمة الخالق تبارك وتعالى ، وتتراءى أمام ناظريه مشاهد العوالم الساجدة لله تبارك وتعالى المسبحة بحمده التي هي كما أخبر الله تبارك وتعالى عنها لا يشذ شيء منها عن السجود والتسبيح لله تعالى كما يقول عز وجل ( سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْض)(الحشر: من الآية1) ، ( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْض)(الجمعة: من الآية1) ، ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) (الاسراء:44) ،
وكذلك بجانب كونها مسبحة لله تعالى هي ساجدة أيضاً لجلال الله ، فكل شيء في هذا الكون أيضاً يسجد لله إلا من يشذ من الجنس البشري ، فالله تعالى يقول ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ)(الحج: من الآية18) ، أي وكثير منهم هم الشاذون عن هذا النظام الذي جعله الله تبارك وتعالى موحداً ما بين هذه العوالم كلها . فالمسلم في خلواته إنما يحس بهذه الصلة ما بينه وبين هذه الكائنات .

بل يحس المسلم أيضاً بأنه لا يُسبح بلسانه الناطق فحسب ، بل هنالك ألسنة صامتة في نفسه هي تسبح مع تسبيحه بلسانه الناطق ، فكل خلية من خلايا جسمه هي تسبح بحمد الله تعالى ، بل كل ما هو أدق من الخلايا من الجسيمات أيضاً يشترك في هذا التسبيح .

فهناك نستطيع أن نقول ملايين الملايين من الألسنة في جسم الإنسان الواحد تسبح بحمد الله تسبيحاً صامتاً ، وإن كان هذا التسبيح لا يصل إلى فهمه وإدراكه إلا أولوا البصائر الذين نوّر الله تبارك وتعالى بصائرهم حتى عرفوا أن الكائنات بأسرها منتظمة في هذا النظام العجيب ،

وأما حركة الإنسان الاضطرارية هي أيضاً منسجمة مع نظام الوجود ، وشذوذ الإنسان بعدم تفاعله مع ذلك عندما يكون خارجاً عن المنهج الرباني يؤدي به إلى النشاز بينه وبين نفسه ،
يدرك ذلك أولوا البصائر كما قلت ، وهذا ما قاله بعض العلماء الربانيين عندما كان يفكر في مثل هذه الأمور وهو الإمام الرباني سعيد بن خلفان الخليلي رحمه الله تعالى فقد قال :


أعاين تسبيحي بنور جناني = فأشهد مني ألف ألف لسان
وكل لسان أجتلي من لغاته = إذاً ألف ألف من غريب أغاني
ويُهدى إلى سمعي بكل لُغَيّةٍ = هُدى ألف ألف من شتيت معاني
وفي كل معنى ألف ألف عجيبة = يقصّر عن إحصائها الثقلان
ولم أذكر الاعداد إلا نموذجاً = كأني في أوصاف ميططران
وإلا ففوق العد أمر منزه = عن الحد يفنى دونه الملوان
ولا تتعجب إن عجبت فإنها = حقائق صدق ليس بالهذيان



فالإنسان إذاً الذي يخرج بنفسه من هذا العالم المادي الضيق بحيث يأوي إلى ربه سبحانه في بيت من بيوته ، مستشرفاً عالم الغيب ، متطلعاً إلى نفحات الله تبارك وتعالى يحس هذا الإنسان بروحانية عجيبة ، يُحس بأنه خرج من سجن كان فيه إلى رحاب واسعة لا يحيط بها إلا الله تبارك وتعالى ، يحس أنه خرج إلى رحاب عالمية واسعة لا يمكن أن يحيط بها فكره ، ولا يمكن أن يحيط بها علمه إنما المحيط بها هو الله سبحانه ، بل يشعر أنه يعيش في الملأ الأعلى .

وعندما يتلو كتاب الله تبارك وتعالى الذي تتجلى فيه آيات الله سبحانه وتعالى الواسعة المتطابقة مع آياته الصامتة في مخلوقاته الواسعة التي لا يحيط بها غيره سبحانه يحس أيضاً بالعجب العجاب لأنه يحس بأنه يشاهد العالم من خلال ما يقرأه في كتاب الله سبحانه وتعالى من آيات الله تعالى الواسعة التي تحدث عن هذا الوجود وأنه بأسره خاضع لجلال الله ، مستجيب لداعيه ، مسبح بحمده ، ساجد لكبريائه ، فهذه من جملة الثمرات التي يجنيها المعكتف عندما يقضي تلك اليُيَيمات في بيوت الله سبحانه وتعالى حيث القدسية وحيث الطهارة وحيث النزاهة وحيث الإيمان وحيث الأمان ، وبجانب ذلك أيضاً يشعر أنه زالت حواجز بينه وبين ربه ، فهو وإن كان في أي حال من الأحوال يمكنه الاتصال بربه سبحانه وتعالى من خلال مناجاته إلا أن هنالك حواجز تقف في سبيله منها أطماعه الكثيرة ومنها رغباته في هذه الحياة الدنيا ومتعها ، ومنها صلاته بعباد الله ، ولكنه عندما يقطع هذه الصلات كلها ، وينفرد مكانه بربه سبحانه وتعالى مناجياً خاضعاً راكعاً ساجداً متضرعاً تالياً لكتاب الله يشعر بتلكم الحواجز وقد تحطمت كلها فيصل بفضل الله تعالى ومشيئته إلى درجة الإحسان التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلّم بقوله ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن ل

;glhj k,vhkdm vhzum []h vhzum k,vhkdm





توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس