منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - سؤال أهل الذكر2 من جمادى الآخرة 1424هـ ،المــوضوع: أحكام الأسرة وأسئلة أخرى
عرض مشاركة واحدة
S (2)  سؤال أهل الذكر2 من جمادى الآخرة 1424هـ ،المــوضوع: أحكام الأسرة وأسئلة أخرى
كُتبَ بتاريخ: [ 02-18-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
سؤال أهل الذكر2 من جمادى الآخرة 1424هـ ، 24/8/2003م
المــوضوع: أحكام الأسرة وأسئلة أخرى


السؤال :
الكثير من الفتيات والشبان في أيامنا هذه يستخدمون الدردشة عن طريق الانترنت فلوتكرمكتم فضيلة الشيخ تعطينا الحكم في الدخول إلى مواقع الدردشة ، وهل هي حرام أم لا؟

الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلّم على سيدناونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

فقبل كل شيء ينبغي أن نحددمعنى الدردشة ، لأن الحكم على الشيء فرع تصوره ، وما الذي يترتب عليها من منافع أومضار ، ومن أمور سلبية أو أمور إيجابية . حقيقة الأمر الإنسان مسئول عما يقول وعمايقدم وما يؤخر ( أَيَحْسَبُ الإنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً * أَلَمْ يَكُنُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى) (القيامة:36- 37) ، نعم إن الإنسان مرده إلى اللهتعالى ، والله سائله عما قدّم وما أخّر ، وقد قال سبحانه ( مَا يَلْفِظُ مِنْقَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (قّ:18) ، والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يحسب أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عليه بهاسخطه إلى يوم يلقاه ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يحسب أن تبلغ مابلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه .

فالإنسان مسئول عن فلتاتلسانه ، ولذلك عندما كان يوصي رسول الله صلى الله عليه وسلّم معاذاً رضي الله تعالىعنه أشار إلى فيه - إلى لسانه - وقال له : ألا أدلك على ملاك ذلك كله احفظ هذا . مشيراً إلى اللسان . فقال له : أإنا مؤاخذون بما نقول يا رسول الله ؟ فقال صلى اللهعليه وسلّم : ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على مناخرهم أو على وجوههم إلاحصائد ألسنتهم .

فحصائد الألسنة هي التي تسوق الناس والعياذ بالله إلىالنار سوقا .

وكذلك عندما تكون حصائد الألسنة حصائد إيجابية خيرة بحيث يتحرىالإنسان في كلامه مرضاة الله تبارك وتعالى تسوقه إلى الجنة سوقا .

فلئن كانتهذه الدردشة فيها كذب وافتراء فذلك ليس من شأن المؤمن ، إذ الله تبارك وتعالى يقول(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِوَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (النحل:105) وهو دليل قاطع على أنه لا يمكن أنيصدر الكذب من المؤمن ، وكذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلّم : يطبع على المؤمنعلى الخلال كلها ليس الخيانة والكذب .

وعندما سئل النبي صلى الله عليهوسلّم عن صفات المؤمن فقيل له : أيكون المؤمن كذابا ؟ قال : لا . أي ليس من شأنالمؤمن أن يكذب ، ونحن نرى أن الله سبحانه وتعالى عندما توعد المنافقين قال فيماتوعدهم عليهم ( وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)(البقرة: منالآية10) ، هذه على قراءة من قرأ ( يكذبون ) وهي قراءتنا المعتمدة في المشرق .

والدخول في مثل هذه الأمور يجب أن يضبط بضوابط ، أولاً قبل كلشيء يجب أن يكون حقاً لا باطل فيه ، أي أن يكون كل ما يقوله الإنسان وما ينشره إنماهو حق ليس فيه باطل ، ومعنى ذلك أن يكون صدقاً غير ممزوج بكذب ، هذا من ناحية ، منناحية ثانية ألا يكون ذلك يؤدي إلى الإفساد ، فقد تكون الكلمة في ذلك حق ولكن يرادبها باطل ، يراد بها إفساد ، يراد بها جرف الناس إلى الشر ، يراد بها خداع المؤمنينوالمؤمنات ، فقد تغرر المرأة بالكثير من الأحابيل التي يصنعها أولئك الماكرون الذينلا يريدون بها إلا السوء ولا يريدون بها إلا الكيد ، فلذلك كان من اللازم أن يتفطنالإنسان في ذلك إلى أي غاية تؤدي هذه الدردشة فإن كانت تؤدي إلى باطل فلا ريب أنهامحرمة ويجب اجتنابها ولو لم تخرج عن حدود الصدق وحدود الحق ، لكن إذا كانت عاقبتهاأن تؤدي إلى باطل فإن ذلك مما يجب اجتنابه ، ولذلك يقول بعض المتفطنين من الحكماءوالعلماء يقول : ما علمت أن كلمة ( سبحان الله ) تكون معصية إلا اليوم . فسئل عنذلك فقال : حضرت مجلساً كان فيه أحد الظلمة ينزل على أحد من الناس لأنه يتهمه بباطل، وكان أحد الحاضرين يريد أن يغري ذلك الظالم بذلك المظلوم فكان يقول ( سبحان الله ) كأنه يفخم هذا الأمر ويعجّب مما جاء به ذلك الرجل حتى يوقع به ذلك الظالم . فكانتكلمة سبحان الله التي هي تنزيه لله سبحانه عز وجل مستخدمة من أجل باطل ، فهي كلمةحق ولكن استخدمت من أجل باطل ، لذلك كان يجب اتقاء مثل هذه الأمور إن كانت تؤدي إلىباطل ولو كانت في حقيقتها حقا . والله تعالى المستعان .


السؤال:
المجتمع الشرقي أو فلنقل العربي له من التحفظ والثقافة ما يجدر به أن يتمسكبأهدابه وهنا تطرح قضية بإلحاح وهي الثقافة الجنسية فما هي نظرة الشرع إليها وكيفيوجّه إليها الأبناء ، وإلى أي حد يفصح عنها ويصرح بمضامينها ؟

الجواب :
حقيقة الأمر هذه قضية فطرية ، وينبغي أن لا يتعدى إفهام أولئك الأولاد من الجنسينالذكور والإناث بمضامين هذه القضية يجب أن لا يتعدي إفهامهم حدود الأدب وحدودالحشمة والوقار والحياء ، يجب أن لا تقال كلمة تخدش الحياء ، ولا يعني الحياء أن لايتفقه الإنسان في دين الله فأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها تقول : لله درنساء الأنصار ما منعهن الحياء من التفقه في دين الله .

ولكن الحياء أن لايتعدى الإنسان حدود الحق وحدود الجائز ، فإن الله تبارك وتعالى جعل الحياء منالأخلاق المحمودة إذ هو خصلة من خصال الإيمان كما دل على ذلك حديث النبي صلى اللهعليه وسلّم : الإيمان بضع وسبعون شعبة ، وفيرواية بضع وستون شعبة أعلاها كلمة لاإله إلا الله وأدناها إماطة الأذى من الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان .

ولما كان الحياء شعبة من الإيمان فيجب أن يحافظ عليه ، ومعنى هذا أن يُفهّمالأولاد حقيقة الأمر بقدر ما يصونهم من الوقوع في المزالق ومن الانجرار وراءالشهوات بحيث يفطّنون وينبّهون بأن هذه الشهوة قد تقود صاحبها إلى سوء المصيروالعياذ بالله عندما يسلس لها القياد فعليه أن يتفطن ، وإنما جعل الله تبارك وتعالىإطفاء هذه الشهوة بممارستها في الناحية البناءة وذلك باللقاء ما بين الزوجين فيحدود الحشمة وحدود الفضيلة وحدود التعمير لهذه الحياة ، لا أن يكون انسياقاً وراءهذه الشهوة من غير مبالاة كما هو شأن الشهوانيين من الجنسين الذين لا يبالونبالمصير الذي ينقلبون إليه في سبيل إرواء هذا السعار الذي لا يقف عند حد .

وهناك أيضاً النواحي الفقهية لا بد من إفهامهم إياها ليتفطنوالذلك وخصوصاً عندما يكونون مشارفين للزواج سواء ذلك في حق الذكور أو في حق الإناث ،ونحن نجد صوراً ونماذج في حياة السلف الصالح تدل على ما كان عليه السلف الصالح منالحرص على التفقه في دين الله من غير أن يكون الحياء الذي يتصفون به مانعاً لهم منذلك ، فمن ذلك ما روي عن ابنة أبي مسور رحمهما الله ، وكان أبو مسور أحد علماء أهلالحق والاستقامة في جربة ، في القطر التونسي ، قبل نحو اثني عشر قرناً ، ولا يزالمسجده موجوداً إلى الآن ويسمى باسمه ، كان من الفقهاء الكبار ، وكانت عنده ابنة فيمنتهى الذكاء والفطنة ، وكانت تسآءل أباها كثيراً ، وعندما أتاها الحيض أخذت تسآءلهعن مسائل تتعلق بالحيض حتى وصفت كيف يأتيها الحيض وماذا رأت ، فقال لها : أماتستحين يا بنيتي تسألينني عن مثل هذا ؟ قالت له : إني أخشى أن يمقتني الله إناستحييت . فقال له : لا مقتك الله .

وكات هذه الفتاة في منتهى الفطنة وكانأبوها يعترف لها كثيراً بفطنتها وبذكائها فيما يكون بينهما من حوار حتى إنه كانبينه وبنيها حوار في يوم من الأيام في الأعمال ، هل الأعمال هي أفضل من العاملين ،أو العاملون أفضل من الأعمال ، فكان رأي أبيها أن العاملين هم أفضل من أعمالهم ،فردت عليه بل الأعمال أفضل لأنهم يفنون وتبقى أعمالهم .

وممايؤيد رأيها أن العمل لا يشرف بالعامل وإنما العامل هو الذي يشرف بالعمل ، والعامللا يرفع قدر العمل وإنما العمل هو الذي يرفع قدر العامل .

وكانفي يوم الأيام أيضاً جالساً بجنبها وكانت تغسل ملابسه فقال : أتمنى أن يطهر اللهقلبي مثل هذا الثوب . فقالت له : أتمنى أن يجعل الله تطهير قلبي بيدي فأطهره بيديفأطهره مثل هذا الثوب . فقال لها : أنت أفقه مني حتى في الأماني .

فهذه الفتاة صورة مما كان عليه السلف الصالح من الحرص على التفقه في دين اللهوعدم حيلولة الحياء دون ذلك ، فهكذا يجب على الجنسين جميعاً أن يتفقهوا في دين اللهوأن يعرفوا ما يأتون وما يذرون ، وأن يقبلوا على الحياة الزوجية وهم عارفونبحقيقتها وبجميع شعبها حتى لا يقعوا في شيء من محارم الله سبحانه وتعالى ، هذا الذيينبغي أن يُعلّمه الناشئون عندما يصلون إلى حدود الاحتلام أو يناهزون ذلك ، واللهتعالى أعلم .

السؤال :
نود منكم سماحة الشيخ نصيحة لأولئك الرجال الذين يتهاونون بالطلاق ؟

الجواب:
قضية الطلاق قضية شائكة ، وقضية مشكلة جداً ، وأنا قلت أكثر من مرة بأنأمرين اثنين لا يبالي بهما الناس مع ما يترتب عليهما من سوء الحال وعاقبة المآلوالعياذ بالله ، رأيت هذين الأمرين يندفع الناس إليهما اندفاعا :

أولهما :الإسراع في السير ، فإن هذه الحوادث حوادث السير التي تذهب بهذا العدد الهائل منالأرواح ، في كل يوم تفنى أمة بسبب حوادث السير ، ومع ذلك لا يعتبر الناس ، فإذاأمسك قائد السيارة المقود اندفع اندفاعاً وضغط على الوقود من غير مبالاة فتندفعالسيارة ، ولا يبالي بمخالفته نظام السير ، ولا يبالي بأن ينتحر أو ينحر ، ولايبالي أن يتخطى غيره في مكان لا يسمح فيه بالتجاوز ، ولا يبالي أن يتجاوز الغيرأيضاً مع كونه يرى سيارة مقبلة نحوه فيكون ذلك من أسباب هلاكه وهلاك من ركب معهوهلاك من في السيارة الأخرى فيتحمل أوزار ذلك ، فنحن نرى قواد السيارات عندمايقومون بقيادة السيارة يسارعون إلى الموت كأنهم يرون أنهم يسارعون إلى الجنة ولايدرون أنهم يسارعون إلى النار لأنهم ناحرون منتحرون والعياذ بالله .

هذا منناحية . الناحية الثانية ناحية الطلاق فمع ما يترتب من المشكلات العويصة ، ومع مايترتب على الطلاق من الندم وعض البنان من شدة الندم من قبل الكثير ممن يتورطون لايبالون في هذا الطلاق فيندفعون إليه اندفاعاً بغير مبالاة ، ونحن كثيراً ما نبهناأن الطلاق لا يصار إليه إلا مع الضرورة القصوى ، فأولاً قبل كل شيء نحن نرى أن اللهتبارك وتعالى ما جعل الطلاق بيد المرأة وإنما جعله بيد الرجل لأن الرجل يتحكم فيعواطفه أكثر من المرأة ، ويستطيع أن يضغط على أعصابه ، وأن يتصرف تصرفاً حكيماً لأنالواقع كما تقول باحثة اجتماعية فرنسية : إن المرأة إذا شبت عاطفتها شغلت كلا جانبيدماغها ، ولم يكن هنالك مجال للتفكير بخلاف الرجل فإن العاطفة تشغل جانباً من جانبيدماغه بينما الجانب الآخر يكون صالحاً للتفكير .

ولكن من هذا ، إنما هوالرجل وليس هو الأهوج الذي لا يبالي بالتصرف الأعمى الذي يتصرفه ، إنما ذلك الرجلالذي يحس بالمسئولية ، ويعرف كيف يواجه المشكلة ، وكيف يتغلب على عواطفه ، وكيفيتحكم في أعصابه ، هذا هو الرجل الذي هو حقيق بهذه الصفات ، فعلى أي حال نحن نرى أنالقرآن الكريم يوصي بالمرأة خيرا ، فالله تبارك وتعالى يقول ( وَعَاشِرُوهُنَّبِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاًوَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)(النساء: من الآية19) ، فالرجال مأمورونبالاحتمال ، وطبيعة المرأة على أي حال طبيعة فيها شيء من الانفعال فعلى الرجل أنيقدر ذلك وألا يتسرع إلى قطع الصلة بينه وبينها ، والنبي صلى الله عليه وسلّمكثيراً ما كان يوصي بالنساء ويقول : خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي . ويقولعليه أفضل الصلاة والسلام : إن المرأة خلقت من ضِلَع أعوج ، وإن أعوج ما في الضِلَعأعلاه فإن ذهبت تقومه كسرته . وفي هذا يقول الشاعر :
هي الضِلَع العوجاءُلست تقيمها



ألا إن تقويم الضلوع انكسارها


أتجمع ضعفاً واقتداراً على الفتى



أليس غريباً ضعفُها واقتدارُها



فلا ينبغي للرجل أن يتسرع ،ثم إن كانت هنالك مشكلات مستعصية ومستمرة فعليه أن يعالجها ، الله تبارك وتعالىيقول ( وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِيالْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّسَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً)(النساء: من الآية34) ، ومعنى ذلكأن يتصرف الرجل هذا التصرف بحيث يبدأ أولاً بالموعظة الحسنة ، يحاول أن يتلطفبالمرأة وأن يحسسها بأنه راغب فيها وأنها في قلبه بمنزلة وأنه لا يريدها أن تتورط ،فيأخذ في موعظتها بقدر المستطاع ، يبدأ باللين ثم بعد ذلك يصعد إلى الشدة فيالموعظة ، فإن هي استمرت في نشوزها وعدم تجاوبها يحاول أن يريها كيف صبره عنها بحيثيهجرها في المضجع ، فإن استمرت على نشوزها عندئذ يحل له أن يضربها ، لكن على أن لايكون ذلك ضرباً مبرحاً ولا ضرباً مؤثرا وإنما يكون ضرب أدب كما قيل بحيث يحد منكبريائها ، فإن استمرت المشكلة هنا يؤمر بأن تتدخل الأسرتان أسرة الرجل وأسرةالمرأة بحيث يجرد من كل واحدة من الأسرتين حكم ، فالله تبارك وتعالى يقول ( وَإِنْخِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْأَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَكَانَ عَلِيماً خَبِيراً) (النساء:35) ، فإن تعذر الإصلاح بين الجانبين هنا يمكنالطلاق ، ولكن متى يكون هذا الطلاق ؟ ولماذا يشرع الطلاق في وقت معين ، في فترةمعينة ، في حالة معينة تكون عليها المرأة لماذا ذلك ؟ إنما ذلك لحكمة بالغة ، اللهتبارك وتعالى يقول ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَفَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنّ)(الطلاق: من الآية1) ، هكذا قال الله تعالى ، والنبيصلى الله عليه وسلّم بيّن ذلك عندما جاء إليه عمر رضي الله عنه فقال له يارسول : إنعبدالله - أي عبدلله بن عمر - طلق امرأته وهي حائض . فقال له النبي صلى الله عليهوسلّم : مره فليراجعها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر فإن شاء أمسك وإن شاء طلق فتلكالعدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء .

ومعنى ذلك أنه لا يجوز للرجل انيطلق امرأته وهي حائض ، ولا يجوز له أن يطلقها في طهر باشرها فيه ، وإنما يطلقها إنأراد تطليقها في طهر لم يباشرها فيه ، فتطليقها وهي حائض إنما يمنع لسبيين اثنين : أولهما أن فترة الحيض فترة قد تفقد المرأة فيها توازن فكرها بسبب ما يغلب عليها منالانفعالات فتكون عصبية فلذلك أمر الرجل أن يحتملها في هذه الفترة وأن لا يتسرع إلىتطليقها ، والأمر الثاني أن الرجل أيضاً قد يندفع إلى الطلاق في هذه الفترة لأتفهسبب لأنه لا يجد من المرأة مبتغاه من المتعة فلذلك يتسرع إلى تطليقها ، أما في طهرباشرها فيه فيمنع أيضا لأنه قضى منها نهمته وأصاب منها وطره ففي هذه الحالة قد تكوننفسه شبعت منها فيزهد فيها ويطلقها لأنفه سبب ، ولكن في طهر لم يباشرها فيه تكوننفسه تواقة إليها وبإمكانه أن يقضي وطره منها ، فلذلك يباح له في هذه الفترة أنيطلقها لأنه لا يتسرع إلى تطليقها إلا لسبب قاهر .

أما بالنسبة إلى الحاملفكثيراً ما يكون الرجل لا يفكر فيها وحدها وإنما يفكر فيما بين أحشائها فلذلك أبيحله أن يطلقها هنا ، لأنه لا يطلقها إلا بدافع قوي فلذلك أباح الله تعالى الطلاق ،أما الناس اليوم فإنهم لا يبالون في تطليق نسائهم أن يطلق أحدهم امرأته وهي فيحيضها أو يطلقها وهي في طهر باشرها .

هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى نوعالطلاق فإن الطلاق المشروع إنما هو أن يطلقها طلقة واحدة الله تبارك وتعالى يقول(الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)(البقرة: من الآية229) ، أي الطلاق طلقة بعد طلقة ، والطلاق مرتان أي الطلاق الذي تسوغ فيهالرجعة إنما يكون في خلال هاتين المرتين أما بعد المرتين فلا تسوغ المراجعة كما بينالله تعالى فيما بعد ، ومعنى هذا أنه ليس للإنسان أو يوقع بالمرأة أكثر من طلقةواحدة ، أما أولئك الذين يطلقون ثلاثاً أو يطلقون بعدد الأشجار أو بعدد الانهار أوبعدد النجوم أو بعدد ذرات الرمال ، هؤلاء حمقى ، إنما يضاعفون من أوزارهم ، يقعونفي مخالفة السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام .

وأشد من ذلك هوأن يقول حرمّتك على نفسي وحلّلتك لأي رجل آخر ، ما هذه الجرأة ؟ وما هذه الوقاحة ؟وما هذا سوء الأدب في حق الله تبارك وتعالى ، فإن التحليل والتحريم ليسا موكولينإلى أحد من الناس ، الله تبارك وتعالى يقول ( وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُأَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِالْكَذِب)(النحل: من الآية116)، ويقول سبحانه وتعالى ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَقَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُافْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ)(الأنعام: من الآية140) وقال ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَاأَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ) (يونس:59) ، والله سبحانهوتعالى يبين أن المشركين هم الذين وقعوا في الأمر ، وأن هذا هو شأن المشركين فقدقال( وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِمِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍكَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلا الْبَلاغُالْمُبِينُ) (النحل:35) ، ويقول الله سبحانه وتعالى ( سَيَقُولُ الَّذِينَأَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَامِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ )(الأنعام: من الآية148)،فإذاً هذه عادة المشركين ، ما للمسلم ولإقحام نفسه في هذه العادة السيئة التي هي منعادات المشركين ، هي من مواريث أهل الشرك ، وقد نعى الله تعالى عليهم ذلك في القرآنوشدّد عليهم تشديداً عندما حرموا ما حرموا من بهيمة الأنعام قال الله سبحانه وتعالى(قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِأَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)(الأنعام: من الآية143) ، ثم قال كذلك ( قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِأَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَإِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا)(الأنعام: من الآية144) .

فهذه من الأمورالتي يجب على المسلم أن يتجنبها ، ثم إن على الإنسان أن يفكر في أفلاذ أكباده ، أنيفكر في أولاده كيف يوتمهم وهو حي ، كيف يوتمهم ببقائهم في حالة سيئة لأنهم إما أنيتربوا عنده فيفقدون حنان الأم ، وإما أن يتربوا عند أمهم المطلقة فيفقدون رعايةالأب ، وكل من الأمرين أمر فيه حرج كبير ، فلذلك يجب على الإنسان أن يحرص على جمعشمل الأسرة ، وعلى أن يحتمل ما يحتمله مما يتصوره أذى من قبل أهله ، كما أننا نوصيالنساء أيضاً أن يتقين الله تبارك وتعالى ، وأن يطعن أزوجهن ، وأن لا يستجبن لهواهن، وأن لا يستجبن لعواطفهنوأن يحرصن على عدم إثارة حفائظ أزواجهن ففي ذلك الخيرالكثير لهن ولهم ولأولادهن فليتقين الله وليقلن قولاً سديدا .

السؤال:
هل يلزم الزوجة زيارة أهل زوجها ؟

الجواب:
الزواج إنما هو ترابط وليس ترابطاً بين اثنين فحسب وإنما هو ترابط بين أسرتين ، وقدامتن الله تبارك وتعالى به عندما قال ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْأَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةًوَرَحْمَةً)(الروم: من الآية21) ، هذه المودة وهذه الرحمة لا تنحصر بين الزوجينفحسب بل تفيض حتى تشمل الأسرتين جميعا ، فلذلك يجب على كل واحد من الزوجين أن يحرصعلى ما يوطد علاقته بالأسرة الأخرى .

فمن بر المرأة بزوجها ومحافظتها علىحقوقه وقيامها بالواجب تجاهه أن تحسن إلى أهله ، أن تبر أهله ، أن تزور أمه ، وأنتوقر أباه ، وأن تجعل أمه أماً لها ،وأن تجعل أباه أباً لها ، وأن ترعى أولادهأيضاً إن كانوا من غيرها ، وأن ترعى جميع قرابته ، من بر المرأة بزوجها أن تفعل ذلك .

أما بالنسبة إلى الرجل أيضاً فهو من جانبه مأمور بأن يتسع صدره لأهلامرأته ، وأن يبرهم وأن يحسن إليهم ، وأن يجعل أبا المرأة أباً له ، وأن يجعل أمالمرأة أماً له ، وأن يرعى أولادها أيضاً من غيره ، وأن يرعى جميع أسرتها ، هذا هوالذي يوطد العلاقة ما بين الأسرتين .

أما أن يكون الرجل مشغولاً بامرأتهفحسب ولا يعنيه من أسرتها فذلك مما يسبب نفوراً بينه وبينها لا بينه وبين الأسرةفحسب ، كذلك المرأة إن كانت لا تقدّر إلا زوجها ولا ترعى غيره ، ولا يعنيها من أمرأسرته ، لا يعنيها من أمر أبيه ولا يعنيها من أمر أمه ، ولا يعنيها من أمر اولادهمن غيرها ولا يعنيها من أمر سائر الأسرة وسائر القرابة فذلك مما يؤدي إلى النفوربينه وبينها ، فعلى كل واحد منهم أن يتقي الله ، ولتحسن المرأة معاملة أهل الرجلحتى تستحوذ على قلوبهم وحتى تتودد إليهم وكذلك العكس .

السؤال:
هل يجوز تأخير الزكاة عن وقتها إن كان لم يقيم في نفس الوقت ؟

الجواب:
نحن أجبنا سابقاً بأن من وقع في مثل هذه الحالة عليه أن يوصي , وأن يبينأنه لم يؤد الزكاة لئلا يظن ورثته أنه أدى الزكاة ، فلو توفي عليهم أن يؤدوا هذهالزكاة ، وليتق الله في ذلك ، وليضم الفائدة إلى الأصل حتى يزكي الجميع ، واللهتعالى أعلم .

السؤال :
ربما يقع الطلاق ويكون هذا الطلاق واقع وبدون سابق تخطيط له فيندم كلا الزوجينوتبقى أواصر العاطفة بينهما متأججة ، فما هي حدود التعامل بين المنفصلين المطلقين؟

الجواب:
إن كان الطلاق طلاقاً رجعياً أولاً قبل كل شيء يؤمر الرجل أن لا يخرجها منالبيت ، وتؤمر هي ألا تخرج من البيت ، ( لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلايَخْرُجْنَ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ)(الطلاق: من الآية1)،والله تبارك وتعالى بعد ذلك قال ( وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّحُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُبَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً)(الطلاق: من الآية1) ، أي مراجعة ما بين الزوجين ، فعلىالرجل أن يتقي الله تبارك وتعالى ، وأن يبقي المرأة في بيته ، وأن لا يخرجها منبيته ، وعلى المرأة أيضاً أن تتقي الله ، وأن لا تخرج أيضاً من البيت ، هذا فيالطلاق الرجعي .

وبما أن الطلاق طلاق رجعي فإنها تؤمر أن تتزين حتى تغريه منأجل مراجعتها ، وتدفعه إلى المراجعة ، أن تظهر بمظهر الزينة عنده ، وعلى أي حالعليهما أن يجتنبا الوقوع في المنكر بحيث لا يتمتع بها ، عليه أن يمتنع من التمتع ،وعليها أن تمتنع من تمكينه من أن يتمتع بها إلا بعد المراجعة فإذا أراد المراجعةفليأت بشاهدي عدل وليشهدهما أنه راجعها بصداقها وعلى بقي من طلاقها وعندئذ تستمرالعلاقة الزوجية بينهما ، وعلى أي حال في هذه الفترة نفقتها عليه ، عليه أن ينفقعليها ، يتحمل نفقتها كما يتحمل نفقتها عندما كانت زوجة له ، أي في خلال عدتها .

أما إذا كان الطلاق بائناً فإذاً لا نفقة لها ولا سكنى ، لأنه ليس هنالكما يدعو إلى المراجعة بعد البينونة ، أما العلاقة بينهما لا ينبغي أن تنقطع ( وَلاتَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ )(البقرة: من الآية237) ، الله تبارك وتعالى أمربذلك .

السؤال:
إلى أي حد يمكن أن تتنازل المرأة عن حقوقها للرجل ؟

الجواب:
إن كانت هي نزلت عن حقوقها برضاها ، ومكنته من مالها برضاها فليس عليهحرج في أن ينتفع بذلك ، أما إذا كان ذلك بسبب الحياء ، أو كان بسبب الضغط عليهافذلك حرام ولا يجوز أن يرزأها ولا فلسا واحدا .


السؤال :
تلجأ بعض النساء إلى عمليات ربط الرحم ، فما قولكم في مثل هذا لأن البعض عمل مثلهذه العمليات ووجه من قبل البعض إلى الكفارة ؟

الجواب :
ربط الرحم لا يصار إليه إلا مع الضرورة القصوى ، الضرورة تقدر بقدرها ،فإن كانت هنالك مشكلة في الحمل وكانت هذه المشكلة مشكلة آنية فإنها يمكن أن تتجنبالحمل بعلاج آني لا بعلاج أبدي ، وإن كانت المشكلة مستعصية بحيث لا يمكن أن تحملمطلقاً في الحال ولا في المستقبل عندئذ لا مانع من ربط العنق ، ولا داعي إلىإلزامها الكفارة ، ما معنى هذه الكفارة ؟

أما إن كانت تورطت ووقعت في ورطةفنحن لا نقول بلزوم الكفارة وإن كان أصحابنا من أهل المغرب يرون أن على كل معصيةكبيرة كفارة ، ولكن لا دليل على ذلك ، فلا نستطيع إلزام أحد أن يكفّر إلا بدليلثابت إما من الكتاب العزيز أو من السنة النبوية ولا سيما أن الكفارات كالحدود ،والحدود إنما تثبت بالنص ولا تثبت القياس ، ولكن مع ذلك نقول بأنها مأمورة بأن تفعلخيراً لتكفّر خطيئتها يقول الله تبارك وتعالى ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَالسَّيِّئَاتِ)(هود: من الآية114) ، والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : أتبع السيئةالحسنة تمحها .

السؤال :
هل المرأة ملزمة بخدمة أم الزوج ؟

الجواب:
أما كونها ملزمة فهي غير ملزمة ، وإنما ذلك من البر والإحسان ، ومن حسن المعاملة مابين الزوجين ، وعلى أسرة الزوج أيضاً أن ترعى هذه الزوجة ، وأن تحسن إليها ، وأنيكون الإحسان ما بين الجانبين متبادلاً ، وأن تكون العلاقة بين الجانبين موطدة بحسنالمعاملة ما بينهما ، هذا هو الواجب على الجميع .

السؤال :
ما حكم المرأة التي ترفض الذهاب مع زوجها إلى بيته لعدم راحتها النفسية هل يسعهاذلك ؟

الجواب :
إن كانت تحس بضيق فعلى أي حال لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، لكن إن كان ذلكمحتملاً فلتطع زوجها ولتحتمل ذلك ولتحتسب أجرها والله تبارك وتعالى يشرح صدرها ،ولتسأل الله أن يشرح صدرها .

السؤال :
من يتزوج زوجتين وربما يفضي به الغضب إلى منع أبنائه من بعض الأمور مقابل إباحة شيءللأبناء الآخرين ، محور القضية عدم العدل بين الأبناء أو الزوجات سبب للخلاف كيفيتم حل ذلك ؟

الجواب:
على من تزوج امرأتين فصاعداً أن يعدل بين نسائه ، وأن يتقي الله تعالى ، مثال مماجاء عن الإمام أبي الشعثاء رحمه الله تعالى أنه قال كما جاء في تفسير الألوسي قال : إن لي امرأتين وإني لأعدل بينهما حتى أني أعد القبل . أي يقبل هذه بقدر ما يقبل هذه، لا يزيد في تقبيل هذه عما يكون منه تجاه هذه ، هكذا الحرص على العدل بين النساء .

وبالنسبة إلى الأولاد أيضاً عليه أن يحرص على العدل بينهم ،والنبي صلى الله عليه وسلّم بيّن ذلك عندما جاء بعض أصحابه وأراد أن يعطي بعض بنيهشيئاً من المال قال : أكل ولدك نحلت مثل هذا ؟. .قال : لا . قال : لا تشهدني علىجور . قال : لا أشهد على باطل . وقال : أشهد غيري . ومعنى ذلك أنه معرض عن ذلك ، لايقبل هذه المعاملة ، فهذا يدل على أن الأب عليه أن يعدل بين أولاده ، وأن يتلطف بهمجميعاً ، وأن يحسن عشرتهم جميعاً ، وأن يحرص على أن لا يحس أحد منهم بميله إلىالطرف الآخر أكثر من ميله إليه ، بل يجعلهم سواء ، وهذا لأجل التواد والتراحم فيمابينهم ، ولتكون العلاقة ما بين الأولاد علاقة حميمة قائمة على تقوى الله تباركوتعالى وعلى المودة والمحبة والوئام ، لا أن تكون علاقة تنافر وتشاجر ما بين هؤلاءالأولاد فإن ذلك ليس من مصلحة الأب في حياته ولا في مماته ، فليتق الله وليحرص علىالعدل بينهم .

السؤال :
هل يصح قطع النسل إذا وجد مرض وراثي مشترك بين الزوجين ؟

الجواب :
الضرورة تقدر بقدرها ، فإن كان ذلك أمراً متيقناً ويفضي إلى ما لا يحتملفإن ذلك يقدر بقدره .

تمت الحلقة بعون الله تعالىوتوفيقه














schg Hig hg`;v2 lk [lh]n hgNovm 1424iJ KhglJJ,q,u: Hp;hl hgHsvm ,Hszgm Hovn Hovn Hp;hl lil lk hgH[vm hgHsvm hg`;v2 [lh]n schg ,Hszgm K





توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس