منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - مقتطفات رائعة (مقالات منوعة)
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 11-17-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



كيف يجعل المسلم نفسه صانع حضارة ؟ 2-2
إبراهيم العربي .. سيظل للحضارة الإسلامية صنّاع على مرّ العصور لأن دين الإسلام هو الدين الخالص الذي تكفّل الله تعالى بحفظه
لو رجعنا لنصوص القرآن الكريم وما فيها من تحفيز للهمم ودعوة إلى العلم والتعلم والنشاط وعدم الكسل لأصبحنا سادة الأمم
مفتاح حضارة أي أمة من الأمم هو العلم , ولن يتأتى هذا العلم إلا بالقراءة
الأخلاق من أعظم الأدوار التي تقوم عليه الحضارات
الأمة الإسلامية مطالبة بمسايرة العصر وعلى الشباب أن يغتنم وقت فراغه في تحصيل العلوم ليرتقي بنفسه إلى سلم المجد

أجرى اللقاء ـ أحمد بن سعيد الجرداني
إن الوصول إلى غاية المجد يتطلب مثابرة متواصلة, وهذا ليس ببعيد على أصحاب الهمم العالية الذين يستمدون قوتهم من خالق الأرض والسماوات وهو القادر على كل شيء سبحانه وتعالى فهيا لنجعل من شهر رمضان نقطة بدء للوصول إلى الغاية العظمى وهي مرضاة الله تعالى ولنعلن عن حبنا لديننا الحنيف ونتمسك بمبادئه الكريمة وساعتها سنجد طريق المجد ينادينا إن شاء الله تعالى.
وأن لكل أمة من الأمم ماضٍ تعتز به, وحضارة تحاول نشرها على سائر الأمم الأخرى بشتى الطرق وهذا من حق الجميع, وصناعة الحضارة بالنسبة للمسلم لها أهمية كبرى يجب أن يراعيها ويعمل من أجل نشرها وتعريفها للبشرية جمعاء فهذا واجب كل مسلم ومسلمة كل في موقعه ..
وكل ذلك سنتناوله من خلال هذا اللقاء الطيب مع إبراهيم السيد العربي إمام وخطيب بجامع سوق مطرح الكورنيش بولاية مطرح حيث دار بيننا جمل من النقاط ..
ـ الحضارة الإسلامية لها صنّاع عظام خدموا هذه الأمة هل لكم من وقفة ؟

نعم الحضارة الإسلامية صنعها رجال عظام أولهم سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم فلقد جاء بالدعوة الإسلامية وكان في وجود حضارتين كبيرتين هما حضارة الروم , وحضارة والفرس ولكن هاتين الحضارتين أتعبت أصحابها وشقوا بها كانت نهايتها إلى زوال . لكن حين جاء الإسلام بحضارته جذب إليه كل الطوائف من فقراء وأغنياء حتى من داخل حضارة الفرس جاء سلمان الفارسي وترك حضارته وبحث عن الحق وفي سبيل الوصول إليه لاقى الكثير من التعب ومع هذا وصل إلى الحقيقة وكافأه صانع الحضارة الأول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقال ( سلمان منا أهل البيت ).
ومن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء أصحابه الكرام ليكملوا المسيرة وفتحوا البلاد شرقا وغربا ونشروا دعوة الإسلام السمحة , ونشروا الحضارة الإسلامية عن طريق الفتوحات تارة , وعن طريق التجّار العرب المسلمين الذين جابوا الدنيا من مشرقها إلى مغربها وأصبحوا مثالا يحتذي به في الصدق في القول والعمل فدخل الناس في دين الله أفواجا, وسيظل للحضارة الإسلامية صنّاع على مرّ العصور لأن دين الإسلام هو الدين الخالص الذي تكفّل الله تعالى بحفظه إلى أن تقوم الساعة , وبهذه المناسبة أقول لكل مسلم ومسلمة :
بإمكان الجميع الآن في هذا العصر الحاضر عصر العلم والتقدم أن تكونوا أنتم ممن يصنعون الحضارة , أو ممن يساعدون في عودة الحضارة الإسلامية لتعود إلى سابق عهدها بنشر تعاليم الإسلام ونشر الأخلاق الإسلامية العظيمة في كل ساحة تستطيع أن تكون فيها في مجال الطب وسائر العلوم كل في مكانه والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا وأن يعتبر كل منا نفسه مسئول عن هذه الحضارة وعن نشرها .

ـ لكل أمة منهج حضاري فمثلاً الأخلاق من القيم الحضارية التي تبنى عليها الأمم فما دور الأخلاق في بناء الأمم ؟ .
دور الأخلاق من أعظم الأدوار التي تقوم عليه الحضارات وكان من أهم ماجاء به رسول الله وكوّن من أجله الحضارة الإسلامية هو إتمام مكارم الأخلاق الم يقل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ومكارم الأخلاق هذه هي سبب بقاء الأمة الإسلامية حتى الآن شامخة وأعدائها يحاولون النيل منها ولن يستطيعوا لأن بقاء الأخلاق يضمن بقاء الأمم ( قال الشاعر ) .
( إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا ).
فالحمد لله العلي الأعلى أن وفق المسلمون وجعلوا لمكارم الأخلاق دور ظاهر جليّ في حياتهم عامة فتجد مثلاً علاقة الزوج مع زوجته , والأب مع أبنائه والجار مع جاره , والمسلم مع أخيه المسلم, كل هذه العلاقات تقوم على حسن الخلق, وإذا حافظ المسلمون على هذه المقومات فإنها ستضمن بقاء الأمة الإسلامية بحضارتها عالية شامخة إلى أن تقوم الساعة .

ـ كلمة ( اقرأ) هي مفتاح الحضارة وحتى اليوم مع أبعاد الحياة العصرية , فما هو دور المؤسسات في تكوين عناصر بشرية فاعلة قادرة على الاستيعاب الموضوعي للمعطيات الحضارية والانفتاح على التيارات المختلفة ؟

نقول إن مفتاح حضارة أي أمة من الأمم هو العلم , ولن يتأتى هذا العلم إلا بالقراءة وأمة الإسلام هي أمة القراءة ويكفينا أن نعلم أن أول ما نزل من الوحي علي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ( اقرأ ) معنى ذلك أننا مطالبون بالقراءة الهادفة الموصلة إلى العلم الذي به تتقدم الأمة الإسلامية على سائر الأمم ودور المؤسسات هو تكوين كوادر تتحصن بالعلم والمعرفة ومجاراة التقدم العلمي الرهيب, فإذا وجدت مؤسسات وبها كوادر غير مؤهلة فواجب هذه المؤسسات أن ترتقي بالعاملين فيها بإقامة دورات تأهيلية وعلى أعلى المستويات التي بسببها تتقدم هذه المؤسسة وتنفع مجتمعها وفي نفس الوقت تستوعب الأيدي العاملة بكل طاقاتها في خدمة وطنها علميا ومهنيا , ويجب أن تنفتح كل مجالات الحياة أمام الكوادر الشابة المؤهلة ونستوعبها ونترك لها الفرصة حتى تثقل من مهاراتها ومع مرور الوقت يتوفر لدينا طاقة تتباهي بها أمام الأمم الأخرى.
إن الإسلام يدعونا إلى العلم . فلماذا نتأخر عن كل الأمم ؟ إن الإسلام يدعونا إلى التقدم في كل المجالات فلماذا تأخر المسلمون عن الركب ؟ إن الإسلام يدعونا إلى الوحدة والتماسك , فلماذا تخاذلنا وتفرقنا فأصبحنا حديث كل الأمم ؟.إن الإسلام يدعونا إلى القوة فلماذا نضرب أروع الأمثلة في الضعف والهوان حتى على أنفسنا؟
إن الأمر جدّ خطير ولابد من أن ننهض من غفلتنا وننفتح على التيارات المختلفة ونتعلم منها ما يساعدنا علي مسايرة هذه الأمم في تقدمها العلمي والتقني ووالله الذي لا إله إلا هو: لو رجعنا لنصوص القرآن الكريم وما فيها من تحفيز للهمم ودعوة إلى العلم والتعلم والنشاط وعدم الكسل لأصبحنا سادة الأمم . إن في القرآن الكريم آية يخاطب الله تعالى فيها مريم بنت عمران بعد أن وضعت رضيعها عيسى عليه السلام قال تعالى ( وهزّي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ) لو فكرنا قليلا ؛ هل هذه المرأة الضعيفة الخارجة من وضع رضيعها عندها القدرة على أن تنهض وتهزّ هذه الشجرة ليتساقط منها الرطب فتأكل لتستطيع أن ترضع طفلها ؟ إن في هذا دعوة للعمل وعدم التواكل على الغير حتى في أحلك المواضع وأشدها. إن الأمة الإسلامية مطالبة بمسايرة العصر وعلى الشباب أن يغتنم وقت فراغه في تحصيل العلوم ليرتقي بنفسه إلى سلم المجد ولابد من القراءة المفيدة التي نحصّل بها العلوم النافعة, والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا .
منحة من الخالق للمخلوقين
ـ لا ننس ونحن نعايش أجواء روحانية هذا الشهر يجب على الأمة أن تجدد الولاء وتبدأ من الآن في إيجاد طرق لتنطلق إلى المجد في رأيكم كيف يكون ذلك ؟
نقول إن شهر رمضان نعمة من الله تعالى وإن شئت قلت هو منحة من الخالق للمخلوقين , كي يغتنموها في طاعة الله تعالى والتقرب إليه بجميل الطاعات . فواجب على الأمة اغتنام هذه الفرصة وعندما نقول ( الأمة ) فالمقصد منها كل فرد في هذه الأمة الإسلامية كلُ في موقعه فالبيت عليه واجبات , والإعلام بكافة أنواعه المقروء والمسموع والمشاهد عليه واجبات, وكل من يستطيع أن يخدم الإسلام في موقعه المتواجد فيه فلينهض ولا يتأخر فالفرصة أمامه لأن الله تعالى سيسأل كل إنسان على ما قدم وأخر في دنياه ,.
ورب العالمين منحك هذا الشهر بوقته الذي يمر بسرعة البرق فانهض أخي المسلم وأنهضي أختي المسلمة إلى عمل يرضى عنك به الله تعالى. والعمل الصالح كثير ولا يستصغر أحدا أي عمل صالح يقوم به لأن الله تعالى يقول ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) ورسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بالعمل الصالح في أيام هذا الشهر الكريم والأحاديث كثيرة في هذا المقام .
وعلى الجميع أن يبحث عن طرق المجد التي بها تتقدم الأمّة المسلمة وأول طريق للمجد هو: إتباع منهج رب العالمين في شتى أمور الحياة , وبعدها نسلك طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومن بعده الآثار الواصلة إلينا من جيل الصحابة ومن بعدهم التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبالمناسبة هذه : أقول لبعض المسلمين الذين هم منبهرون بتقدم الغرب أو الشرق أقول لهم:لا تنبهروا فعندكم الإسلام العظيم . ارجعوا إلى تعاليمه واتبعوها واعتزوا بكونكم من المسلمين , وأعلنوها للناس صريحة مدوية أنكم مسلمون , وبكتاب ربكم متمسكون , ولهدي حبيبكم محمد متبعون , ساعتها تصبحون سادة الدنيا وأمرائها ويشير إليكم الناس بالبنان , وتصبحون ممن يحبهم الله تعالى لأنكم آمنتم به واتبعتم ما أمركم به قال تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )
إن الوصول إلى غاية المجد يتطلب مثابرة متواصلة , وهذا ليس ببعيد على أصحاب الهمم العالية الذين يستمدون قوتهم من خالق الأرض والسماوات وهو القادر على كل شيء سبحانه وتعالى فهيا لنجعل من شهر رمضان نقطة بدء للوصول إلى الغاية العظمى وهي مرضاة الله تعالى ولنعلن عن حبنا لديننا الحنيف ونتمسك بمبادئه الكريمة وساعتها سنجد طريق المجد ينادينا إن شاء الله تعالى .

ـ في هذا اللقاء الطيب والسريع هل من كلمة ونحن نعيش أجواء هذا الشهر الفضيل؟
الكلمة التي أختتم بها هذا الموضوع المهم للغاية هي نداء نتوجه به لكل مسلم ومسلمة ينشدون العُلى ويحبون دينهم ووطنهم, أقول لهم : احرصوا على تحصيل العلم , ونمّوا قدراتكم بالقراءة المفيدة التي بها تُحصّلون العلوم وتواكبون عصر العلم فهذا وقت القراءة والعلم ولأن ديننا الحنيف يدعونا إلى العلم فلنتعلم ولنأخذ العلم من ينابيعه الصافية وإلى الشباب أقول : حددوا هدفكم وابذلوا في سبيل الوصول إليه كل ما تملكون وإن شاء الله ستصلون إلى غايتكم وهدفكم المنشود طالما أنكم استعنتم بالله تعالى وتمسكتم بهدي رسوله صلى الله عليه وسلم والله تعالى سيخلّد ذكراكم ويوفقكم إلى ما يحبه ويرضاه فنسأل الله تعالى في هذا الشهر أن نتخلّص من ذنوبنا وخطايانا وأن نكثر من الدعاء الذي تعلمناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا وهو ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا) .

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس