منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - من مميزات الإباضية
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 01-13-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



ثالثا: فريضة الولاية والبراءة

تُطبِّقُ الإباضية هذهالفريضة ، ولا يوجد هذا مع غيرهم ، فهذا مثلاً صاحب البداية والنهاية ذكر في ترجمةقتيبة بن مسلم أنه زَلَّ زلة كان فيها حتفه ، وفعل فَعلةً رَغِمَ فيها أنفُه ، وخلغالطاعة فبادرت المَنِيَّةُ إليه ، وفارق الجماعة فمات ميتةً جاهلية ، ثم قال: "لكن سبق له منالأعمال الصالحة ما قد يُكَفِّرُ الله به سيئاته ويضاعف به حسناته ، والله يسامحهويعفو عنه ويتقبل منه ما كان يكابده من مُناجَزَة الأعداء - رحمهالله". فهذا التخبيط بعينه ،فلعمري ما يُرجَى لمن مات ميتة جاهلية؟ "أَفَنَجْعَلُ المُسْلِمِينَ كَالمُجْرِمِينَ مَالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ" (سورةالقلم 35-36). فانظر وقارن بين هذا وبين ما فعله الإباضية عندما قُتِلَ بنو عمإمامهم الجلندى بن مسعود ، بكى الإمام ، فقال المسلمون: أتبكي رأفة على هؤلاء البغاة إذهم بنو عمك؟ إعتزل عن المسلمين؛فاعتزل ، كل هذا الذنب الذي فعله ، وقد فعل ذلك قبله أبو حُذيفة - رضي الله عنه -لما قُتِل أبوه في بدر ، لكنهم - جزاهم الله خيراً - لم تأخذهم في الله لومة لائم ،وما كانت أعمالهم وأقوالهم إلا ناصعة البياض في كل شيء ، بعيدين عن المُداهنة فيالدين ، قوامين بالقسط ولو على أنفسهم والوالدين والأقربين ، مطبقين للكتاب والسنةتطبيقاً لا يمتري فيه اثنان ، يقول الله سبحانه: "وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَوَالمُؤْمِنَاتِ" (سورة محمد 19). ويقول تعالى: "مَا كَانَ لَلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْيَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِيقُرْبَى" (سورة التوبة 113) ،وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن مسعود: "أيُّ عُرَى الإسلام أوثق؟قال: الله ورسوله أعلم. قال: "الوَلاية في الله والبغض فياللهوهذه حقيقة الإيمان عندالإباضية ، فمن لم يَدِن بها فلا دين له ولا وِلاية له ، هذه قضية انفرد بهالإباضية دون غيرهم من الفرق الإسلامية فضلاً من الله عليهم ، لم يُساووا بينالمؤمن التقي والعاصي الشقي في المعاملة: "إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّالفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَابِغَائِبِينَ" (سورة الإنفطار 13-16). فهل المحارب لله تعالى من الأبرار حتى نتولاه أو على الأقل أن ننزله منزلةالطائع ، والله وَلِيُّ الخلق وربهم فرق بينهم ، إن هذا لهو المُصادمة للحق ، وكأنالقوم شركاء الله في تصرفاته.


رابعا: الوعد والوعيد

إن الإباضية اتَّزَنُوافي عقائدهم ولم تستولِ عليهم الأهواء ، ولا الأخبار المجتثة ، فلم يُعِدُّوا للعصاةالجنة لأنها ليست مُلكاً لهم يدخلون فيها من شاؤوا ويُبعِدون من شاؤوا ، بليَعِدُون بها من وعدهم الله ، ويُبعِدون عنها من أبعدهم الله ، فالله سبحانهبَيَّنَ في وصف الجنة أنها: "أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" ولم يقل للمسلمين ، فهم متمسكون بهاتين الآيتين لايعرفون غير طريقها ؛ قوله تعالى: "بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِخَطِيئَتُهُ فَأُلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارَ هُمْ فِيْهَا خَالِدُونَ ، وَالَّذِينَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجّنَّةِ هُمْ فِيْهَاخَالِدُونَ" (سورة البقرة 81-82). لا يَعْدُل الإباضية عن صريح هذه الآيات إلى نقلٍ آحادي ، الله أعلم بصحته ، يقول: "أعددتُشفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" فكأنهم يقولون: يا مسلم بعد أن تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله لا تبالي بماتفعله من المعاصي فإنك لا بد أن تدخل الجنة ، إما بشفاعة الرسول - صلى الله عليهوسلم - ؛ والله تعالى يقول: "مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيْعٍيُطَاعُ" (سورة غافر 18). وإماأن تدخل الجنة بعدما تُعذَّب قليلاً بقدر عملك ، وقد قال اليهود قبلهم ذلك: "وَقَالُوا لَنْتَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِعَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُوْلُوْنَ عَلَى اللهِ مَا لاَتَعْلَمُونَ" (سورة البقرة 80) ،وإما أن تدخل تحت المشيئة ؛ فيشاء الله أن يرحمك وإن خالفته وعصيته والله سبحانهشاء - كما أخبرنا - أن يخلده في النار ، فلذلك انهمكت الأمة الإسلامية في المعاصيولم تبالِ بما يأتي منها ، لأنها لا تحاذِر شيئاً ، فقد وعدهم علماؤُهم أنهمسيدخلون الجنة ، وهذه ثغرة إستغلها أعداء الإسلام فدخلوا على المسلمين منها ، ولولم يكن علماء المسلمين فتحوا الباب على مصراعيه ، لما استطاع أعداؤُهم أن يلِجواعليهم ؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ويُروَى أن عمر بن الخطاب رضوان الله عليهأرسل جيشاً إلى فارس ، فجاءه المبشر بالفتح فسأل عن المقاومة كم كانت؟ قال: من غُدوةٍ إلىالرَّواح ثم فتح للمسلمين ، فقالعمر: إنا لله وإنا إليه راجعون ، بدلتم بعدي أو بدلتُبعدكم؟ يقوم الشرك في وجه الإسلام من غُدوةٍ إلىالرَّواح؟
والسيئة في الآية معناها الذنباليسير كما جاء في لغة العرب ، وأحاطت به كثرت حتى لم يجد مَخْلَصاً منها ، لأنهيُذنِب فلم يتب حتى استولت عليه الذنوب ، ولا دخل للشرك في هذه الآية حتى يقال إنهيعني بالسيئة الشرك.
خامسا: تنزيه الله

إن الإباضية نَزَّهواالله سبحانه وتعالى تنزيهاً يليق بجلاله ولم يشبهوه بخلقه تعالى ، ولم يقولوا (بليردوا مثل هذا القول الذي يصادم النصوص): "إن اللهيأتي يوم القيامة إلى أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - فلا يعرفوه؟!! حتى يكشف لهمعن ساقه؟! فيعرفونه بهافيتَّبِعونه!!!! يقولون: إنهم أخذوا ذلكمن صحيحي البخاري ومسلم ، يتأولون قول الله تعالى: "يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْسَاقٍ" (سورة القلم 42).
فلله العجب! أين ذهبت عقولُ هؤلاء الناس؟ وتجنبواالعربية في الساق وأولوه على حسب ما يَهْوَوْن!! فإذا كان لله ساق فأي امتياز لهعلى غيره ، يلزم القائلين بذلك أن يردوا قول الله سبحانه: "لَيْسَ كَمِثْلِهِشَيْءٌ" (سورة الشورى 11). فلعمْرُ الحق ، من كانت هذه صفته ، وهو يَبرُز لخلقهكما يبرز ملوك الدنيا ، إذاً سيكون مثله أشياء وأشياء ... سبحان الله والحمد للهعلى هدايته ، فلله دَرُّ الإباضية كيف وقعوا على الحقيقة ووقفوا على الإستقامةوالطريقة ولم يُفَرِّطوا في ذرة من حقوق الله سبحانه الواجبةوالمستحيلة.
وما توفيقي إلابالله.

هذه نبذةٌ يسيرة مماامتازوا به للتنبيه لا للإستقصاء ، ويقول واصفُهم أبو مسلم الرواحي:

أئمةٌ حُفِظَ الدينُ الحنيفُ بهم ************ من يوم ِقيل َلدينِا للهِ أديانُ

صِيدٌ سُراةٌ أُباة ُالضَّيْمِ أُسْدُ شِرى ********** شُمْسُ العز ائِمِ أوَّاهونَ رُهبانُ

سُفْنُ النجاة ِهُداةُ الناسِ قادتُهُمْ *************** طُهْر ُالسَّرائِر ِللإسلامِ حيطانُ

تَقَبَّلو امِدَحَ القرآن ِأجمَعَها *************** إذا استحق مديحَ اللهِ إيمانُ

جَدُّوا إلى الباقياتِ الصالحاتِ فَلَمْ ********* يَفُتْهُم ُفي التُّقَىسِرٌّو إعلانُ

على الحَنيفِيَّةِ الزَّهراءِ سَيْرُهُمُ *********** والوَجْهُ والقَصْدُ إيمانٌ وإحسانُ

بِسِيرَةَ العُمَرَيْن ِاسْتَلأَمُوا وَسَطَوْا *********** لِشَرْبَةِ النَّهْرَ وَانِ الكُل ُّعَطْشانُ

صُعْبُ الشَّكائِم ِفي ذاتِ الإلَه ِفَإِنْ********* حَناهُمُ الحَقّ ُعن مَكْرُوهِه ِلانُوا

مُسَوِّمِينَ لِنَصْرِ اللهِ أنْفُسَهُمْ ********** أَرْواحُهُم ْفي سَبِيل ِالله ِقُرْبانُ

أئِمَّتِي عُمْدَتي دِينِي مَحَجَّتُهُمْ *********** غَوْثِي إذا ضاقَ بِي في الكَوْنِ إِمْكانُ





لا يَقْبَل ُالله ُدِيناً غَيْر َدِيْنِهِمُ ********** وَلايَصِحُّ الهُدَى إلا بمادَانُوا

مِنْ عَهْد ِبَدْر ٍوَأُحْدٍ لاتُزَحْزِحُهُمْ ********* عَنْ مَوْقِفِ الحَقّ ِأَزْماتٌ وأَزْمانُ

حَقِيقَةُ الحَقّ ِمادَانُو ابِه ِوَأَتَوْا *********** وَمَا عَدَاهُ أَخَالِيط ٌوَخُمَّانُ

إِنْ يَشْرُ فِالنَّاسُ في الدُّنيا بِثَرْوَتِهِمْ ********* فَثَرْوَةُ القَوْمِ إخْلاصٌ وإتْقانُ

للهِ ماجَمَعُوا لله ِماتَرَكُوا ********** للهِ إنْ قَرُبُوا للهِ إنْ بَانُوا

أزْكَى الصَّنِيعيْنِ ماكانَا لهُدَى مَعَهُ ******* لَدَيْهِمُ وَلَه ُفي الحَقِّر ُجْحَانُ

تَراهُم ُفي ضَمِيرِ اللَّيْل ِصَيَّرَهُمْ ********* مِثْل َالخَيَال التَسْبِيح ٌوَقُرْآنُ

هُمُ الإبَاضِيَّةُ الزُّهْر ُالكِرَامُ لَهُمْ ******** بِعِزَّةِ اللهِ فَوْق َالخَلْقِ سُلْطَانُ

لايُعْرَف ُالعَدْل ُإلاَّفِياسْتِقَامَتِهِمْ ******* لَمْ يُوفِ إلاّ َلَهُم ْفِي العَدْل ِمِيزَانُ

فِي الذَّب ِّعَنْ حُرُمَاتِ الله ِشَأْنُهُمُ ******* لاشَأْنَ دُنْيَاهُم ُنَيْلٌ وَحِرْمَانُ

ضَنُّوا بِبُلْغَةِ مَحْياهُم ْعَلَى بَشَرٍ *******مِنْه اكَأَنَّ هُم ْبِالبُلْغَةِ اخْتَانُوا
سِيما التَّعَفُّفِ تَكْسُوهُمْ جَلال َغِنىً **** فَالقَلْب ُفِي شِبَعٍ والبَطْنُ خَمْصَانٌ

تَمَثَّلَت ْلَهُمُ الدُّنْيا فَمَا جَهِلُوا ****** حَقِيقَةَ الأَمْرَ أَنّ َالعَيْشَ ثُعْبانُ

جازُوا الجُسُور َخَفَافَا لحَاذِ وَقْرُهُمُ ****** زُهْدٌو َخَوْفٌ وَإصْبار ٌوَشُكْرانُ

فَازَ المُخِفُّونَ منْ دَارِ الغُرُور ِفَلا ******* خَوْفٌ عَلَيْهِم ْوَلابِالقَوْم ِأَحْزَانُ


إلى آخِر ما قاله هذا النابغة في وصفهم في قصيدته المسماة "الفتح والرضوان" عليهم وعليه رحمة اللهورضوانه

تم بحمد الله.


لا تنسوني من دعائكم


التعديل الأخير تم بواسطة الامير المجهول ; 01-13-2011 الساعة 11:48 AM

رد مع اقتباس