منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - الحق المبين في براءة الإباضية من الخوارج المارقين
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 01-05-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 8 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



وقد يحصل هذا الخلط واللبس ومجانبة الصواب ، نتيجة لإجتهاد ذلك العالم أو الراوي ، فيخطيء في إجتهاده ، وإما إتباعاً منه للظن وكما هو معلوم قول الله تعالى :" وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36) " . وأما أن يكون ذلك تعمداً منه على تشويه صورة الحق وتعتيمها للأسباب التي أسلفنا ذكرها من تعصبٍ مذهبي وسياسي .
وهذه الحقيقة لا يمكن التغاضي عنها ، وقد صرح بها بعض العلماء ، أذكر مثالاً ما قاله الشيخ إبن تيمية في " منهاج السنة " الجزء الرابع , صفحة 543 ، إذ يقول :
" أن الرجل العظيم في العلم والدين من الصحابة ، والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة , أهل البيت وغيرهم , قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن ، ونوع من الهوى الخفي ، فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي اتباعه فيه ، وإن كان من أولياء الله المتقين ، ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة "
أذكر أيضاً ما أورده الشيخ القنوبي ( الطوفان , ص 9 " هامش " ) من كلام بعض العلماء في هذا الجانب منها :
• ما قاله الشيخ أبو الحسن الأشعري في " المقالات " ج1 ص33 :
" ورأيت الناس في حكاية ما يحكون من ذكر المقالات ، ويصنفون في النحل والديانات ، من بين مقصر فيما يحكيه ، وغالط فيما يذكره من قول مخالفيه ، ومن بين متعمد للكذب في الحكاية إرادة التشنيع على من يخالفه ، من بين تارك للتقصي في روايته لما يرويه من إختلاف المختلفين ، ومن بين من يضيف إلى قول مخالفيه ما يظن أن الحجة تلزمهم به ، وليس هذا سبيل الربانيين ولا سبيل الفطناء المميزين " .
• ما قاله الفخر الرازي كما في " المذاهب " لعبد الحميد عرفان ص39 : " هذا الأستاذ ( البغدادي ) شديد التعصب على المخالفين فلا يكاد ينقل مذهبهم على الوجه " .
• ما قاله العلامة إبن السبكي الشافعي في " طبقات الشافعية الكبرى " , ج1 ، ص 90-91 :
" وهذا إبن حزم رجل جريء بلسانه متسرع إلى النقل بمجرد ظنه ، هاجم على أئمة الإسلام بألفاظه . وكتابه هذا " الملل والنحل " من شر الكتب ، وما برح المحققون من أصحابنا ينهون عن النظر فيه " . إنتهى ما أورده الشيخ القنوبي .
نضرب مثالاً على ذلك بالشهرستاني في كتابه " الملل والنحل " ، إذ يقول الشهرستاني : ( وشرطي على نفسي أن أورد مذهب كل فرقة على ما وجدته في كتبهم ، من غير تعصب لهم ، ولا كسر عليهم ، دون أن أبين صحيحه من فاسده ، وأعين حقه من باطله ) .
فهل إتبع الشهرستاني منهجه كما قال عند حديثه عن الفرق في كتابه " الملل والنحل " ؟؟
والجواب على هذا أن الشهرستاني لم يتقيد بمنهجه كما قال ، بل خالفه مخالفات صارخة ، منها أنه عد الإباضية في عداد الخوارج ، ثم وصفهم ب " المارقة " !!!
فسبحان الله الذي لا إله إلا هو ، كيف قال الشهرستاني :" وشرطي على نفسي أن أورد مذهب كل فرقة على ما وجدته في كتبهم " ، ثم خالف ذلك الشرط !!
فهل يعقل أن يرد في كتب الإباضية أنهم يسمون أنفسهم بالخوارج ، وأنهم يصفون أنفسهم بالمارقة !!؟؟
والحقيقة التي لا مرية فيها ، أن الإباضية أعلنوا البرءاة من الخوارج ، وكفروهم وخالفوهم في عقائدهم وما جاءوا به من مخالفات لشرائع الإسلام . وسأورد أقوال علماء الإباضية في البراءة من الخوارج لاحقاً .

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس