منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - غزوة بدر نصر وتفاؤل
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 08-18-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



منذر السيفي: ما يحصل للمسلمين في هذا العصر من انتكاسات وهزائم إنما يعود إلى عدم نصرتهم لدين ربهم وإشتغالهم باللهو واللذات والشهوات
الغاية والهدف من التضحيات .. ابتغاء مرضات الله ونيل الشهادة في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى
الشورى من أسباب انتصار الإسلام على الكفر
على المسلم أن يجعل من هذه الغزوة انتصارا على نفسه من الشهوات والمعاصي

أجرى اللقاء ـ أحمد بن سعيد الجرداني :
شهر رمضان المبارك يعلمنا الصبر والجهاد والتفاؤل رغم منغصات الحياة فقد كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم كلها تفاؤل وما دخل التشاؤم إلى قلبه طرفة عين ولم يكن صلى الله عليه وسلم متشككا في نصر الله تعالى إياه، ونحن في هذه الأيام نعيش أجواء تاريخية حول غزوة بدر الكبرى؛ لما لهذه الحادثة من دروس وعبر نواصل ما تبقى من هذا اللقاء مع منذر بن عبدالله السيفي إمام وخطيب وواعظ بولاية نزوى ...

الغاية والهدف والتوكل
ما هي الغاية من التضحيات التي قدمتها الطائفة المؤمنة من مهاجرين وأنصار في غزوة بدر الكبرى؟
الغاية والهدف من تلك التضحيات ابتغاء مرضاة الله ونيل الشهادة في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى في الأرض ودخولهم منازل الشهداء في جنات عدن مفتحة لهم الأبواب وما عند الله خير وأبقى
.
في غزوة بدر ظهر صدق التوكل كيف كان ذلك ؟
ظهر صدق التوكل عند المؤمنين إصرارهم على مواجهة المشركين الذين يفوقونهم عددا وعدة وفي العرف النظري أن العدد الكبير يفوق العدد الصغير ولكن هؤلاء القوم أشربت قلوبهم إيمانا وحبا لنصرة دين الله بالإضافة إلى كل هذا رفض النبي صلى الله عليه وسلم الاستعانة بالمشركين على المشركين أنفسهم مع مسيس الحاجة إليهم تقول السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة وشجاعة ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم به فلما أدركه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم جئت لأتبعك وأصيب معك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " تؤمن بالله ورسوله " قال : لا قال " فارجع فلن استعين بمشرك " قالت ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل فقال له كما قال أول مرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما قال له في المرة الأولى " فارجع فلن استعين بمشرك " قالت : ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل فقال كما قال أول مرة ورد عليه صلى الله عليه وسلم بمثل مارد عليه أول مرة . قالت ثم رجع فأدركه بالبيداء قال له كما قال أول مرة " تؤمن بالله ورسوله " قال نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فانطلق" ومما يدل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وحسن توكله أنه كان يبشر أصحابه بالنصر المبين على كفار قريش المكذبين.

الأسباب
ما سبب انتصار المسلمين في غزوة بدر وما سبب خسارة المشركين ؟
سبب ذلك أن بعض المشركين تولى كبره ولم يأخذ بالنصيحة ومن جملة هؤلاء أبو جهل حينما نصحهم رجل من أكابر قوادهم وأشرافهم وسادتهم واسمه عتبة بن ربيعة فنهاهم عن القتال وقال يا قوم إني أرى قوما مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم خير يا قوم اعصبوها اليوم برأسي وقولوا جبن عتبة بن ربيعة وقد علمتم أني لست بأجبنكم " فلما سمع ذلك أبو جهل فقال " انت تقول هذا والله لو غيرك يقول لأعضضته قد ملأت رئتك أي جوفك رعباً فقال عتبة إياي تعير يا مُصفر استه ستعلم أينا الجبان " ومعنى مصفر استه قيل أنها عبارة عن الترفه وهذا ما ذهب إليه الزمخشري وقال ابن الأثير " رماه بالأنبة وأنه كان يزعفر استه وقيل هي كلمة تقال للمتنعم المترف الذي لم تحنكه التجارب والشدائد وقيل قصد بهذه العبارة المبالغة ثم قال أبو جهل في غرور وكبرياء "انتفخ والله سحره حين رأى محمدا وأصحابه إنما محمد وأصحابه كأكلة جزور ولو قد التقينا " فقال عتبة ستعلم من الجبان المفسد لقومه أما والله إني لأرى قوما يضربونكم ضربا أما ترون كأن رؤوسهم الأفاعي وكأن وجوههم السيوف " أما سبب نصر المؤمنين أخذهم بالمشورة فقد أخذ رسول الله صلى الله عليه سلم بمشورة بعض أصحابه في الاستلاء على بئر بدر والدعاء حيث كان صلى الله عليه وسلم يدعوا ربه بهذا الدعاء " الله أنجز لي ما وعدتني اللهم آت ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض " ومع هذا الإلحاح نزل قول الله تعالى " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين " فأمد الله أتباعه بالملائكة.

لا تمثل الطاقة العسكرية!
من وجهة نظركم هل القوات التي صاحبت النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوة تمثل الطاقة العسكرية ؟ولماذا؟
لا القوات التي خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمثل الطاقة العسكرية كلها للمسلمين والسبب أن رسول الله صلى عليه وسلم لم يخرج أصلا للقتال وإنما خرج لاعتراض قافلة تجارية قادمة من الشام ومما يدل على ذلك قول سيد المرسلين " هذه عير قريش فيها أموالهم فأخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها " ولم يكن يعلم المسلمون أن نتيجة هذا الخروج سينتج عنه مواجهة قريش وحلفائها الذي يبلغ تعدادهم ألفا معهم مائتا فرس يقودونها إلى جانب جمالهم ومعهم القيان يضربن بالدفوف ويغنين بهجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من حين لم يكن مع المسلمين إلا فرسان وكان معهم سبعون بعيرا يتعاقبون عليها .

هل حدث انشقاق بين المشركين بعد أن وصلهم خبر سلامة القافلة من استيلاء النبي صلى الله عليه وسلم لها ؟
نعم حدث انشقاق فقد انشق بنو زهرة وبني هاشم وعادوا إلى مكة نصحهم الأخنس بن شريق أما بنو هاشم كان يقودهم طالب بن أبي طالب وكانت قريش قد اتهمتهم بأن هواهم مع محمد صلى الله عليه وسلم .

ما هو الأسلوب الجديد الذي انتهجه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن معهودا عند العرب في غزوة بدر وما الهدف منه ؟
تنظيم النبي صلى الله عليه وسلم جيشه على هيئة صفوف والهدف منه تقليل خسائر الجيش ويعوض عن قلة العدد أمام العدو ويمكن من إحكام السيطرة .
بدأت الغزوة بالمبارزة بين الطرفين هل كان لهذه المبارزة تأثير على الطرفين المتحادين ؟
نعم كان لهذه المبارزة تأثير على الطرفين حيث بدأ القتال بمبارزات فردية فقد خرج من جانب المشركين عتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة بن ربيعة وشيبة بن عتبة بن ربيعة ومن جهة المسلمين خرج عم النبي صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب وصهره وإبن عمه علي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث وفي هؤلاء نزل قوله تعالى ".


} هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ
مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ {19} يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ {20} وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ {21} كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
{22} إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ {23}

قبل أن نختم لقاءلنا هذا ما هي توجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه في هذه الغزوة ؟
" إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم " ومن ثم حرضهم على الجهاد .
إذن في نهاية لقاء هذا ما هي الدروس والعبر المستخلصة من هذه الغزوة المباركة ؟
إن من الدروس العظيمة المستفادة من هذه الغزوة أن المسلمين إنما يقاتلون أعدائهم بهذا الدين وإنهم إنما ينصرون بنصرهم لله وإقامة دينه وشرعه " يا أيها الذين ءامنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " وإن ما يحصل للمسلمين في هذه العصور من انتكاسات وهزائم إنما يعود إلى عدم نصرتهم لدين ربهم وإشتغالهم باللهو واللذات والشهوات قال تعالى " وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم " وحري بالمسلم أن يجعل من هذه الغزوة انتصارا على نفسه من الشهوات والمعاصي وأن يستبدل معصية ربه بطاعته سبحانه كما حقق الله تعالى النصر للمسلمين في هذه الغزوة والإنسان في حرب مع نفسه والشيطان والهوى فعليه أن يجاهد من أجل أن ينتصر عليها ولا يكون ذلك إلا بشحذ الهمم والتوبة إلى الله واستغلال الوقت في كل نافع ومفيد فمن لم يشغل نفسه بطاعة الله شغلته بالمعصية والله تعالى المستعان ومن الدروس ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم بقتلى المشركين وأسراهم الذين أذوه وسبوه وطردوه من مكة المكرمة وعذبوه وعذبوا أصحابه ومع ذلك كله يأمر بدفن أمواتهم ثم يأمر صلى الله عليه وسلم بإكرام أسراهم ويوصي بهم خيرا ويقبل منهم الفدية لأن ديننا يعلمنا أن الحرب في الإسلام فضيلة وتعاليم الإسلام فوق تصفية الحسابات ومن الدروس أن كل من لجأ إلى الله كفاه وحفظه ووقاه إذ أن الدعاء هو سلاح المؤمن الذي ينبغي أن يتسلح به أمام كل مدهلمة تنزل على المرء مهما كان حجمها ونحن نجد في هذه الغزوة مدى إلحاح النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء واللجوء إليه سبحانه وتعالى لكشف الغماء ومن الدروس أنه لابد لليل أن ينجلي وللنهار أن يسفر وإن مهما اشتد من عسر فإن اليسر يلحقه وإن النصر لا يكون بالعدد والعدة وإنما بالإيمان الصادق وإخلاص النية له سبحانه وتعظيم ما أمر الله والانتهاء عما نهى الله عنه .

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس