منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - اللمعة المرضية من أشعة الاباضية
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 01-17-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



أهل النهروان ثم المرداس بن حدير الشهير بابي بلال رضي الله عنه وعنهم وكانت له سير وأخبار وكرمات تذهل العقول وكان من أئمتهم بحضرموت طالب الحق عبدالله بن يحيى وسليمان بن عبدالعزيز وحمد بن سليمان وكان من أئمتهم بالمغرب أبو الخطاب المعافري وأبو حاتم الأول وعبدالرحمن بن رستم وأبنه عبدالوهاب وأبنه ألح وأبنه محمد وابنه يوسف وهو حاتم الثاني ومن أئمتهم بعُمان الجلندى بن مسعود والوارث بن كعب وغسان بن عبدالله وعبدالملك بن حميد والمهنا بن جيفر والصلت بن مالك والخليل بن شاذان وراشد بن سعيد وراشد بن الوليد وسعيد بن عبدالله وناصر بن مرشد وغيرهم منأئمة العدل لا يحتمل ذكرهم هذا الموضع لإيثار الاختصار وقد كانوا جميعا في أمثال أبي بكر وعمر عدلاً وفضلا لولا سابقة الصحبة جزى الله الجميع عن الإسلام خير جزاء ولما أراد الله تعالى أن ينفذ أمره في من شاء من الناس بسابقة القضاء طوى هذا المذهب من كثير من البلاد بموت أهله وانقراض علمائه في تلك النواحي فطال على الجاهل الأمد من أضلهم عن الحق وأزلهم عن الصدق وقيض على كل ناحية شيطانا بل شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا فذهب هذا الدين من مكة والبصرة وخراسان واليمن وحضرموت وبقى في عُمان والمغرب وزنجبار ومصر ثم انتقصت أطرافها أيضاً فلم يبق إلا في النواحي اليسيرة فظهر بذلك صدق الحديث بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريبا كما بدأ فالحمد لله على هذه الغربة والشكر له على هذه القلة فإن المؤمنين قليل في أول الزمان وآخره قال تعالى وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين وقال إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وقال قليل من عبادي الشكور وناهيك بأحوال الأنبياء مع قولهم فأنظر إلى حال نوح عليه السلام في قومه وقد أرسل إلى أهل الأرض كافة فقال تعالى وما آمن معه إلا قليل وإلى حال إبراهيم عليه السلام فإنه بعث وحيدا فريدا فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي والى حال لوط عليه السلام حين أرسل إلى القرى فإن الله تعالى يقول فيه وما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين والمراد به بيت لوط عليه السلام وإلى حال موسى عليه السلام فإنه خرج ببني إسرائيل وعند ذلك قال فرعون أن هؤلاء لشر ذمة قليلون وقد خاف في أول أمره من فرعون كما قال ففرت منكم لما خفتكم وكذلك أحوال غالب الأنبياء كزكريا ويحيى وغيرهما وأنظر إلى حال سيدهم محمد صلى الله عليه وسلم وإلى سيرته من أول أمره إلى آخره وإلى عدد أصحابه والمشركون يومئذ لا يحصون عددا وإن ظهر الإسلام في حال ليكون حجة على الناس فإنه يختفي في أحوال كثيرة وأزمان طويلة وناهيك بأزمنة الفترة بين الأنبياء وأن الحق لم يظهر ظهوراً تاما بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلا سنين يسيرة ثم تولى الأمر الظلمة من أهل الجور فتركوا الهدى وعملوا أبا الهوى والحق معروف والسيرة محفوظة الطريق بين الصراط مستقيم ولكن من يضلل الله فلا هادي له فلما تفرقت الآراء وتشعبت الأهواء وعطلت الأحكام وأتخذ كتاب الله دغلا ومال الله دولا وعباد الله خولا غضب المسلمون لدينهم وأظهروا الحق في أمكنتهم على حسب ما أشرت إلى ذكره في ما تقدم ولما انطمست أعلام المذهب من غالب البلاد كما أسلفنا ذكره اختفى على الأغبياء الجهلة ما نحن عليه من الحق الواضح و اشتغلوا بالسب والطعن ولا يضر المسلمين شيء من ذلك فقد قيل لنبيهم عليه الصلاة والسلام أنه ساحر ومجنون وقيل أنه كاهن وأنه شاعر فلم يضره ذلك بل زاده رفعة عند ربه صلوات الله وسلامه ولنا فيه أسوة حسنة . وقد بلغني أن بعض المخالفين يطعن في المذهب بقلة الكتب في زعمه وذلك لقلة إطلاعه وقصور باعه ولم يعلم الجاهل المغرور أن هذا المذهب كان إلى هذه الفضيلة وغيرها من الفضائل أسبق وأنه بكل خير أولى وأحق قدمت لك ذكر ديوان جابر بن زيد وأنه خمسة أحمال وأنه قد أدرك الصحابة وأخذ عنهم العلوم وقد مات في سنة ست وتسعين من الهجرة كما في كلام السيد مصطفى المتقدم أو في سنة مائة وثلاث سنين كما في مروج الذهب للمسعودي وأرسل الإمام عبدالوهاب رضي الله نعه ألف دينار إلى المشرق إلى إخوانه بالبصرة أن يشتروا له بها الكتب فلما وصلهم الألف اشتروا بها قرطاساً فنسخوا له فيه وقر أربعين جملاً كتابا فلما بلغته تشمر وجد لقراءتها ليلاًً وبعض أوقات النهار وقيل كان يجرد ثيابه إلا السراويل فختمها فقال الحمد لله إذ وجدت جميع ما فيها محفوظاً عندي ولم أستفد منها إلا مسألتين ولو سئلت عنهما لأجبت فيهما قياسا كما رسما في الكتب وقال الشيخ أحمد بن محمد بن بكر رضي الله عنهم كنت أقرأ على الشيخ سعدون فجازت مسألة الأقلف قال فيها قولان ولم ينسبها ودخلت إلى الديوان وكان بجبل نفوسه ديوان أشتمل على تأليف كثيرة فدرستها أربعة أشهر لا أنام إلا في ما بين أذان السحر إلى صلاة الفجر وتأملت ما فيها من تأليف المشارقة من أصحابنا فإذا هي نحو ثلاثمائة وثلاثين ألف جزء فتخيرت أكثرها فائدة فقرأته ولما وفد أبو غانم بشر بن غانم الخراساني على الإمام عبد الوهاب ومعه مونته المشهورة في الفقه التي رواها ومعه مدونته المشهورة في الفقه التي رواها عن تلامذة أبي عبيده وجاز على جبل نفوسة وأستودع عمروسا نسخة منها وأخذ في نسخها وأخته تملي عليه ويلازم الموضع حتى تدركه الشمس فينتقل حرصاً في إحياء العلم فما رجع بشر إلا وقد استكمل نسخها وهو في اثني عشر جزءاً ولما وقع ما وقع بتيهرت وأحرقت كتبها بقيت نسخة عمروس تنتفع بالإباضية في المغرب وذلك ببركة عمروس وحسن نيته فهذه المدونة أخذت عن تلامذة أبي عبيده وأبو عبيده كان قد توفي رحمة الله عليه في دولة بني جعفر المنصور فهذه نبذة من مجمل القول في بيان كتب المذهب وإما تفصيلها كتاباً فذلك مما لا سبيل إليه لإستيلاء الزمان على غالبها وسأذكر لك بعضاّ مما يحضرني ذكره فمن ذلك كتاب الربيع بن حبيب المعروف بالمسند وهو عندنا أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى أن فيه سند الأحاديث عن أبي عبيده عن جابر بن زيد عن ابن عباس أو غيره من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعلا سندا من صحيح البخاري رتبه الشيخ أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم أبواباً وشرحه الشيخ أبو ستة شرحا شافياً كافياً ومنه أستمد الأصحاب قواعد الفقه وعليه بنوا غالب فروعهم وكتاب ضمام رفع فيه الأحاديث عن جابر أيضا وحفظه عن ضمام أبو صفرة عبدالملك بن صفرة وكاتب أبي سفيان محبوب بن الرحيل وكتاب محمد بن محبوب يذكرون أنه سبعون جزءاً قال البرادي رأيت منه جزءاً واحدً وكتاب الخزانة تأليف بشير بن محمد بن محبوب سمعت شيخنا محمد بن مسعود يذكر أنه في سبعين سفراً وكتاب البستان في الأصول لبشير أيضاً وكتاب الرضف في التوحيد وحدوث العالم وغير ذلك لبشير أيضاً وكتاب المحاربة لبشري أيضاً وتفسير القرآن للشيخ هو دين محكم الهواري في سفرين كبيرين والتفسير الكبير لأبي يعقوب يوس ف بن إبراهيم الوراجلاني قال أبو القاسم البرادي وهو كتاب عجيب رأيت منه في بلاد أريغ سفراً كبيراً لم ار ولا رأيت قط سفراً أضخم منه ولا أكبر منه وحزرت أنه يجاوز سبعمائة ورقة فيه تفسير الفاتحة والبقرة وآل عمران وحزرت أنه فسر القرآن في ثمانية أسفار مثله فلم أر ولا رأيت أبلغ منه ولا أشفى للصدور في لغة أو إعراب أو حكم مبين أو قراءة ظاهرة أو شاذة أو ناسخ أو منسوخ أو في جميع العلوم فإذا ذكر آية يقول قوله تعالى إلخ فأول ما يذكر إعراب الآية ويستقصيه ثم يقول اللغة فيستقصي جميع تصاريف الفعل من الكلمة ثم الصحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسوق الرواية من كتاب الربيع أبن حبيب المعروف بالمسند ثم يسرد فيه السند

رد مع اقتباس