منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - الدليل والبرهان الجزء الاول
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 01-13-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً




آفات الأمة
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ((ستفترق أمتي )) الحديث ، وقال عليه السلام : (( هلاك أمتي رجلان عالم فاجروعابد جاهل )) ، وقال أيضا : ((إذا ظهرت البدع في أمتيوكتم العالم علمه فعليه لعنة الله)) ، وعنه عليه السلام : ((ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل بالها على أهل حقها)) . وقال عليه السلام : (( أخوف ما أخاف عليكم زلة عالم وجدال منافقبالقرآن)) . وعن أبي ذر قال : (( سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يتخوف على أمته ستا : إمارة السفهاء ، وكثرة الشرط ، وبيع الحكم ، والاستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم ، وقوما يتخذون القرآن مزاميرا يقدمون الرجل منهم ليس بأفقههم إلاليغنيهم )) . وعن أبي هريرة عنه ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : (( هلاك أمتي )) أو قال : (( فساد أمتي على رؤوسأغلبية من سفهاء قريش )) وعن ابن عباس عنه ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : ((هلاك أمتي في المعصية والقدرية والرواية عن غير ثبت )) وعن حذيفة – رضي الله عنهقال : ( لتدعون هذه الأمة مما لو دعابه القرون الأولى عاد وثمود لاستجيب لها ولا يستجاب لهذه الأمة) .

وعن أبي هريرة أن النبي عليه السلام قال : ((أتدرون منالمفلس )) قالوا : ( المفلس فينا من لا دينار له ولا درهم له ولا متاع ) فقال : (( إنما المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاةوصيام وقد شتم هذا وضرب هذا وقذف هذا ، فيقتص لهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبلأن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم يطرح في النار )) . وذكر ضمامهذا الحديث فأوجب القصاص في الحسنات ولم يذكر إلقاء الخطايا عليه ... وقال تعالى : (وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عماكانوا يفترون
) .

وعن يحيى بن أبي كثير قال : قال رسول الله ( صلىالله عليه وسلم ) : (( يكون القوم من أمتي فطن في تجارتهم خرق فيأمر أخرتهم يموتون لا خلاق لهم
)) .

وعن راشد بن سعد أن النبي عليهالسلام قال يوما وعنده نفر من قريش : ((ألا إنكم ولاة هذا الأمرمن بعدي فلا أعرفن ما شققتم على أمتي ، اللهم من شق على أمتي فشق عليه )) . وعن أبي هريرة عنه عليه السلام أنه قال : (( يهلك أمتي هذا الحيمن قريش )) ، قالوا : ( فما تأمرنا ، قال : ((لو أن الناساعتزلوهم)) أو قال : ((تركوهم )) ، وعن أبي هريرةقال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ((ما أخاف علىأمتي إلا ضعف اليقين )) . قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لكعب : ( ماأخوف شيء تخافه على أمة محمد ) ، قال : ( أئمة مضلون ) ، قال له عمر : ( صدقت قدأسر إلي ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وعلمنيه ) ، روى ثعلبة بن مسلم عنعبد الله بن عمر قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ((إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم إنك ظالم فتودع منهم)) . وعنه عليهالسلام قال : ((رأيت رجلا قد أخذته الزبانية من كل مكان فجاءأمره بمعروف ونهيه عن منكر فاستنفذاه من أيديهم وأدخلاه مع ملائكة الرحمة فصار معهم)) .. وقال : (( صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي يومالقيامة إمام ظلوم غشوم وغال في الدين مارق )) ، وعن جعفر بن برقان عنالزهري عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : (( (( اللهم منولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ، ومن خرق فاخرق به )) وقيل عنهعليه السلام أنه قال : (( ما أشد ما أتخوف على أمتي الشيطانوالدجال ولكن أشد ما ألقى عليهم الأئمة المضلون )) .

وعنه أيضا إنهقال : (( من ولي من أمة محمد شيئا فلم يعدل فيها فعليه بهلةالله )) قالوا : ( وما بهلة الله ؟ ) قال : (( لعنة اللهعز وجل)) .. وعن الحسن عنه عليه السلام قال : (( لا تزال يد الله تعالى علىهذه الأمة وكنفه ما لم تعظم أبرارهم فجارهم ، وما لم يرفق خيارهم بشرارهم ، وما لمتمل قراؤهم إلى أمرائهم ، فإذا فعلوا ذلك رفعت عنهم البركة وسلطت عليهم الجبابرةفساموهم سوء العذاب وقذف في قلوبهم الرعب وألزق بهم الفاقة )) .

حدثنا عليعن الحسن بن واقد الحنفي قال : أظنه من أحاديث بهز بن حكيم قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ((إذا كانت ثمانين ومائة فقد أحلت لأمتيالعزبة والعزلة والترهب رؤوس الأجبال)) ، وعنه عليه السلام إنه قال : ((الخائف يوم القيامة من خافته أمتي من غير سلطان )) ،ومن كتاب ذكر الطاعة والمعصية عن عبد الرحمن بن عبد الكفيف ( .. أتيت إلى عبد اللهبن عمر وهو جالس في ظل الكعبة والناس حوله مجتمعون فسمعته يقول : قام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فخطبنا فقال : ((إنه لم يكن نبي إلا كانحقا على الله أن يدل أمته على ما يعلمه خيرا لهم ، وينذرهم ما يعلمه شرا لهم ، وأنأمتكم هذه جعلت عافيتها في أولها وأن آخرها يصيبهم بلاء وأمور ينركرونها ، وتجيءالفتن يدفن بعضها بعضا ، تجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف ، فمن سرهمنكم أن يزحزح عن النار وأن يدخل الجنة فلتدركه موتته وهو مؤمن بالله واليوم الآخروليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه )) .

وإنما أغرقنا في النزعفي هذه الأمة وتقصيناها ما قدرنا ليتفق لنا الجمع بين قوله عز وجل : (كنتم خير أمة أخرجت للناس ) إلى قوله : ( وأكثرهم الفاسقون) . وبين قول النبي عليه السلام : ((ستفترق أمتي)) ... الحديث .

ونستظهر بما عاينا ورأينامن بلوغ هذه الأمة طرفي الأرض شرقا ومغربا وإذ أعاذهم الله تعالى من عبادة الأوثانواتخاذ غيره ربا من غير أن تخل بشيء من طرق أهل الحق فالأصل السلامة ، ما خلا صنفينمنها : المبتدع في دين الله عز وجل والمصر على معصية الله – عز وجل – المبائن لله ،فهذان لا سبيل لهما إلى الجنة ولابد من بيانهما وتحديد شأنهما على أنهما من أهلالشهادة لله – عز وجل – والإيمان به نطقا واعتقادا ، ومن أين افترقا مع سائرالمؤمنين الذين أخلصوا دينهم لله ومع سائر أهل الإجرام الذين شابوا دينهم بالفجوروعقبوا التوبة والندم ، وسيأتي في موضعه التفرقة بينهما وبينهم . والله الموفقللصواب .

اعلم أن الله تعالى وعد النصر والظفر لهذه الأمة على سائر الأديانقال الله – عز وجل - : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملواالصالحاتإلى قوله : ( أولئك هم الفاسقون ) وقال : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) وقد فعلوا وفعل .

وقال : ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحتالشجرة ) إلى قوله : ( وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط اللهبها ) الآية – وفي أمثالها من القرآن ، وعد هذا الدين أن يظهره على الدينكله ولو كره المشركين ، فجاهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى أظهره الله علىالعرب قاطبة كما قال : (إذا جاء نصر الله والفتح ) إلىقوله : ( توابا) .

ثم توالى أبو بكر الصديق – رضيالله عنه – فارتدت العرب بعد رسول الله عليه السلام بعد دخولهم في دين الإسلامفقاتلهم أبو بكر ففتح الله له وردهم إلى الإسلام كأول مرة
.

ثم ولي عمر بنالخطاب – رضي الله عنه – فافتتح مايلي جزيرة العرب من العراق والجزيرة والشام ومصروطرابلس وفارس وكرمان فمات - رحمه الله - .

فولي عثمان بن عفان فافتتح ماوراء الدروب من الشام والماهان وأذربيجان وخرسان بعد الري وحلوان وأرض التبتوسجستان وأرض إفريقية ، وكانت الفتوح هكذا متوالية في أطراف الأرض مع تغير الولاةوالخلفاء وفسادهم مقدار مائتي سنة .

آخر المائتي ظهر الأئمة الضالونالمضلون فوزعوا أمة محمد – عليه السلام – ومع ذلك يصحبهم النصر والظفر ووصلواالقسطنطينية ورومة إلى أرض الصقالبة وراء خرسان وسمرقند وترمذ وبخارى وغزنة ، فجارالإسلام هذه النواحي كلها ومن ورائها إلى الصين وإلى الهند والسند والبر الكبيروبريطانية وغيرها ، فصار جميع ما ذكر في حمك الإسلام وأسلم أهلها ومن لم يسلم صارذا ذمة ، وظهرت المساجد والجموع والجمع والجماعات والأذان ، ففي هذه الثلاث مائةالغالب على الدنيا الإسلام والخير كما قال أبو حمزة المختار بن عوف – رحمه اللهحين خطب أهل المدينة فقال : يا أيها الناس ، الناس منا ونحن منهم إلا عابد وثن أوملكا جبارا أو شادا على عضديه ) فالغالب على الدنيا الإسلام . وظهرت الأئمة الضالةآخر المائتي سنة ، ولم تظهر أقاويلهم وأصحابهم إلا بعد مائة أخرى ، فجمهور الأمةعلى الحق إلا من بلغته البدعة فرضي بها وقليل ما هم عاد ، ودخول مذهب مالك المغربعام تسعة وأربعين وخمسمائة عند دخول المتلثمين المغرب وظهور العرب ، وأما مصر فماظهرت فيها الشيعة إلا عند الحاكم بن أبي تميم ، ودخول أبي تميم مصر اثنين وستينوثلاثمائة ، وهؤلاء المتأخرين هم الذين انتصروا للأئمة بعد ما مضى من عمرهم أعمارصالحة .

والذي وقع عليه الإحصاء من الطوائف الهالكة في هذه الأمة ثلاثالقدرية والمرجئة والمارقة على لسان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال عليهالسلام : ((طائفتان من أمتي لا تنالهما شفاعتي المرجئة والقدريةوهما ملعونتان على لسان سبعين نبيا)) ، فأما القدرية والمارقة فما يزيدانفي عدد هذه الأمة ولا ينقصانها فهما كالرقمتين في ذراع الحمار لقلتهما وذلتهما ،فإما المارقة فقد قال فيهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ((إن ناسا من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية فتنظر في النصل فلا ترى شيئاوتنظر في القدح فلا ترى شيئا وتتمارى في الفوق )) هم كما ذكرنا قليلون لايعبأ بهم ، وأما المرجئة إن وقعوا في سهم السنية فهم كثير ، والسنية تتقي منهم ،وسنذكرهم فيما بعد إن شاء الله .

ومن وراء هذه الثلاث ثلاث أخرى لم يذكرهمرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهم الشيعة ومذاهبهم في علي بن أبي طالب وولدهكأنهم ليسوا في أمة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقد أشار إليهم رسول الله عليهالسلام فقال : (( شر أفراق هذه الأمة فرقة تنتحلك يا علي ولا تعملبأمرك )) كما لأنهم خارجون من هذه الأمة إلا شواذهم فهم متاخمون بلاد التركوبلاد النصارى وأرمينية ونظائرها ، ومنهم المشبهة فهم على أسلوبهم ومذهبهم في اللهتعالى مذهب الأطفال عند الآباء ، ومنهم المجسمة صرحوا في الرجوع إلى عبادة الأوثانوالأصنام والأشباح .

وأما هؤلاء السنية ومذاهبهم في الفتنة والصحابة ذلك أمرمتعلق بالرجال دون النساء ولاسيما من فقد الاستبصار وقصر عن درك حقائق الأخبار ،والبدع متفرقة فكل بدعة تشرع هدم قواعد الإسلام فهي العامة الطامة التي تبلغ الرجالوالعيال ، وأما التي تقتصر على الأخبار ولم تجاوز إلى هدم قواعد الإسلام كالاختلاففي أسماء الشريعة من مؤمن ومسلم وكافر وفاسق ومشرك ومنافق وفي القرآن والصفاتفأكثرها تضر هذه المعاني قائلها لا سامعها ما لم يعتقدها دينا يدان الله تعالى بهأو يقطع عذر مخالفيه من المسلمين أو هدم به قاعدة من قواعد الإسلام هنالك لا يعذر ،ومن اقتصر على قواعد الإسلام من الشهادة والصلاة والزكاة والصوم وحج البيت مناستطاع إليه سبيلا فعسى عسى ، وكذلك من كان بالثغور من أرض العدو ولم يبلغه إمامةإلا قواعد الإسلام ولم يبلغه ما شجر بين الأمة ولم يفهمه ، فإن فهم لم يقطع الشهادةعليه ، والقول على الرجال ، وأما العيال والنسوان والبله والولدان فهم بعيدون عنهذا ، وكذلك أهل بلاد السودان الذين لم يبلغهم الإسلام إلا من بعد الخمسمائة سنة منالهجرة ولم يعرفوا التفرقة بين المذاهب والأفراق ، فالرب أرأف وأرحم من أن يؤخذأحدا بذنب غيره وقد قال الله ( ولا تز وازرة وزر أخرى ) .

فإن قال قائل فإن الله تعالى قد آخذ اليهود بما فعلته آباؤهم من قتلهمالأنبياء واستحلالهم الحرام وقد قال الله – عز وجل – لهؤلاء من بعدهم ( فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين ) على أن هؤلاءالذين عيرهم لم يدركوا أنبياء الله من قبل ولا أدرك زمانهم زمان الأنبياء ، فالجواب : أن هؤلاء اليهود الذين عيرهم الله بقتل آبائهم الأنبياء ولم يقتلوهم إنما عيرهمعلى أتباع الآباء ، على أنهم يعرفون أنهم قتلوا الأنبياء واشتهر ذلك عندهم تغني عنالدلالة عليهم ، وذلك أيضا معروف الفساد قتل الأنبياء والذين يأمرون بالقسط منالناس ، وظهور قبح ذلك أيضا كذلك ، وإنما الكلام على من بلغته البدعة في الدينوالشبهة بغير يقين وربما يقصر علمه عن ذلك ولم يوال أئمته على ذلك ولم يوالهم إلاعلى ما ظهر له من شريعة الإسلام من الصلاة والزكاة والصوم والحج ، على أن اليهودأشركت بردهم نبوءة محمد ورسالته ( صلى الله عليه وسلم ) فكل سوء في الدنيا لهم فيهنصيب حين عبدت غير الله ، فليتهم كل مقلد إمامه في مثل هذا ، فإن من كان بعد رسولالله ( صلى الله عليه وسلم ) غير معصوم ، ولك في أهل صفين أسوة حسنة وذلك إنهم فيمائة ألف أو يزيدون استبصروا أولا في قتل طلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص ،وإمامهم علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر والمهاجرون والأنصار والتابعون بإحسان ومعذلك لم يقيموا الحجة على سعد بن أبي وقاص أحد الشورى وعلى زيد بن ثابت ومحمد بنمسلمة وعبد الله بن عمر بن الخطاب ولم يقطعوا عذرهم في التوقف عنهم ، فلهؤلاءاستبصارهم ولهؤلاء شكهم كل يعمل على شاكلته وربك يحكم بين عباده فيما كانوا فيهيختلفون .

رد مع اقتباس