منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - الحق المبين في براءة الإباضية من الخوارج المارقين
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 01-05-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 10 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



فهذه الأمثلة الأربعة في الخروج على ولي الأمر إبتداءاً بالفتنة في عهد عثمان وإنتهاءاً إلى حادثة التحكيم ، والتي تمثلت في الخروج السياسي ، تنفي أن يكون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " يخرج فيكم قوم .... " ، منطبقاً على أحد الأمثلة الأربعة أعلاه . إذ أن الذين خرجوا على ولي الأمر في الحالات السالفة الذكر ، هم من الصحابة المعروفين ، وفيهم القراء وفيهم من وردت فيه الفضائل في كتب الحديث ، فكيف يعقل أن ينطبق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " ؟؟!! . وتبعاً لذلك ، فإنا نستبعد ونرفض أن يكون لفظ الخوارج ومعه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم دالاُ أو مشيراً إلى خروجٍ سياسي .
- وبعد نفي أن يكون الخروج المتعلق بلفظ الخوارج هو ( خروج سياسي ) ، لا نجد أمامنا سوى التفسير الآخر للخوارج متمثلاً في ( الخروج الديني والمروق من الإسلام ) . وننطلق مرة إخرى من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وأعمالكم مع أعمالهم ، يقرأون القرآن ولا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، تنظر في النصل فلا ترى شيئا ، ثم تنظر في القدح فلا ترى شيئا ، ثم تنظر في الريش فلا ترى شيئا ، وتتمارى في الفوق " ، كون هذا الحديث إرتبط عند الأمة بالخوارج . فكما هو واضح من الحديث : أن الخروج هو خروج من الدين , خروج على تعاليم الإسلام والعبادات وتمثل ذلك في الصلاة والصوم وبقية الأعمال كذلك العقائد . ثم أكد ذلك بقوله : " يمرقون من الدين " ، إذاً فالخروج هو ( خروج ديني ) لا ( خروج سياسي ) . وهذا ما نجده في تعريف الشيخ السيابي حين قال : " وحكموا على مرتكب الكبير من الذنوب بالشرك . وفرعوا عليه حلية ماله فيُغنم ، ودمه فيسفك . ورأوا أن ذلك هو الحق " ، ثم يقول الشيخ : " فإستعرضوا الناس بالسيف ، وقتلوا من لم يحل قتله , ونهبوا الأموال ، وإستعبدوا النساء والرجال لإنهم في نظرهم مشركون " .
ومن الجدير بالذكر ومما لا ينبغي أن يُغفل ذكره أن المؤرخين وقعوا في لبس كبير في ربطهم بين الخوارج وبين الإباضية ، وذلك أن بعض زعماء الخوارج كانوا في صف أهل النهروان في رفض التحكيم ، ولكن ما غفل عنه المؤرخون أو تجاهلوه ، أن أولئك الزعماء كانوا في ذلك الوقت على الإسلام الخالص ، ولم يظهروا بعد كتيار تكفيري مارق من الدين مروق السهم من الرمية ، مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم .
والحق أن الخوارج بكل ما يحملون من إنتهاكات صارخة لتعاليم الإسلام ، ظهروا بعد حادثة النهروان بسنين عديدة . إذ أن معركة النهروان حدثت في سنة 38 هجرية ، في حين أن ظهور الخوارج حدث بعد إنقسام أهل النهروان أو المحكمة بفترة طويلة . وهذه الحقيقة يقررها الدكتور عوض محمد خليفات ( الجامعة الأردنية – عمّان , الأردن ) ، في كتاب " الأصول التاريخية للفرقة الإباضية " حيث يقول : " وبعد إستشهاد أبي بلال بثلاثة أعوام ( 64 هـ ) حدث إنقسام نهائي بين المحكمة ( أهل النهروان ) فمال فريق منهم إلى التطرف بينما حبذ فريق آخر الإعتدال وإنتهى هذا الخلاف إلى إنشقاق أبدي برز على أثره جماعة القعدة المعتدلة التي آثرت الهدوء والسير على نهج أبي بلال في عدم إستعراض الناس ومهاجمتهم إلا دفعاً لعدوان . وفي بداية الربع الأخير من القرن الأول الهجري إنقسم القعدة إلى فرقتين : الصفرية والإباضية . "

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس