منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - الحق المبين في براءة الإباضية من الخوارج المارقين
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 01-05-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 9 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



ثالثاً : هل هو خروج سياسي أم ديني عقائدي ؟
إن المتتبع لكتب التاريخ والسير سيجد تضارب الأقاويل تضارباً صارخاً في هذا الجانب ، وسيلاحظ كيف لعب التعصب المذهبي والسياسي – التعصب السياسي نتيجة الموقف الإباضي من الخلافة الأموية كما لا يخفى – دوراً بارزاً عند بعض المؤرخين . وبغض النظر عن تلك الأقاويل ننطلق من الحديث الذي يذكره المؤرخون والرواه عند حديثهم عن الخوارج ، وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وأعمالكم مع أعمالهم ، يقرأون القرآن ولا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، تنظر في النصل فلا ترى شيئا ، ثم تنظر في القدح فلا ترى شيئا ، ثم تنظر في الريش فلا ترى شيئا ، وتتمارى في الفوق " . والحديث ورد في الربيع والبخاري ومسلم .
جاء في شرح النووي على مسلم في تعريف الخوارج : " وسموا : خوارج ; لخروجهِم على الْجماعة , وقيل : لخروجهِم عن طريق الْجماعة " ، فهذا التعريف يحمل بين ثناياه التعريفان ( الخروج السياسي والخروج الديني ) ، فسياسياً يكون بالخروج على ولي الأمر ، ويكون دينياً بالمروق من الدين ومخالفة المسلمين .
- فلو أخذنا معنى الخروج ب ( الخروج السياسي ) ، وهو الخروج على ولي الأمر ، سنجد أن أول خروج على الخليفة لم يحدث في زمن علي ، بل حدث قبل ذلك في زمن عثمان وإنتهى بقتله رضي الله عنه . فكما هو معلوم أن أول إفتراق وفتنة وخلاف حدث في أواخر زمن عثمان رضي الله عنه ، حين خرج عليه عدد من الصحابة في حادثة الفتنة المشهورة – والتي عُرفت بالفتنة الكبرى – ولذلك قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في محاضرة له بعنوان ( فتنة الخوارج ) : " ابن تيمية رحمه الله تعالى لما ذكر الخوارج قال: إن سبب ظهورهم.
هم ظهروا في أي زمن؟ ظهروا في زمن عثمان رضي الله عنه، هل هناك أنقى في زمن عثمان رضي الله عنه من عثمان؟ هل هناك أنقى من دولة عثمان؟ لكنهم نقموا عليه وخرجوا عليه وقتلوه في بيته وهو ناشر المصحف يقرأ فيه وكان صائما رضي الله عنه وأرضاه." . ثم يقول بعد ذلك : " من ذلك وهو أشهرها وأولها الخوارج، الخوارج خرجوا على الإمام الحق؛ خرجوا على عثمان رضي الله عنه وقتلوه.
ضحوا بأشمط عنوان السجود به يُقَطِّعُ الليلَ تسبيحا وقرآنا
ثم قتلوا من؟ قتلوا علي بن أبي طالب خير الناس في زمانه، وهؤلاء مبشرين بالجنة.
والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في حق عثمان «ما ضرَّ عثمان ما فعل بعد اليوم» لكنهم أداهم القول بالخروج وأداهم الهوى إلى أن يقتلوا عثمان ويقتلوا عليا، هل كانت حين ذاك كانت لهم معتقدات خاصة؟ لا، خرجوا وقتلوا لأنهم رأوا أن هؤلاء تجاوزوا الشريعة، قبل أن يحكموا على عثمان بالتكفير، عثمان ما حكموا عليه بالكفر، وإنما حكموا عليه بالضلال في باب المال، وفي باب الولايات وقالوا أنت تقسم المال كما تشاء، وتعطي الإقطاعات كما تشاء.
وأجمع أهل العلم على ضلال هؤلاء، وعلى أنهم من كلاب أهل النار.
كذلك قتلوا عليا رضي الله عنه " . إنتهى كلام الشيخ صالح .
ثم حدث بعد ذلك خروج آخر على الخليفة ، تمثل في خروج طلحة والزبير على علي بن أبي طالب ، وما حدث بعد ذلك من الفتن والتي قادت لحدوث ( معركة الجمل ) .
وبعد ذلك حدث خروج آخر ، تمثل في خروج معاوية بن أبي سفيان على خليفة المسلمين علي رضي الله عنه ، وخروجه لقتال علي وإلتقاء الطرفان في ( صفين ) .
ثم خرج على علي بعد ذلك أهل النهروان وهم من القراء ، عندما رفضوا قبول التحكيم ، فحدثت بعد ذلك معركة النهروان والتي أدت إلى قتل عدد كبير منهم .

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس