منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 08-10-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 4 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



الطلاق بيد الرجال أخي القارئ: حديثنا لا يزال موصولا حول معاني الآية الكريمة ، قال الله تعالى : " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم 000 الخ " سورة الإسراء 9 0
وكثرة عدد الأمة لتقوم بعددها الكثير في وجه أعداء الإسلام، لأن المصلحة العظمى يقدم على جلبها على دفع المفسدة الصغرى.
فلو فرضنا أن المشاغبة المزعومة في تعدد الزوجات مفسدة أو أن إيلام قلب الزوجة الأولى بالضرة مفسدة ، لقدمت عليها تلك المصالح الراجحة التي ذكرنا ، كما هو معروف في الأصول
ففداء الأسرى مصلحة راجحة، ودفع فدائهم النافع للعدو مفسدة مرجوحة، فتقدم المصلحة الراجحة على المصلحة المرجوحة، أما إذا تساوت المصلحة والمفسدة ، أو كانت أرجح كفداء الأسارى بسلاح يتمكن بسببه العدو من قتل قدر من الأسرى أو أكثر من المسلمين، فإن المصلحة تلغى لكونها غير راجحة .
وكذلك العنب يعصر منه الخمر وهي أم الخبائث، إلا أن مصلحة وجود العنب والزبيب والانتفاع بهما في أقطار الدنيا مصلحة راجحة على مفسدة عصر العنب خمرا، منها ألغيت لها تلك المفسدة المرجوحة 0 واجتماع الرجال والنساء في البلد الواحد قد يكون سببا لحصول الزنى إلا أن التعاون بين المجتمع ، من ذكور وإناث مصلحة أرجح من تلك المفسدة ، ولذا لم يقل أحد من العلماء إنه يجب عزل النساء في محل مستقل عن الرجال ، وأن يجعل عليهن حصن قوي لا يمكن الوصول إليهن معه، وتجعل المفاتيح بيد أمين معروف بالتقى والديانة ، كما هو مقرر في الأصول0
فالقرآن الكريم أباح تعدد الزوجات ، لمصلحة المرأة في عدم حرمانها من الزواج ، ولمصلحة الرجل بعدم تعطل منافعه في حال قيام العذر بالمرأة الواحدة ، ولمصلحة الأمة ليكثر عددها ، فيمكنها مقاومة عدوها لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى.
ولا شك أن الطريق التي هي أقوم هي الطريق التي ، أرادها الله لعباده لأنه أعلم بما يصلح عباده في الدنيا والآخرة ، فتشريع الله هو التشريع الذي يرضي الجميع ، فلا أعدل من تشريع الله سبحانه وتعالى 0
فهو تشريع حكيم خبير، لا يطعن فيه إلا من أعمى الله بصيرته بظلمات الكفر ، وتحديد الزوجات بأربع تحديد من حكيم خبير، وهو أمر وسط بين القلة المؤدية إلى تعطل بعض منافع الرجل ، وبين الكثرة التي هي مظنة عدم القدرة على القيام بلوازم الزوجية للجميع .
ثم بين الله أنه أعلم بالحكم والمصالح ، وبكل شيء من خلقه ، قال الله تبارك وتعالى " والله بكل شيء عليم " وقال : " يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين " النساء 11 0ولاشك أن الطريق التي هي أقوم وأعدلها تفضيل الذكر على الأنثى في الميراث ، الذي ذكره الله تعالى ، كما أشار تعالى ذلك بقوله : " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ، واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع وأضربوهن ، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ، إن الله كان عليا كبيرا ) النساء 34 أي فضل الرجال : ( على بعض ) أي على النساء 0
وكما للرجال من الحقوق على النساء ، فكذلك للنساء من الحقوق على الرجال ، المعاملة بالمثل.
ومما لا شك فيه فللذكورة من الكمال الخلقي والقوة الطبيعية والشرف والجمال، ما ليس للأنوثة، وللأنوثة من النقص الخلقي، والضعف الطبيعي، وكما هو محسوس ومشاهد لجميع العقلاء، لا يكابر فيه إلا مكابر في المحسوس، وهل تحتاج الشمس في رابعة النهار إلى دليل؟0
وقد أشار الله تبارك وتعالى إلى ذلك بقوله : " أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) الزخرف 18 ، لأن الله أنكر عليهم في هذه الآية الكريمة ، أنهم نسبوا إلى الله ما لا يليق به من الولد ، ومع ذلك نسبوا له أخس الولدين ، وأنقصهما وأضعفهما ، وهو ذلك الذي ينشأ في الحلية أي في الزينة ، من أنواع الحلي والحلل ، ليجبر نقصه الخلقي الطبيعي ، بالتجميل بالحلي والحلل ، وبالزينة بأنواعها لما تشعر به المرأة من النقص ، والشعور بالنقص لا بد أن يواجه بما يزيل ذلك النقص .
وللحديث بقية إن شاء الله ...

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس