منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - مقتطفات رائعة (مقالات منوعة)
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 11-17-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 4 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



من روائع التفسير
(في رحاب القرآن) للشيخ بيوض الحلقة السادسة
إعداد: سلطان بن سيف اليحيائي
Sultan.first@hotmail.com
"وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً" الإسراء 72
سئل ابن عباس رضي الله عنه عن معنى الآية فقال: اقرأ ما قبل هذه الآية:"رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً" الإسراء 66 إلى آخر الآيات.
من عمي عن هذه، ولم يرها، ولم يحس بها، ولم يشكرها، فهو عمي عنها، وهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا.
قال البعض: من عمي عن النعم الدنيوية، وعن هذا التكريم والتفضيل الذي فضل الله به بني آدم على كثير من الخلق، ولم يتدبرها ولم يشكرها فهو عن نعم الآخرة أعمى، ذلك لأن الله تعالى وعد المؤمنين بنعيم مقيم في الجنة، وعدد لهم نعما كثيرة ادخرها لهم فيها.
والبعض قالوا: إن عمى الدنيا كناية عن الضلال والخسران، وعمى الآخرة عمى حقيقي في الأبصار.
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً *قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى) طه 124-126
(وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً) الاسراء 97
وفي القرآن آيات كثيرة تدل على أن الكفار يحشرون عميا، وبكما، وصما، والعمى قد يكون حقيقيا، وقد يكون غير حقيقي، كناية عن عدم الاهتداء إلى السبيل الأقوم المؤدي إلى الجنة.
فكما عمي في الدنيا عن الطريق الأقوم، ولم يره، يعمى يوم القيامة عن طريق النجاة والسعادة.
قد يقول قائل: كيف يقرأ الكافر كتابه وهو أعمى؟
لا إشكال في هذا، فقد يحشر الله تعالى الكفار أول الأمر مبصرين، حتى إذا قرأوا كتبهم ذهب الله بأبصارهم وبنورهم وتركهم في ظلمات يعمهون.
فقد يراد إذن العمى الحقيقي في الأبصار، والعمى المجازي الذي هو عدم الاهتداء، فمن أراد أن يكون له نورٌ يوم القيامة، فليلتمسه من الدنيا وليمش فيه، ونور الدنيا هو نور القرآن والسنة، فمن يسلك فيه في الدنيا أتمه الله له يوم القيامة ولذلك علمنا أن ندعوه: (رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) التحريم 8.
المرجع:
- في رحاب القرآن . ج2 تفسير سورة الإسراء.تحرير عيسى بالحاج . ط 2 جمعية التراث.الجزائر.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس