منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - قصيدة تهد العمر رائعة المنون- لأبي مسلم البهلاني
عرض مشاركة واحدة
افتراضي  قصيدة تهد العمر رائعة المنون- لأبي مسلم البهلاني
كُتبَ بتاريخ: [ 11-16-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تهد العمر رائعة المنون

تهد العمر رائعة المنون --- وحد الحي اتيان اليقين
الهواً بالغرور ولا نبالي --- ونؤخذ بالشمال وباليمين
الا جزع لقاصفة وأخرى --- تليها للمباين والقرين
ونركن والمهالك عاصفات --- الى تغرير كاذبة خؤون
على ان الحياة لها حدود --- سنقطعها على رغم الركون
اليس على الغباوة ذو هناء --- وظفر الحتف يفري في الوتين
يمر القارظان ونحن ندري --- بأن مسيرنا نحو الكمين
ولو ان الكمين على خفاء --- ولكن بطشه رأي العيون
يثبطنا من الآمال وهم --- ويُجلى الوهم بالحق المبين
ودون مدارك الآمال رصد --- من الآجال منقطع الظنون
تمر بنا جنائزنا بطانا --- حواصلها تزف الى الوكون
وتغدو في مراعيها خماصا --- الا عمدا من الخمص البطين
لقد ظعن الأحبة واغتبطنا --- بما تركوه غبطة ذي جنون
ونحن نرى الحداة بنا ألحت --- تطوحنا بعزمات شطون
نقضي ما قضوه وعن قليل --- نصير لدى مناخات الظعون
وهل نقضي سوى عيش قصير --- اجب الظهر مقبوب الوضين
نمنى فسحة قبضت عليه --- على غصص كأوقات السجين
وعيش حشوه كدر وسوء --- يلذ على مداهنة الضنين
والا فالحقيقة كل بال --- نصيبك منه زادك لليقين
تزود منه للعقبى ودعه --- فليس الشأن في الفاني المهين
وطلق هذه الدنيا بتاتا --- طلاقك لا اليك ولا تليني
عرفتك حية لينا وسوءا --- " دعيني منك يا دنيا دعيني"
خدعت بنيك ثم فتكت فيهم --- " وانك لا محالة تخدعيني"
يروعني ابتسامك فوق مكر --- كذاك السيف براق المتون
ابنت محاسنا زانت فشاهدت --- فبيني أيها الشوهاء بيني
هبلتك يا غدور خذي طريقا --- فاني آخذ ذات اليمين
تركتك مزجر الكلب المضري --- سوى ما كان منك لأمر ديني
بلوتك يا مخبئة الدواهي --- فكنت السم في الماء المعين
وحسبك يا فجار من المساوي --- رحاك المستيرة في القرون
أريني أين هم فلديك خبر --- جهينة خبرينا باليقين
دعي التدليس ان القوم صاروا --- طحينا يا مبددة الطحين
فغري يا خباث بني العمايا --- وكفي عن خداع المستبين
اسلمك ابتغي والفتك جار --- ونحن لديك في حرب زبون
دهانك ما تشعث ليس يجدي --- لأن القصد حلقوم الدهين
حبست الكأس عنا أم عمرو --- وامني كأس برك في يميني
فما أمني فجورك أم عمرو --- وقد خالفت خالصة الأمين
زبنتك لا أبوء اليك رغبا --- مقام الذئب كالرجل اللعين
صحبت الناس صحبة غير صدق --- وعاشوا منك في داء دفين
لحنت اليَّ لحنك فاصرفيه --- وكل الشر في تلك اللحون
عرفتك بالخلابة منذ عهدي --- بسهلك انه صعب الحزون
أريني أين أصحابي وأهلي --- ومن عمروك أحقابا أريني
ألم تنزلهم نوب المنايا --- عن الظهر الموطأ للبطون
كأن حياتهم لما تقضت --- خيال طاف في نوم العيون
وأنت على الطريقة لن تبالي --- بمن تفنين حينا بعد حين
أبعد السادة الأطهار بشر --- يباشر حبة القلب الحزين
أبعد الصيد من ثروات قومي --- تراموا في القبور وخلفوني
ألذ معيشة وسكون قلب --- وهيهات السبيل الى السكون
أبعد الطيبين يطيب أنس --- وطيب القوم في خلق ودين
أبعد تهدم الاكناف منهم --- تظل الناس كانفة بلين
أبعد أفول أقمار المعالي --- ألام على النياحة والحنين
حييت بهم على علق ثمين --- فمن لي اليوم بالعلق الثمين
هم ضمنوا بكشف الكرب عنا --- فقد اخنت شعوب على الضمين
هم كانوا لنا بلدا أمينا --- فواحربا على البلد الأمين
هم كانوا السما سقيا ورعيا --- فأقلعت السماء عن القطين
هم كانوا رياضا سابغات --- بما ترجوه ناضرة الغصون
طوى حضراتهم اعصار هلك --- سوى الآثار كالورق اللجين
رميت بفقدهم فاذود عني --- حريقا ليس يطفى من شجوني
لو اعج لا يهدئها التأسي --- ولا يطفأن من سح الشئون
ولو رمحا شككت به ولكن --- تواردت الأسنة كالشطون
فما برحت هموم من فؤادي --- ولم نرهق بمرتقب شفون
اكفكف عبرة في جنب أخرى --- وذلك دينها أبدا وديني
وما هذي الصدور بثالجات --- على مضض الفراق من الضنين
وما في الموت رائفة لوهن --- ولا بقيا على طرف سخين
فما تبقى على حصن مشيد --- ولا تنجو بناحية امون
نصبر هذه الألباب حتى --- تلاشت بالتأوه والأنين
وما كرم العزاء بمستطير --- لهم الصدر أو همل العيون
ولكن حيث لا طمع لرد --- فحسن الصبر مرتبع الحزين
ألا يكفي المنون الجذ فينا --- فما أبقت على حبل متين
لقد أزمت على طود مكين --- فكانت نقلة الطود المكين
أبي الضيم مصباح الدياجي --- كريم الخيم وهاب المئين
عريض الجاه مبيض الأيادي --- رحيب الصدر وضاح الجبين
محيط العلم مفصال القضايا --- عميد الفضل ذي الشرف الرصين
جسيم المكرمات لراحتيه --- سخاء المزن بالوبل الهتون
عشية " سالم" امسى دفينا --- وكل الخير في كفن الدفين
فديتك با ابن أحمد قد رزئنا --- بيوم نواك بالحصن الحصين
فلا تبعد وهيهات التداني --- بمن سطت به ريب المنون
صحبتك أيها الدر المصفى --- فكانت صحبة الحر الرزين
وكنت الركن لي اذ عز ركني --- وقد قد السلا رأس الجنين
وكنت العوذ في خير وشر --- نزيل حماك في عز مكين
وكنت العون في يسر وعسر --- فديتك من أخي ثقة ودين
وداهية أخو حقد رماها --- نصبت لها جبينك عن جبيني
وصرت اليك أنسب من نسيب --- وصرت عليك أكرم من خدين
تهون عليك نفسك في احترامي --- وأنت أعز من ليث العرين
وأعداء أرادوا حذف جاهي --- كسرتهم بآلات السكون
فلم تحذر لهم برقا ورعدا --- وما شأن الذبابة والطنين
فكنت لي الحسام اذا اشرأبوا --- وكنت الدرع للشبوات دوني
وكنت الحامل الثقل المعايي --- اذا رست الفوادح كالرعون
خفضت لي الجناح وكنت ردءا --- ولم تحفل بغث او سمين
فقد أمسيت في جدث مريع --- وتضحى للمذعذعة الحنون
وان ضريحة ضمتك فازت --- ببحر ليس ينزف بالعيون
بقاؤك للمعارف والمعالي --- بقاء البدر في سدف الدجون
وفقدك لاقتراب الحشر نوع --- من الاشراط في أخرى القرون
وأرباب الكمال إذا تولوا --- تولى الخير في دنيا ودين
ابعدكم رجال الدين يرجى --- صلاح الأرض أو جبر الوهين
فلا تذهب فديتك من خليل --- وان أبقيت للحمد الثمين
أتمضي والزمان على شحوب --- وكان لديك في خصب ولين
أتمضي والمشاكل ناصبات --- أكنت قد اعتمدت على ضمين
فلا وابيك ما بالدار خل --- وقد عصفت شعوب على القطين
متى اللقيا أبا الوضاح بيني --- وبينك بعد رحلتك الحجون
وهيهات اللقاء وأنت رهن --- لرمس همه حبس الرهين
لقد خلفت ذا قلب طعين --- بفقدك عل رثيت لذا الطعين
أجالد بين جانحتي نارا --- يؤوسا من هدوء أو هدون
وما جلد عليك بمستطاع --- ولكن بعض رشد للحزين
اذا استبصرت عن جلد وصبر --- تلاشى الصبر في وهج الشجون
متى ترجو الحياة رخاء بال --- وقد زرعت لتحصد بالمنون
حميد الذكر هل غادرت نفسا --- تطيق الصبر أو بخل العيون
وما عن دعوة الرحمن واق --- فديتك لا أقيك ولا تقيني
وليكن لوعة التذكار شبت --- فطيرت التشبث في الرنين
وقرض الصبر مرجوع اليه --- وحسب المرء من حبل متين
وما يقضي بايجاب وسلب --- يكون ولا محيص لمستكين
صبرنا أم جزعنا سوف يجري --- قضاء الله بالحق اليقين
أبا الوضاح هيض جناح صبري --- وقللت الرزية من متوني
فبت من الهموم على المكاوي --- ارادف عبرة الغرب الشنين
وكيف وبين احشائي اوار --- تصاعده عن الجمر الطبين
أرى صنعاء كاسفة النواحي --- وكانت منك زاهرة الجبين
حدادك أيها الثكلى مليا --- ونوحك نوح ورقاء الغصون
فقد أضناك يا خنساء حزن --- وعندي ما لديك فأسعديني
فما حرم الصدار عليك صنعا --- وصدرك قد تفضفض بالشجون
فكم قلدت يا صنعا البرايا --- صنائع منه كالدر الكنين
ومسجدك المنور اذ تعرى --- من التسبيح والذكر المبين
بكى محرابه القوام فيه --- اذا جال الكرى بين الجفون
وحق له البكاء وقد تردى --- باردية عقيب النور جون
ويا اسفاره نوحي عليه --- وقري للبلى وسط الخزين
بيان الشرع هل لك من بيان --- بيان الشرع هل لك من قرين
ويا تمهيد سيدنا الخليلي --- تمهد ان تعيش بلا خدين
فان العالم المقباس أضحى --- لحيدا بين أحجار وطين
لقد أضحت مرابعه يبابا --- لنوح البوم من بعد القطين
كأن لم تغن بالاحكام يوما --- بشرع المصطفى البر الأمين
كأن لم تغن بالكافي الموفي --- موازين الندى فوق الظنون
أبا الوضاح إن لاقيت حتفا --- فان المرء مجراه لحين
عليك الرحمة العظمى استهلت --- مسرمدة بصيّبها الهتون


rwd]m ji] hgulv vhzum hglk,k- gHfd lsgl hgfighkd lsgl hglk,k hgfighkd hgulv ji] vhzum





توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس