منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - طلب كتاب القرآن قرآن
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 10-01-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 8 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



- الإنسان لا يكون إنسانا ذا كيان إلا بوجود الروح في الجسد:

يخبرنا سبحانه وتعالى في كتابه، من أنه ما أسجد ملائكته على آدم إلا بعد اكتماله كمخلوق ذي حياة، وذلك بعد نفخ الروح فيه، وذلك حال إخباره لهم بذلك في قوله: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ﴾ الحجر29، فهو معتبر الخلقة معتد به كمخلوق ذي شأن بعد نفخ الروح فيه لا قبله، فقد شاء الله سبحانه أن يجعل ذلكم الجسد السوي الخلقة، القويم البنيان مَرْكبا للروح يحملها وتحمله في آن، إذ جسد بلا روح ليس إنسانا، ولذلك يلحظ أن الله سبحانه كثيرا ما يخبرنا عن جمعه عظام الناس النخرة وأجسادهم المتمزقة والضالة في الأرض تفرقا، وربما المتصلبة والمتحولة إلى أصلب من الحديد ونفخ الروح في ذلكم الجسد المتكون من جديد وبعثه إنما يكون يوم القيامة. فبالموت خرجت الروح من الجسد وعادت إلى بارئها بكيفية لا يُعرف كنهها، فأمر الروح تفرد الله بعلمه، ويوم القيامة وبعد أن يعيد الله تلكم الروح في الجسد، يحيى الجسد الذي كان رميما، يقول سبحانه: ﴿قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾ يس79 ، ويخرج من القبر مسرعا للحساب، يقول سبحانه: ﴿يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ﴾ المعارج43، فكيف يقال أنه يعذب وتُدَخَّل القدرة الربانية في أمر لم يخبرنا الله سبحانه بحدوث ما يقوله المثبتون بل أخبرنا بخلافه، من أن الحساب إنما يكون للإنسان روحا وجسدا، إذ شاء الله سبحانه وتعالى سبحانه أن يكون تلذذ الإنسان وتحسسه بالجسد الحي، فهو الذي فيه الحواس التي تحس بالنعيم والجحيم، ولذلك يقول سبحانه عن عذابه للكفار وهم في النار: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً﴾ النساء56 ، ويقول في آية أخرى ذاكرا وجوههم، وتعذيب الله لهم والمراد بها أجسادهم كلها: ﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا﴾ الأحزاب66، فأين هذه الجلود ذات الحواس في القبر؟!، فضلا عن أن تلكم الجلود التي عادت حية بعد جمعها يوم القيامة ونفخت الروح فيها هي من يسألها الإنسان بعد أن يستنطقها الله شاهدة عليه، يقول سبحانه: ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ فصلت21، إن اللجوء إلى التأويل لأدلة تثبت عدم وجود إحساس للميت في القبر، فيه ما فيه من التكلف الواضح.



توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس