| |
| | | | | | رقم العضوية : 8 | | تاريخ التسجيل : Jan 2010 | | مكان الإقامة : عمان | | عدد المشاركات : 7,603 | | عدد النقاط : 913 | قوة التقييم :   | | |
أيها الصائمون القائمون: لقد أنعم الله على الإنسان بنعمة اللسان والبيان, واستخلفه في هذه النعمة لينظر كيف يعمل بها, ولهذا جاءت الآيات الكريمة والأحاديث النبوية في التحذير من عثرات اللسان وأخطاره, وأخطار كلمته.
قال ـ تعالى ـ: ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما ).
وقال: ( والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما ).
وعن ثوبان ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: ( طوبى لمن ملك لسانه, ووسع بيته, وبكى على خطيئته).
وسئل النبي عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ فقال: ( تقوى الله وحسن الخلق ). وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: ( الأجوفان الفم والفرج).
وقال الأوزاعي: كتب إلينا عمر بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ: أما بعد, فإن من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير, ومن عد كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه.
ولقد أرشد المصطفى, صلى الله عليه وسلم, إلى ما يجب أن يكون عليه اللسان, فقال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت). يقول خيرا فيغنم أو يصمت فيسلم, يقول الخير من قراءة القرآن وذكر الله وتعلم العلم, والأمر بالمعروف, ويصمت عن الغيبة, والنميمة, والكذب, والبهتان, والسخرية, والاستهزاء.
إخواني: ومن أعظم آفات اللسان الكذب والبهتان والغيبة والنميمة, أما الغيبة فقد عمرت بها المجالس, وكثر من الناس قد وقع فيها, والغيبة خلق ذميم يمقته الشرع كل المقت, وقد صور القرآن المغتاب في صورة وحش أنقض على أخيه الإنسان بعد موته فأخذ يلتهم جثته, وينهش لحمه, ويمزق أوصاله !!! وهو تصوير يكرهه الإنسان وينفر منه, ومع ذلك يقع فيه, وينجرف إليه.
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( كل المسلم على المسلم حرام, دمه وعرضه وماله ).
وجاء في حديث متفق عليه: ( ولا يغتب بعضكم بعضا, وكونوا عباد الله إخوانا ).
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله: ( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم, فقلت: من هؤلاء يا جبريل ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم).
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: ذكرك أخاك بما يكره, قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته, وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته).
ومن آفات اللسان الخطيرة النميمة وهي نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد بينهم وإلقاء العداوة في قلوبهم, وقد توعد رسول الله, النمام بقوله: ( لا يدخل الجنة قتات ) أي نمام. ومن آفات اللسان الكذب وهو الإخبار بما يخالف الواقع وهو من صفات المنافقين ( وإذا حدث كذب ). والكذب يهدي إلى الفجور, والفجور يهدي إلى النار, والمؤمن لا يكذب؛ لأن الكذب يخالف صفات أهل الإيمان, لا يكذب في أقواله ولا أفعاله ولا في بيعه وشرائه.
إخواني: إن الواجب علينا عظيم في أن نحفظ ألسنتنا عن كل ما حرم الله, وأن نجعلها رطبة من ذكر الله وقراءة القرآن, وليكن هذا الشهر المبارك بداية لحفظ الألسنة واستعمالها في مرضاة الله.
إعداد / علي بن عوض الشيباني
hpt/,h Hgskj;l
| إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم
 ]
| |