منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 08-10-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 8 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



المعاملة الحسنة والعدل من هدي القرآن الحث على معاملة الرقيق وملك اليمين بالمعاملة الطيبة والإحسان ، قال الله تبارك وتعالى ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ، وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) النحل 90 0
فإذا عاقبه الله هذه المعاقبة بمنعه من التصرف، ووضع درجته لأن جريمته تجعله يستحق العقوبة بذلك، فإن قيل: إذا كان الرقيق مسلما فما وجه ملكه بالرق؟ مع أن سبب الرق الذي هو الكفر، ومحاربة الله وأنبياءه ورسله قد زال0
فالجواب : إن القاعدة المعروفة عند العلماء وكافة العقلاء أن الحق السابق لا يرفعه الحق اللاحق، والأحقية بالأسبقية ظاهرة لا خفاء بها، فالمسلمون عندما غنموا الكفار بالسبي ثبت لهم حق الملكية بتشريع الله، وهو الحكيم الخبير.
فإذا استقر هذا الحق وثبت، ثم أسلم الرقيق بعد ذلك كان حقه في الخروج من الرق بالإسلام مسبوقا بحق المجاهد الذي سبقت له الملكية قبل الإسلام، وليس من العدل والإنصاف رفع الحق السابق بالحق اللاحق0
وكما هو معلوم عند العقلاء. نعم يحسن بالمالك ويجمل به أن يعتقه إذا أسلم، وقد أمر الشارع بذلك ورغب فيه، وفتح له الأبواب الكثيرة فسبحان الحكيم الخبير(وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته، وهو السميع العليم ) سورة الأنعام 115 ، فالملك بالرق وغيره من أحكام القرآن العظيم :
وكم من عائب قولا صحيحا وأفته من الفهم السقيم
حكم القصاص بالعدل
ومن هدي القرآن للتي هي أقوم حكم القصاص فإن الإنسان إذا غضب وهم أن يقتل إنسانا ما ، فذكر أنه إن قتله قتل به، خاف العاقبة وهي القل فيرك القتل فحيي ذلك الذي كان يريد قتله ، وحيي هو أيضا ، لأنه لم يقتل فيقتل قصاصا ، فقتل القاتل يحيا به ما لا يعلمه إلا الله كثرة ، قال الله تبارك وتعالى ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون ) البقرة 179 0
ولا شك أن هذا من أعدل الطرق وأقومها، ولذلك يشاهد في أقطار الدنيا قديما وحديثا قلة وقوع القتل في البلاد التي تحكم بكتاب الله ، لأن القصاص رادع عن جريمة القتل، كما ذكره الله في الآية الكريمة الأنفة الذكر0
ولاشك أن ما يزعمه أعداء الإسلام من أن القصاص غير مطابق للحكمة لأن فيه إقلال عدد المجتمع بقتل إنسان ثان وهو القاتل ، وأنه ينبغي أن يعاقب بغير القتل فيحبس ، وقد يولد له وهو في الحبس فيزيد المجتمع، وهذا الكلام ساقط من أصله ، وعار من الحكمة لأن الحبس لا يردع الناس عن القتل ، بل إذا لم يقتل القاتل ، فإن السفهاء من الناس لا يتورعون من قتل الأبرياء ، فيكثر منهم القتل فيكون ذلك سببا في نقص عدد المجتمع.
ومن هدي القرآن العظيم للتي هي أقوم : قطع يد السارق المنصوص عليه بقوله تبارك وتعالى : " والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله ، إن الله عزيز حكيم " سورة المائدة 38 0وجاء قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، في الحديث النبوي الشريف : ( لو سرقت فاطمة لقطعت يدها )0ولقد كرم الله الإنسان بما أنزل من الآيات البيات، وشرع من الأحكام لتسير الحياة طبيعية على وفق سنة الله في الأرض وفي السماء.
فإذا سرق السارق ، تقطع يده اليمنى ، فإذا سرق ثانية ، تقطع رجله اليسرى ، ثم إن سرق تقطع يده اليسرى ، وهكذا فالحق أحق أن يتبع ، وقد يقول بعض المغرضين ، الذين لا يؤمنون بالله ربا ولا بالإسلام دينا، إن قطع يد السارق تشويه لخلق الله ، وما علموا أن ذلك القطع هو سبب لصيانة أموال الناس ، وصيانة لكرامة الإنسان السارق ذاته ، فإذا علم أن الحكم الشرعي يقضي بقطع يد السارق ، ما هم بسرقة أموال الناس 0
قال الشاعر أبو العلاء المعري :
يد بمخمس مئين عسجد وديت ما بالها قطعت في ربع دينار
وللعلماء أجوبة كثيرة ، نثرا ونظما، ومنها قول القاضي عبد الوهاب مجيبا له في بحره بقوله :
عز الأمانة أغلاها وأرخصها ذل الخيانة : فافهم حكمة الباري
وقال بعضهم : لما خانت هانت ، والواضح من تلك اليد الخسيسة الخائنة لما حملت رذيلة الشرقة وإطلاق استم السرقة عليها في شيء حقير ، كان من المناسب المعقول أن تؤخذ في ذلك الشيء القليل ، الذي تحملت فيه هذه الرذيلة الكبرى 0
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى .

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس