منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - مقتطفات رائعة (مقالات منوعة)
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 11-17-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 8 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



التبرج 3ـ3 ها نحن في هذه الحلقة نسدل الستار على قضية التبرج في حلقته الأخيرة.. فمن المحزن والمؤسف أن تكون المفاهيم في بلادي قد تغيرت في بضع سنين، فقد أصبح كثير من الناس ـ وخاصة الفتيات ـ يعتقدون أن الفتاة ذات الأخلاق هي الفتاة التي لا تكلم شبابا ولا تواعدهم ولا تهاتفهم بالهاتف، وقد أصبح هذا المفهوم سائدا في فئة كبيرة من المجتمع، لم تعد الحشمة ذا قيمة في نظرهم ـ هذا طبعًا ما تراه ظاهريا من تصرفاتهم ولكن قد يكون المنظر تستنكره قلوبهم ولكن لا حيلة لهم بالتغيير رضوا حتى لا يقال عنهم متخلفون ورجعيون ـ ما دامت الفتاة لا تكشف جسدها، ولا يهم بعدها إن كانت تلبس عباءة ضيقة تبرز تفاصيل جسدها، أو ترتدي حجاباً قصيرا يكشف عن تضاريس صدرها، ولا يهم إن كانت تضع طنا أو حتى لمسة من الماكياج تخفي به عيوب بشرتها ووجهها، أو حتى تضع عدسات لاصقة ملونة لتخدع الناس بها، فيفتنوا بالجمال الأخاذ - وفي أحيان كثيرة تصبح كأنها مسخ بسبب سوء اختيارها للون العدسة ـ وبالرائحة العطرة التي تتبعها أينما حلت وارتحلت تنبأ بأن زهرة مرت من أمام الجمع فمن يتسابق لقطفها، حتى اختلفت المفاهيم فأصبحت القبيحة بتبرجها أجمل الجميلات والمحتشمة والتي كانت تعتبر في الماضي في قمة الجمال الطبيعي أصبحت بشعة في نظرهم لأنها أبت أن تزيف هيئتها، ورضيت بما قدره الله لها من جمال، أما القبيحة ويا حسرتي على القبيحة التي اختارت ربها ودينها فلم تنجذب كالفراشات للضوء لما يغضب الله فإنها تموت بحسرتها وهي ترى فتيات أقل حظا منها في الجمال تراهن وقد بدلت المساحيق وجوههن فأصبحن كأنهن أجمل الجميلات، فإما أن تنجر لما يقمن به، أو تموت غيظا، وخاصة عندما لا تجد من يتقدم لخطبتها.
يا إلهي كم يحزنني ذلك، وإذا كن هؤلاء الفتيات قد تربين على الدين والأخلاق ولكن عندما كبرن صرن يتصرفن هكذا فما بالنا بالجيل القادم والذي سيتربى على أيديهن بعدما انسلخن عما تربين عليه.
صحيح أن بلادنا ولله الحمد لم تصل بعد لما وصلت إليه كثير من البلدان العربية التي ينتشر فيها العري في كل مكان، ولكن إذا لم نتدارك الأمر لا أحد يعلم إلى أين يمكن أن تصل الأمور.
فكم من المرات تسمع عن فتاة أو امرأة فاضلة ذات الجمال والأخلاق والذوق الرفيع والطيبة التي تشع منها عند معاملتها للناس، فتصبح متشوقا لرؤية هذه ذات الأخلاق والطيبة، متشوقا للحديث معها والجلوس إليها، ولكن عندما تأتي ساعة اللقاء تصطدم بها وبتبرجها وعدم حيائها؛ الحياء الذي تبدل وتغير وأصبح كلمة هلامية لا تدري ما معناها بالضبط في هذا الزمن الذي اختلطت فيه المفاهيم والمصطلحات.
حتى إنك تشك في فتاة كهذه إن كانت تصلي أم لا، فلو كانت تصلي وتقف بخشوع لخالقها كيف يمكن للشيطان يا ترى أن يغرر بها؟ ألم تنهها صلاتها عن فعل ذلك؟ وكيف يمكنها أن تحافظ على صلاتها وهي تضع تلك الأقنعة على وجهها؟ كيف تتوضأ، ولا صلاة بدون وضوء، كيف يكتمل وضوءها وهي تصبغ أظافرها وشعرها بصبغات تعزل الماء عنهما؟!
وهناك معادلة جميلة تقول:
امرأة ذات أخلاق =1
امرأة ذات أخلاق وجمال=10
امرأة ذات أخلاق وجمال ومال=100
فإذا ذهبت الأخلاق سنزيل الواحد وساعتها ستبقى الأصفار.
كما قلت لكم لقد تبدلت المفاهيم فأصبحت الفتاة المحتشمة في دائرة الشك بعدما روجوا لها الإشاعات بأن احتشامها تمويه للأفعال الشائنة التي تقوم بها، وأنها باحتشامها تتستر عن الشك فيها وفي تصرفاتها، هكذا أخبرتني إحدى الطالبات في إحدى الكليات، قالت لي: المحتشمات هن اللاتي يكلمن الطلاب ويواعدنهم، ويواعدن شباب من خارج الكلية، حتى إن إحدى المنقبات ولدت طفلا سفاحا وألقت به في العراء، وقد تم اكتشافها لاحقا، وحكت لي عن الطالبات اللاتي يعشن في السكن الداخلي يأتين للكلية منقبات محتشمات وما إن يذهب الأهل حتى يزلن الغشوة ويلبسن ما يحلو لهن، ويضعن أطنانا من الماكياج، حتى يأتي موعد قدوم الأهل فيخرجن كما دخلن بالغشوة والحشمة وكأن شيئا لم يكن.
حاولت إقناعها أن هذه فئة قليلة ضيعت على فئة كبيرة محتشمة لأنها تنفذ أوامر ربها ودينها، لا ينبغي الشك في كل واحدة محتشمة، فكما أن المتبرجات فيهن الصالح والطالح، أيضا المحتشمات، ولكن في نظري المتبرجة هي المتهمة الأولى في المجتمع، وهناك فئة معينة تريد هدم المجتمع بإلصاق التهم على المحتشمات، وللأهل دور كبير أيضا في ذلك فلا يجبروا الفتاة على فعل ما لا تريده، بمعنى يجب أن لا يجبروهن على ارتداء النقاب وعباءة الرأس المهم أن تكون ملابسهن ساترة ومحتشمة، ثم إن هناك من يرتدين النقاب وهن في قمة التبرج، فما فائدة النقاب إن لم يحقق مطلب الاحتشام؟!
وفي زمن كهذا صار النقاب متهما أكثر من أنه سترا!!
ولكن لو كان الشباب يعرضون عن الزواج من المتبرجات لما تبرجن، ولذلك هن يتمادين بتصرفاتهن، بالرغم أن الإسلام حث على الزواج من صاحبة الدين والخلق، لأنها ستكون سببا في العون على الالتزام بالدين، وستربي أولادها التربية الإسلامية الصحيحة، وليس تربية لا تكذب ولا تسرق والتزم بالإيتيكيت في كل تصرف، وهذا طبعا كله أمرنا به ديننا الحنيف ولكن في المقابل يتم إهمال أمور أخرى مهمة جدا كالالتزام بالصلاة في مواعيدها وتعويد الأبناء على مراقبة الله تعالى في كل خطوة يخطونها.
صارت نظرة المجتمع ـ ليس كله وإنما هناك فئة كبيرة ـ لا بأس البسي وتزيني وتعطري ولكن بشرط حافظي على نفسك، لا تكلمي شابا لا ترضخي لطلباته ولا تلتفتي له إن رمى لك برقم هاتفه، بذلك تكوني صاحبة الأخلاق والعفة وسيجري الشاب للزواج بك.
أنت إذن صاحبة الأخلاق والعفة بعدما أثرت بتصرفاتك الغبية مشاعر شاب كانت خامدة، قد يذهب للمومسات الساقطات ليقضي ما لم ينله منك، وفي المستقبل قد يصبح زوجك بعدما يكون قد تمرغ في أحضانهن، وبعدما انتشر الفساد والأمراض في المجتمع والسبب أنت، وقد لا يصبر عنهن حتى بعد الزواج بكِ بعدما جرب الفاحشة على أيديهن.
والله تعالى لم يشدد على ستر المرأة عند الخروج إلا لأنه عالم بالرجال وما يعتلج في نفوسهم عندما يرون امرأة متبرجة، كاشفة عما يجب ستره، هو خالقهم وعالم بضعفهم أمام إغراءات كهذه.
فمتى ستتغير نظرتك أيها الشاب للفتاة، متى ستجري وراء المحتشمة وتحتقر غيرها ـ ليس بنات بلدك فقط وإنما كل النساء المتبرجات ـ تصرفاتك قد ترجع فئة كبيرة من الفتيات إلى جادة الصواب.
وقد يظن بعض الشباب أن الفتاة المحتشمة لا يمكن أن تسعد زوجها، ويتناسى أن المرأة مأمورة في الإسلام بالاحتشام ولبس اللباس الساتر عند الخروج وعدم إبراز مفاتنها للأجانب، أما في البيت فهي كالفراشة تتزين وتلبس ما تشاء.
ولكن هناك أيضا فئة من المحتشمات شوهن صورة المحتشمة بإهمال أنفسهن وكأن الإسلام أمرهن بذلك، فهن يلبسن عباءات غير أنيقة وقد تكون متسخة وغير مكوية، ويضعن الحجاب على رؤوسهن كيفما اتفق، وكأن النظر للمرآة قبل الخروج حرام، وتناسين أن الله جميل يحب الجمال، وقد تجد الرائحة منفرة، برغم توفر مزيلات رائحة بلا رائحة نفاذة، وبالرغم من توفر الماء والصابون في كل بيت.
الإسلام دين الوسطية، فمن يفهمه جيدا يسعد في الدنيا والآخرة، والإسلام لم يغمط المرأة حقها، وإنما أباح لها داخل البيت كل ما حرمه عليها من تبرج خارج البيت، فهي في البيت تلبس ما تشاء وتفعل ما تشاء، بشرط أن تحافظ على ما أمرها الشرع به بعدم إظهار ذلك لغير محارمها. وأيضا عندما تخرج من البيت يجب أن تكون محتشمة بطريقة لا تقلل من شأنها ولا تنفر الناس منها، فخير الأمور أوسطها.
والمرأة التي تفهم الدين جيدا تتبعه ليكون لها سعادة في دنياها وآخرتها، فهي لا تهمل نفسها في بيتها، حتى لا تنفر الزوج والأهل منها، ولا تهمل نفسها عند خروجها حتى لا تنفر الناس منها.
وربما تكون المتبرجة هي التي تهمل نفسها في بيتها، فهي عندما ترجع للبيت تكون مرهقة من الملابس الضيقة فتخلعها لتلبس الملابس الفضفاضة المريحة، وتنظف وجهها وتغسله من المساحيق بعدما أثقلت وجهها، فيواجهك ساعتها وجه قد يجبرك على الهرب منه، وخصوصا أنك لم تعتد على رؤيته.
وقد تجدها مهووسة بجمالها حتى لو لم تكن جميلة، فهي لا تدع صالون تجميل إلا ضيعت وقتها ونقودها فيه، حتى تصبح بشرتها باهتة فلا تستغني عن الماكياج أبدا، وإن استغنت عنه ففي البيت فقط، ويصبح شعرها خفيفا من كثرة الأصباغ التي تضعها عليه، وبذلك تبدأ الرحلة الطويلة مع حمامات الزيت التي تضيع المال والوقت بلا فائدة، حتى يصبح شعرها خفيفا حد الصلع، ويكون هذا عادة قبل الزواج فما إن تتزوج وتنجب الطفل الأول والثاني حتى يزداد الأمر سوءا بعدما تكون فقدت معظم جمالها الطبيعي قبل الإنجاب، ومعظم الممثلات اللاتي نراهن في التلفاز يلبسن باروكات بعد أن سقط شعرهن من كثرة الأصباغ، وبذلك تبدأ رحلة طويلة مع الصالونات لا تنتهي أبدا، تحاول أن تعدل ما أتلفته بيديها قبل أن يتلفه الدهر، ولكن بطريقة هي أصلا الطريقة نفسها التي تسببت بذلك، ألا وهي صالونات التجميل والأحرى أن تسمى بصالونات التقبيح، لما تسببه من قبح للمرأة بإتلاف جمالها الطبيعي، فجمال الصالونات جمال مؤقت ينكشف زيفه وخداعه سريعا بعدما تخلع المرأة قناع الماكياج ـ والباروكات مؤخرا بعدما انتشر استخدامها ـ ولو أنها تركت بشرتها لتعدل نفسها بنفسها، ونبذت الصالونات والإغراءات التي تطرحها كل حين، واهتمت بدينها وصلاتها، وبيتها، لرجعت بشرتها من جديد تشع نورا وإشراقا بنور الإيمان الذي لا تنطفئ جذوته في النفس المطمئنة أبدا.
عزة بنت محمد الكميانية
azza2002@live.com

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس