منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
عرض مشاركة واحدة
افتراضي  إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
كُتبَ بتاريخ: [ 08-10-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية الامير المجهول
 
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
الامير المجهول غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913
قوة التقييم : الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع




الحلقة الأولى: توحيد الله
يقول الله تبارك وتعالى (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) سورة الإسراء 9.
ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة، أن القرآن العظيم الذي هو أعظم الكتب السماوية، وأجمعها لجميع العلوم، وآخرها عهدا برب العالمين، يهدي للتي هي أقوم، أي يرشد إلى الطريقة التي هي أسد وأعدل وأوضح وأصوب الطرق، وهل هناك طريق أوضح من الطريق الذي ارتضاه الله لخلقه.
وهذه الآية الكريمة، أجمل الله فيها جميع ما في القرآن الكريم من الهدى إلى خير الطرق، وأعدلها وأصوبها، فلو تتبعنا تفصيلها على وجه الكمال، لكانت حقا دليلا واضحا على ذلك، ولو استعرنا جميع القرآن العظيم، لوجدناه لا يخرج في أوامره ونواهيه، وحلاله وحرامه، عما اشملت عليه هذه الآية الكريمة، لشمولها لجميع ما فيه من هدى القرآن للطريق التي هي أقوم، بيانا لبعض ما أشارت إليه الآية الكريمة، تنبيها ببعضه على كله من المسائل العظام، والمسائل التي أنكرها المنكرون من الملحدين المغرضين، من الكفار وغيرهم، وطعنوا بسببها في الدين الإسلامي، لقصور إدراكهم عن معرفة حكمها البالغة، وبراهينها الساطعة.
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم: هدى القرآن الكريم إلى توحيد الله عز وجل في ربوبيته، وفي عبادته، وفي أسمائه وفي صفاته، وقد دل استقراء القرآن العظيم على أن توحيد الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: توحيد الله في الربوبية، وهذا النوع من التوحيد هو الذي جبلت عليه فطر العقلاء من الناس، قال الله تبارك وتعالى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) الزخرف87.
وقال الله تعالى (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) يونس 31 : 32.
ولقد أنكر فرعون لتوحيد الربوبية، وأنكر ذلك مع علمه بأنه مربوب، تجاهل العارف قال الله (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ) الشعراء 23 :029
فلم ينفع معه الحوار، ولا الآيات ولا النذر، علما بأنه يدل في قرارة نفسه أنه مستيقن بأن تلك الآيات لا يمكن أن تصدر إلا من رب السماوات والأرض، قال الله تبارك وتعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) النمل 14، وهذا التوحيد لا يستفيد منه صاحبه، إلا بالإخلاص في العبادة لله الواحد القهار، فإن خلا من الإخلاص، فمأ أحرى بصاحبه أن يكون ممن شملتهم الآية الكريمة، قال الله تبارك وتعالى: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) سورة يوسف 106.
الثاني: توحيد لله عز وجل، وهذا النوع من التوحيد هوما يعنيه القائل بقوله:
(لا إله إلا الله)، وهي تشتمل على نفي وإثبات، فمعنى النفي: خلع جميع أنواع المعبودات غير الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، كائنة ما كانت تلك المعبودات، وفي جميع أنواع العبادات كائنة ما كانت تلك العبادات.
ومعنى الاثبات: إفراد الله عز وجل بجميع أنواع العبادات بإخلاص على الوجه الذي شرعه الله على ألسنة أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام، وأكثر الآيات التي وردت في هذا النوع من التوحيد، هو الذي فيه المعارك بين الرسل وأممهم، قال الله تبارك وتعالى (وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) سورة (ص) 4 : 5.
ومن الآيات الدالة على هذا النوع من التوحيد، قوله تبارك وتعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) سورة محمد 19، وقوله تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) النحل 36، وقوله تبارك وتعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) سورة الأنبياء 25.
وقوله تبارك وتعالى: (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ) سورة الزخرف 45. وقوله: (قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) سورة الأنبياء 108.
فقد أمر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة أن يقول: إنما أوحي إليه محصور، في هذا النوع من التوحيد، لشموله كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله)، لجميع ما جاء في الكتب السماوية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى، لأنها تقتضي طاعة الله بعبادته وحده.
وللحديث بقة إن شاء الله تعالى نواصله في حلقة قادمة.

إعداد: ناصر بن محمد الزيدي

Yk i`h hgrvNk di]d ggjd id Hr,l gHfd Hr,l hgrvNk di]d i`h id i,





توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس