منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - الاباضية في ميدان الحق
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 01-13-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



السبب العاشر
مؤثرات الأهواء والشهوات والمصالح الخاصة :
يقول الشيخ نور الدين السالمي رحمه الله - :
حبـك للشـيء يغطي عيبه ويستـرنّ عيبـه وريبه
حبـك يعـمي ويصمّ فاحذر من الهـوى فإنـه لم يذر
بـل حـب ما يحبه مولاكا من دينه فهو الذي هداكا (1)
ويقول العلاّمة عبد الرحمن الميداني : " ومن شأن أهواء النفوس وشهواتها ومصالحها الخاصة أن تعمي بصيرة الإنسان وتصيبها بالعشى أو تمدّ عليها غشاوة ما فيرى الإنسان بسبب ذلك الحق باطلا والباطل حقا ، أو تختلط عليه الأمور وتلتبس في فكره صور الأشياء بنسبة ما وذلك على مقدار غلظ الغشاوة .
qومما لا شك فيه أن الهوى الطاغي يعمي عن رؤية الحق ويصم الآذان عن سماع كلمة الحق فمن كان له هوى في اتجاه فكري معين حجب عنه هذا الهوى رؤية الاتجاهات الأخرى فهو لا يرى إلا الذي دفعه أو جذبه إليه هواه ومن يريد إقناعه بتصحيح رؤيته لغير اتجاه هواه لا يجد لديه أذنا تسمع له نصحا ، أو فكرا يفهم منه بيانا ، لأن ذهنه منصرف عنه انصرافا كليّا ، والسبب في ذلك مؤثرات الهوى التي حجبت الذهن والبصيرة عن الحقيقة وعزلت الحواس عن إدراك ما يعرض عليها ، فالعين لا ترى إلا أشكالا ورسوما وظواهر ، والأذن لا تسمع إلا أصواتا وحروفا فمخاطبتها كالذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء .(1)
السبب الحادي عشر
التقليد الأعمى :
qالتقليد الأعمى ينشأ عن التعصب أو الثقة الإجمالية بالإمام المقلَّد أو الثقة بمنهجه أو طريقة اجتهاده .
qفالمقلِّد للإمام دون بصيرة في كل خطوة يخطوها يقع في كل الأخطاء التي يقع فيها إمامه تلقائيا .
qومن الحق أن التقليد ضرورة إذ لا يمكن أن يكون كل إنسان مجتهد بنفسه ولنا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حيث كان فيهم أئمة يستنبطون ويفتون وآخرون يستفتون ويعملون بما يفتيهم به أئمتهم ، لكن من الخطأ أن يدّعي المقلِّد أن إمامه على صواب وما عداه باطلا ، لأن مثل هذا الإدعاء لا يملكه إمامه نفسه لأن الاجتهاد في المسائل الاجتهادية الخلافية لا يقدم أكثر من دليل ترجيحي والدليل الترجيحي لا يعطي يقينا بأن ما وصل إليه الاجتهاد هو الحق قطعا وما عداه باطل قطعا (2) ، والعصمة للأنبياء فقط .


الفصل الثاني

افتراءات كتّاب المقالات على الإباضية


الباب الأول
أسباب التعصب ضد الإباضية


أولا: إنكارهم الظلم في كل زمان وخاصة زمن بني أمية حيث سلطت عليهم الدولة الأموية إعلامها الهادر فكالت عليهم التهم كيلا فانطلت على البعض وساعد في نشرها الطّمّاعون فيما لدى الدولة ، وليس من المستغرب وجود مثل هؤلاء الطماعين فهم موجودون في كل زمان ، كذلك ليس من المستغرب كيل التهم على المصلحين فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – لم يسلم من ذلك ، وهذه طريقة متبعة إلى يومنا هذا .
ثانيا : كون الإباضية متفقين مع الخوارج في الخروج عن علي – كرم الله وجهه – بسبب عدم قبول التحكيم سهّل إلصاقهم بالخوارج .ومروق الخوارج من الدين سهل الافتراء على الإباضية .

ثالثا : الأكاذيب التي سطرها كتاب المقالات في كتبهم ، فكتاب المقالات الذين سطروا الأكاذيب ضلوا وأضلوا وصاروا قنطرة عبور للحاقدين سواء قصدوا ذلك أو وقعوا ضحية .
qأما كونهم ضلوا فهم مسئولون عما كتبوه يوم القيامة .
qوأما كونهم أضلوا فكتبهم أصبحت مرجعا لكل من أراد أن يعرف شيئا عن الإباضية ، ووثقوا بها فيما قالت لسببين : لكون هؤلاء الكتاب من العلماء المشهورين ، ولكون هذه الادعاءات موجودة في عدة كتب مع أن مصادر هذه الكتب غير متنوعة وإنما نقل الثاني ما كتبه الأول وهكذا .
q فكونت هذه الكتب لدى قارئها صورة بغيضة عن هذه الفرقة الإسلامية فرأى أن من واجبه حماية الناس من الوقوع فيها وإنقاذ المنتمين إليها من الضياع ، وهذا رأي في محله لو كان ما كتب عن الإباضية صحيحا لأن ما كتب عنهم ينفر منه الطبع السليم ، ولكن في الحقيقة من وقع في شباك هذه الكتب جرفه السيل وهو لا يدري ، لأن ما كتب عنهم لا يمت إليهم بصلة .
qفإن من يقرأ عن الإباضية في كتب المقالات ويقارن ذلك بكتب الإباضية يجد عجبا ، حيث لا يجد أي أثر لما كتب عنهم وذلك لأن كتّاب المقالات لم يكتبوا شيئا حقيقيا عن الإباضية بسبب أن الإباضية في نظرهم فرقة ضالة يجب أن يلقى بها في مكان سحيق ، سواء كان هذا الحكم نابعا منهم أو وقعوا ضحية لغيرهم فقاموا بالتضليل على هذا المذهب وطمس حقيقته بشتى الأساليب ، واتفاق الكثير منهم على ذلك ليس صدفة وإنما بسبب وحدة عقيدتهم عن هذا المذهب وأخذ الثاني ما كتبه الأول وتبعهم الآخرون من غير تتبع للحقيقة من كتب الإباضية مع أن بعضهم شرط على نفسه أخذ ذلك من كتبهم . باستثناء بعض الكتاب المنصفين فلهم الشكر والتقدير .
Ü ويدل على ما أقول :
(1) إنهم لم يكتبوا شيئا عن أئمة الإباضية مثل جابر بن زيد وأبي عبيدة وغيرهم
(2) لم يذكروا عقائد الإباضية .
(3) لم يذكروا شيئا من آراء الإباضية الفقهية .
(4) لم يذكرا إلا النزر اليسير من مبادئ الإباضية تنحصر في السياسة وحقوق المسلمين على بعضهم . بل ذكروا بدائل للتضليل
v فقسموا الإباضية إلى فرق أصلية ، وأخرى فرعية استنتجوها من وحي خيالهم لمسرحية بيع أمة وذكروا لها عقائد شرك بالله .
Ü والإباضية لا يعرفون شيئا عن تلك الفرق ولا يوجد أي ذكر لها ولا لعقائدها ولا لأئمتها في كتب الإباضية سواء الذي ألفت قبل كتب المقالات أو التي ألفت بعدها ويبرؤن منها إن كان لها وجود أصلا وممن ألصقها بهم .
v حاولوا طمس الحقيقة بالتعميمات الفاسدة حيث أنهم ألصقوا الإباضية بالخوارج والفرق الضالة وشتى الاتهامات الأخرى سأذكرها فيما بعد .
v وانتشرت هذه الافتراءات في الكتب الأخرى وعلى السنة الخطباء الحاقدين وفي الأشرطة السمعية إلى يومنا هذا مثل كتاب الإباضية الذي سيأتي الرد عليه المحشي بالأكاذيب وبقى الإباضية يعانون منها متخذين موقف الدفاع عن أنفسهم
v وما كنت اكتب كلمة واحدة مما قاله أهل المقالات السابقين مما خالفوا فيه الواقع لو أن المتأخرين اتبعوا الحق و لم يظلوا يرددون تلك الأكاذيب.
من يعرف النطق منكم صار يشتمنا كأنه فرض عين عندكم شهرا
v ولكن ما الذي حمل هؤلاء الكتّاب على هذه الافتراءات حيث دونوا اسم الإباضية وكتبوا أشياء لا تمت إليهم بصلة ؟!!
Ü يقول البعض ربما أن ذلك يعود إلى قلة معرفتهم بالمذهب الإباضي بسبب أن حركته كانت سرية ، وفي الحقيقة أن هذا ليس شيئا مقنعا لأمرين :
أولا :- إن كتب المقالات التي كثر فيها الكذب على الإباضية بدأ تأليفها في القرن الرابع الهجري وقبل كتابتهم هذه كان المذهب منتشرا ، ففي عمان بويع بالخلافة قبل هذا التاريخ حوالي ستة أئمة ،بدءا من الإمام الجلندى بن مسعود الذي بويع في عام 132 ه وفي المغرب الأئمة الرستميون كانت دولتهم تغطي حيزا كبيرا من المغرب العربي من الجزائر إلى ليبيا ودامت أكثر من 150 سنة ،من 144 -296 هـ وهو قبل القرن الرابع الهجري وكذلك الإمام عبدالله بن يحيى الكندي في اليمن وصل نفوذه إلى الحجاز فهل بعد هذا تعذر الحصول على المعلومات ، هذا بالنسبة للقدماء فكيف بالمتأخرين ؟
ثانيا :- إذا كانوا أخذوا من غير الثقات فقد وقعوا فيما نهى الله عنه حيث قال الله سبحانه : " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين "الحجرات 6 وفيما عده رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبا في قوله : " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " متفق عليه
ثالثا:- إن كانوا لا يعرفون شيئا عن الإباضية وكتبوا عنهم لإكمال كتبهم فقد وقعوا فيما نهى الله عنه حيث قال :- " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) الإسراء 36
Ü وإن كان قد حملتهم إلى ذلك كراهية هذا المذهب فالله سبحانه نهى أن يحمل الإنسان بغضه على الظلم وأمره بدل ذلك بالعدل حيث قال عز من قائل " لا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " المائدة 8 ) أي لا يحملكم بغض أي قوم على ظلمهم وإنما عليكم العدل في كل شيء .
وأي ظلم يعمله هؤلاء على هذا المذهب أكثر من وصفهم بالضلال ونسبة الشرك إليهم والله يقول " إن الشرك لظلم عظيم " لقمان 13
Ü وإن كان قصدهم الانتصار للحق لكون أنهم يرون أنفسهم على حق وغيرهم على باطل ، فإن هذه الدعوى كل يدعيها كما نص على ذلك حديث الافتراق ولكن الحق غير محتاج إلى تأييد بالباطل فالحق والباطل ضدان ، قال الله تعالى :- " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " الإسراء 81 وقال :-" بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق " الأنبياء 18
لم تقم السماوات والأرض إلا بالحق بل لم يخلق الله هذا الكون إلا بالحق والباطل لا يأتي إلا بباطل ، كيف يدعي شخص أن الفرقة التي ينتمي إليها متبعة الحق وهو في نفس الكتابة التي كتبها لم يستطع سلوك طريق الحق ؟!


الباب الثاني

ردود على كتاب المقالات


الإباضية مع أبي الحسن الأشعري


qأبو الحسن من علماء القرن الرابع الهجري وهو من أوائل من كتب في الفرق الإسلامية وكتابه " مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين " أخطر كتاب حيث أن عددا كبيرا ممن جاءوا بعده اعتمدوا على كتابه إلى يومنا هذا ربما ثقة به لسعة علمه ، فيا ليته كتب الحقيقة لينال أجرها عند الله ، ولكنه كتب أشياء لا أساس لها على الأقل بالنسبة للإباضية حيث قسمهم إلى فرق ليس لها وجود عند الإباضية ونسب إليهم أقوال لا تمت إليهم بصلة .(1) حيث قال:
v الفرقة الأولى :- الحفصية إمامهم حفص بن أبي المقدام ، زعم أن بين الشرك والإيمان معرفة الله وحده فمن عرف الله سبحانه ثم كفر بما سواه من رسول أو جنة أو نار أو عمل بجميع الخبائث من قتل نفس واستحلال الزنى وسائر ما حرم الله من فروج النساء فهو كافر برى من الشرك .
v الفرقة الثانية :- يسمون اليزيدية ، إمامهم يزيد بن أنيسة ، زعم أن الله سبحانه سيبعث رسولا من العجم وينزل عليه كتابا من السماء يكتب في السماء وينزل عليه دفعة واحدة وتولى أبو يزيد هذا من شهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالنّبوءة من أهل الكتاب وإن لم يدخل في دينه ولم يعمل بشريعته وزعم أنهم بذلك مؤمنون .
v الفرقة الثالثة :- من الاباضية أصحاب حارث الإباضي ، قالوا في القدر بقول المعتزلة وخالفوا فيه سائر الاباضية ، وقالوا دار السلطان دار كفر "
v الفرقة الرابعة :- يقولون بطاعة لا يراد الله بها على مذهب أبي الهذيل ، ومعنى ذلك أن الإنسان قد يكون مطيعا لله إذا فعل شيئا أمره الله به وإن لم يقصد الله بذلك الفعل ولا أراده به 0
v وقال بعضهم ليس على الناس المشي إلى الصلاة ولا الركوب إلى الحج ولا شيء من أسباب الطاعات التي يتوصل بها إليها إنما عليهم فعلها فقط "
v وقال جميعهم إن يستتيبوا من خالفهم في تنزيل أو تأويل فإن تاب وإلا قتل كان ذلك الخلاف فيما يسع جهله أو فيما لا يسع جهله 0
v وقالوا من زنى أو سرق أقيم عليه الحد ثم استتيب فإن تاب وإلا قتل 0
v وقال بعضهم ليس من جحد الله وأنكره مشركا حتى يجعل مع الله غيره 0
v وقال بعضهم بتحليل الأشربة التي يسكر كثيرها إذا لم تكن الخمر بعينها0
v إن الله يؤلم أطفال المشركين على طريق الإيجاب لا طريق التجويز .
v أورد أبو الحسن قصة عن بيع الإماء للمخالفين ، فذكر في هذه القصة أسماء منكرة النسب مثل إبراهيم وميمون وعبد الجبار وسلمان وثعلبة وعبد الكريم بن عجرد وأم سعيد وأورد فيها أن إبراهيم أفتى بالجواز وميمون برئ منه وقوم وقفوا وذكر في القصة أوصاف مثل العلماء والإماء وامرأة ثعلبة وتكفير بعضهم لبعض .
Ü إن ما قاله الأشعري لا يعدو أن يكون سطورا من الافتراءات قصد بها التشنيع على المذهب الإباضي وتكريههم إلى الفرق الإسلامية الأخرى ، ربما أن الشيخ الأشعري وقع ضحية لأصحاب الأحقاد ضد الاباضية ولكن ذلك لا يخرجه من قوله صلى الله عليه وسلم :- كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " متفق عليه
Ü ويدل على ما أقول :-
أولا :- إن الأشعري قسم الإباضية إلى أربع فرق ليس لها علاقة بالمذهب الإباضي في قليل أو كثير ، فالفرق الإسلامية تنسب إلى الإمام الذي تقتنع تلك الفرق بآرائه الدينية وتأويله لنصوص العقيدة وهذا لا يوجد له أثر بين الاباضية والفرق المزعومة ، وكتب الاباضية التي ألفت قبل وبعد الأشعري شاهدة بذلك ومستعدون لتوفير أي مرجع يريده الباحث المنصف 0
Ü فالأئمة الذين ذكرهم مجهولون ليس لهم أي ذكر في أي كتاب من كتب الإباضية لا كتاب سيرة ولا فقه ولا عقيدة ولا غير ذلك 0
Ü ونرى الأشعري بنفسه أتى ببعضهم بدون أب وبعض الفرق لم يجد لها إماما قط 0
Ü كما أن العقائد التي ذكرها الأشعري لهذه الفرق هي عقائد شرك فكيف تعد من الفرق الإسلامية ؟ وهي لا شك مخالفة لعقائد الاباضية بل البعد بينهما أكثر من البعد ما بين السماوات والأرض .
Ü فإن كان لا يوجد أي أثر لسيرة أئمة الفرق المذكورة عند الإباضية ولا عقائدهم ولا آرائهم فكيف ساغ للأشعري أن يلحقهم بالإباضية بل أن يجعلهم الاباضية أنفسهم ؟!
ثانيا :- إن الأشعري نسب أقوالا لجميع الاباضية وأقوالا أخرى لبعضهم هي أيضا مخالفة لأقوال الاباضية تماما 0
بعض الأدلة من كتب الإباضية على صحة ما أقول

(1) الفرقة الأولى نسب إليها القول :- إن الكفر بالرسل والجنة والنار ليس شركا
Ü يقول العلاّمة نور الدين السالمي الإباضي في غاية المراد
وقد أتـت حجج البرهان ناطقة بالموت والبعث والحسبان فامتثلا

وأنـه من أطـاع الله يدخـله جناتـه أبـدا لا يبتـغـي نـقلا
ومن عصاه ففي النيران مسكنه ولم يجد مفزعا عنـها فينـتقـلا (1)

(2) الفرقة الثانية نسب إليها القول :- إن الله سيبعث رسولا من العجم ويتولون أهل الكتاب الذين شهدوا برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وإن لم يدخلوا في دينه والشيخ العلاّمة نور الدين السالمي يقول في بهجة الأنوار :-
قـد نسخت شرائع الجميع سوى الهدى بشرعنا البديع

ومـاله أي شـرعنا مـغير فـهو علـى الدوام لا يغير

ويقول :
والحب للمؤمن من حـقوقه والبغض للكافر من عقوقه
والكل واجب على من عقلا ويلزم الوقوف عمن جهلا
3- والفرقة الثالثة نسب إليها القول :- أنها قالت بقول المعتزلة في القدر
Ü والإباضية لا يقولون بقول المعتزلة في القدر ، قال نور الدين السالمي في غاية المراد :
وإنما الفعل مخلوق ومكتسب فالخلق لله والكسب لمن عقلا
4-والفرقة الرابعة نسب إليها القول :- صحة العمل لله من غير نية
Ü والإباضية يرون النية من قواعد الدين لا يتم العمل إلا بها ، وثاني حديث في مسند الربيع بن حبيب قوله صلى الله عليه وسلم (( الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى )) .
ويقول العلامة السالمي في غاية المراد :
قواعد الدين علم بعده عمل ونية ورع عن كل ما حظلا

1- وأما القول بأن الاباضية لا يوجبون المشي للصلاة والركوب للحج فهذا باطل
Ü لأن الإباضية يرون أن كل مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب 0
وأما القول باستتابة مخالفيهم فإن تابوا وإلا قتلوا ، وكذلك القول بقتل السارق فهذا باطل لأن الاباضية متقيدون بما جاء في القرآن والسنة من الحدود ولا يزيدون عليها حرفا واحدا ، قال أبو حمزة الشاري – رحمه الله - وهو على منبر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " الناس منا ونحن منهم إلا ثلاثة : مشركا بالله عابد وثن ، أو كافرا من أهل الكتاب ، أو متسلطا في الأرض يحكم في عباد الله بغير ما أنزل الله "
Ü ويقول الإباضية على لسان العلامة نور الدين السالمي – رحمه الله تعالى
ونحن لا نطـالب العبـادا فـوق شهـادتيـهم اعتـقادا
فمن أتـى بالجمـلتين قلنا إخـواننـا وبالحقـوق قمـنا
إلا إذا مـا أظهروا ضلالا واعتقـدوا فـي دينهم محالا
قمنا نبيـن الصـواب لهم ونحسبـن ذاك مـن حقـهم
فما رأيـته مـن التحرير في كتـب التوحيـد والتقرير
حـل مسـائـل ورد شبه جـاء بـها مـن ضل للمنتبه
قمنا نردهـا ونبدي الحقا بجهدنا كي لا يـضل الخلقا
لو سكتوا عنا سكتنا عنهم ونكتفي منهـم بأن يسـلموا(1

2- وأما القول :- ليس من جحد الله مشركا حتى يجعل معه شريكا فهذا باطل ،
Ü يقول العلامة السالمي في غاية المراد 0
والشرك لابد من أن تعرفنه لكي تكون في مقعد عن غيه اعتزلا
وهو المساواة بين الله جل وبين الخلق أو جحده سبحانه وعلا (1)

3- وأما القول بتحليل المسكر غير الخمر ، فهذا أيضا مخالف لقول الاباضية
Ü يقول العلامة ابن النظر في الدعائم :

والسكر مكروه حرام كله من كل مشروب ولو من ماء
4- وأما القول بأن الله يؤلم أطفال المشركين على طريق الإيجاب لا على طريق التجويز فهو مخالف لما يقوله الاباضية
Ü لأن الإباضية يقولون بان أطفال المشركين خدم لأهل الجنة0
ثالثا : قضية الأمة :- وأما قضية بيع الأمة المنسوبة إلى الإباضية والتي ضلت السنة الحاقدين الذين اتخذوا السب ديدنهم مثل مقبل الوادعي ترددها إلى اليوم فهي لا تعدو أن تكون مسرحية لشخصيات مجهولة سواء ذكر منها بالاسم أو بالوصف تمثل مشاجرة ، فما قيمة هذه المشاجرة بين أناس مجهولين في تحقيق علمي يراد به إثبات العقائد وتصنيف فرق الأمة 0
Ü إنها ليست إلا أسماء مجردة ، ما الدليل أنهم من الاباضية ؟!! لماذا لا يكونون من الفرق الأخرى ؟!!
Ü إن الإباضية لا يكفرون الفرق الأخرى ماداموا متأولين لكتاب الله أو سنة رسوله فكيف يكفرون بعضهم بعضا ؟!!
Ü كيف يكون تكفير في مسائل فقهيه اجتهادية ؟!!
Ü الظاهر أن الاباضية لم يحضروا هذا النزاع في بيع الإماء لأنهم لا يعرفون عنه شيئا تاريخيا ولا دينيا ، ولم يدخلوا تلك السوق الحامية ولا شهدوا ذلك العرس الذي نتج عنه سيل من الشتائم وتبادل اللعنات فنسبة هذه القصة إلى الإباضية من أعجب العجب ونسبة أبطالها إلى أئمتهم وعلمائهم من أكاذيب التاريخ التي لم تستتر حتى بقليل من الحياء ، وإن جازت حتى على كبار الأئمة أمثال ابن الحسن 0
Ü إن مخترع هذه القصة أراد أن يكثر من عدد الفرق المنسوبة إلى الإباضية والتي لا أساس لها أصلا حتى يظهرهم بمظهر المتشرذمين الذين يتنازعون لأتفه الأسباب فيتخالفون ويتفرقون انسياقا وراء العواطف ودوافع الغضب أكثر مما هو انسياقا وراء دوافع العقيدة والدين .
رابعا :- إن جميع الأسماء التي وردت فيما كتبه أبو الحسن عن الاباضية لا علاقة لها بالاباضية إلا اسمين هما عبدالله بن أباض و عبدالله بن يزيد الفزاري كان من الاباضية وخالفهم في بعض المسائل فانفصل عنهم وانظم في فرقة النكار ، وقد ذكر ابن النديم عدد من الكتب المنسوبة إليه منها :-
كتاب التوحيد ، كتاب الرد على المعتزلة ، وكتاب الرد على الرافضة ، وكتاب الإستطاعة ، ولا أعلم أن شيئا من هذه الكتب قد بقي ، وأما أصحاب هذه الفرقة فليس لهم وجود فيما أعلم 0
Ü وحتى هذا الفزاري لا يعد من الاباضية بدليلين :-
1- لأنه خالف الاباضية في العقيدة وانقسام الفرق بسبب العقائد ، وهذا الأشعري نفسه كان من المعتزلة لمدة أربعين سنة (1) ، فعند ما خالفهم ولم ينظم إلى عقائد فرق أخرى نسب إليه فرقة 0
خامسا :- إن أبا الحسن لم يذكر أحدا من أئمة الاباضية كجابر بن زيد وجعفر السماك العبدي وأبي سفيان قنبر وصحار العبدي وأمثالهم من أئمتهم في النصف الثاني من القرن الأول ولا ذكر شيئا من أقوالهم 0
Ü ولم يذكر أحدا من أئمتهم في النصف الأول من القرن الثاني أمثال أبي عبيدة ، مسلم أبي كريمة التميمي وضمام ابن السائب وأبي نوح وصالح الدهان و عبدالله بن يحيى الكندي ، والجلندى بن مسعود العماني والخطاب عبدالأعلى المعافري ، وهلال بن عطية الخراساني وأضرابهم ، ولم يذكر شيئا من أقوالهم ولم يذكر أحدا من علماء النصف الثاني من القرن الثاني أمثال الربيع بن حبيب وأبي سفيان ومحبوب بن الرحيل وعبدالرحمن بن رستم ولا ذكر شيئا من أقوالهم 0
Ü ولم يذكر أحدا من علمائهم في النصف الأول للقرن الثالث أمثال أفلح بن عبد الوهاب والمهنا بن جيفر وموسى بن علي وأضرابهم ولا ذكر شيئا من أقوالهم 0
Ü ولم يذكر أحدا من علمائهم في النصف الثاني من القرن الثالث أمثال محمد بن محبوب ومحمد بن عباد والصلت بن مالك وغيرهم ولا شيئا من أقوالهم .(2)
سادسا :- إن بعض من ذكرهم من أئمة الاباضية ذكر لهم فرقا غير الاباضية مثل العجاردة
سابعا :- إن تجاهل الأشعري أئمة الاباضية الحقيقيين ونسبتهم إلى أئمة مجهولين يؤدي إلى صرف الناس عن معرفة حقيقة المذهب الإباضي ويسهل الكذب عليهم لإثبات تهمة الضلال عليهم بخلاف لو أن ذكرهم بأئمة معروفين عند الناس لأن أئمة الاباضية معروفين باتباع الحق وعدم الزيغ عنه مثل جابر بن زيد وأبي عبيده وعبد الله بن يحيى 0
Ü إن الأشعري لو نسب الاباضية إلى أئمتهم الحقيقيين مثل جابر بن زيد وأبو عبيده وعبد الله بن يحيى وغيرهم لم يستطع أن يشوههم وينسبهم إلى الضلال لأنهم معروفين عند الناس فأي شيء ينسبه إليهم مخالف للواقع يكون معروفا ويكشف بسرعة ولكنه اختار أن يسلك بالاباضية طريقا مظلما لا تتضح فيه الرؤية 0
Ü فأئمة الاباضية ليس من ساقهم الأشعري كالقطيع وأدخلهم في الاباضية وإنما ينتمون إلى أئمة يشهد التاريخ بعدالتهم 0
يقول الإمام إبراهيم بن قيس الحضرمي :-

أدين دين المصطفى المكرم

من معـرب بسـموله أو مـعجـم اقفـو سبيل جـابر ومسـلم

وابـن الرحيـل العالـم المـحـكم إني إلى المسنتصرين أنتمـي

إنـي لأربـاب العـلا لأسـتـمي إني من القوم القيـام القــوم

الـرائـمـيـن فـوق روم الـروم الشاريين الخطبـاء الحــكم

البـاهــرين بالمـقال الـمفحـم كابن بذيل وابن حصـن المعلم

والراسـبـي الشـاري المـعمـم وابن حديـر السيـد المـقدم
وطالب الحق ابن يحيى الحضرمـي وابن حميـد ذي العلوم الضيغم
إنـا لأهـل العـدل والتـقـــدم إنا لأصـحاب الصـراط القيم
الديـن ما دنـّا بـلا تـوهــــم الحق فينـا الحق غـير أطسم
يا جـاهلا بأمـرنـا لا تغـشــم توسمـن أو سل أولي التوسم

1) جوهر النظام ، نور الدين السالمي ، ص 598

(1) بصائر للمسلم المعاصر ص 139-140

(2) نقلا من كتاب بصائر للمسلم المعاصر ، مرجع سابق ، ص141 بتصرف

1) مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين ، أبو الحسن الأشعري ، ص103-111

(1) قصيدة غاية المراد في الاعتقاد ، نور الدين السالمي ، ص50

(1) كشف الحقيقة ، لمن جهل الطريقة للشيخ نور الدين السالمي ص 7

(1) غاية المراد في الاعتقاد ، الشيخ نور الدين السالمي ، ص 51

(1) الفرق الإسلامية مدخل ودراسة ، د. علي عبدالفتاح المغربي ، ص268

(2) الإباضية بين الفرق الإسلامية ، علي يحيى معمر ، ج1 ص 27

رد مع اقتباس