منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - الدليل والبرهان الجزء الاول
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 01-13-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً




مقدمة في التعريف بالمؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلامعلى رسوله النبي الأمين وآله وأصحابه أجمعين . وبعد : فالشيخ أبو يعقوب بن إبراهيمالسدراتي الأباضي الوارجلاني أحد الأقطاب الكبار والعلماء المجتهدين الأحرار .

أخذ العلم من شيوخه بسدراته من وارقلا بجنوب الجزائر على الغرب من واديميزاب الذي كان ولا يزال يزخر بالعلماء الاباضية ولا تزال هذه البلاد وسائر الواديمعمورة بهم إلى يومنا هذا ، وقد خرج منها علماء مشهورون بالفقه والتأليف كالشيخأحمد بن محمود بن بكر والشيخ عبد العزيز الثميني والشيخ محمد بن يوسف اطفيش ، وفيالمتأخرين الشيخ بيوض والشيخ عبد لرحمن بكلى وأمثالهم كثير ممن تفخر بهم الجمهوريةالجزائرية .

والقرية التي عاش فيها المؤلف دمرها أحد الجبابرة بعد موتهوبقيت آثارها ومقابرها معروفة إلى الآن شرقي القرية التي هي معمورة الآن .

وقد كان – رحمه الله – مولعا بالأسفار والخروج في نظر الآثار والتدبر فيآيات الله وكان عالما جليلا موقرا مع علماء مذهبه وغيرهم من علماء المالكية رحل فيطلب العلم إلى الأندلس وتتلمذ على علمائها .

قال في مدحه بعض علماء سجلملسةمن المخالفين أبياتا منها :


ماكنت أحسب أن الطود تحمله = العيس فيصبح بين الرحل والقتب


وله مؤلفات عديدة منها تفسير القرآن العظيم ، قال العلامة البرادي ( كتابعجيب رأيت منه في بلاد اريغ سفرا كبيرا لم أر ولا رأيت قط سفرا أضخم منه ولا أكبرمنه وحرزت أنه يجاوز سبعمائة ورقة أو أقل أو أكثر ، فيه تفسير الفاتحة والبقرة وآلعمران ، وحرزت أنه فسر القرآن في ثمانية أسفار مثله فلم أر ولا رأيت أبلغ منه ولاأشفى للصدور : في لغة أو أعراب أو حكم مبني أو قراءة ظاهرة أو شاذة أو ناسخ ومنسوخأو في جميع العلوم ، فإذا ذكر آية يقول قوله تعالى الخ ، فأول ما يذكر إعراب الآيةويستقصيه ، ثم يقول اللغة فيستقصي جميع تصاريف الفعل من الكلمة ، ثم الصحيح في حديثرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فيسوق الرواية من كتاب الربيع بن حبيب المعروفبالمسند ثم يسرد فيه السند أبو عبيدة عن جابر ويذكر الحديث ، ولقد استقصى الاختلافالذي في (( الإمام )) في (( قوله إني جاعلك للناس إماما )) فذكر مقالة الرافضةوالغالية وذكر مقالات النكار وغيرهم من جميع الفرق ، ولعمري أن فيه لعلوما جمة ،ولقد ذاكرت أمره مع بعض الطلبة المميزين هنالك فقال لي : ( لو وجدت هذا التأليفكاملا لاسترخصته بخمسين دينارا ) ومن ضعف بخت أهل هذا المذهب وقلة اكتراثهم بشيءغفلوا عنه حتى أنه لم يعلم به أكثرهم ) .

ومنها كتاب (( العدل والإنصاف )) في أصول الفقه ثلاثة أجزاء اختصره وشرح المختصر البدر الشماخي ، ونظم مختصر العلامةأبو مالك عامر بن خميس المالكي سماه (( موارد الألطاف نظم مختصر العدل والإنصاف )) وشرح الأصل الإمام اطفيش .

ومنها هذه الكتاب الذي نحن بصدده وهو في ثلاثةأجزاء يدل على غزارة علمه وتعمقه وإطلاعه وإلمامه بجميع الفنون .

ومنها كتاب (( مرج البحرين )) في علم الفلسفة ( 1 ) .

ومنها ترتيبه لمسند الربيع بنحبيب وقد ضم إليه مراسيل جابر بن زيد وبعض روايات الربيع عن ضمام عن جابر بن زيدوروايات أبي سفيان عن الربيع وروايات للإمام أفلح بن عبد الوهاب عن أبي غانم ، وقامبشرح الجميع الإمام أبو ستة من علماء جربة بتونس ، وشرح بعضها شرحا واسعا الإمامعبد الله بن حميد السالمي من علماء عمان ، قال البدر الشماخي من علماء نفوسه بليبيا ( ولا أحصى ما رأيته له من الأجوبة لكثرتها ) قال : ( وسمعت بعض الطلبة يذكر أنهرأى له تأليفا في الفقه ) قال : ( وله قصائد منها الحجازية في ثلاثمائة وستين بيتاأيام السنة تدل على غزارة علمه لما أودعها من فنون العلم ) . وتوفي – رحمه اللهورضي عنه – عام سبعون وخمسمائة للهجرة .



18
من شوال 1402 هـ
8 / 8 / 1982
م

سالم بن حمد بن سليمان بن حميدالحارثي
----------------------------------------------
( 1 ) هذا الكتاب مرفق بالجزء الثاني من كتاب الدليل والبرهان في طبعةالتراث والأولى وفي طبعة البارونية ، ولكن تم إفراده ككتاب مستقل في هذه الطبعة . ( مراجع الطبعة الثانية ) .

[ تمهيد ] (1)
بسم الله الرحمن الرحيم

ما شاء الله لا قوة إلا بالله

وصلى اللهعلى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ، الحمد لله العليم الحكيم رب العرشالعظيم ، الرحمن الرحيم الذي لم يخلق الخلق باطلا ، ولم ينشأهم لاعبا ولم يجعلهمعابثا ولم يتركهم سدى ، ولم يمنعهم هدى ، خلق فسوى وقدر فهدى ، وأوضح منهاج السبيللأهل العقول بأنوار الدليل وسنن الجليل ، فشفى الغليل وكفى العليل مؤنة الدخيل ،سبحانه .

والصلاة والسلام على نبي الرحمة ، هادي الأمة محمد بن عبد اللهوعلى سائر الأنبياء الجم الغفير والأولياء الجمع الكثير أنه على ما يشاء قدير .

أما بعد : فإن الله تبارك وتعالى فطر هذا الجنس العاقل فجعله أفضل الخلقأجمعين ، وخلق الإنسان خيرا فجعله أفضل العالمين ، وخلق الأمم أمة بعد أمة فجعل هذهالأمة أفضل الأولين والآخرين بشهادتهم يوم الدين على رؤوس العالمين ، فقصر الحق علىالفرقة الثالثة والسبعين وما سواها في الهلاك والردى أبد الآبدين ، وجاء الشرعبمصداق ما قلنا ؛ قال ( صلى الله عليه وسلم ) : (( ستفترق أمتي على ثلاث وسبعينفرقة ، كلهن إلى النار ما خلا واحدة ناجية وكلهم يدعي تلك الواحدة )) . الحديث .

وفي حديث جبير بن نفير (( ستفترقون على إحدى وستين فرقة )) وفي حديث آخر (( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة . وستفترقون على ثلاث وسبعين فرقة )) الحديث . وفي حديث آخر (( افترقت النصارى علىإحدى وسبعين فرقة واليهود على اثنتين وسبعين فرقة وأنتم على ثلاث وسبعين فرقة )) الحديث ، والحديث من المسندات وليس من المتواتر ، ولأصحاب الحديث عكسه يرون أنالأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلهن إلى الجنة ما خلا واحدة إلى النار ،ولأصحاب الحديث حظهم ،وقد وردت أحاديث كثيرة في الأمة يخص بعضها بعضا ويعم وينسخويفسر .



--------------------------------------------------------
( 1 ) هذا العنوان من وضع مراجع الطبعة الثانية .

(( باب )) اختلاف الناس في الأمة
قال بعضهم : الأمة جميع من أرسل إليه رسول الله عليه السلام من الجنوالإنسوالأحمر والأسود، ودخل في جملة هذا جميع المشركين من السوفسطائية والدهرية والثنويةوالديمانية والمرقونية وأصحاب الطبائع والخرمية و يأجوج و مأجوج واليهود والنصارىوالذين أشركوا ، وجماعة الموحدين أجمعين وأهل التشبيه منهم ، والخضر والياس وعيسىإذا نزل ، ليس إلا الملائكة .

وقالت طائفة : من أمته من آمن به من الموحدينوالمشبهة والرافضة والمجسمة والشيعة .

وطائفة يقولون : إنما أمته من آمن بهوصدقه وصح توحيده .

وطائفة يقولون : إن أمته الفرقة المحقة .

وكلصدقوا ، ولكن هذا مبهم .

وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : ((إن معكم خليقتين ما كانتا في شيء إلا كثرتاه يأجوج و مأجوج )) وذلك أن رسولالله ( صلى الله عليه وسلم ) كان في سفر له يمشون أوان الظهيرة إذ نزل جبريل عليهالسلام بأول سورة (يا أيها الناس اتقوا ربكم أن زلزلة الساعة شيءعظيم) فرفع بها رسول الله عليه السلام عقيرته فثاب إليه الناس فقال : (يا أيها الناس اتقوا ربكم ) إلى قوله : ( شديد ) فقالعليه السلام : (( أتدرون أي يوم هذا ؟ )) قالوا : ( اللهورسول أعلم ) . فقال : ((يوم يقول الله فيه لآدم : قم ابعث بعثالنار . فقال آدم وما بعث النار ؟ فقال تعالى : من كل ألف تسعة وتسعين وتسعمائة إلىالنار وواحد إلى الجنة)) . هناك يشيب الصغير ويهرم الكبير (وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكرى ) الآية ، فتفرق أصحابرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وضوضؤوا ، فناداهم أن هلموا فثابوا إليه ، وقال : ((ابشروا إن معكم خليقتين ما كانتا في شيء إلا كثرته يأجوج ومأجوج تسعة وتسعون وتسعمائة إلى النار وواحد منكم إلى الجنة)) .

فأوجب عليه السلام أن يأجوج و مأجوج من أمته فوجب على هذا الحديث أن أمةمحمد عليه السلام إلى التسعمائة أقرب من إلى الثلاث والسبعين فرقة
.

وقولهعليه السلام : (( لا تقوم الساعة على مؤمن )) وقوله عليهالسلام : ((لا تقوم الساعة إلى على دين أبي جهل ودينهالشرك )) . وقوله عليه السلام : (( لتتبعن آثار من قبلكمحتى أنهم لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه حذو النعل بالنعل )) – ويروي خشرم دبرقالوا : ( اليهود والنصارى يا رسول الله ؟ ) قال : ((لا)) قالوا : فمن إذا ؟ قال عليه السلام : ((لا تقوم الساعةحتى تضطرب إليات نساء دوس على ذي الخصلة )) – وذو الخصلة صنم كانوا يعبدونهفي الجاهلية – وهؤلاء من أمته . وروى عنه أنه قال : ((القدريةمجوس هذه الأمة والمرجئة يهودها)) وهما من أمته . وعنه عليه السلام أنه قال : (( رأيت في المنام سوادا . فقلت يا جبريل من هؤلاء ؟ أهؤلاءأمتي ؟ فقال : لا ، هذا موسى في أمته)) ثم قال : (( فرأيتسوادا أعظم من الأول . فقلت : يا جبريل من هؤلاء ، أهؤلاء أمتي ؟ فقال : هذا عيسىفي أمته )) . قال : ((ثم نظرت فرأيت سوادا أعظم منالأولين ، قد سد ما بين الأفق ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ، فقال : هؤلاء أمتك لكمعهم سبعون ألفا يحشرون عن يمين العرش كأن وجوههم القمر ليلة البدر ولا يحضرونالمحشر )) .

فقام عكاشة بن المحصن فقال : ( ادع الله يا رسول الله أنيجعلني منهم ) فقال : ((أنت منهم ، أو قال : اللهم اجعله منهم)) ، ثم قام سعد بن عبادة فقال : ( ادع الله أن يجعلني منهم ) . فقال : (( سبقك بها عكاشة وبردت الدعوة )) . ثم دخل عليه السلام بيتهثم خرج فقالوا : ( هؤلاء من الأنبياء أو من أبنائنا وأما نحن فقد ذقنا الشرك ) . فقال : (( بلى رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين)) فقالوا : ( احلهم لنا يا رسول الله ) فقال : ((لا يكتوون ولا يسترقونولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون )) .

وعنه عليه السلام أنه قال : (( زويت لي الأرض فأريت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوي ليمنها)) . وقال عليه السلام : (( نحن الآخرون الأولون بيدأنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم )) .





في فضائل هذه الأمة
قال الله عز وجل : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) الآية . وقال عليه السلام : (( أمتي أمة مرحومة )) إشارة إلى قول الله – عز وجل – لموسى حين قال موسى ( إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء ) إلى قوله : ( الذي يجدونه مكتوبا ) الآية . وقال عليه السلام : (( أنتم توافون سبعين أمة أنتم خيرها وأفضلها عند الله )) قال عليه السلام : (( أمتي كالغيث لا يدري أوله خير أم آخره )) وقال أيضا : (( أول أمتي خير وأوسطها وأخرها همج رعاع لا خير فيهم )) ، وقال عليه السلام : (( للعامل من أمتي في آخر الزمان أجر خمسين منكم )) يريد أصحابه . وقال عليه السلام : (( أهل الجنة مائة وعشرون صفا أنتم منها ثمانون )) .

وقال عليه السلام : ((
خير أمتي لأمتي أبو بكر ثم عمر )) ، وروي : (( وأصلبها في دين الله عمر ، وأمينها أبو عبيدة بن الجراح ، وأقضاكم علي وأفرضكم زيد بن ثابت ، وأقرأكم أبي بن كعب ، وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، وإن مع سلمان لعلما ، عليكم بهدي عمار وبهدي ابن أم عبد )) . ولابد من قيام المهدي في آخر الزمان يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا .

قال : ((
ولكل نبي دعوة وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي )) وعن الحسن قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (( خير أول أمتي متزوجوها وأخرها عزابها )) ، وعنه عليه السلام : (( لا تزال أمتي بخير ما تباينوا فإذا تساووا هلكوا )) . وعن أبي هريرة قال : مر النبي عليه السلام على مقبرة فقال : (( سلام عليكم دار قوم مؤمنين ، أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع وإنا بكم لاحقون إن شاء الله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وددت أني رأيت إخواني )) فقالوا : ( ألسنا بإخوانك يا رسول الله ) قال : (( بل أنتم أصحابي ، إخواني قوم يأتون من بعدي وأنا فرطهم على الحوض ، وليذادن رجال عن حوضي يذاد البعير الضال ، فأناديهم : ألا هلم ألا هلم ، إنهم أصحابي ، فيقال : ليسوا بأصحابك إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك )) ، وفي رواية : أنهم لن يزالوا مرتدين على أعقابهم فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول : (( فسحقا فسحقا)) .

وعنه عليه السلام أنه قال لأصحابه : ((
أي الخلق أعجب إيمانا ؟ )) فقالوا : ( الملائكة ) ، قال : (( الملائكة عند ربهم فما لهم لا يؤمنون )) وفي رواية : قالوا ( الأنبياء ) ، قال : (( الأنبياء يأتيهم وحي من ربهم فما لهم لا يؤمنون )) قالوا : ( نحن أصحابك ) ، قال : (( أنتم أصحابي تسمعون مني وتروني فما لكم لا تؤمنون )) فقالوا : (( الله ورسوله أعلم ) ، قال : (( أعجب الخلق إيمانا قوم يأتون من بعدي فيؤمنون بي ويعملون بأمري ولم يروني ، فأولئك لهم الدرجات العلى إلا من تعمق في الفتنة )) . وقال عليه السلام : (( خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي قوم يحبون السمن تسبق يمين أحدهم شهادته )) . وقال عليه السلام : (( أنتم ثلثا أهل الجنة

رد مع اقتباس