منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة

اللسان
من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى أن أكرم الإنسان بالنطق، واللسان هو آلة النطق التي تعين الإنسان على الحديث والكلام والتعبير عما يختلج في خاطره ويجول في تفكيره، وقد ذكرنا الله سبحانه وتعالى بهذه النعمة العظيمة في قوله سبحانه: (ولسانا وشفتين)، وإن شرعنا في الابحار في التأمل حول هذا العضو الصغير لوجدنا ما يقشعر له الجسد من عظيم صنع الباري ومهابته، فاللسان عضو عضلي موجود داخل الفم يرتبط بالفك عبر سبع عشرة عضلة تؤمن له حركته وعمله، ويغلف سطح اللسان غشاء مخاطي تغطيه آلاف الحليمات الصغيرة التي تحتوي في أطرافها على نهايات عصبية بمثابة حاسة التذوق ويكون سطحه مبللاً باللعاب مما يبقيه رطبا.
ويغطي سطح اللسان العديد من الحليمات التي تنقسم إلى ثلاثة أنواع: 1- فهناك الحليمات الخيطية وهي الأكثر عددا وتغطية لسطح اللسان 2- تليها الحليمات الكمئية التي تشبه شكل الكمأ (الفطر) 3-ثم الحليمات الكاسية التي توجد في الخلف (في الجزء الخلفي من سطح اللسان)
وتوجد براعم التذوق في السطح الجانبي للحليمات الكأسية كما توجد على الحليمات الكمئية، كما يقسم اللسان إلى اربع مناطق للتذوق:
1- منطقة التذوق والاحساس بالاطعمة الحلوة مثل السكريات وبعض أنواع الاحماض الامينية وهذه المنطقة توجد في الطرف الامامي والثلث الأول من اللسان.
2- منطقة تذوق الحوامض وتوجد في الجانبين الايمن والايسر من اللسان.
3- منطقة تذوق الموالح وتوجد في الطرف الامامي للسان.
4- اما المنطقة الرابعة والمسؤولة عن تذوق الاطعمة المرة فتوجد في الجزء الخلفي الثلث الأخير من اللسان.
فهل تأمل أحدنا وهو يأكل الحلو والحامض والمر كيف هيأ الله له هذا اللسان بجميع طبقاته المتذوقة لكل الأذواق، وهل شكر الله على هذه النعمة؟ وهل صان لسانه عن كل محرم وقبيح؟
ولو تتبعنا المنهج النبوي لوجدنا تحذير حبيبنا المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ في استخدام اللسان حيث يقول عليه الصلاة والسلام: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفا"، وليكن لنا في رسول الله أسوة حسنة فقد كان المثل الأعلى في الكلمة الطيبة والحديث العذب الذي يُحدث أثرا طيبًا في نفوس الآخرين ويُثمر عملاً صالحًا في كل وقت بإذن الله تعالى.
هاجر بنت سعيد الحارثية