منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - مقتطفات رائعة (مقالات منوعة)
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 11-17-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 7 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



الأمة الإسلامية في القرآن الكريم
التوكل يقول الله تعالى: "وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ"، فالتوكل من مقتضيات الإيمان، وحقيقته وجوب الأخذ بالأسباب مع الاعتماد على الله تعالى في تحقيق النتائج، وتفويض الأمر لله تعالى في بلوغ الغايات، ونيل الأهداف، فهذا خير الخلق، وحبيب الحق، الأسوة الحسنة، والقدوة المؤمنة، والمثل الأعلى، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد أخذ بكافة الوسائل، والأسباب المتاحة لإنجاح الهجرة، منها أنه عليه الصلاة والسلام أحاط هجرته بسياج من السرية التامة، والتمويه الدقيق، حيث أخبر أبا بكر الصديق رضي الله عنه بموعد الهجرة في آخر اللحظات، كما أمر علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه أن ينام في فراشه ليلة الهجرة، وأن يتغطى ببردته عليه الصلاة والسلام، وعندما خرج من مكة المكرمة لم يتجه شمالاً ناحية المدينة المنورة مباشرة، وإنما اتجه جنوباً ناحية اليمن، فاختفى في غار ثور ثلاثة أيام، ثم سلك إلى المدينة المنورة طريقاً فرعياً غير الطريق المعتاد المألوف، إلى غيرها من الأسباب التي أوصلها البعض إلى أكثر من عشرين سبباً، واتخاذه صلى الله عليه وسلم للأسباب ليس خوفاً على نفسه، أو شكاً في حماية الله تعالى له، وإنما كان تشريعاً لأمته، فالنبي صلى الله عليه وسلم على ثقة تامة، ويقين جازم بحماية الله تعالى له، لذلك لم يعتريه الخوف، ولم ترتعد فرائصه، ولم تضعف قواه، ولم تخور عزيمته عندما خرج من بيته ليلة الهجرة، وشباب قريش أمام باب بيته سيوفهم مشرعة لضربه صلى الله عليه وسلم ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل. نعم خرج من بينهم، وهم كأنهم خشب مسندة، لا حركة لهم، ولا إحساس أو شعور، خرج من بينهم، وهو يتلو قول الله تعالى: "وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ"، وكذلك الحال عند وصل المشركون إلى الغار بحثاً عنه صلى الله عليه وسلم، وتحلقوا حول الغار، حتى أن أبا بكر رضي الله عنه يقول: يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم رد الواثق بالله المتيقن بحماية الله تعالى ومعيته قائلاً: " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما "، وفي هذا يقول الله تعالى: "إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "، وكذلك عندما لحق بهما سراقة بن مالك يريد قتل النبي صلى الله عليه وسلم؛ طمعاً في الحصول على الجائزة التي حددتها قريش لمن يأتي برأس رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً، أو ميتاً، فكيف عاد سراقة ؟، وبماذا عاد ؟، لقد عاد سراقة إلى قريش يحمل لهم عظمة الإسلام، وعظمة النبي صلى الله عليه وسلم، وحماية الله تعالى له، كما عاد ببشرى بشره بها النبي صلى الله عليه وسلم لينالها يوم أن تفتح بلاد فارس، وقد تحقق له ذلك في عهد الخليفة العادل الراشد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.
وللحديث بقية.
الشيخ الدكتور يوسف بن ابراهيم السرحني

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس