منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - اللمعة المرضية من أشعة الاباضية
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 01-17-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى اللهم وسلم وبارك على رسولك . سيدنا محمد وآله وصحبه . اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ،وأن الدين عند الله الإسلام . سبحانك اللهم وبحمدك أنت الله لا إله إلا أنت . خلقت الخلق . وشرعت الحق ، وأنزلت الصدق . وبينت الهدى . وخوفت من الردى . وأرسلت الرسل مبشرين ومنذرين . ليهلك من هلك على بينة . ويحيا من حيى عن بينة . وصلى الله عليهم جميعاً . وعلى سيدنا محمد خصوصاً وسلم تسليما كثيرا . وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد : فإنه لما اختلفت الأمة بعد نبيها . إلى ثلاث وسبعين فرقة . كما قال رسول الله صلى الله عليه ولم ذهبت كل فرقة منهم إلى مذهب . وسلك كل في طريق . وعاب كل فريق على الآخر . ما إليه ذهبت .وظنت كل طائفة أنهم أوتوا الحكم وفصل الخطاب . ويأبى الله أن يكون الحق إلا في واحدة . وهي التي على كتاب الله تعالى . وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . وسنة الخلفاء الراشدين . ألا وهم أهل الاستقامة في الدين ، المعروفون بالإباضية الوهبية المحبوبية كما دلت على ذلك الشواهد اللوامع والبراهين القواطع أعترف لهم الخصم بذلك والفضل ما شهد به الغير فممن أعترف قديما علم المدينة مالك بن أنس فإنه قال خطبنا أبو حمزة خطبة حيرت المبصر وردت المرتاب وأبو حمزة هو المختار بن عوف قائد الجيش لإمام المسلمين طالب الحق عبدالله بن يحيى الكندي رضوان الله عليهم وأن أبا حمزة خرج بالجيش إلى مكة فاستفتاحها ولاقته جموع الأعداء في قديد فمزقهم كل ممزق ودخل المدينة وأستفتحها وخطب أهلها خطبة تناقلتها الألسن والأسفار أقام فيها الحجة وأوضح المحجة وعلماء القوم يسمعون ومن جملتهم مالك فما كان له عندهم جواب سوى ما قال مالك المقدم ومعنى قوله حيرت المبصر أي جعلت العالم المتبصر في مذهبه محتاراً حيث سمع ما لم يسمعه من الحجة والبرهان وقوله وردت المرتاب أي من كان مرتابا في دينه ردته عنه إلى مذهب أبي حمزة ولولا خوف الإطالة لا وردت لك في سيرتهم على التمام وقد رجع إلى مذهبنا في الزمان القديم خلف بن زياد البحراني وأبو النظر الخراساني وهما من أكابر العلماء المبصرين وقد نقل الاعتراف به عن جماعة كثيرين من المخالفين قال القطب وقد تنبه علماء الحرم أن دين الإباضية الوهبية خال عن البدعة وقد تنبه لهذا المعنى السيد الجليل مصطفى بن إسماعيل المصري متعنا الله بحياته وأستعملنا وإياه في طاعاته فرجع عن مذهب الإشاعرة إلى مذهب الحق وهو أوسع أترابه علماً وفاقهم كياسة وهاهو قد نصب نفسه داعياً إلى الله ينادي بلساني الحال والمقال وقد الف الهدية الإسلامية في النصايح العامة وبث الخطب في صورة الجرائد لينتفع بها الخاصة والعامة وقد قال في هديته حين ذكر محمد بن أفلح إمام المسلمين ببلاد المغرب في الزمان القديم قال ولقد قام هذا الإمام بأهم واجبات العناية في احترام شعائر الله وصون الدين الكريم من أن يتطرق إليه دخيل العبث أو تمسه أهواء التعسف والركاكة والخلط في أقل القليل من أصوله وفروعه بعد أن تلقاه عن أبيه أفلح عن أبيه عبدالوهاب عن أبيه عبدالرحمن بن رستم الفارسي عن أبي عبيدة مسلم عن مرجع المسلمين عن أبي الشعثاء جابر بن زيد البصري العُماني وهو من التابعين الأخيار أخذ العلم عن البحر الزاخر أبن عباس أبن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها الذي لم يترك دقيقة من دقائق حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في قيامه وقعوده وركوعه وسجوده وحديثه وصمته ونومه ويقظته وبجملة حركاته وسكناته حتى أسرار خلوته معها ألا وأستوعب معرفته حتى كانت تتصبب رضي الله عنها أمامه عرقاً من حرج السؤال وخجل الجواب قال وكانت ولادته في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لسنتين بقيتا منها قال وذلك أن عمر مات سنة ثلاث وعشرين من الهجرة فتكون ولادة جابر سنة إحدى وعشرين منها ومات سنة ست وتسعين قال وكان عمر مالك إمام المالكية سنة واحدة لأنه ولد سنة خمس وتسعين ومات سن تسع وسبعين بعد المائة وكان عمر أبي حنيفة اذ ذاك خمس عشرة سنة لأنه ولد سنة ثمانين من الهجرة ومات سنة مائة وخمسين منها قال أما الشافعي فقد ولد في القرن الثاني سن مائة وخمسين ومات لأربع بعد المائتين وولد ابن حنبل سنة مائة وأربع وستين ومات سنة إحدى وأربعين بعد المأتين قال فيستدل من هذا البيان إن مذهب الإباضية نسبة إلى عبدالله بن إباض رضي الله تبارك وتعالى عنه وعنا وعنجميع من صلح الأيمة من الطاهرين الأخيار هو أقدم المذاهب تاريخاً وأوثقها مصدراً وأصحها تأويلاً وأحفظها للباب طهارة الدين طهارة الحنيف ونقاوته وسماحته وزكاوته وعلى ذلك فليس ثمة مراء في أنه هو الطريق الحق الذي كان يمضي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة معه وتلقاه عن جبريل ميكائيل عن إسرافيل عن اللوح المحفوظ عن الله عز وجل وأنه هو الصراط المستقيم الذي دعانا الله إلى أتباعه في قوله تعالى إن هذا صراطي مستقيما فأتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون وان أصحابه العاملين بما فيه هم المؤمنون حقاً أهل الفرقة الناجية التي عناها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح فوجدتهم قد كذبوا على أخي موسى فافترقوا على إحدى وسبعين فرقة كلها هالكة ما خلا واحدة ناجية وهي التي ذكرها الله تعالى في كتابه فقال عز من قائل ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون وبلوت النصارى فوجدتهم قد كذبوا على أخي عيسى فافترقوا على أثنين وسبعين فرقة كلها هالكة ما خلا واحدة ناجية وهي التي ذكرها الله في كتابه بقوله تعالى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة ما خلا واحدة ناجية وكلهم يدعى تلك الواحدة أو كما قال صلوات الله عليه قال . ولقد شهد بهذا الحق جميع الفلاسفة الفرنساويين الباحثين في الأديان الذين وقفوا بكياسة أبحاثهم وسلامة قياسهم على أن نقاوة الدين الإسلامي لا تنحصر إلا في مذهب إتباع إبن إباض ومن البديهي أن شهادة العدو هي أقوى الشهادات وأعدلها ولما جمعوا على صدق رجاله وشهدوا لهم بصحة الدعوى وغبطوهم عليها أخذت هيئة السلطة هذه الشهادة منهم مأخذ الثقة ولازمت تتابع تطبيقها على استقامة الرجال الإباضية في أقليم ميزاب بمراقبة تصرفاتهم في المعاملة المعاشية والمعادي فلم تجد لهم مثيلا من الرجال وإذ لم يصلها من قبلهم منازعات ولا ما يوجب مشغولية الحكومة بشيء من قبل أحوالهم الشئونية ولم تر منهم في سجونها أيثما ولا مجرما كما لم تعثر في سجلات المحاكم على اسم رجل من رجالهم تشمله قضية من القضايا المكدرة كأرباب السوابق تأمر الذي لم ينشأ إلا من إحارمهم التكاليف الشرعية ودأبهم على التحلي بكمالات الصدق والوفاء والأمانة والصفا والتناصر والتؤازر على البر والإحسان فإنها لم تنثن عن لحظهم بعين الرعاية والتجة وإعانتهم على الظهور في وسط الهيئات الأخرى من أهل مذاهب الفرق وقدس أقوالهم وأحكامهم فهي ترجع إليهم في مشاغل الدين عن باقي الفرق المنتشرة في أقليم الجزائر قال أما من رام استقصاء النسبة الإباضية بحذافرها فعليه برسالة الأستاذ المكرم الشيخ عبدالله بن يحيى الباروني مرجع الإباضية في جيل فصاقوا من أقليم طرابلس الغرب قال ومن تطلع إلى الوقوف على أبلغ مراتب الغيره والحرص على العمل بدقائق كتاب الله والتوقي من البدع والإحداث فليطالع خطاب عبدالله بن إباض إلى عبدالملك بن مروان المسطوره دررره وغرره في كتاب مراشد التقية للتقى الفهامة السيد قاسم بن سعيد الشماخي قال ومن أراد أن يشرح الصدر بالحنيفية السهلة السمحة التي بعث بها إلى أبو القاسم محمد بن عبدالله صلوات الله تعالى عليه وسلمت من عبث التأويل وخطأ التفسير والتعسف في التطبيق والقياس فعليه بتسريح الطرف في رياض أسفار هذا المذهب الإباضي الجليل في مستقر الشيخ الموقر بن يوسف الإباضي بوكالة الإباضية في القاهرة بطولون . هذه كلامه جزاه الله عن الإسلام وأهله خيراً وحفظه من كل بؤس وضير ومن يه الله فما له من مضل وقد كان هذا المذهب المبارك في الزمان الأول منتشراً في جميع الآفاق والنواحي وأكثر أهله بالبصرة ومكة وعُمان والمغرب واليمن وخراسان وكان أهل حضرموت كلهم على رأي أهل عُمان وكان بعض أهله في الموصل ومن علماء المذهب فيها أبوبكر يحيى بن زكريا الموصلي رحمة الله عليه وبعضهم في مصر ومن علماء المذهب فيها محمد بن عباد وقد أنتشر في المغرب انتشارا تاماً حتى كانت الدولة زمن الأئمة الرستميين تحكم في مسيرة ثلاثة أشهر لا ترى فيها إلا زاهداً وعابداً وقائماً بأمر الله وقد بلغ جيش الإمام أفلح إلى ثلاثمائة ألف وأهل الخليل منهم ثمانون ألفا أو خمسة وثمانون وأجتمع في زمان الإمام يوسف بن محمد بن أفلح مائة ألف فارس وأحد عشر ألف فارس وهؤلاء من طائفتين من طوائف المغرب فقط وهم نفوسة ومزاته وكثرت العلماء حتى أه قتل منهم في وقعة نانو أربعمائة عالم وفي وقعة أخرى ثمانين علماً إلا واحدا ووقعة نانو كانت في سن مائتين وثمانين ومذهب الشافعي لم ينتشر الانتشار إلا بعد ذلك وكان أهل المغرب يحجون بالذراري والنساء حتى أنه ولد لهم في طريق الحج سنة واحدة ثلاث مائة مولود منهم عمروس بن فتح وكان عمروس هذا في زمن محمد بن محبوب وأما انتشاره في بعُمان فأمر لا يخفى وسير الأئمة فيها مشهورة وأخبارهم معلومة وقد كانت من المسلمين بقية في منصورة من بلاد السند وكان للإمام راشد بن سعيد رحمه الله تعالى إليهم سيرة وأخبارهم شاهرة ومن علمائهم بمكة أبو الحر علي بن الحصين العنبري وأبو عبيده عبدالله بن القاسم في عدة مشايخ ومن أفضالهم بمكة الفضل بن جندب وأما البصرة فقد كانت لنا مدينة العلم حتى ضربوا لذلك مثلاً فقالوا باض العلم بالمدينة وفرخ بالبصرة وطار إلى عُمان ومن أئمة العلماء ومشاهيرهم أبو الشعثاء جابر بن زيد وهو أول من ألف في الإسلام في ما يظهر من الحال لأن تواريخ المؤلفة كلهم بعده وفي كشف الغمة أن ديوانه كان حمل خمسة أجمال وقد أحتوى عليه أمير بغداد فلم يخرج إلى أهله ومنعه علماء مذهبه من إخراجه حسداً لهذا والله أعلم بما كان عليه من الحال بعد ذلك وجابر هذا أخذ العلم عم سبعين بدرياً وعن إبن عباس وعائشة أم المؤمنين قال لقيت سبعين بدرياً فحويت ما بين أظهرهم حتى لقيت البحر فكدت أن أغرق يعنى إبن عباس وكان لأبن عباس فيه ثناء جميل وشهادة بالعلم الواسع ولولا الإطالة لذكرت بعض ذلك وقد أخذ عن جابر هذا ضمام بن السائب وأبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة وحيان الأعرج وأبو نوح صالح بن الدهان وقد تفجرت ينابيع العلم والحكمة من هؤلاء التلامذة وكان أوسعهم علما أبو عبيدة وضمام وقد انتشرت العلوم ومغاربها عن أبي عبيدة وعنه أخذ حملة العلم إلى عُمان المغرب وخراسان وحضرموت ولولا إيثار الاختصار في هذه الرسالة لذكرت لك طرفا من أخبارهم الغراء ولمعة من سيرتهم الوهراء وتلامذة أبي عبيده لا يحصون عدداً وأجلهم قدراً الربيع بن حبيب البصري وإليه انتهت رياسة العلم بعد أبي عبيده ثم إلى أبي أيوب وأيل بن أيوب الحضرمي ثم إلى محبوب بن الرحيل ثم انتقل العلم إلى عُمان بواسطة حملته الأربعة منير بن النير وبشير بن المنذر وموسى بن أبي جابر ومحمد أبن المعلا وإلى خراسان بواسطة أبي يزيد الخوارزمي وهاشم بن عبدالله الخراساني ومن علماء خراسان نصر ابن سليمان ومحمود بن نصر وأبو منصور وأبو غانم بشر بن غانم وغيرهم وحمل العلم عن أبي عبيدة إلى المغرب أبو الخطاب المعافري وعبدالرحمن بن رستم وعاصم السدراتي وإسماعيل بن درار وغيرهم ثم كثرت علماء المذهب بالمغرب وعُمان وحضرموت فلا يحصون عدد أراضي الله عنهم أجمعين وكان فيهم الأئمة الراشدون المرشدون البائعون أنفسهم في رضا ربهم الراغبون في الآخرة الهاربون عن الدنيا ومن أئمتهم بالعراق عبدالله بن وهب الراسبي أمام

رد مع اقتباس