منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - الشيخ سيف بن راشد المعولي .. عَلَمٌ في أمّةٍ وأمّةٌ في عَلَم
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 10-17-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 7 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



صفاته وأخلاقه. لقد اتصف الشيخ سيف بأخلاق العلماء ، فكان غيوراً للحق حيث لا تأخذه لومة لائم في سبيل الله ونصرة المظلوم، كان سيفاً مسلطاً على رقاب البغاة الخارجين عن الحق، فهو أشد الناس حزماً وأعظمهم نفساً. وسوف أسرد لك أخي القارئ بعض الصفات والأخلاق التي اتصف بها هذا الضرغام:-

أولاً: شدته وحزمه:
كان شيخنا المعولي شديداً جداً، واشتهر بين الناس ذلك وهو ما شاهدناه خلال معاشرتنا له. كانت شدته في الحق لإظهاره وفي الباطل لإضماره، قال عنه الإمام الخليلي: إن له صولة عمر بن الخطاب . كما قال عنه: للشيخ سيف شدة في الحق مثل شدة الصحابة .

وهذه الشدة تجسدت حتى في مراسلاته فقد قال في رسالة أرسلها للشيخين الخليلي والقنوبي - يحفظهما الله - وهي رسالة اعتذار لشيء وقع بينه وبينهما قال:" وليعلم إخواني المسلمون أن الله ابتلاني بفكرة قاسية لا تخضع إلا لكتاب الله أو سنة رسوله أو إجماع من المسلمين، وليس من شأني التقليد، وإنما أقيد آراء المسلمين لا تقليد إلا لصاحب الطيبة" .

والقصص والأخبار التي تروى عن شدته وحزمه كثيرة جداً لو استقصيناها لطال بها المقام ولكن سنذكر بعضاً منها:

1- يذكر أن شيخنا المعولي كان يذهب إلى جامع نزوى في زمن الإمام الخليلي- رحمه الله - كل يوم ويحفز الطلبة ويحثهم على تغيـير المنكر وكان يخاطبهم بشدة ويقول لهم:" الإمام كثير الأشغال فقوموا أنتم بالواجب بدل الإمام، وانصحوا الناس ومن لم يقبل النصح اضربوه"

وهذا الكلام أثّر في الطلبة ورفع معنوياتهم ويذكر أحدهم وهو الشيخ سيف الفارسي أنه رأى ذات يوم امرأة تلبس خلاخل من فضة في رجليها وهي تُحدث صوتاً عند الحركة فقال لها الشيخ الفارسي: استري هذه الحلي، ولكنها لم تستجب المرة الأولى والثانية والثالثة فقام الشيخ فضربها فذهب أهل المرأة إلى أحد شيوخهم يسمى الشيخ منصور وأخبروه بما فعله الشيخ الفارسي، فغضب الشيخ منصور واستدعاه وقال له: من أمرك بذلك هل الإمام أمرك؟ وهدده بقيد. ذهب الشيخ الفارسي وأخبر شيخنا المعولي بالقصة وقال له إن الشيخ منصور يهددني بقيد فقال شيخنا المعولي:" دع الأمر عليّ" وعندما ذهبوا للرميس مع الإمام قال شيخنا المعولي للإمام: هذا ما وقع من الشيخ الفارسي وأنا الذي حمّسته لذلك وأرى أنها تستحق والشيخ منصور يهدده بتقييده فقال الإمام للشيخ الفارسي لا تخف لا قيد .

2- يذكر أن الإمام أرسل وفداً إلى ولاية السويق يضم المشايخ: الشيخ غالب بن علي وأخاه طالب والشيخ علي بن حمد المعولي وذلك لمناقشة أحد أعيان منطقة الباطنة عندما اشتكى منه الجماعة بنو خروص أهل (مشايق) إلى الإمام أنه سلب منهم أموالهم، وقال لهم الإمام خاطبوه بالمعروف وأن يتقي الله في نفسه ويرد لبني خروص أموالهم فإن استجاب فيا حبذا، وإن أبى فيرجع أمره إلى المسلمين وسوف ينظر في أمره، فلما وصل إليه الوفد لم يجدوا منه التجاوب وكان يرد عليهم بكلام

فيه شيء من التكبر وفي ذلك الحال لم يكن من شيخنا المعولي إلا أن ثار ثورة حق وقال لأصحابه: لا تلينوا له في الخطاب فيتكبر على الحق، خذوه وكتفوه وألقوا به في ظهر الناقة حتى نسلمه لإمام المسلمين، فلا حق له في أموال الناس، هذه هي صولة عمر بـن الخطاب التي أشار إليها الإمام -عليه رحمة الله-.

3- ومن القصص التي تدل على شدة بغضه للكفار ما يذكر أن الإمام الخليلي أصيب بنزول في عينه فطلب من السلطان سعيد بن تيمور أن يرسل له الطبيب المشهور "طومس" وكان غير مسلم فعندما وصل طومس إلى نزوى رفض شيخنا المعولي إدخاله إلى القلعة وقال للإمام هؤلاء كفار لا ينبغي أن ندخلهم معقلنا ويدوسوا بأقدامهم على فرشنا، ودخل في نقاش شديد مع الإمام ولكن شيخنا المعولي لم يقتنع وقال للإمام: كيف ترضى أن يلمس جسمك من لا يصلي ولا يغتسل؟! وخرج الشيخ عن الإمام غضبان دخل طومس القلعة بإذن الإمام وعالجه وعافاه الله .

مرت السنوات وتقدم السن بشيخنا المعولي وضعف بصره وذهب إلى الهند يلتمس العلاج. وبينما هو نائم على السرير رأى في المنام الإمام الخليلي يقول له: أين أنت الآن يا سيف؟؟! لماذا تترك هؤلاء الكفرة يلمسون جسمك؟؟! استيقظ الشيخ وابتسم وتذكر موقفه مع الإمام وقال في نفسه: زاد علينا الحماس في تلك الأيام.

4- ومن ذلك أيضاً ما يذكر أن أحداً من البانيان جاء إلى سوق وادي المعاول ليشتري رطباً في أيام الحر الشديد، وأراد أن يسبح، فتوجه إلى فلج الواشحي بقرب مسجد الزامة، وعلم الشيخ بذلك، فأخرجه من الفلج، وضربه، وقال : هذا الفلج للمسلمين، وليس للبانيان حق فيه .



5- كان يتذاكر هو وأحد المتعلمين مسألة من مسائل العلم الشريف في جمع من الناس، فجاء أحد وجهاء البلد ممن ليس لهم حظ من العلم، فقال : جواب هذه المسألة كذا، فغضب الشيخ غضباً شديداً، ونهره قائلاً له بصوت مرتفع : يا فلان هذا دين، وليس لعباً!

6- وكان الشيخ يأخذ بقول الإمام محمد بن عبد الله الخليلي - رحمه الله - في مسألة من المسائل الخلافية، وكان أحد طلبته يريد أن يقنعه بالقول الآخر في المسألة بطريقة غير مباشرة، فأحضر الكتب التي تؤيد الرأي المقابل لرأي الإمام، وبدأ بقراءتها أمام الشيخ، ففهم الشيخ مراده، فنهره، وقال له : ( ما فيك أدب )، وأخرجه من منزله، وقد فعل الشيخ ذلك؛ ليربي هذا الطالب على احترام مشايخه .

8- ومن ذلك أن رجلاً رفض تزويج ابنته من شاب على خلق ودين، بدون سبب مقنع، فاشتكت هذه المرأة إلى شيخنا المعولي، فاستدعى الشيخ الخاطب، ورأى أن مثله لا يرد، فسأل الأب : لماذا لا توافق على تزويجها؟ قال : لا أريد أن أزوجها من هذا الشخص، فقال الشيخ : ألقوه في الحبس، وأمر بتزويج المرأة، وأرسل للأب شيئاً من الحلوى في حبسه، وقال له : "كل من حلوى ابنتك".

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس