منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - إليكم ما كتبه أحد فطاحل عصرنا هذا-الأستاذ الدكتور مصطفى النجار عن سماحة شيخنا الخليلي
عرض مشاركة واحدة
افتراضي  إليكم ما كتبه أحد فطاحل عصرنا هذا-الأستاذ الدكتور مصطفى النجار عن سماحة شيخنا الخليلي
كُتبَ بتاريخ: [ 11-17-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إليكم ما كتبه أحد فطاحل عصرنا هذا-الأستاذ الدكتور مصطفى عبدالقادر النجار عن سماحة الشيخ الخليلي
سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي ظاهرة عمانية حضارية,تجمع ما بين التراث والمعاصرة,حبا الله بها سلطنة عمان,فأصبح يعبر عن همومها السلفية من جهة وحياتها اليومية من جهة أخرى,فيشرح ويفصل ويحكي ويحاضر ويخطب ويكتب في كل مجال يتهيأ له وتصل إليه يده فأعطى لوطنه أبجدية الروح في هذا الزمن العاثر فلا ينكر أحد سعة إطلاعه وشدة تواضعه وفتح قلبه وعقله وأبواب ضميره لكل سائل,صغيرا أو كبيرا, مثقفا أو أميا يتبادل معهم الفكر والفقه بكل تفاصيله ولا يمل لهم مجلسا ولا يشعر بضيق أو يرفض سؤالا.
وقد حدثنا التأريخ عن شخصيات أعطت لأوطانها غذاء روحيا لا يمكن أن ينضب على مدى السنين, عربيا وإسلاميا وعالميا,والشيخ الخليلي يظهر عملاقا في هذا الجانب بمقولاته وفتاويه,واجتهاداته وآرائه ليسد فراغا ليس بالسهولة ملؤه في زمن كثرت فيه الاجتهادات وعددت التأويلات واختلفت الرؤى وأصبح من العسير على المؤمن أن يطمئن إلى هذا الرأي أو ذاك في تفسير أمور دينه ودنياه,وصار يسبح في بحر متلاطم الأمواج من تناقض الأقوال ولا يدري أين يرسو بسفينته لاطمئنان إلى شاطئ السلامة, حيث أصبح المسلم في ذلك الجو الملبد حائرا منذهلا في كيفية ارتشافه لرحيق الحقيقة,فجاء الخليلي ليعالج ذلك الفراغ ويعطي أبناء قومه عصارة فكره الخلاق,المبني على أحكام الإسلام الحنيف,بتجرد وتعفف تنحني له الهامات وسوف تعتز به الأجيال عبر القرون فامتد فكره إلى ماضي التاريخ فهمه وإلى حاضر الأيام فهضمها وإلى مستقبل الحياة فأدرك معانيها, فمزج بين الأصالة والحداثة ليحتل مكانة متميزة في نفوس أبناء وطنه.
ليس لك الخيار إلا سماع حكمه, وتكتشف عمق تفكيره وصفاء ذهنيته وصواب آرائه وعلميته حديثه وليس بالسهولة أن تجد بين أقرانه في هذا الزمن الصعب من يسد الفراغ الذي ملأه بذات الطريقة المشبعة بالتواضع والتراكم العجيب من المعرفة ما يعجز أصحاب شهادات عليا من النطق بها,فيحلق بك إلى عالم,وينقلك إلى أجواء الصحابة الكرام وعصور الإسلام الأولى,لتتعايش مع قيمها ومبادئها بطريقة مثلى,منتشلا إياك من واقعك المتردي الذي تحمله كابوسا ثقيلا على كتفيك فتجد نفسك معه متألقا متعففا عن كل مبتذلات وهموم الحياة الرخيصة تتعايش مع روح الإسلام الحنيف وسيرة المسلمين الأوائل وأحكام الشريعة السمحاء ,محلقا في سماء المثل العليا التي جاء بها الرسول الكريم-صلى الله عليه وسلم- ليرسو بك إلى عالم الإيمان بواقعيته وحسه الوطني وأجوائه الخلاقة التي ترتشف من مكنونات الحياة الصالحة,والتي تستند إلى كتاب الله وسنة نبيه الكريم-صلى الله عليه وسلم- و كل هذا وغيره من فلسفة الدين والحياة تتعلمها من هذا الزاهد العماني,الذي وهب نفسه لهمل الخير وفلاح البشر.
وسماحة المفتي يعيش عصره الذي تزاحمت فيه التحيات والانحرافات وهو يدرك أن ذلك العصر ليس من اليسير إدراك ميتافيزيفيته,ولكنه استطاع أن يخاطب الناس بلغة مبسطة,وأن يعبر عن عمانيته الأصيلة بالدفاع عن اللغة العربية التي هام في حبها من محاولات اغتياله, وهي لغة القرآن الكريم,إلى جانب الحفاظ على الأطر البلاغية فيها.
وحقا نقول:إن سماحته صار عملاقا في زمنه,فمن أين يستطيع الإنسان أن يخاطب بما ملك من مواهب وصفات قلما تجتمع في إنسان,فأصبح ملكة ابتكاريه مولدة للتصورات الحسية.
وقد قيل:إن العلماء ورثة الأنبياء وهم الذين يغارون على الحق ويتبحرون في تفاصيل العلوم, وهمهم سرد الحجج حول المسائل الثارة لإقناع البشر,وهو بلا شك منهم وإليهم,لقد لخص سماحته صفحات التأريخ العربي عبر عصوره بآراء وأقوال واجتهادات بلغ بها الذرى,أفلا يحق للمؤمنين أن يعطوه صفة (مفتي العروبة والإسلام) ويسلطوا الضوء على قدراته الخلاقة وأفكاره النيرة وأقواله المأثورة التي عجزت عن النطق بها مؤسسات علمية ومراكز بحثية.
وبمراجعة دقيقة لكل الفتاوى التي نطق بها ذلك الطود الشامخ والتمعن بعمق ومقارنتها بما كان عليه السلف الصالح تجد أن القلم يعجز عن تقويمها أو إصدار الحكم بشأنها , لأنك ستجد نفسك أمام السهل الممتنع الذي لا تستطيع بسهولة أن تدلي دلوك فيه, فهو يوضح لك أسس العقيدة الإسلامية كما جاءت عند نزول الوحي والتعريف بما نقله الصحابة الثقات الذين سلكوا الصراط المستقيم واتبعوا تعاليم الدين الصحيح ونقلوها إلى الخلف دون تحريف.
وهو يهدي المؤمنين إلى الأسانيد التي يجب الاعتماد عليها لتجنب الوساوس التي تضلل السذج من الناس وهو في كل هذا لا يطعن مذهبا أو يسفه دينا أو ينال من أي فرقة إسلامية.
وإذا التفتنا إلى دراسة شخصية هذا الرمز الإبداعي يمكن أن نحدد صفات تميزه عن غيره وذلك في اتساع مداركه وغزارة علمه والاقتصار في مقولاته والإيجاز في عباراته فهو يبتعد عن التفصيل الممل إلا إذا استدعى الأمر ذلك مراعيا عقلية السائل وغموض وتعقيد المسألة المطروحة فبحذاقته وقدرته الذاتية يستطيع أن يكشف عن خصوصية السؤال, وما يتطلبه من إجابات إن كانت مفصلة أو مختزلة دون أية مبالغة أو حشو في الكلام.
وهو في كل الأحوال يعطي المسلمين على اختلاف مذاهبهم ودون تمييز مكانتهم وقدراتهم مبتعدا عن التعصب الأعمى.....ساعيا إلى بعث روح السلف الصالح ليكشف عن الصورة المشرقة لهم , مؤكدا على عدم الانغلاق وحبس العقل وجمود النص وفتح الأبواب على مصراعيها للنقد الذاتي منتشلا الأفكار مما علق بها من تراكمات تاريخية باتت بحكم المسلمات في وقت هي في أشد الحاجة إلى تنقية ورفض التقليد الأعمى المغلف بالحق, والذي يحمل في طياته جوانب عديدة من ا لانحراف والباطل المنمق,فبحسه المتميز وقدراته الخلاقة التي وهبها الله له يستطيع أن يكشف زيفها بلا أية مجاملة وعليه اعتبرت مهمته التي يقوم بها أمام الناس بأنها تكليف إيماني أمام الله والشريعة والدين.
وعمان التي لم تنصف (بضم التاء وفتح الصاد) في الكشف عن كنوز فكرها الخلاق تحتاج في عصر العولمة الألفية الجديدة من يسلط الضوء على مبدعيها, ويأتي على رأسهم سماحة الشيخ الخليلي الحجة الفكرية العربية والتاريخية الإسلامية الذي تجاوزت أعماله حدود وطنه عمان إلى العالمية, ليأخذ على عاتقه الدفاع عن الإسلام وشرح أصوله ونهجه وفكره وفلسفته, وعمل على تنقية الأجواء العقلية لوطنه عمان, مبتعدا عن العواطف الهوجاء التي تبعد الحقيقة عن ذاتها وتستسلم إلى رقة الكلام المنمق.
ونجد الصحافة اليومية والأسبوعية تتسابق لأن تتبنى فتواه التي لا تحدها أسطر, وتؤطرها الدوريات الشهرية أو الفصلية مما يثير الهشة, إن الذي دعاني لكتابة هذه الأسطر بحقه هو ما شاهدته في الوطن العربي عندما كنت رئيسا لمنظمة عربية –للاحتفال برجالاته المتميزين- ففي كل عام نسمع أن مؤسسات ومنظمات وجامعات ودول تحتفل بواحد من أبرز الرجالات الذين قدموا عطاءهم لأوطانهم بحيث يتسابق العلماء بأقلامهم في إبراز الجوانب المضيئة في تلك المسيرة و وذلك العطاء.
إنها دعوة صادر من قلب عربي لا هدف له إلا إعلاء كلمة العلم والعلماء في بلد التأريخ عمان, كما أني أدعو هذا الرمز الإسلامي لأن ل يحرم جيله من تجاربه، فيكتب لنا (يومياته أو مذكراته) كما فعل رموز وعباقرة العالم عبر حقب التأريخ،والواقع إنها دعوة واجبة لا بد من أن يحققها لنا، فهو مدرسة من حق طلابها أن ينتفعوا وينهلوا من معينها. (انتهى)

__________________

Ygd;l lh ;jfi Hp] t'hpg uwvkh i`h-hgHsjh` hg];j,v lw'tn hgk[hv uk slhpm adokh hgogdgd gh Hp] lw'tn hgogdgd hg];j,v hga hgk[hv slhpm adokh uf]hgrh]v uwvkh uk t'hpg Ygd;l i`hhgHsjh` ;jfi





توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس