منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - مقتطفات رائعة (مقالات منوعة)
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 11-17-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
التقدم العلمي

حقيقة البياض في حد ذاتها تباين حقيقة ، ولكن البياض والبرودة يمكن اجتماعهما في ذات واحدة كالثلج أبيض وبارد، وكذلك الكلام والقعود، فإن حقيقة الكلام تباين القعود، مع أمكان أن يكون الشخص الواحد قاعدا متكلما في وقت واحد، وهكذا بالنسبة بين المتمسك بالدين والتقدم بالنظر إلى حكم العقل من هذا القبيل0
ولا مانع في حكم العقل من كون المحافظ على امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، مشتغلا في جميع الميادين التقدمية كما لا يخفى، وكما عرفه التاريخ للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بالنظر إلى نصوص الكتاب والسنة النبوية، كقوله تعالى : " ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز0 الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وأمروا بالمعروف ونهو عن المنكر ولله عاقبة الأمور " سورة الحج 40/41 0وقوله تعالى ( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) سورة الصافات 171/173 0
وإن النسبة بين التمسك والتقدم كالنسبة بين الملزوم ولازمه ، ولأن التمسك بالدين ملزوم للتقدم ، بمعنى أنه يلزم عليه التقدم ، كما صرحت به الآيات المذكورة ، ومعلوم أن النسبة بين الملزوم ولازمه لا تعدو أحد أمرين:
إما أن تكون المساواة أو الخصوص المطلق، لأن الملزوم لا يمكنن تكأ أن يكون أعم من لازمه ، وقد يجوز أن يكون مساويا له أو أخص منه ، ولا يتعدى ذلك ، ومثال ذلك :
الإنسان مثلا ، فإنه ملزوم للبشرية والحيوانية ، بمعنى أن الإنسان يلزم على كونه إنسانا أن يكون بشرا وأن يكون حيوانا ، وأحد هذين اللازمين مساو له في الما صدق وهو البشر ، والثاني أعم منه ما صدق وهو الحيوان فالإنسان أخص منه خصوصا مطلقا كما هومعروف0
ولو راجعوا دينهم لرجع لهم عزهم ومجدهم ، وقادوا جميع أهل الأرض ، وهذا مما لا شك فيه قال الله تعالى ( ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض ، والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل الله أعمالهم ) سورة محمد 4 0
شرع الله أولى بالاتباع :
ومن هدي القرآن للي هي أقوم : بيانه أنه كل من اتبع تشريعا غير التشريع الذين جاء به سيد الخلق محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه ، فاتباعه لذلك التشريع المخالف كفر بواح ، مخرج عن الملة الإسلامية ، ولما قال الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم ، الشاة تصبح ميتة من قتلها ؟ 0
فقال لهم : ( الله قتلها ) فقالوا له : ما ذبحتم بأيديكم حلال ، وما ذبحه الله بيده الكريمة تقولون إنه حرام ، فأنتم إذن أحسن من الله ؟ ، أنزل الله فيهم قوله تعالى ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق ، وإن الشياطين ليو حون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم ، إنكم لمشركون ) سورة الأنعام 0121
وقوله تعالى ( إنكم لمشركون ) قسم من الله عز وجل ، أقسم به على أن من اتبع الشيطان في تحليل الميتة أنه مشترك ، وهذا الشرك مخرج عن الملة بإجماع المسلمين ، وسيوبخ الله مرتكبه يوم القيامة بقوله ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين. وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم) سورة يس 60 /61 0
ولأن طاعة الله في تشريعه المخالف للوحي هي عبادته لغير الله ، قال الله تبارك وتعالى : " إن يدعون من دونه إلا إناثا ، وإن يدعون إلا شيطانا مريدا " سورة النساء 137 0 أي ما يعبدون إلا شيطانا وذلك باتباعهم تشريع الشيطان ، قال تعالى ( وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ، ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ، ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون ) سورة الأنعام 137 0
فسماهم شركاء لأنهم أطاعوهم في معصية الله تعالى ، وقال خليل الرحمن عليه السلام لأبيه ( يا أبت لا تعبد الشيطان ، إن الشيطان كان للرحمن عصيا، يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا ) سورة مريم 44/45 0أي بطاعته في الكفر والمعاصي 0
ولما سأل عدي بن حاتم الطائي ء النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تبارك وتعالى ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم ، وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ) سورة التوبة 31 0
بين له الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن معنى ذلك أنهم أطاعوهم في تحريم ما أحل الله ، وتحليل من حرم الله 0
وللحديث بقية إن شاء الله .

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس