شبكة نور الاستقامة
الخميس 18 / رمضان / 1445 - 07:47:36 مساءً
شبكة نور الاستقامة

سائق سيارة يسرع مئة...

المفتي : سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي

السؤال

سائق سيارة يسرع مئة كيلومتر في الساعة تفاجأ بشخص أمامه فدهسه فتوفي ذلك الشخص فماذا يلزم قائد السيارة ؟

الجواب

على أي حال إن كان غير متهور في قيادته ، وإنما كانت قيادته قيادة معقولة ، وكان محافظاً على السلامة بقدر المستطاع فهذا من قتل الخطأ . وقتل الخطأ لا إثم عليه ، ولكن كما قلنا النفس البشرية لها حرمة كبيرة ، فلذلك مع هذا كان هذا الخطأ مضموناً من ناحية ، وكان أيضاً على هذا الإنسان أن يعمل عملاً يقربه إلى الله تبارك وتعالى . أما الضمان فهو أن عليه الدية ، وأما العمل الذي يقربه إلى الله فهو الكفارة ، الله تبارك وتعالى يقول ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلا أَنْ يَصَّدَّقُوا )(النساء: من الآية92) ، فالمؤمن ليس من شأنه أن يقتل مؤمناً قتلاً عمداً ، وإنما القتل الذي يصدر من المؤمن للمؤمن إنما هو قتل الخطأ ، فلما كان هذا القتل خطأ فعليه الدية أن يسلّمها إلى أهله إلا أن يصدّقوا ، أي إلا أن ينزلوا عن هذه الدية وأن يسامحوه منها . وهناك عمل آخر فيه محو لما عسى أن يكون منه تساهل وأن يكون منه غفلة ، هذا العمل هو الكفارة ، الكفارة هي أولاً عتق رقبة ، ما دام واجداً للرقبة فلا يعدل عن عتقها إلى أي عمل آخر ، ما دام واجداً للرقبة فعليه أن يعتق الرقبة ذلك لأنه تسبب في قتل إنسان ، والعتق إنما هو بمثابة إحياء ، لأن الرقيق لا يملك من أمره شيئاً بخلاف ما إذا حُرّر فهو مالك لأمره ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ )(النحل: من الآية75) ، فهو في حال رقه كأنه ميت لأنه لا يستطيع أن يتصرف بحريته بخلاف ما إذا حُرّر ، فإذا حُرّر يكون تصرفه وفق إرادته بنفسه لا وفق إرادة غيره فيكون بهذا كأنما عاش حياة جديدة ، فلذلك كان البديل من إزهاق هذه الروح أن يحي روحاً أخرى بتحريرها من الرق . فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ، إن لم يجد ذلك كما هو الحال الآن لا يجد الإنسان الرقيق الذي يعتقه فعليه أن يصوم شهرين متتابعين توبة من الله . هكذا على هذا الإنسان أن يفعل عندما يكون هذا القتل الذي صدر منه قتل خطأ ، والله تعالى أعلم .

اترك تعليقا