شبكة نور الاستقامة
الخميس 09 / شوال / 1445 - 08:00:25 صباحاً
شبكة نور الاستقامة

من الذين تلزمهم زكاة الفطر...

المفتي : سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي

السؤال

من الذين تلزمهم زكاة الفطر ، هل تلزم الغني والفقير على السواء ؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد : فإن زكاة الفطر إنما تلزم الواجد لا المعدم ، ولكن من هو الواجد ؟ في ذلك خلاف بين مشدد وموسع ، والمشددون قالوا بأنها تجب على كل من كانت عنده فضلة عن قوت يومه ، والموسعون قالوا بأنها تجب على من كانت عنده فضلة عن قوت عامه ، والمتوسطون قالوا بأنها تجب على من كانت عنده فضلة عن قوت شهره ، ولا ريب أن الناس في حقيقة الأمر يتفاوتون ، فمنهم من يكتسب كسباً يومياً وبإمكانه أن يوفر كل يوم لنفسه ، ومنهم من يكون بخلاف ذلك بحيث يتعذر عليه أن يكتسب في كل يوم ، فينبغي أن تراعى أن هذه الأحوال . وقد يكون الإنسان لا يمكن أن يقال بأنه واجد إلا عندما يكون عنده قوت عامه نظراً إلى أنه لا يتجدد له الكسب ، فلذلك ينبغي أن تراعى هذه الأحوال في الناس وإن كان القول بأن الواجد من كان عنده قوت عام قولاً فيه ترخيص بالغ . فزكاة الفطر إنما شُدّد فيها نظراً لأنها طهرة لصيام الصائم من اللغو والرفث ، وكل صائم هو بحاجة إلى أن يطهر صيامه من أثر اللغو والرفث فإنهما يتنافيان مع الصيام كما دل على ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلّم عندما قال : الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل فإن أحد سابه أو قاتله فليقل إني صائم . وقد يتسائل متسائل بأنه ليس كل صائم يرفث ، فهناك من يمسك لسانه ويضبط نفسه فلا يقع في الرفث فكيف تكون زكاة الفطر مؤكدة عليه أو مفروضة عليه بناء على الاختلاف فيها هل هي فرض أو هي أنها سنة مؤكدة ؟ والجواب عن ذلك بأنه مهما يكن من أمر فإن الإنسان معرض للخطأ ، ولما كان معرضاً للخطأ فقد يحصل منه ما لا يحمد حصوله ، فلذلك كان مأنة لحصول الخطأ منه وبسبب هذا شرعت هذه الزكاة للجميع من غير أن تناط بالوقوع في الرفث ، والله تعالى أعلم .

اترك تعليقا