شبكة نور الاستقامة
الجمعة 19 / رمضان / 1445 - 08:20:43 صباحاً
شبكة نور الاستقامة

رجل ابتلاه الله تعالى بمرض...

المفتي : سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي

السؤال

رجل ابتلاه الله تعالى بمرض داء عضال فيطلب منكم نصيحة له ولأهله .

الجواب

نصيحتي له أن يصبر فإن وراء الصبر الفرج بمشيئة الله ، وأن يدعو الله تبارك وتعالى أن يشفيه من علته ، وأن يتعالج بالعلاج الطبيعي بواسطة الأطباء ذوي الخبرة فإن النبي صلى الله عليه وسلّم حث على العلاج قال : تداووا عباد الله . وبين أن كل داء له دواء إلا الهرم فإنه لا دواء له . والتداوي اتباع لسنة الحياة التي سنها الله تبارك وتعالى فلا ينبغي للإنسان أن يعدل عنه هذا مع الدعاء لأن الله تبارك وتعالى يشفي بإرادته وبقدرته فنبي الله تعالى وخليله إبراهيم عليه السلام يقول )وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) (الشعراء:80(. فالدواء لا يشفي ، والطبيب لا يشفي ، إنما الدواء سبب والطبيب متسبب ، والشافي هو الله سبحانه وتعالى ، ولكن مع ذلك الأخذ بالأسباب سنة من سنن الحياة وينبغي للإنسان أن يهتم بذلك . ونصيحتي لأهله بأن يعينوه وأن لا يئيسوه من الشفاء وأن يكونوا معه متعاونين في جميع الأحوال ، وأن يصبروا على ما يلقونه من التعب في علاجه وفي العناية بشئونه والقيام بمصالحه فإن ذلك مما يؤجرون عليه كما كان ذلك من امرأة أيوب عليه السلام عندما اعتنت بزوجها بعدما هجره الناس جميعا وقد ابتلاه الله بما ابتلاه به فكانت عاقبة ذلك أن منّ الله عليه بالعافية وأن وهبه سبحانه وتعالى أهله ومثلهم معهم رحمة من عنده ، ورفع منزلة تلك المرأة . فينبغي هكذا أن يعتنى كثيراً بالمرضى وأن لا يلقوا من قبل أهليهم شيئا من القنوط أو اليأس أو شيئاً من الضيق والحرج فإن ذلك مما يتنافي مع ما سنه الله تبارك وتعالى من الأخلاق العالية التي يتعامل بها الأهلون . وأسأل الله تبارك وتعالى لهذا المبتلى الشفاء من كل داء والعافية من كل بلاء والصحة من كل سقم والراحة من كل تعب إنه تبارك وتعالى على كل شيء قدير وهو بالإجابة جدير نعم المولى ونعم النصير .

اترك تعليقا