قصيدة هون عليك فإن الرزق مقسوم
هون عليك فإن الرزق مقسوم
للإمام السالمي
هون عليك فإن الرزق مقسوم |
والعمر في اللوح محدود ومعلوم |
فلا يزيد على ما خط منه كما |
لا يدفع الجبن ما في الغيب محتوم |
فبذلك الجهد في سعي تروم به |
زيادة الرزق جهل منك مذموم |
وصونك النفس عن موت تصادفه |
وقد تأجل حمق فيك مرسوم |
فهل تعجل عن ميقات موعده |
لقادم في الوغى والحرب مضروم |
أم هل تأخر عنه لحظة لأخي |
جبن تحدر عنه وهو مهضوم |
كلا وربك لا يجدي الفرار كما |
لا ينقص العمر إقدام وتصميم |
ففي الشجاعة نيل المجد قاطبة |
وفي الجبانة كل الذم محتوم |
وفي الشجاعة حصن لا انهدام له |
وفي الجبانة إلقاء وتسليم |
كم قادم عاش بالإقدام أزمنة |
وناله في العلى عز وتكريم |
ومحجم كان في الإحجام مهلكه |
وناله منه في الدارين تحريم |
فاختر لنفسك أي الحالتين ترى |
إن الكريم عن الإذلال معصوم |
واعلم بأنك إن تلق العدو على |
صبر تلقاك من عينيه تعظيم |
وإن رآك أخا عجز وذا جزع |
أذاقك الهون من كفيه تثليم |
إن الجبان وإن جلت منازله |
وزاد في عيشه فضل وتنعيم |
مثل السمين من الأنعام يذبح إن |
أرضاهم سمنه والشبه مفهوم |
فكن هماما تذيب الصخر سطوته |
وبأسه منه صرف الدهر مظلوم |
والبس صفات أبي عيسى فتحمد في |
داريك إن أبا عيسى لصهميم |
مهذب الرأي كل المجد في يده |
مسدد القصد بالخيرات موسوم |
ترى العواقب من مرآة فكرته |
وقد تلقاه للأشيا مفاهيم |
له التجارب قد أبدت عجائبها |
وفي التجارب بعض الغيب مرسوم |
له الممالك قد ألقت أزمتها |
فآب والعز في كفيه مزموم |
فأوسع الخلق من علم ومن كرم |
وسؤدد فاخر بالعدل مختوم |
اترك تعليقا