شبكة نور الاستقامة
الخميس 09 / شوال / 1445 - 12:18:37 مساءً
شبكة نور الاستقامة

القطرة الغيثية والوسيلة الإلهية

القطرة

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

على بابِ من أهوى يلذُ لي الذلُ ... فيا عز قومٍ تحت أعتابهِ ذلُّوا
أحبتنا إن الصدودَ معذِّبي ... ولكن مُرّه فيكمُ يحلو
أجود بنفسي في هواكم وإنها ... لِمن عندكم والفرعُ مرجعهُ الأصل
فإن تقبلوها فهو لي غاية المنى ... وإلا فوا ويلاه إن دفعَ البذل
تقطَّعتِ الأسبابُ إلا إليكم ... ورثت عُرى الآمال وانفصمَ الحبل
وقدّ سُدَّتِ الأبوابُ دوني فلا أرى ... سوى بابِكم قصداً يحطُ بهِ الرحل
فلا ملجأَ لي غيركم ومعول ... ... ولا قوة إلا بكم لي ولا حول
لقد دفعتني الكائناتُ بأسرِها ... إليكم فلا وعرٌ يقيني ولا سهل
ولا فوق أو تحت يلاذ ويلتجي ... بهِ بلّ ولا بعد سواكم ولا قبل
وجودك قبل القبل والبعد بعده ... فمن ثم فيه ينطوي البعد والقبل
وكنتَ ولا كونٌ لأنك أولٌ ... وما تم سبق أو لحوق له يتلو
وكوّنت كل الكائنات بكن وما ... هنالك لفظ أو حروف ولا شكل
وما غيركَ الباقي لأنكَ آخرٌ ... ويفنى جميعُ الخلقِ والجزءُ والكل
تعاليتَ عن كيفٍ وأينٍ وعن متى ... ومالك كفءٌ أو نظيرٌ ولا مثل
تعاليتَ عن كيفٍ وكيَّفت كيفنا ... وقُدّست عن أينٍ نعونا لمن حلوا
إلهي لكَ الملكُ الذي لا تحيله ... صروفُ الليالي والتقلُّب والنقل
إلهي لكَ الملكُ الذي ليس يُختشى ... عليه استلاب السالبين وإن جلّوا
إلهي لكَ الملكُ المؤبدُ والبقا الـ ... ـمسرمد والعز الذي ليس ينحل
إلهي لكَ الملكُ الذي ماله انقضا ... تبيدُ وتخلو الكائنات ولا يخلو
إلهي لكَ الخلقُ الذي بهرَ النهى ... جلالاً فلم يبلغ إلى كنهه عقل
إلهي لكَ الخلقُ العظيمُ لكَ المجدُ الـ ... ـجسيمُ لكَ الأمرُ العميمُ لكَ الفضل
إلهي لكَ التدبيرُ في الكونِ ما تشا ... يكن ولكَ الحكمُ القويمُ لكَ العدل
إلهي بدأتَ الخلق ثم تعيده ... لتجزي كلاً سعيه ولكي تبلو
فمن جاءَ بالحسنى ويسَّرته لها ... تضاعف له منك المثوبة والفضل
ومن جاءَ بالعصيان يحمل وزره ... فيا خيبة المسعى وساء له حمل
إلهي أنا العبد الذي جاء حاملا ... ذنوباً وأوزاراً بها غرة الجهل
إلهي أنا العبد المسيء الذي جنى ... على نفسه ما لا يطاق له حمل
فإن لم تداركني بعفو ورحمة ... فمن لي وأنت الفيصل الحكم العدل
إلهي أنا العبد الفقير وإن أكن ... غنياً ففقر العبد هو له الأصل
ومالي لا أغدو فقيراً وبالغنى ... تفرّدت تحقيقاً وأنت له أهل
ومالي لا أغدو غنياً وسيّدي ... له الملك بالإطلاق يعنو له الكل
إلهي أنا العبد الجهول وكيف لا ... وأصل جميع الحادثات هو الجهل
إلهي إن الاختلاف الذي جرى ... به مُبرمُ التدبير حار له العقل
وسرعة جريان المقادير منك في ... الوجود على وفق المشيئة تحتل
هما منعا أهل النهي عن سكونهم ... إلى حالة مما يمر وما يخلو
إلهي أنا العبد اللئيم وكل ما ... يليق بلؤم العبد فهو له أهل
وأنت الكريم المالك البر ذو العطا ... يليق بك الإحسان والجود والفضل
إلهي أنا العبد الضعيف ولم أزل ... ضعيفاً إلى بعد الوجود ومن قبل
وقبل وجودي أنت لي راحمٌ وبي ... لطيفٌ فهبني اللطف يا من له الطول
إلهي إن اللؤم للعبد شيمةٌ ... وطبعٌ لأن العبد من أصله رذل
فإن ظهرت مني المساويء فإنني ... جديرٌ بها والحكم منك والفضل
وإن ظهرت مني المحاسن فهي من ... هباتك فيها المن لي منك والفضل
إلهي إن النفس داعية الهوى ... وكل قبيح كان فهي له أصل
وأنت الذي حذرتني كيدها فلا ... تكلني إلى نفسي فما لي بها حول
إلهي أنا العبد الذليل وكيف لا ... وعزك منقادٌ له البعض والكل
وكيف ينال الضيم والهضم جانبي ... وأنت نصيري أم يمر بي الذل
وعزك عزي يا عزيز وموئلي ... أصول على الأعدا به وبه أعلو
أناخت بك الآمال مني جميعها ... وألقت عصى التسيار وانقطع السبل
فكيف يخيب القصد عندك سيّدي ... أغيرك يُرجى أم سواك له أهل
وها أنا مُدل بافتقاري وفاقتي ... إليك وظني فيك أن ينجح السؤل
وما غير هذا لي إليك وسيلة ... وتعويدك الإحسان والبر من قبل
فكيف وهذا يستحيل وصوله ... إليك ومما لا يجوِّزه العقل
إلهي أشكو حالتي واستحالتي ... وجهلي ومن شر الثلاث هو الجهل
ومالي اشكو ما به أنت عالم ... وليس بخاف عنك جزءٌ ولا كل
وكيف مقالي معرباً ومترجماً ... به لك عما في ضميري له حل
وما القول إلا منك قد كان بارزاً ... إليك فمنك الخلق والأمر والفعل
إليك يمد السائلون أكفهم ... فترجع ملأى بالعطاء وما ملّوا
إليك يروم السالكون بلوغهم ... فإن سلكوا غير الطريق فقد كلّوا
إليك يسير السائرون بقصدهم ... فإن قصدوا إلاك في سيرهم ضلّوا
لديك يريد الواصلون نزولهم ... فإن نزلوا حيوا وقد هُيء النزل
إلهي إن اللطف بي منك شاملٌ ... مع الجهل مني انّ ذا لهو الفضل
إلهي أفعالي قباحٌ جميعها ... ورحماك تربو كلما قبُح الفعل
إلهي بُعدي عنك أوحشني وما ... أشدك قرباً لكن الحاجب الجهل
وما زلتَ مع بُعدي وشدة غفلتي ... تَعرِفُ لي بالقرب مني وما يحلو
إلهي أنت مني أقرب لي فما الـ ... ـذي لك عني حاجبٌ حارت النبل
وما لذوات الكون قط حقائقٌ ... فتحجب إلا الوهم والآل والظل
وكيف تكونُ الحادثات حواجباً ... لمحدثها لولاه ما حدث الكل
وكيف تكونُ الظاهرات حواجباً ... لمن هو منها كان أظهر من قبل
إلهي أرى الآثار عند اختلافها ... أدل دليل يستدِلُ به العقل
إلهي أرى الأطوار حال انتقالها ... وتحويلها فيما يجيء وما يخلو
دليلاً على أن المراد بها لنا ... تعرفك المقصود كي ينتفي الجهل
بذاك استدل العارفون وحققوا ... وحق لهم ذاك التعرف والوصل
إلهي إن اللؤم يخرس مقولي ... فينطقه منك التكرم والفضل
ويؤيسني ذنبي فيطمعني الرجا ... إلى منك المنهل لا زال ينهل
إلهي ذنوبي أوحشتني وفاقتي ... دعتني إلى ذاك الجناب بها أدلو
إلهي نفوذ الحكم منك بما تشا ... على القهر منه يبطل القول والحول
إذا كان لا حول لنا كيف قولنا ... وقوتك العظمى لها الحول والطول
وهذا الذي قد الصق الخد بالثرى ... خضوعاً عليه الاستكانة والذل
وهذا الذي أبكى وأبكم حيرة ... وأطلق دمع العين في القلب ينهل
وألبس لسن العارفين بلاهةً ... وعيا وهم أهل النهى الفصحا النبل
إلهي عجز العبد عن جزم فعله ... به قاعدٌ طبعاً وما الطبع ينحل
ولكن إذا ما صحح العزم الذي ... يروم من الخيرات فهو له فعل
وذا منك إحسانٌ ومحض تكّومٍ ... وهبت له ما ليس هو له أهل
وما عزم هذا العبد أو جزم فعله ... وقد كان تحت القهر ليس له حول
وكيف له أن يترك العزم ناكلاً ... وتأمره بالفعل أنت له تبلو
وهذين كالضدين لابد منهما ... جمعتهما للعبد فعل ولا فعل
وهل يجمع الأضداد غيرك مثلما ... جمعت إلى النار الزلال الذي يحلو
فسبحانك اللهم جلت وقُدست ... صفاتك عن مثلٍ وأنى له مثل
وقدرتك العظمى وحكمتك التي ... ترد النهى حسرى فيدركها الكل
نعم يجب التصميم بالعوم في الذي ... أمرت ومنك العون والحكم والفعل
إذ الفاعل المختار أنت حقيقةً ... ونسبته للعبد حكماً هو العدل
إلهي أخلصني إليك بنظرةٍ ... لدنيةٌ عني بها ينجلي الجهل
إلهي واجمعني إليك بجذبةٍ ... من القرب حتى يستبين لي الوصل
وخذني عن نفسي إليك بجذوةٍ من النور تمحو صفحة الكون أو تجلو
أزل سحب الآثار عني فلا أرى ... سواك على لوح الوجود به أسلو
أمط حجب الأغيار وامح ظلامها ... وجلِّ دجاها ما سواك لها يجلو
إلهي أزل جهلي ونوّر بصيرتي ... ... ببارقة الأنوار كي ينجلي الجهل
إلهي هذي ذلتي واستكانتي ... تراها بها أدنو إليك بها أدلو
إلهي ترى ضعفي وعجزي وفاقتي ... ... إلى من تكلني واستكان لك الكل
إلهي حالي ظاهر ٌ ليس خافيا ... عليك تراني عالماً ما هو السؤل
هو القرب والإقبال بالحب والرضى ... ... وكشف الغطا عن كل ما كنّه الجهل
عليك اتكالي منك أطلب سيدي ... إليك وصولي والمنى كله الوصل
إلهي بك استدللت منك عليك لا ... بغيرك إذ لا غير حقاً ولا مثل
إلهي أرشدني بنورك واهدني ... إليك بفضل منك أنت له أهل
أقمني مقام الصدق بين يديك في ... ... عبودتي حتى يحق لي الوصل
فأرجع موصولاً لرسم عبودتي ... ... بعين شهودي إن هذا هو الفضل
هنالك فرسان السباق تسابقت ... لسباقها صين الغنائم والنفل
وما غنموا الفاني الداني وإنما ... ... رأوا لدني الفيض بالفضل ينهل
لطائف أسرار معارف حكمة ... ... مخدّرة عن أن يدنّسها البذل
كذاك خزانات الملوك مصونةً ... ... لما قد حوَت مما يعز وما يغلو
فكم حارسٌ من دونها ومراقبٌ ... مغلقةٌ ما إن يُفكُّ لها قفل
وما نال منها كل من رام نيلها ... ولكن خصوصٌ من خصوصٍ لها نيل
سوابق أقدارٍ جرت بيد القضا ... ... وحكمة قهّارٍ يدبّرها عدل
ولك امتثال الأمر بالجد لازمٌ ... قياماً لئَّلا يعرو الحكمة البطل
فيا ربُّ أصلح نيتي وطويتي ... ... بخالصة التوفيق أنت لها أهل
وعلّمني من مخزون علمك مِنةٌ ... ... وفضلاً بفيض الغيب سري له يتلو
إلهي والبسني الصيانة رحمةً ... بسر اسمك الأعلى المصون به أعلو
ألهي وافتح لي فواتح فواتح قربة ... من الوهب عن سر الحقائق لي تجلو
بتحقيق أهل القرب حقق حقيقتي ... ... ووحد سبيلي حيثما افترق السبل
بتدبيرك الكافي إلهيَ أغنني ... عن الكد والتدبير إن كان لي كفل
إلهي ألقيت اختياري تبرؤاً ... إليك فما لي فيه حول ولا قول
إلهي إني لاجيءٌ متعوذٌ ... بعزك من ذلي فلا يغشني ذل
لغيرك ملّكني هوى النفس إنها ... لكل شرور المرء من أصلها أصل
وطهرني َ من شكي وشركي وغفلتي ... ... بنور يقينٍ راسخٍ فهو الغسل
عليك اعتمادي في أموري جميعها ... ... عليك اتكالي لا سواك له أهل
إلهيَ كن لي ناصراً ومؤيداً ... فنصرك لي في كل نازلةٍ نزل
أوجه سؤالي في جميع حوائجي ... ... إليك وما في الغير لي أبداً سؤل
وحاشاك عن منعي وردي بخيبتي ... ... فأنت الكريم يستحيل لك البخل
إلهي مالي عنك في لحظةٍ عنى ... ... فلا تنسني ذكراك إن نسي الغفل
وفي فضلك اللهم أرغب دائما ... ... فلا تحرمني المن يا من له الفضل
فأنت عظيم الفضل والجود والعطا ... ... وما غيرك المقصود إن ضاقت بي السبل
إلهي إلى ذاك الجناب الرفيع لا ... ... سواه انتسابي واعتصامي به حل
فلا تبعدني من جوارك طرفةً ... ... وإن ساءت الآداب أو قبح الفعل
فأنت حليمٌ واسع العفو غافرٌ ... كريمٌ ورؤوفٌ بالعباد وإن زلّوا
ببابك يا ذا الطَول لا زلتُ واقفاً ... أُلازمُ قرع الباب ما مسني مل
وكيف يمل العبد من باب سيدٍ ... ولا عار في عبدٍ بذاك ولا ذل
وحاشاك عن طردي عن الباب دونما ... ... بلوغ المنى حاشا لجودك يعتل
فأنت كريمٌ منعمٌ متفضلٌ ... وما المنع من شأنِ الكريم ولا البخل
وسعت جميع الخلق فضلاً ومنّةً ... ... مقيتٌ تُقيت الكل من حيثما حلّوا
فمن أمّ ذاك الباب مختضعاً له ... ... ينل كل مأمول ويؤنسه خل
يخض بحر معروفٍ بعيداً قراره ... ... ويذهله ما لا يكيّفه عقل
فيا أيها الأخوان أَموا لبابه ... بصدق وأخلاص وعن كسل خلوا
تخلُّو عن النفس الخسيسة إنها ... لشر عدوٍ إنها في الحشى صل
فلولا عيوب النفس ما انحط قدرنا ... ... عن الرسل والأملاك هذا هو الفصل
ولولا عيوب النفس ما كان بيننا ... وبينهم فرقٌ إذا اتحد الأصل
ولا عيوب النفس ما خُلقت لظى ... ... ولا خُلقت دنيا ولا سلك الجهل
ولولا عيوب النفس ما امتاز في الـ ... ... ـورى شريفٌ ومشروفٌ رفيعٌ ولا رذل
ولولا عيوب النفس ما انحط جدّنا ... ... إلى هذه الأرض الخسيسة من قبل
ولولا عيوب النفس إبليس ما غوى ... ... وأُبعد مطروداً أحاط به الخذل
ولولا عيوب النفس قابيل ما عصى ... ... بقتل أخيه فاستُبيح به القتل
ولولا عيوب النفس ما غرق الملا ... ... بطوفان نوحٍ بل ولا نالهم بلّ
ولولا عيوب النفس نمرود ما عتى ... ... فأجج ناراً للخليل بها يصلو
ولولا عيوب النفس أخوة يوسفٍ ... ... لما قذفوا في الجب يوسف وانسلوا
ولولا عيوب النفس ما قذفته بالز ... ... ناء زليخاً وهو ليس له أهل
وقد كان صدّيقاً نبياً مُطهراً ... ... تدرّع بالتقوى له الفضل والفصل
فصار إلى السجن المشوم بشؤمها ... ... وقد نالها من ذلك الخزي والذل
فتابت نصوحا بعد ذاك وأصلحت ... ... فأعقبها الرضوان خالقها العدل
ولولا عيوب النفس فرعون ما علا ... ... وقال أنا الربّ الذي فوقكم أعلوا
وذَبِّح وِلداناً وفجَّع نسوةً ... أذل بني يعقوب أفناهم القتل
فأهلك أغراقاً يرى الموت عاجزاً ... ... عن الدفع تغشاه المهانة والذل
وكم كُذِّبت رسل الإله وقُتِّلت ... وسُفِّه ما جاءت به الكتب والرسل
وكم قد خلت من قبلنا أُممٌ على ... ... ضلالتهم بادوا وفي غيِّهم ضلّوا
وما ذاك إلا نفوس تمرّدت ... ... وأبطرها الإحسان والمن والفضل
ألم تر ما قالت قريشٌ لأحمدٍ ... ... يتيمٌ ومجنونٌ وسحراً لنا تتلو
وذلك من كبر النفوس وإنما ... ... هم يعرفون الحق ليس بهم جهل
أُخيَّ إذا ما شئت عِزّاً مؤبدا ... ... رفيعاً منيعاً لا يخالطه ذل
وملكاً كبيراً ظله ليس قالصاً ... ... سرادقة عرش المهيمن والظل
فأقبِل على النفس النفيسة زكها ... فأفلح من زكى وفاز بما يغلو
وفتِّش لها عن كل عيب تكنه ... ... وعاصِ هواها في الذي عندها يحلو
فمن طبعها إخفاء كل قبيحةٍ ... تقول ادعاء ما بها خلق رذل
وإن كمالات الورى قد تكمَّلت ... ... عليها وكل الفضل فهي له أهل
وذلك من تدليسها وغرورها ... ... خداعاً ومكراً فيه منها لنا ختل
أُخيَّ اجتهد في قمعها وخضوعها ... ... وتذليلها في كل صالحةٍ تعلو
فأنت بها تعلو إذا ما ملكتها ... وإن ملكتك النفس حاط بك الذل
أُخيَّ احترس منها ولا تكُ غافلاً ... ... فإن عشاء الذئب في الغنم الغفل
إلهيَ ملِّكني هواها وقوِّني ... ... بقوتك العظمى عليها لك الطول
فمالي عليها حلية ووسيلة ... بدونك أنت القادر القاهر العدل
وإن كنتُ عن نفسي ضعيفاً وعاجزاً ... ... فعن غيرها أولى وحولك لي حول
إلهي تصاريف القضاء تغلَّبت ... عليَّ وأنت الناصر الحكم الفصل
إلهي أشكوا الأسر في شرك الهوى ... ... ففي عنقي من أسره أبدا غل
إلهي إني أوحشتني خطيئتي ... وقلة زادي والطريق بها هول
فكن مؤنسي في وحدتي عند وحشتي ... ... فأنت أنيس الخائفين متى حلّوا
إلهي أشكو حيرتي بك أهتدي ... فأنت دليل الحائرين إذا ضلّوا
إلهي قرّبني إليك ودلني ... عليك فلا أبغي سواك ولا أسلو
إلهي إني عائذٌ برضاك من ... مساخطك اللاتي بها الطرد والذل
إلهي أنِل قلبي الرضى إن أتى القضا ... ... بما مرّ من مقدوره وبما يحلو
إلهي جنِّبني معاصيك كلها ... فإن المعاصي في رقاب الورى غل
إلهي جمِّلني بتقواك إنها ... شعار أُولي العرفان وهي لهم ظل
إلهي ثبِّتني على الحق واهدني ... وجنِّبنيَ الأهواء إذا التبس السبل
إلهي أزل ضعفي وعجزي وفاقتي ... ... وجهلي بك الملجا إذا عظم الهول
إلهي ترى حالي وتعلم نيَّتي ... وتسمع تضراعي وما خفي الكل
إلى من تكلَني هل ترى لي ناصراً ... ... سواك مُعيناً أم لغيرك أنذل
وما أنا بالباغي سواك وعنك لا ... أحول ومن حالوا فعن رشدهم ضلوا
إليك بكلي قد توجهت هذه ... بضاعتي المزجاة جيدها رذل
وأنت كريمٌ أُوفِ كيلي وزِده من ... عطاك فطوبى لي إذا وفى الكيل
وإلا فيا بؤسي ويا حسرتي ويا ... وحاشاك بل حاشا لجودك يعتل
وبحرك طام بالمواهب طافح ... ... وسيبك سام ساكب الفضل منهل
إلهي إلهي صلِّ سلِّم وزد على ... نبي الهدى من ليس يجهله الكل
وصلِّ وسلِّم هكذا دائماً على ... صحابته والآل كلكم صلوا
مع التابعين السالكين سبيلهم ... عن الحق ما حادوا وحالوا ولا ضلوا
وعُمَّ جميع المؤمنين برحمةٍ ... وفضلٍ وغفرانٍ ولو أنهم زلُّوا

اترك تعليقا