شبكة نور الاستقامة
الثلاثاء 07 / شوال / 1445 - 09:40:23 مساءً
شبكة نور الاستقامة

خشية الله

خشية

 

 

 

 

 

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الحمد لله الولي الفاطر، القوي القاهر، الغني القادر، الذي وسعت كل شيء رحمته، وأحاطت بكلّ ممكن قدرته، وتجلت في كلّ كائن هيبته، أحمده تعالى حمد من طمع في رحمته، وخشي من عقوبته، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الحكم والقهر }إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ[ (يوسف/40) وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله الله إلى خلقه بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وحذر وأنذر، وبشر بالخير ودعا إليه، وعبد الله تعالى على بصيرة حتى أتاه اليقين، اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، وعلى كلّ من اهتدى بهديه، واستنّ بسنته، وسار على نهجه، ودعا بدعوته إلى يوم الدين، أما بعد:

فيا عباد الله اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعبدوا الله كما أمركم، وأطيعوه ولا تعصوه، واشكروه ولا تكفروه، واعمروا قلوبكم بخوف الله سبحانه وتعالى ورجائه؛ فإن بطش الله شديد، وإن رحمة الله تعالى واسعة، والعبد يجب عليه أن يكون مستنيرا في طريق عبادته لربه وسيره في حياته بما ينقدح في قلبه من خوف الله تعالى ورجائه، وما أجدر العبد بأن يخشى الله سبحانه وتعالى ويتقيه! فإن كلّ ما يراه في نفسه، وما يراه في الكون من حوله باعث له على الإمعان في الاعتبار والإغراق في الاستعبار، ومن لم يكن معتبرا بغيره كان مُعْتَبَرا لغيره }وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ{ (الحديد/20).

وقد دعا الله سبحانه وتعالى عباده إلى تقواه وخشيته، فقد قال عزّ من قائل: }يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ{(لقمان/33) وإن في مصارع القوم الظالمين لعبرا للمعتبرين، والقرآن الكريم كثيرا ما يشد الأبصار والبصائر إلى ذلك، فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه: }أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ{(الأنعام/6) ويقول سبحانه: }أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ{ (السجدة/26) ويبين لنا الله سبحانه وتعالى أن هذه هي سنة الله في خلقه التي لا تتبدل؛ حيث يقول تبارك وتعالى: }فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ{ (يونس/102) ويبين لنا الله سبحانه وتعالى أن المنتفعين بهذه العبرة والمتأثرين بهذه الذكرى هم القوم الصالحون الذين يخشون الله عزّ وجلّ؛ فإنه سبحانه وتعالى بعد أن ذكر مصرع فرعون وآله قال: }إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى{ (النازعات/26).

وخشية الله سبحانه وتعالى صفة من صفات المؤمنين الذين تمكن الإيمان من قلوبهم، فإن الله تعالى يقول: }إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ{ (الأنفال/ 2 ـ 4) ويبين لنا الله سبحانه وتعالى أن الذين ينتفعون بالذكرى التي ينزلها في كتابه هم الذين يخشونه؛ حيث قال عزّ من قائل: }سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى{ (الأعلى/10) وقال الله تبارك وتعالى: }طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى{ (طه/ 1 ـ 3) ويبين لنا الله سبحانه أن الذين انتفعوا بما جاء به النبيون من قبل من النذر هم الذين يخشون الله عزّ وجلّ فقد قال تعالى: }وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ{ (الأنبياء/ 48 ـ 49) ويبين لنا الله عزّ وجلّ أن المؤمنين وهم يؤدون طاعة الله تعالى، ويتقربون إليه بأصناف القربات تمتلئ قلوبهم من خشيته؛ حيث يقول: }إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ{ (المؤمنون/ 57 ـ 60) ولذلك عندما سئل رسول الله r عن المؤمن هل يخشى الله سبحانه وتعالى في حال معصيته؟ أجاب بأن المؤمن يخشى الله تعالى في حال طاعته، ثم تلى عليه أفضل الصلاة والسلام هذه الآيات، وقال تعالى مبينا صفات زكريا وآله، وهذه الصفات تنطبق على جميع النبيين، يقول الله سبحانه وتعالى فيهم: }إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ{ (الأنبياء/90) هذه هي صفات جميع النبيين، بل هذه هي صفة الملائكة الذين هم أعرف الخلق بربهم، والذين هم أخشى ما يكونون من بأس الله سبحانه وتعالى، فإن الله تعالى يصفهم بقوله: }بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ{ (الأنبياء/ 26 ـ 28) ويبين لنا الله سبحانه وتعالى أن كلّ ما في السماوات وما في الأرض من الملائكة والدواب يخشون الله عزّ وجلّ؛ حيث يقول تبارك وتعالى: }وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ{ (النحل/49 ـ 50) ويبين لنا الله سبحانه وتعالى أن تذكير المؤمن بآيات الله تعالى يدعوه إلى خشيته وخوفه، وهذه صفة المؤمنين الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم، فقد قال الله سبحانه وتعالى: }إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ{ (السجدة/15) هذه هي صفة المؤمنين الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم، والنبي r يدعو إلى خوف الله سبحانه وتعالى ورجائه، فيقول عليه أفضل الصلاة والسلام: «من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة»، هكذا يبين لنا رسول الله r أن المؤمن إنما يبلغ المنزل، يبلغ الغاية التي يسعى إليها بخشية الله سبحانه، فإن خشية الله تدعوه إلى الإسراع في طاعة الله، وإلى الازدجار عن معاصي الله عزّ وجلّ.

والنبي r كان أخشى ما يكون من بأس الله سبحانه وتعالى، وكان يتأثر بأية ظاهرة طبيعية، فهو صلوات الله وسلامه عليه كان يتأثر بهبوب الريح، وكان يتأثر r برؤية الغيم، وكان لا يقرّ له قرار إذا رأى سحابة حتى تمطر، وكان rإذا هبت ريح قال: «اللهم إني أعوذ بك من شرها، ومن شر ما فيها، ومن شر ما أرسلت به، وأسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به»، والنبي r كثيرا ما كان يقول لأصحابه: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا»، وقد قال r: «إني لأسمع ما لا تسمعون، وأرى ما لا ترون، أطّت السماء، وحقّ لها أن تئط، ما فيها من موضع أربع أصابع إلا وملك ساجد لله واضع جبهته عليه»، ثم قال رسول الله r بعد ذلك: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، ولخرجتم من بيوتكم إلى الصُعُدَات، تجأرون إلى الله، وددت أن أكون شجرة تعضد»، هكذا كان خوف رسول الله r من الله سبحانه وتعالى، وقد استيقظ ليلة من الليالي وهو في بيت أم سلمة رضي الله تعالى عنها، فقام مذعورا، وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: «لا إله إلا الله، ما الذي نزل هذه الليلة من السماء؟ ما الذي فتح هذه الليلة من الخزائن؟ من يوقظ صواحب الحجرات ليصلين؟!»، ويعني بصواحب الحجرات أزواجه رضي الله تعالى عنهن ثم قال r: «ربّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة».

فاتقوا الله يا عباد الله حقّ تقاته }وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ[ (آل عمران/133) واخشوا ربكم في سريرتكم وعلانيتكم، واعملوا بما أمركم الله تعالى به، وازدجروا عما نهاكم الله سبحانه وتعالى عنه، وادعوا ربكم خوفا وطمعا، وتضرعوا إليه آناء الليل وآناء النهار، واحفظوا كلّ ما أمركم الله سبحانه وتعالى بحفظه من أوامره، وازدجروا عمّا نهاكم الله تعالى عنه.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروا الله يغفر لكم؛ إنه هو الغفور الرحيم، وادعوه يستجب لكم؛ إنه هو البر الكريم.

*         *          *

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، أحمده تعالى بما هو له أهل من الحمد وأشكره، وأتوب إليه من جميع الذنوب وأستغفره، وأؤمن به ولا أكفره، وأعادي من يكفره، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد، وعلى اله وصحبه أجمعين، وعلى أتباعه وحزبه إلى يوم الدين، أما بعد:

فيا عباد الله إذا كان من شأن الإنسان أن يخشى من هو أعظم منه قوة من الناس؛ فإنه لأجدر بأن يخشى الله سبحانه وتعالى ربّ السماوات والأرض الذي }تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا{ (الإسراء/44) والذي يقول للشيء كن فيكون، والذي أخرج الإنسان من العدم، ثم إن منقلبه إليه، فضلا عن كونه سبحانه قرن أمره للإنسان ونهيه بوعده ووعيده، فاتقوا الله يا عباد الله حق تقاته، واحرصوا على أن تزنوا أعمالكم بموازين خوف الله سبحانه وتعالى ورجائه، واستديموا خوفه ورجاءه إلى الموت؛ فإن من خاف الله تعالى في الدنيا آمنه يوم القيامة، وكان من الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله: }إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ{ (فصلت/ 30 ـ 32) والذين وصفهم الله تعالى بقوله: }لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ{ (الأنبياء/103) فاحرصوا رحمكم الله على خوف الله تعالى ورجائه، واستديموا ذلك إلى آخر الحياة، فقد دخل رسول الله r على شاب وهو يجود بأنفاسه الأخيرة، فسأله النبي r عن حاله، فقال له: يا رسول الله إني لأرجو الله، وأخشى من ذنوبي، فقال له النبي r:«ما اجتمعا في قلب عبد في مثل هذا الموقف إلا آمنه الله تعالى ما يخاف، وأعطاه ما يرجوه»، واعلموا أن رحمة الله واسعة، وأن عقاب الله تعالى شديد، فالرسول r يقول: «لو يعلم المؤمن ما لا يعلم من عقوبة الله لما طمع في جنته، ولو يعلم الكافر ما لا يعلم من رحمة الله لما أيس من رحمته».

فاتقوا الله يا عباد الله، واحرصوا على ما أمركم الله تعالى به، واتركوا ما نهاكم الله تعالى عنه، ولتكن لكم عبرة في الذين ينقرضون من هذه الدنيا، ويُقدِمون على الله سبحانه وتعالى بما كسبوا فيها من أجور ومن أوزار، فإن هذا الركب لا ينقطع، والسير لا يتوقف، فتزودوا إن خير الزاد التقوى، واتقوا الله في سريرتكم وعلانيتكم.

اترك تعليقا